مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة
مدير عام مسارح الشارقة سابقا
“بكل مسؤولية ساهمت في الإرتقاء بمسارح الشارقة وتطوير القدرات المسرحية والمجتمع المسرحي من ذوي الإعاقة وغير المعاقين”
تزخر إمارة الشارقة بصروحها الثقافية ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما على المستويين العربي والدولي، وذلك بفضل الجهود المباركة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حيث حرص سموه على بناء الإنسان ثقافيا وحضاريا فشهدت إمارة الشارقة في عهده منابر علمية وثقافية أهلتها لنيل لقب عاصمة الثقافة العربية عام 1998 تقديرا لتوجه سموه واهتمامه الثقافي ورعايته للمثقفين في الوطن العربي.
ولتسليط الضوء على مستجدات حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجالات الثقافية، كان لمجلة المنال حوار حصري مع سعادة محمد حمدان بن جرش، المدير العام لمجموعة مسارح الشارقة سابقا، وهو أحد الشخصيات القيادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حمل بكل مسؤولية مشعل الثقافة في إمارة الشارقة ليبقى بنوره مشعا، ويضيء أبعد الحدود بالتطورات والإنجازات التي تحقق أهدافا ثقافية ومجتمعية ووطنية.
محمد بن جرش خريج جامعة عجمان وحاصل على ماجستير إدارة الأعمال، تدرج في مهام وظيفية عدة حيث بدأ مشواره المهني في 1998 بـ “إتصالات” بأبوظبي ثم إنتقل عام 2000 إلى المنطقة الحرة بالشارقة في قسم التراخيص وتدرج من موظف عادي إلى مدير إدارة التراخيص وكلف بإدارة خدمة المستثمرين، وانتقل بعدها إلى هيئة الإنماء السياحي والتجاري بالشارقة والشؤون الإدارية وتسلم عمله كمدير عام لمجموعة مسارح الشارقة وحاليا مدير عام المدينة الجامعية في الشارقة، وبالرغم من صغر سنه لديه خبرة واسعة مكنته من الارتقاء إلى مستويات بارزة فهو أول خريج من منتدى الشارقة للتطوير في برنامج إعداد القيادات الشابة، وحاليا عضو في المنتدى كما حصل على جائزة الموظف المتميز بحكومة الشارقة عام 2004 ومن مؤلفاته كتاب بعنوان” دليل الإداري الناجح” يتضمن تجربته الذاتية كما يسعى للحصول على الدكتوراه في الإدارة.
ومن هواياته الرياضية ممارسة كرة القدم ورياضة الجري، حيث انضم إلى نادي الشارقة الرياضي من عام 1998 إلى غاية 2004 وتنقل من إداري الناشئين إلى المدير الإداري لقطاع الناشئين إلى أن وصل إلى منتخب الإمارات للشباب في كرة القدم.
تحرص مسارح الشارقة على تهيئة الفرص أمام فئة المعاقين لخوض المجال المسرحي وإحداث نقلة نوعية في قضية الإعاقة
وفي إطار هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات أكد محمد بن جرش على اهتمام حكومة الشارقة الرشيدة ودورها الفعال في تحفيز الطاقات الشابة ودعمهم لتولي مسؤولية الإدارات والدوائر المختلفة بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي ركز على قضية بناء الإنسان من خلال شعار سموه “كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحول إلى بناء الإنسان” محققا بذلك طفرة ونهضة فكرية اجتماعية واقتصادية وثقافية من خلال مختلف الدوائر ومؤسسات حكومة الشارقة وصروحها التي شيدها والتي حازت على لقب عاصمة الثقافة العربية وستزف في 2014 في تظاهرة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية وقال: “إن هذه الإنجازات تعكس الأولويات والتخطيط الذي خطه صاحب السمو حفظه الله في الإشعاع الحضاري والفكري والثقافي للمنطقة وآثاره الإيجابية على المجتمع والوطن”.
