إعداد: علا محمود محمد

[email protected]

عزيزنا القارئ، هل تعرف مراحل النمو القرائي للأطفال؟ ستتعرف في هذا المقال على هذه المراحل، الأمر الذي سيساعدك في قص الحكايات لأبنائك. 

أولاً: مرحلة ما قبل القراءة:

مرحلة التناول باليد (في عمر السنة الأولى)

يكون اهتمام الطفل بالكتاب في هذه المرحلة اهتماماً عابراً، تنشأ لديه في البداية الأحاسيس اللمسية، فهو لا يهتم بالمحتوى أو الرمز.

وتجذب انتباهه في هذه المرحلة الصور براقة الألوان. الحسية الواضحة، المرئية والمرسومة على أرضية مبسطة موحدة.

مرحلة الإشارة إلى الصور (في عمر الشهر الخامس عشر):

يتركز اهتمام الطفل في هذه المرحلة على تقليب صفحات الكتاب وتمزيقها، ولا يهتم بالمحتوى أو الرمز.

ويهتم الطفل أيضاً في هذه المرحلة بالصور براقة الألوان. الحسية الواضحة، المرئية والمرسومة على أرضية مبسطة موحدة. ويلاحظ الطفل في هذه المرحلة الصور ثنائية الأبعاد ويهتم بها (كتاب الصورة).

مرحلة تسمية الأشياء (الشهر الثامن عشر):

الكتاب في هذه المرحلة وسيلة لاكتساب معلومات يستفيد الطفل منها ، وهنا يستخدم لغته الخاصة ليعبر عن القصة أمامه فقد يقول (ميو ميو) عند رؤيته للقطة.

والصور هنا تساعده على زيادة حصيلته اللغوية.

مرحلة حب القصص القصيرة (عامان):

يطلق الطفل على عملية النظر إلى صور الكتاب وتقليبه لفظ (القراءة)، ويستمتع بعملية القراءة تلك ويجب أن تحوي القصة تكرار الحركة والشخصية والأسماء.

أما الصور فتساعد على بناء اللغة إذ يحفظ أسماء الأشياء التي تعبر الصور عنها ويستطيع أن يقرأ الحدث من خلال الصورة (فعل مع حركة). ويهتم الطفل في هذه المرحلة بمتابعة الصور أثناء قراءة الراوي للقصة.

مرحلة البحث عن المعاني (سن العامين ونصف العام):

يشارك الطفل في هذه المرحلة في القصص والصور وجدانياً ويتفاعل معها ويعتبرها حقيقية. وقد يصادق إحدى شخصياتها. وقد يضيف كلمة أو يكمل جملة أثناء قراءة الراوي للقصة. ويحب تكرار الحركة والشخصية والأسماء. وفي هذه المرحلة يمكن تقديم قصص تحوي حروفاً هجائية منفصلة.

أما الصور فالطفل يتابعها أثناء القراءة ويقرؤها بأسلوبه الخاص. ويجب أن تكون القصة حسية مقروءة واضحة من البيئة ذات ألوان زاهية مرسومة على أرضية مبسطة موحدة.

ثانياً: مرحلة القراءة:

الطور الواقعي في البيئة (من 3 إلى 5 سنوات):

يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يمشي ويحرك عضلاته ويستخدم حواسه لاختبار البيئة المحدودة المحيطة به. وأن يكتشف أفراد أسرته بميزاتهم المختلفة ويدرك علاقتهم بعضهم ببعض ويكتشف الحيوانات والنباتات.

ويختلط بالأطفال من هم في سنه أو أكبر منه قليلاً. إذن فهو مشغول باكتشاف ما حوله ومن حوله. عالمه قريب منه محيط به يتلخص بكلمتين اثنتين (هنا / الآن).

والقصة هنا تساعده في عملية الاستكشاف. فالشخصيات من الحيوانات والنباتات والشخصيات البشرية كالآباء والأمهات والأخوة التي تحمل صفات جسدية أو لونية أو حركية أو صوتية سهلة الإدراك تجذب الأطفال، أي أنهم في هذه المرحلة ميالون إلى القصص الواقعية الممزوجة بشيء من الخيال لأن تخيلاتهم محدودة بالبيئة.

وبما أن الصوت والحركة واللون والحجم من الظواهر البيئية المحيطة بالطفل فإنه يتأثر بها وتزيد من تشوقه لسماع القصة.

كما أن إضافة الصفات الجسمية المعروفة بالنسبة للطفل لها أهمية بالغة كي تكون واضحة وحسية مثل الحصان الأزرق أو الضفدعة الذكية.

يتميز خيال الطفل في هذه المرحلة بالحدة مما يجعله يتخيل الكرسي حصاناً والوسادة قطاراً وهذا ما يسمى (خيال التوهم) وهو الذي يجعل الطفل يتقبل بشغف سماع القصص.

يفضل الطفل في هذه المرحلة القصص المرحة فهي تساعده على زيادة مرونة عقله وتكون علاجاً ناجحاً في المواقف الصعبة وتلعب دوراً هاماً في كل مراحل النمو. كما يجب أن تكون القصة في هذه المرحلة قصيرة سريعة الحوادث ومشوقة.

أما عن لغة القصة:

بما أن الطفل لا يستطيع في هذه المرحلة فهم اللغة من خلال التعبير الرمزي المكتوب فإن البديل الطبيعي يكون من خلال التعبير الصوتي الشفوي.

والطفل في هذه المرحلة يهتم بموسيقى الكلمات ويستمتع بالجمل المنغمة وينتبه للأصوات المرحة التي تطلقها شخصيات قصته. ويجب أن تكون كلمات القصة بالحجم الكبير وقليلة العدد في السطر الواحد والأسطر قليلة في الصفحة الواحدة.

طور الخيال المنطلق (من 5 إلى 8 سنوات):

الطفل في هذه المرحلة يكون قد تجاوز مرحلة التعرف على البيئة المحسوسة حيث علم أن الكلب يعض والنحلة تطير فهو هنا يرغب في تخيل شيء آخر وراء هذه الظواهر الطبيعية الواقعية التي خبرها بنفسه. لذلك يهتم بسماع القصص عن الشخصيات الخيالية.

ويتميز الطفل في هذه المرحلة بنمو سريع في مخيلته وشدة تطلعه ويظهر اهتمامه بسماع القصص ويتشبه الأطفال في هذه المرحلة بأبطال القصص وسلوكهم وتصرفاتهم وفيها نستطيع استثمار ميولهم إلى اللعب والتقليد والتمثيل بالقصص التي تقدم لهم السلوكيات الصحيحة والنماذج الاجتماعية الجيدة والمبادئ الاجتماعية كالتعاون والصدق وغيرها.

أما عن لغة القصة:

يمكن استعمال الكتب المصورة التي تضم إضافة إلى الرسم بعض كلمات وعبارات بسيطة في حدود قاموس الطفل اللغوي.

ويجب أن تكون الكلمات كبيرة الحجم قليلة العدد مضبوطة بالشكل التام والأسطر قليلة في الصفحة الواحدة والجمل يجب أن تكون بسيطة.

المرجع:

كيف نحكي حكاية للأطفال

تغريد الشيخ  –  مكتبة النخبة – بيروت / لبنان 2011 الطبعة الثانية