الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية:
حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم شغلي الشاغل
نعمل على تعزيز مبدأ المسؤولية المجتمعية وترسيخ قيم التطوع والمبادرة والابتكار الاجتماعي في المجالات كافة
- حاكم الشارقة هو المساهم الأول في بناء هذا الصرح الاجتماعي وضمان استمراره وتطوره
- 10 مبادرات أطلقتها المدينة في عام 2018
- المدينة منذ تأسيسها عام 1979 لم تتوقف عن أداء رسالتها تجاه فئة ذوي الإعاقة
- قمة عالمية للمناصرين الذاتيين تستضيفها الشارقة هذا العام
- تعمل المدينة بكل جد وإخلاص على مناصرة ذوي الإعاقة واحتوائهم وتمكينهم بالتعليم والتأهيل والتوظيف
- مركز الشارقة لصعوبات التعلم يوفر بيئة تعليمية مناسبة للطلبة ويتكفل بضمان حقوقهم التعليمية واستفاد من خدماته 395 طالباً وطالبة
أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في حوارها مع (جريدة البيان الإماراتية أجرته الصحافية جميلة إسماعيل ونشر في 20 فبراير 2019) أن المدينة وبالرئاسة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أصبحت مُلهمة للإيجابية والتحفيز وروح التنافس وذلك للعديد من المؤسسات والجهات، وأيقنت أيضا ذلك من خلال علاقاتها المحلية والخارجية. ومن جانب آخر فإن الشيخة جميلة القاسمي حريصة ومنذ أكثر من 35 عاماً على أن تكون المدينة مناصرة للأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والوطن العربي تعمل على احتوائهم وتمكينهم بالتعليم والتأهيل والتوظيف ليكونوا مشاركين ومستقلين في مجتمعاتهم. ومع أن المدينة تضم اليوم 2132 طالباً وطالبة إلا أن طاقمها لا يزال يعمل بجد على توعية المجتمع بأسباب الإعاقة وأساليب الوقاية منها وضرورة توفير الخدمات والتسهيلات اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وصولاً إلى تمكينهم من ممارسة حقهم في الحياة. وفي هذا الحوار تحدثت الشيخة جميلة القاسمي عن أبرز مبادرات وانجازات المدينة، وتفعيل الابتكار في خدماتها، والتحديات التي لا تزال تواجهها، وغير ذلك من المحاور الأخرى التي تحدثت عنها بشخصية تتحلى دائماً بروح الإنسانية والتواضع:
مبادرات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإنجازاتها
تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: (تحديداً في العام الدراسي الماضي سجلت المدينة العديد من المبادرات أضيفت إلى العديد من المبادرات التي أتت استجابة لحاجات الأشخاص ذوي الإعاقة واستشرافاً لمستقبل أفضل لهم، لاسيما وأن عدد المنتسبين للمدينة وصل في العام الدراسي 2017 – 2018 إلى 2132 طالباً وطالبة. وتتمثل أبرز هذه المبادرات في إنشاء مركز التقنيات المساندة، وافتتاح مركز الفن للجميع، وتأسيس مركز الشارقة لصعوبات التعلم، والتعاون مع جامعة الشارقة لإنشاء مركز الموارد لذوي الإعاقة، وإنشاء مركز الإنتاج والتدريب الإعلامي، وافتتاح أول صراف آلي لذوي الإعاقة البصرية والحركية وذوي صعوبات التعلم من قبل مصرف الشارقة الإسلامي في المبنى الرئيسي للمدينة في الشارقة، وافتتاح مزرعة الزاهية الذكية، والتحضير للقمة العالمية للمناصرين الذاتيين في هذا العام. ومن بين المبادرات التي تُسجل للمدينة تفعيل برنامج الدمج، حيث تم في العام الدراسي الماضي دمج 17 طالباً وطالبة في 15 حضانة ومدرسة حكومية وخاصة أضيفوا إلى 461 طالبا وطالبة من مختلف الإعاقات أسهمت المدينة في دمجهم خلال الفترة من 2006 إلى 2017 بالتعاون مع المدارس الحكومية والخاصة والجامعات حيث يواصل عدد من الطلبة الصم دراستهم في جامعة الشارقة.
