سعادة محمد محمد فاضل الهاملي
رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين
نائب رئيس مجلس الإدارة ،الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة
“رياضة المعاقين تعيش حاليا عصرها الذهبي في ظل رعاية وإهتمام القيادة الحكيمة في الدولة”
يشكل الإهتمام بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة علامة فارقة على تحضر الدول وتقدمها، وضرورة تفرضها اعتبارات إنسانية وتنموية باعتبارهم شريحة مجتمعية هامة ينبغي توظيفها من خلال العمل على رفع قدراتها وإزالة المشكلات التي تواجهها، لذلك شهدت السنوات الأخيرة اهتماما عالميا يدعو إلى تغيير ما هو متبع في بعض المجتمعات من عزل المعاقين داخل مؤسسات خاصة، وبلورة منظور جديد يقوم على التواصل بين فئة المعاقين وغير المعاقين وعدم عزلهم أو منعهم من المشاركة المجتمعية أو إنكار حقهم بإخضاعهم لأي نوع من التمييز أو التفرقة.
وتعد الرياضة من بين المجالات التي يستطيع من خلالها الأشخاص من ذوي الإعاقة تحسين مهاراتهم البدنية والشخصية والاجتماعية حيث تشجعهم الرياضة على الاندماج في المجتمع والاستمتاع بمباهج الحياة، كما تقوي لديهم الشعور بالانتماء إلى المجتمع وتجعلهم أكثر نشاطا وقدرة على الاستيعاب والتفكير وتجعلهم أيضا أكثر ثقة وقبولا في المجتمع الذي ينتمون إليه، وبالرغم من إعاقتهم قد يتفوقون عن غيرهم بطاقتهم الإبداعية وإصرارهم على التحدي وتجاوز المصاعب، والتاريخ وحده أثبت ذلك من خلال إنجازاتهم المشرفة وغير المنتهية في حاضرنا، خاصة أن الرياضة ارتبطت ولا تزال بالأجساد السليمة، غير أن رياضة المعاقين استطاعت البروز بقوة لاسيما في العقود الأخيرة. وعلى الرغم من أن رياضة المعاقين شهدت نقلة نوعية إلا أن المبادرات الإنسانية في هذا المجال لم تكن كافية ولم تترجم إلى أفعال واقعية فضلا عن الكثير من القوانين الخاصة برياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة غير مفعلة في العديد من الدول بسبب التحديات الكثيرة التي تواجه التطبيق.
وعلى هامش المؤتمر الدولي لرياضة المعاقين الذي أقيم تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين والذي انعقد خلال مايو الماضي2011 كان لمجلة المنال حوار حصري مع سعادة محمد محمد فاضل الهاملي رئيس مجلس إدارة إتحاد الإمارات لرياضة المعاقين، وهو من أبرز الشخصيات الذي أحدث باهتمامه الهادف وإنجازاته المتواصلة نقلة نوعية في رياضة المعاقين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
سعادة محمد محمد فاضل الهاملي، مساره الوظيفي حافل بالإنجازات والتطورات، حاليا هو نائب رئيس مجلس الإدارة والأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الإحتياجات الخاصة، وهو عضو في المجلس الوطني الإتحادي ورئيس إتحاد الإمارات لرياضة المعاقين، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وعضو مجلس أبوظبي الرياضي، وأيضا عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ونائب رئيس لجنة المسؤولية الإجتماعية في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الرياضة لها دور فعال في دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع
أكد سعادة محمد فاضل الهاملي أن فئة المعاقين تحظى بدعم خاص من حكومة الإمارات الموقرة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ويتم التأكيد على ذلك في كل مناسبة بضرورة منح هؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة كل المساعدة الممكنة لأداء دورهم المجتمعي والوطني.
