وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في القاهرة، حيث كان أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنواتٍ فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد، وحين أتم السابعة من العمر قامت ثورة 1919 التي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في روايته (بين القصرين) أول أجزاء ثلاثيته الشهيرة.
التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة سنة 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب، انضم بعد ذلك إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف منذ العام 1938 وحتى العام 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954.
عمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية. وفي العام 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. أما آخر منصبٍ حكومي شغله فقد كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 – 1971)، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها. في تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة. ولم يُعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لهما في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.
مسيرته الأدبية
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. ففي عام 1939، نشر روايته الأولى (عبث الأقدار) التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر (كفاح طيبة) و(رادوبيس) منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة، وبدءاً من عام 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية (القاهرة الجديدة)، ثم (خان الخليلي) و(زقاق المدق).
جرب محفوظ الواقعية النفسية في رواية (السراب)، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع (بداية ونهاية) و(ثلاثية القاهرة)، وفيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته (الشحاذ) و(أولاد حارتنا) التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله، كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفانتازيا كما في روايته (الحرافيش، ليالي ألف ليلة) وكتابة البوح الصوفي والأحلام كما في عمليه (أصداء السيرة الذاتية، أحلام فترة النقاهة) واللذان اتسما بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعالم، وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدويناً معاصراً لهم الوجود الإنساني ووضعية الإنسان في عالم غريب عجيب، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.
أولاد حارتنا
توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية، ودخل في حالة صمت أدبي، انتقل خلاله من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية، ثم بدأ نشر روايته الجديدة أولاد حارتنا في جريدة الأهرام في 1959. وفيها استسلم نجيب لغواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية والاجتماعية لمصر ما بعد الثورة ليطرح سؤالاً على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون بالسير فيه (طريق الفتوات أم طريق الحرافيش؟)، وأثارت الرواية ردود أفعالٍ قوية تسببت في وقف نشرها والتوجيه بعدم نشرها كاملة في مصر، رغم صدورها في 1967 عن دار الآداب اللبنانية. جاءت ردود الفعل القوية من التفسيرات المباشرة للرموز الدينية في الرواية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة. وشكل موت الجبلاوي فيها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.
أولاد حارتنا واحدة من أربع رواياتٍ ساهمت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، كما أنها كانت السبب المباشر في التحريض على محاولة اغتياله، وبعدها لم يتخل تماماً عن واقعيته الرمزية، فنشر ملحمة الحرافيش في 1977، بعد عشر سنواتٍ من نشر أولاد حارتنا كاملة.
التقدير النقدي
مع أنه بدأ الكتابة في وقتٍ مبكر، إلا أن نجيب محفوظ لم يلق اهتماماً حتى قرب نهاية فترة الخمسينيات، فظل مُتجاهلاً من قبل النُقاد لما يُقارب خمسة عشر عاماً قبل أن يبدأ الاهتمام النقدي بأعماله في الظهور والتزايد، رغم ذلك، كتب سيد قطب عنه في مجلة الرسالة في 1944، وكان أول ناقد يتحدث عن رواية القاهرة الجديدة، واختلف مع صلاح ذهني بسبب رواية كفاح طيبة.
محاولة اغتياله
في 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية أولاد حارتنا مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على الرواية، ولم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى الأمر ثماني سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام 1967، وأعيد نشر أولاد حارتنا في مصر في عام 2006 عن طريق دار الشروق.
وفي أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.
الجدير بالذكر هنا أن طبيعة نجيب محفوظ الهادئة كان لها أثر كبير في عدم نشر الرواية في طبعة مصرية لسنوات عديدة، حيث كان قد ارتبط بوعد مع حسن صبري الخولي (الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر) بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر، فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الآداب عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.
لم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهما لم يُعدما.
وفاته
توفي نجيب محفوظ فجر 30 أغسطس 2006 إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين. وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.
أعماله
في الرواية
عبث الأقدار، رادوبيس (1943)، كفاح طيبة (1944)، القاهرة الجديدة (1945)، خان الخليلي (1946
زقاق المدق (1947)، السراب (1948)، بداية ونهاية (1949) ، ثلاثية القاهرة: (بين القصرين) (1956)،.قصر الشوق (1957)، السكرية (1957)، اللص والكلاب (1961)، السمان والخريف (1962)
الطريق (1964)، الشحاذ (1965)، ثرثرة فوق النيل (1966)، ميرامار (1967)، أولاد حارتنا، الحب تحت المطر (1973)، الكرنك (1974)، حكايات حارتنا (1975)، قلب الليل (1975)، حضرة المحترم (1975)، ملحمة الحرافيش (1977)، عصر الحب (1980)، فراح القبة (1981)، وكالة البلح (1982)،
ليالي ألف ليلة (1982)، الباقي من الزمن ساعة (1982)، أمام العرش (1983)، رحلة ابن فطومة (1983)، العائش في الحقيقة (1985)، يوم مقتل الزعيم (1985)، حديث الصباح والمساء (1987) وقشتمر (1988).
قصص قصيرة
همس الجنون 1938، دنيا الله 1962، بيت سيء السمعة 1965، خمارة القط الأسود 1969، تحت المظلة 1969، حكاية بلا بداية وبلا نهاية 1971، شهر العسل 1971، الجريمة 1973، الحب فوق هضبة الهرم 1979، الشيطان يعظ (1979)، واحد من الناس (1982)، التنظيم السري (1984)، صباح الورد (1987)، الفجر الكاذب (1988)، أصداء السيرة الذاتية (1995)، القرار الأخير (1996)، صدى النسيان (1999)، فتوة العطوف (2001)، أحلام فترة النقاهة (2004).
الجوائز
- جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية رادوبيس – 1943
- جائزة وزارة المعارف عن رواية كفاح طيبة – 1944
- جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية خان الخليلي – 1946
- جائزة الدولة في الأدب عن بين القصرين – 1957
- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى – 1962
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب – 1968
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى – 1972
- جائزة نوبل للآداب – 1988
- قلادة النيل العظمى – 1988
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)