ومن الانجازات التي نفتخر بها ـ تضيف الشيخة جميلة القاسمي ـ اعتماد مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة كمدرسة نموذجية من قبل شركة مايكروسوفت العالمية للسنة الرابعة على التوالي نظراً لاتباعها سبل التعليم الحديث، وتركيزها على استخدام التكنولوجيا في تطوير العملية التعليمية، وكذلك تخريج الدفعة الرابعة من كادر المدينة وعددهم 17 معلماً واختصاصياً ضمن برنامج العلاج بالموسيقى بالتعاون مع برنامج جامعة (إيوا) من جمهورية كوريا الجنوبية والجمعية الكورية للعلاج بالموسيقى، وقد بلغ عدد الكوادر التي تخرجت منذ انطلاقة البرنامج عام 2014 (61 معلًما واختصاصياً).
ونوهت الشيخة جميلة القاسمي بإصدار المدينة لتقرير الاستدامة الثاني لعام 2017 الذي حمل شعار (نحو تنمية مستدامة) ونشره على موقع المبادرة العالمية لإعداد التقارير (G4) باعتباره وثيقة متكاملة تبرز الصلة المباشرة بين ممارسات الاستدامة في المؤسسة، وكذلك تنظيمها لمؤتمر 5% ضمن نطاق التردد للأشخاص الصم وضعاف السمع حيث تمثلت أهدافه في تقديم الحلول والمبادرات التي من الممكن العمل عليها بالتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية والخاصة لتعزيز ثقافة الأشخاص الصم وضعاف السمع وتمكينهم.
تفعيل الابتكار:
وأوضحت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي أن المدينة تحرص دائما على تفعيل الابتكار في خدماتها، حيث تم إطلاق مسابقة تصميم التطبيقات المساندة بالتعاون مع مركز جودة الحياة التقنية في جامعة سيؤول الوطنية وبدعم من شركة LG للإلكترونيات. وقالت: (إن المدينة من خلال تنظيمها لمسابقة التطبيقات المساندة المستمرة منذ ثلاث سنوات منذ مايو 2015 تؤكد حرصها على إعداد جيل مدركٍ لأهمية المشاركة في تهيئة البيئات والتقنيات كجزء من مسؤولياته، كما نهدف من خلالها إلى نشر الوعي بين طلبة الجامعات حول دور التقنيات المساندة في تمكين ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة. ومن أهم الأهداف أيضا تحفيز وتدريب الطلبة على ابتكار تطبيقات ذكية تتبع معايير التصميم الشامل وتسهم في تحسين نوعية الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة وتعزز من استقلاليتهم باستخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى دعم المحتوى المحلي والعربي للتطبيقات المساندة).
مركز التدخل المبكر:
وتحدثت الشيخة جميلة القاسمي عن فوز مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في نوفمبر الماضي بفئة أفضل مبادرة في مجال التعليم المبكر، ضمن جائزة الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة؛ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقالت مدير عام المدينة: (نعتز ونفتخر بلا شك بهذه الجائزة القيمة التي تحمل اسم (أم الإمارات) فإنجازات المدينة عبر تاريخها، أوسمة فوق صدور العاملين فيها، لأنها تبين أهمية الرسالة التي يؤدونها بنجاح، سعياً لاحتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة ). مضيفة أن: (مركز التدخل المبكر هو أول مركز في المنطقة يهتم ويعمل على التقليل من الآثار السلبية للإعاقة سواء على مستوى الشخص أو الأسرة أو المجتمع. وقد تأسس المركز في وقت كانت الخدمات لا تزال قليلة وضعيفة في نوعها. وفي تلك الفترة حرصنا على أخذ استشارة من الاختصاصيين في هذا المجال من جمهورية ألمانيا، وركزنا على جانبين مهمين؛ تمثل الأول في تطوير وتأسيس مركز للتدخل المبكر نهدف من خلاله إلى دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع بنسبة 50% بشكل طبيعي ومن دون الحاجة إلى تدخلات أثناء تقدمهم في العمر. وتمثلت الاستشارة الثانية في إنشاء مركز للتأهيل والتدريب (لمن تجاوز سن الدراسة في الفصول الاعتيادية). وهنا قررنا التركيز على برنامج التدخل المبكر الذي عملنا فيه مع عدة برامج منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واليونيسيف، وغير ذلك. كما عملنا مع جهات دولية ومحلية، ومع مراكز صديقة من دول ثانية. ولله الحمد وصلنا إلى مستوى جيد في ذلك الوقت. كما عملنا على منهاج خاص للتدخل المبكر، وأخذنا الحقوق الفكرية للترجمة والنشر. وتضمن المنهاج برنامجاً تدريبياً كاملاً يتعلق بالتدخل المبكر، واستغرق منا عدة سنوات لإعداده.