وأضاف بن جرش أن إنشاء مجموعة مسارح الشارقة يعد جزءا هاما في التنوعية الثقافية لما تلعب الفنون في حياة الفرد والمجتمع، حيث أن المسرح له دور فعال وحيوي في تطوير الحركة المسرحية من خلال الفعاليات والأنشطة والبرامج المسرحية المتخصصة وقال: ” نحن منذ أن تولينا إدارة المجموعة وبفضل الله حققت مسارح الشارقة حراكا مسرحيا ملحوظا من الرأي العام ومن المتخصصين من خلال ما قدمته المجموعة من فعاليات ومشاركات متميزة تعدت المستويين المحلي والعربي، وتسعى مسارح الشارقة إلى مد جسور الحوار والتفاعل مع محبي المسرح من أهله وعشاقه من جميع أفراد المجتمع والأشخاص من ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من كيان المجتمع، ولهم كامل الحقوق للمشاركة في مختلف المجالات الثقافية بأنواعها وإمداداتها ونحرص في المجموعة على تهيئة الفرص أمام فئة المعاقين لخوض المجال المسرحي كممثلين ومبدعين وأيضا كجمهور مسرحي وذلك بإشراكهم ودمجهم في هذا المجال الثقافي بدون تمييز وإحداث نقلة نوعية في قضية الإعاقة”.
العروض المسرحية لطلاب المدينة من ذوي الإعاقة …حققت شهادة فخرية في الحراك المسرحي
وأخذت مسارح الشارقة على عاتقها أن تكون فضاء منفتحا على الجميع واضعة كل إمكاناتها لمصلحة المسرح في دولة الإمارات والوطن العربي وقال مدير عام المجموعة:” لنا قدوة في صاحب السمو حاكم الشارقة المؤلف والمثقف راعي المسرح والمسرحيين الذي يعتبر المسرح والحياة توأمان في مقولته (المسرح باق مابقيت الحياة) وعليه نسعى بكل مسؤولية أن نساهم في الإرتقاء بمسارح الشارقة وبتطوير القدرات المسرحية من ذوي الإعاقة وغير المعاقين وخلق مجتمع يهتم بالمسرح واكتشاف مواهب مسرحية والعمل على تأهيلها وتدريبها لتمثل دولة الإمارات بأدوار بارزة في المحافل الثقافية الدولية”.
وتحدث بن جرش عن اهتمامات إدارة مسارح الشارقة بحقوق ذوي الإعاقة في المجال المسرحي وقال:” نحن منذ أن تولينا إدارة المجموعة قمنا بالإطلاع على واقع المسرح وتحليل ما يجب أن يكون، وقمنا بتخطيط منهجية للنهوض بالمسرح إلى أفضل المستويات ونتج عن ذلك إطلاق الدورة الأولى لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي والورش المسرحية بالتعاون مع المعهد العالي للفنون في سوريا فبدأنا بوضع برنامج للتدريب والتأهيل المسرحي الهادف لبناء جمهور مسرحي مدرسي واعي ومثقف، وأضافت مشاركة طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من ذوي الإعاقة بما قدموه من عروض مسرحية متميزة خلال المهرجان شهادة فخرية لما حققته مجموعة مسارح الشارقة في الحراك المسرحي”.
وأضاف أن المسرح هو أفضل رسالة مجتمعية ويعد المنبر الأمثل لذوي الإعاقة لإيصال صوتهم ورسالتهم إلى المجتمع ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لها دور بارز وفعال من خلال ما تقدمه لفئة ذوي الإعاقة للتأكيد على حقوقهم في مختلف المجالات، وكان ملتقى المنال “المسرح والإعاقة” الذي نظمته المدينة، أحد أهم الخطوات لإظهار أهمية المسرح بالنسبة لفئة المعاقين، وقال:”نحن نعمل بتخطيط منهجي لضمان حقوق المعاقين لإبراز طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية وتأهيلهم لإشراكهم في الفعل المسرحي ودمج هذه الفئة والاستفادة من طاقاتها”.
وعن أهمية المسرح المدرسي لذوي الإعاقة، أكد محمد بن جرش، أن النشاط المسرحي من أهم البرامج والفعاليات التي تمكن الشخص المعاق من التعبير عن طموحاته وتنمية قدراته ويمنح المعاق الثقة في نفسه ويسهم في تنمية حواسه ومهاراته كما للمسرح قدرة فائقة على تعديل سلوك ذوي الإعاقة ويعالج مشكلاتهم النفسية والمعنوية منها الإنطواء والعزلة وذلك من خلال العمل الجماعي والتواصل المباشر مع الجمهور لذلك يعد المسرح من أهم الوسائل لتجاوز الإعاقة وتحديها.