وأضاف أن فئة المعاقين تحظى بدعم متواصل من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وذلك في مختلف المجالات الثقافية والإجتماعية وخاصة الرياضية، حيث حقق الأبطال من ذوي الإعاقة من خلال تفوقهم إنجازات عظيمة التي تجاوزت الحدود ليكللوا بالذهب والفضة والبرونز، ويكفي أنهم رفعوا راية الإمارات في المحافل الدولية وقال:” إن رياضة المعاقين تعيش حاليا عصرها الذهبي في ظل رعاية وإهتمام القيادة الحكيمة في الدولة، ومن هذا المنطلق انعقد مؤتمر الإمارات الدولي لرياضة المعاقين 2011 والذي شكل بأهميته منصة عالمية في الشرق الأوسط اجتمع عليها الخبراء المهتمون والمتخصصون بهذا المجال الرياضي لمناقشة آفاق ومستجدات تطوير رياضة المعاقين وبحث مجالات الاستثمار فيها لتحقيق وتفعيل ما يأمل به أبطالنا من ذوي الإعاقة ويطمحون إليه نحو مستقبل واعد بالنجاحات”.
وأشار الهاملي إلى أن الرياضة تشكل عاملا أساسيا من العوامل التي تساعد الأشخاص من ذوي الإعاقة على الاندماج في المجتمع وقال:”الرياضة هي علاج نفسي مباشر لفئة المعاقين حيث تساعدهم على إخراج طاقاتهم وجزء من هذه الطاقات يساعدهم في علاج الإعاقة وتجاوزها، كما يمنحهم الأمل في العيش وممارسة مختلف النشاطات كغيرهم من أفراد المجتمع بكل ثقة ما يسهم في تسهيل وتفعيل دمجهم المجتمعي”.
وأضاف أن المؤسسات التي تعنى بخدمات الأشخاص من ذوي الإعاقة تنظر إلى ما يمكن تحقيقه في هذا المجال، وفي دولة الإمارات انتهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة رعاه الله، وسموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي حفظه الله، سياسة واضحة في مجال الاهتمام بالمعاقين، من خلال دور الرعاية والمؤسسات التي تقوم بتأهيل الأندية الرياضية المتخصصة بهذه الفئة، والاهتمام المتزايد برياضة المعاقين، وإبراز فعالياتهم وأنشطتهم المتنوعة ويبقى المطلوب تزايد الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة لتحقيق أفضل النتائج والنهوض بواقع المعاقين في جميع المجالات”.
المؤتمر الدولي لرياضة المعاقين تظاهرة رياضية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
وعن أهمية مؤتمر الإمارات الدولي لرياضة المعاقين أكد محمد فاضل الهاملي أنه حدث عالمي من خلال مشاركة ممثلين عن الوزارات والمؤسسات والهيئات الرياضية الكبرى والمتخصصة برياضة ذوي الإعاقة من مختلف دول العالم كما شكل منبرا علميا وتوعويا من خلال المحاور التي تناولت رياضة المعاقين من الجانب النفسي والاجتماعي وتم عبر الجلسات الحوارية مناقشة أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه فئة المعاقين وايجاد الحلول المناسبة لتجاوز والحد من مشكلاتهم، موضحا:” أن المؤتمر هو أول مبادرة لاتحاد الإمارات لرياضة المعاقين فيما يخص التثقيف الرياضي على مستوى الشرق الأوسط، فاتحاد الإمارات لرياضة المعاقين قام بتنظيم عدة مسابقات محلية والاشتراك في مسابقات إقليمية وعالمية، لكن هذا الحدث فريد من نوعه وحرصنا من خلاله على رفع الوعي الرياضي بأسس علمية حول الأشخاص من ذوي الإعاقة والفئات التي نشرف عليها “.
وأضاف قائلا: سنعمل على تكرار مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى رفع الوعي العام وتساعدنا كمؤسسات رياضية على وضع اليد على التحديات والصعوبات التي يواجهها الرياضيون من ذوي الإعاقة في مجتمعهم سواء كانت تحديات رياضية أو تحديات نفسية، كما تفتح المجالات للتسويق الرياضي لفئة المعاقين”.