وتضيف الشيخة جميلة القاسمي: (على الرغم من الصعوبة التي واجهناها في التواصل مع الناشر والحصول على الحقوق، ومرورنا بتجربة الرجوع لأخذ حقوق للنسخة المحدثة التي طُبعت، فقد حصلنا على حقوق التدريب وتعاونّا مع مختص خليجي في الترجمة والتدريب. وقمنا أيضاً بتطوير المركز من ناحية المكان كمبنى حيث تمت صيانته وإعادة تأثيثه وتوفير الوسائل التعليمية، ومن ناحية الكوادر وعملنا على توفير دورات تدريبية مكثفة).
تجدر الإشارة إلى أن أعداد المستفيدين من المركز في العام الدراسي الماضي بلغت 158 حالة.
مركز التقنيات المساندة:
يعتبر المركز أحد المبادرات التي أطلقتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وقد أوضحت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في هذا الصدد أن المدينة تسعى دائماً إلى مواكبة التطور في مجال التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة على المستويين المحلي والعالمي، والتي من شأنها أن تسهم في تحسين حياتهم. إضافة إلى الحرص على الاطلاع على أحدث الأبحاث والممارسات في مجال التقنيات المساندة من مختلف الجهات ذات الصدارة في المجال محلياً وعالمياً، والعمل فعلياً على تبني المشاريع الابتكارية الخاصة بالتقنيات المساندة للطلاب والمؤسسات البحثية لتصل إلى مرحلة الإنتاج والتسويق. إضافة إلى التطوير والابتكار في التقنيات المساندة وعدم الاكتفاء بما هو متوفر، لاسيما وأن التقنيات المساندة تسهم في رفد الإنسان بالوسائل والبيانات المناسبة وتساعده على ضبط إيقاع الحياة وفق الطريقة الملائمة له.
مزرعة الزاهية الذكية:
افتتحت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في نوفمبر 2018 مزرعة «الزاهية الذكية» في فرعها بخورفكان ضمن مشتل الزاهية الزراعي العضوي وهي مزرعة متطورة مزودة بأحدث التقنيات وتعد الأولى من نوعها في الدولة الهدف منها تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً ودمجهم اجتماعياً، من خلال توظيفهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في أعمال الزراعة الإنتاجية، حيث يعمل فيها الآن 10 أشخاص من ذوي الإعاقة، وتتواصل حالياً عمليات التدريب بالتعاون مع مركز ريادة الأعمال للأشخاص ذوي الاعاقة في كوريا الجنوبية، وتقول الشيخة جميلة القاسمي عن هذا الإنجاز: (تعتبر مزرعة الزاهية الذكية من المشاريع الواعدة التي تهدف المدينة من خلالها إلى دعم منتسبيها من ذوي الإعاقة، إضافة إلى أن المشروع من شأنه تحقيق طفرة هائلة في الممارسات الزراعية العضوية. وقد تم افتتاح المزرعة في نوفمبر الماضي بالتعاون مع شركة الاتصالات الكورية التي ستقدم الدعم التقني لناحية القدرة على جمع بيانات دقيقة ووافية من خلال تتبع دورة حياة النباتات من البذور إلى الحصاد، بالإضافة إلى تقنية (AIRGAP) التي توفر بيئة نمو مثالية للزراعة على مدار 365 يوماً في العام، حتى في ظروف الصيف القاسية الموجودة في دول الخليج عامة.
وتضيف مدير عام المدينة: (إن المزرعة ستسهم في تحسين ظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ثم تمكينهم من خلال توظيف التكنولوجيا والمبتكرات الحديثة والاستفادة منها إلى أقصى مدى لتحقيق هذا الهدف، والعمل في الوقت ذاته على إيجاد المزيد من الوظائف الثابتة المستقرة والمستدامة والقابلة للتطور لضمان استقلاليتهم ومشاركتهم الفاعلة في مجتمعهم). مؤكدة (أن المزرعة تعتبر بكل المقاييس نقلة جديدة في استخدام تقنيات جديدة في المزارع الذكية، الهدف منه هو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً، ومن المتوقع أن تنتج المزرعة مجموعة من النباتات العطرية خلال المرحلة المقبلة).