وأشاد مدير عام مجموعة مسارح الشارقة بالمخرجة المسرحية روان بركات مدير مؤسسة “رنين الأردنية” وعن تجربتها المثالية في تحدي وتجاوز إعاقتها البصرية والعقبات المجتمعية، محققة بذلك نجاحات عجز عن تحقيقها غير المعاقين وأثبتت عالميا أن المعاق هو ذلك الشخص الذي لا يقدم شيئا لمجتمعه، حيث حازت “رنين” على جائزة سينارغوس للرائد الإجتماعي من أمريكا لعام 2011.
المسرح… لا بد أن يحتضن الأشخاص من ذوي الإعاقة والإعتراف بقدراتهم ومواهبهم المتميزة
ويعد سعادة محمد بن جرش عضوا في مجلس أمناء مؤسسة “رنين” الأردنية ويعتبر بذلك العضو العربي الأول الذي تختاره المؤسسة خارج الأردن، ويأتي هذا الإختيار لدوره الفعال الذي قدمه في تجسيد الشراكة بين المؤسسة ومجموعة مسارح الشارقة وتعتبر دولة الإمارات أول دولة عربية تشهد توسع نشاطات رنين المجتمعية والثقافية.
ولفت مدير عام مجموعة مسارح الشارقة إلى أن المسرح لا بد أن يحتضن الأشخاص من ذوي الإعاقة والإعتراف بقدراتهم ومواهبهم المتميزة وقال:” من واجبنا أن نقدم كل الخدمات والإمكانيات والتسهيلات وإعداد خطط وبرامج مدروسة تخدم هذه الفئة ونساهم في تقديم رسالة مجتمعية نوضح من خلالها أن فئة المعاقين لا حدود لإبداعاتهم خاصة لطلاب المدارس باعتبارهم الجيل الصاعد ومن المهم جدا أن تكون لديهم ثقافة واسعة بالتعامل الإيجابي مع فئة المعاقين لتحقيق الدمج بفكر حضاري وثقافي”.
وعن مهامه المستقبلية كمدير عام لمجموعة مسارح الشارقة أكد أنه سيحرص في إستراتيجيته على التخطيط ويركز على تطوير المسرح المدرسي لاكتشاف مواهب وطاقات شابة لتأهيلها وتدريبها وتفعيلها في الحراك المسرحي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع مجتمع الجامعات على مستوى إمارة الشارقة ليكون المسرح مرتكزا على أسس ثقافية وتربوية ترتقي بمسارح الشارقة إلى أفضل المستويات الإبداعية.
وفي كلمته الختامية عن الإعاقة وجه بالغ الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام المدينة، على جهودها المتواصلة في دعم ومساندة قضايا الإعاقة وتقديم أفضل الخدمات الإنسانية للأشخاص المعاقين وحرصها الدائم على متابعة حقوقهم المجتمعية والوطنية وقال: ” يجب على جميع المؤسسات والأفراد التكاتف مع الجهات المعنية بالأشخاص من ذوي الإعاقة”، ولفت إلى دور الإعلام المهم في تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة تقبل الآخر ليكون التعاون مثمرا ونحقق جميعا الأهداف الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة المحافظة على مبادئ تفعيل الإتفاقيات والحقوق الإنسانية والوطنية”.
وأضاف أن ما حققه الأشخاص من ذوي الإعاقة من إنجازات مشرفة تستحق وقفة احترام وتقدير لتحدياتهم لمصاعب الحياة وإصرارهم على المثابرة والمنافسة للنجاح والتميز ، وبذلك هم قدوة لغير المعاقين لكسر الحواجز وتخطي العقبات الحياتية، وبدونهم لا يكتمل العطاء لخدمة الوطن وبمشاركتهم تتعدد الإنجازات وتتنوع على مستوى الفرد والمجتمع عامة.