محمد فاضل الهاملي: “أبطالنا من ذوي الإعاقة
حققوا إنجازات عالمية استحقت رفع راية الإمارات عاليا على منصات التتويج
وعن إنجازات أبطال إتحاد الإمارات لرياضة المعاقين قال محمد فاضل الهاملي:”إننا في اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين فخورون جدا بما يحققه أبطالنا من إنجازات عالمية وإقليمية تسهم في تعزيز المكانة الرياضية للإمارات واستمرار إنجازاتهم ليظل علم دولتنا عاليا على منصات التتويج ويظهر الصورة الحقيقية لقدرات وإمكانات أبطالنا وشبابنا من هذه الفئة ومقدار التحدي والجهد الذي يبذلونه للوصول إلى ذلك وحصول اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين على أفضل إنجاز في جائزة الإمارات التقديرية للرياضة للمرة الثالثة على التوالي يعتبر شرفا كبيرا لنا جميعا، وكذلك حصول أبطالنا من ذوي الإعاقة على التقدير العادل من صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” ومساواة إنجازاتهم بإنجازات الرياضيين غير المعاقين يمثل مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا ونقلة نوعية هامة في مسيرة الاهتمام والرعاية لقيادتنا الرشيدة لأبنائها الرياضيين من ذوي الإعاقة وحافزا كبيرا لهم ولنا في الاتحاد لبذل المزيد من الجهد والعمل للارتقاء بمستوياتنا وإنجازات رياضيينا إلى أفضل المستويات”.
يواصل الهاملي حديثه عن التحديات التي تواجه المنظمات والإتحادات المرتبطة برياضة المعاقين وأبرزها عدم توفر الموارد المالية الكافية لدعم الخطط والبرامج المتخصصة في هذا المجال، وغياب الشركات الإستثمارية والإستراتيجية للقطاع الخاص ومنظمات واتحادات رياضة المعاقين وأيضا غياب الإهتمام الإعلامي برياضة المعاقين في ضوء بروز رياضة غير المعاقين بقوة وقال:” نسعى إلى تجاوز هذه المصاعب بحلول جدية للإرتقاء برياضة المعاقين وكذلك تهيئة البيئة الرياضية المناسبة للرياضيين من ذوي الإعاقة لتحقيق إنجازاتهم في بيئة ملائمة ومحفزة لبلوغ أفضل النتائج”.
الإعلام المساهم الأول في رفع مستوى الوعي العام بأهمية رياضة المعاقين
وعن دور الإعلام في دعم رياضة المعاقين أكد الهاملي أن الإعلام هو المحرك الرئيسي لمختلف نواحي الحياة، لكن الإعلام الرياضي لم يحقق اهتماما واسعا بفئة المعاقين رغم ما حققوه من إنجازات عجز عن تحقيقها غير المعاقين، داعيا الإعلام العربي لوقف التمييز وتسليط الضوء على رياضة المعاقين وأخذ حقها الإعلامي لتعزيز هذا الدور الفعال كمساهم أول في رفع مستوى الوعي الجماهيري بأهمية رياضة المعاقين وتشجيع الأشخاص من ذوي الإعاقة على ممارسة الرياضة وتوعية أسر المعاقين والمجتمع بأهميتها.
وفي ختام حديثه أكد سعادة محمد محمد فاضل الهاملي أن الإهتمام برياضة المعاقين يعزز فرص نجاحهم من خلال مشاركاتهم في المحافل الإقليمية والدولية قائلا:”نحن في اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين نبذل كامل الجهد لتوفير عوامل النجاح لأبطال الإرادة والتحدي ونسعى دائما لمواصلة المزيد من الإنجازات لتبقى مكانة رياضة المعاقين في دولة الإمارات بدعم من القيادة الرشيدة مرموقة على الصعيد المحلي والعالمي ما يضاعف مسؤولية الجميع لمواصلة مسيرة النجاح والنهوض بأبنائنا وشبابنا الرياضيين من ذوي الإعاقة إلى أبعد الحدود”.