تحديات:
تقول الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي إنها أكملت 35 عاماً في مجال عملها مع الأشخاص ذوي الإعاقة ولا تزال تواجه تحديات. وتوضح: (إن التحدي الأكبر برأيي هو استطاعتي العمل في المكان ذاته ولمدة 35 عاماً. نعم، أحببت المكان، بقدر حبي لمواجهة التحديات، ولا أزال أواجهها، فالتحديات هي من جعلتني أكمل عملي وعطائي، وهي تعتبر الدافع لإنجاز المزيد. ولعل آخر تحدٍ كان هو تأسيس مركز الشارقة لصعوبات التعلم. لأن المركز تم تأسيسه في غضون شهرين، وفي ظل وجود خلفية بسيطة عن صعوبات التعلم بنسبة 10%. إلا أننا أكملنا اليوم ولله الحمد عامين من التأسيس والعمل بنجاح واقتدار).
ولدى سؤال الشيخة جميلة القاسمي عما يشغلها دائماً؟ أجابت قائلة: (حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم هو ما يشغلني، وأن يكونوا على معرفة بحقوقهم في شتى النواحي والمجالات. وما يشغلني أيضا وللأسف هو استغلالهم، وإشعارهم بأنهم أشخاص خارقون، فيما نحن نريد حقيقة أن نشعرهم بأنهم كغيرهم في المجتمع لهم مشاكلهم ونجاحاتهم، ويعيشون الصعوبات والتحديات مثل غيرهم).
طموحات:
تقول الشيخة جميلة القاسمي إن الإنجاز الذي ترجو أن يُتوج باسم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هو اعتماد برامج المدينة من جهات دولية معترف فيها، وأن يكون للمدينة مصادر تمويل ذاتية يتم الاعتماد عليها، بمعنى أن تؤدي المدينة دورها وتعتمد على ذاتها. وتضيف: (أرجو أن تكون هناك أعمال خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة لاسيما الذهنية فهم حقا بحاجة إلى العمل، لا بل وتأسيس أعمال خاصة بهم، وهذا ما عملنا عليه حقاً من خلال تفعيل التعاون مع عدة جهات كمؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية (رواد)، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومركز ريادة أعمال للأشخاص ذوي الإعاقة في كوريا (DEBC) إضافة إلى تطوير مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لما يمثله من استمرارية في تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وتوظيفهم ودمجهم في مجتمعهم).
395 حالة في مركز الشارقة لصعوبات التعلم:
تحدثت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي عن مركز الشارقة لصعوبات التعلم وقالت إن تأسيسه تم بناء على توجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعد أن تلقى سموه الكثير من اتصالات أهالي الإمارة عبروا فيها عن قلقهم إزاء المستوى التعليمي لأطفالهم. وعليه فقد أصدر سموه في أغسطس 2016 المرسوم الأميري رقم 49 لسنة 2016 بتأسيس مركز الشارقة لصعوبات التعلم الذي سيعمل بإشراف مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتم بالفعل إطلاق المركز في سبتمبر 2016 ويتميز بإنجازات متنوعة فكل ما يحققه من دلائل ومؤشرات قوية يؤكد حتماً على صوابية التوجه وجدية الممارسات التي ستنعكس بشكل إيجابي على الطلبة من ذوي صعوبات التعلم وأسرهم، لاسيما وأن المركز يوفر بيئة تعليمية مناسبة للطلبة، ويقدم عدة خدمات لهذه الفئة فضلاً عن توفير الأنظمة الحديثة والوسائل المبتكرة لدعم هؤلاء الطلبة وأسرهم، حيث بلغ عدد الحالات التي استفادت من خدمات المركز 395 حالة.
القمة العالمية للمناصرة الذاتية:
وانتقلت الشيخة جميلة القاسمي للحديث عن استعداد المدينة في العام الحالي 2019 لتنظيم القمة العالمية للمناصرين الذاتيين فقالت: (نعم، لقد تم اختيار إمارة الشارقة لاستضافة القمة في اجتماع الهيئة الإدارية لمنظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد العاصمة اللبنانية أواخر نوفمبر الماضي، ونحن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نعمل منذ الآن على وضع خطة وبرنامج عمل للقمة. ومعروف أن الاحتواء الشامل هي منظمة دولية تتبع لها مجموعة من الأقاليم على مستوى العالم تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والدفاع عن قضاياهم ومصالحهم وحقوقهم.. وللعلم فقد اختار الكونغرس الـ 17 لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية الإماراتية شيخة القاسمي ممثلا للمناصرين الذاتيين في إقليم المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الدولية).
