عاد اليكس للتو من الإجازة الصيفية، وكان يبدو لطيفاً قبل الاستراحة فهو سعيد، ومسترخ، وبدا عليه التحسن بشكل مستقر، وكان مرتاحاً لتواجد الآخرين حوله. وقد استمر ذلك حتى يوم الأربعاء التالي! فقد عض سائقه، وخدش المدرسين وركلهم. وبدأ يبكي بشكل عنيف طوال فترة الصباح، وكلما أردنا الذهاب إلى حمام السباحة بدا أنه قلق جداً.
في يوم الأربعاء التالي اتصلت والدة اليكس بنا قبل بدء اليوم الدراسي، لقد كان المشهد في البيت مخيفاً، لقد خرجت عن طورها فـ (اليكس) عاد إلى حالته التي كان عليها مسبقاً والتي اعتقدت الأم أنها انتهت. قالت الأم: (هل تعتقد أنه حمام السباحة)؟
لقد كانت مصيبة في ذلك. فبالرغم من أن اليكس قد أحب السباحة إلا أن شيئاً قد حدث الآن جعل السباحة كالجحيم بالنسبة له.
وفي بقية الفصل الدراسي جربنا كل شيء نعرفه… وفرنا عدداً من الألعاب المائية في المدرسة، وجربنا قصصاً حول الذهاب إلى المسبح ووضعنا الفلين على جوانب بركة السباحة لمنع الانزلاق، وضعنا نظاماً للمكافآت وقللنا المتطلبات اليومية.. بل أوقفناها كلها.
لقد أمطرنا أفكاراً. ومع ذلك استمر اليكس في كل يوم أربعاء يهاجم كل من يقترب منه، يبكي باستمرار حتى الغداء.
وفي أحد أيام الأربعاء اتصلت والدة اليكس قبل بدء الدراسة وقالت: (هل يمكن أن ننسى ذلك؟) تقصد درس السباحة.. فوافقنا، لأن الفائدة التي نحققها من درس السباحة لم تكن تساوي الألم الذي نسببه لأليكس، فـ (اليكس) لم يستخدم مطلقاً حمام السباحة بشكل مستقل ولم يستمتع مطلقاً بتلك التمارين ولم يشارك فيها بفرح، ومع أنه كان بصحة جيدة إلا أنه كان يلاحظ عليه التوجع صباح كل يوم أربعاء.
لقد قررنا وقف دروس السباحة لأليكس ومباشرة تحول صباح يوم الأربعاء إلى صباح أكثر هدوءاً، وأكثر إنتاجية. والآن أليكس لا يعرف السباحة. فهل فعلنا الشيء الصحيح؟
عمران أيضاً لا يحب السباحة، لكنه يحب معلمته ماندي… وعندما تأتي ماندي إلى درس السباحة فإنها تمسك بيده وتتجول معه حول حمام السباحة بطريقة عفوية، تغني له أثناء ذلك، وبعد أسبوعين من عمل هذه الحركات أصبحت تضع طرف قدمها في الماء بين الفينة والأخرى. وفي الأسبوع التالي جثت على ركبتيها وبللت يديها بالماء. لقد بدأ عمران بالتكيف.
في الأسبوع الذي يليه جلست ماندي على حافة البركة وبدأت بتحريك قدميها في الماء. وبعد عدة أسابيع نزلت إلى وسطها في الماء، فتبعها عمران وما هي إلا لحظات حتى تولى القيادة. بعد مرور عدة أسابيع أصبح أكثر جرأة حتى أصبح يرشق نفسه بالماء.
(*) عن كتاب تعليم التلاميذ من ذوي اضطراب طيف التوحد