مسمى الأشخاص ذوي الإعاقة:
أخيراً تطرقت الشيخة جميلة القاسمي في حديثها إلى موضوع المصطلحات فقالت: (نحن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لا نستطيع استخدام مصطلح (أصحاب الهمم) بشكل رسمي، لأننا كمؤسسة ملزمين بالاتفاقية التي صادقت عليها دولة الإمارات. كما أننا مرتبطون بالاتفاقيات الدولية ومطالبون باستخدام مسمى الأشخاص ذوي الإعاقة في تقديم أي تقارير دولية).
دكتوراه فخرية في الآداب:
تسلمت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مؤخراً شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من كلية بيكن بولاية فلوريدا الأميركية؛ تقديراً لإرثها كمناصرة رائدة في مجال التوعية الإنسانية وإسهاماتها في تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة محلياً ودولياً، فضلاً عن دورها في دمجهم في نشاطات الحياة كالتعليم والعمل والفنون، واهتمامها بإيجاد فرص عمل وإقامة مشاريع للنساء ذوات الإعاقة، وإسهامها في تأسيس مؤسسات وجمعيات ومنظمات تعمل في مجال الإعاقة على المستويين المحلي والإقليمي. كما أن منحها شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية جاء تكريماً لمناصرتها الرائدة للأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي، فكل ما دافعت عنه وحققته نيابة عن الآخرين يضعها بين الأفراد المهنيين المحترفين الذين يستحقون أعلى تكريم من كلية بيكن بولاية فلوريدا الأميركية.
حاكم الشارقة.. الداعم والملهم
توجّهت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري للمدينة، على دعمه اللامحدود ومساندته الدائمة التي كان لها أكبر الأثر في الوصول إلى هذه المرتبة المتميزة والمكانة العالمية سواءً لها شخصياً أو للمدينة التي أرادها سموه انطلاقة عربية عالمية تقدم خدماتها في جميع المجالات لأصحاب الإعاقة في أي مكان على هذه البسيطة.
انجازات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 2018:
حققت المدينة في العام الماضي الكثير من الانجازات التي كان لها الأثر في كسب ثقة المجتمع عموماً ومنها:
- 2132 شخصاً من ذوي الإعاقة تمت مناصرتهم واحتواؤهم وتمكينهم.
- 12 طالبا أصماً تم تخريجهم واجتازوا بنجاح الصف الثاني عشر الثانوي.
- تدريب 26 شخصاً من ذوي الإعاقة من طلبة المدينة والحالات الخارجية في مركز مسارات للتطوير والتمكين، وتوظيف 13 منهم في المدينة وبعض المؤسسات.
- بلغ عدد موظفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية 631 موظفاً حتى العام 2018 من بينهم 50 موظفاً من ذوي الإعاقة، بحيث بلغت نسبتهم إلى إجمالي عدد موظفي المدينة 8.6%. وقد بلغ عدد الذين تم توظيفهم مؤخراً خارج المدينة 331 شخصاً من ذوي الإعاقة، وبذلك يصل إجمالي عدد الأشخاص الذين تم توظيفهم داخل المدينة وخارجها 378 شخصاً من ذوي الإعاقة.
- وفرت المدينة خدمات التقنيات المساندة لـ 12 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقات المتعددة بنسبة انجاز بلغت 80%.
- تم تطبيق برنامج المسح والكشف المبكرين على 1027 طفلاً في الحضانات ورياض الأطفال ودور رعاية الأمومة والطفولة، منهم 63 طفلاً بحاجة إلى المتابعة، وعمل الاجراءات اللازمة. وشمل برنامج المسح منذ انطلاقته في عام 2006 وحتى تاريخه 7352 طفلاً، حيث تم الكشف بشكل مبكر عن حالات التأخر في النمو أو الإعاقة لتقديم الخدمات اللازمة.
- أول من أدخل ترجمة لغة الإشارة إلى المحطات التلفزيونية في الدولة في نوفمبر 1999.
- أول من أدخل خدمة متخصصة لحالات التوحد في الدولة في العام الدراسي 94 – 1995 في فصلين بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات ضما 8 حالات.
- افتتاح قسم للشباب بمركز الشارقة للتوحد في أبريل 2007.
- ادخال برنامج العلاج بالموسيقى بالتعاون مع جامعة ايوا الكورية الجنوبية (2014).