عائشة بنت حسين علي الحشاش فتاة من ذوات الإعاقة الحركية تتقن اللغة العربية قراءة وكتابة، واللغة الإنكليزية قراءة وكتابة، كذلك اللغة التشيكية والسلوفاكية، عندما كانت في العشرين من عمرها اجتازت أربعة فصول تعليمية في عام واحد، ثم عامين دراسيين في عام آخر، لها مقالات في جريدة العرب تايمز باللغة الإنكليزية كما فازت بمسابقة للرسم وتجيد رياضة البوتشي حيث شاركت في عدة بطولات دولية محرزة نقاطاً متميزة، وهذا العام تخرجت عائشة من جامعة الكويت ـ تخصص علوم اجتماعية ـ وكانت ضمن المحتفى بهم في حفل التخرج الموحد لخريجي جامعة الكويت الذي اقيم (الاثنين 17 مارس 2014) برعاية وحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، ضمن الدفعة الثالثة والأربعين في حفل التخرج.
وكانت عائشة قد حظيت قبلها بلقاء مع حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي استقبلها مع والدتها السيدة سبيكة الغيص بقصر بيان (الأربعاء 23 مايو 2012) أهدت فيه سموه كتابها (إعاقتي سر نجاحي) و(مشروع اعادة ترميم قصر مشرف).
وقد أشاد سموه بروح التحدي والكفاح التي تتحلى بها عائشة مؤكدا حرص دولة الكويت على رعاية أبنائها من ذوي الإعاقة انطلاقا من الإيمان بقدراتهم وامكاناتهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم ليمارسوا دورهم الفاعل في خدمة الوطن معربا سموه عن تمنياته الخالصة لها بدوام التوفيق والنجاح.
……………
… عائشة لا تقدر على الكلام وعندها صعوبات في تناول الطعام والبلع والمضغ لكنها لم تستسلم لإعاقتها وقررت مواجهتها بكل ما أوتيت من عزيمة وقوة فكان أن حققت ما يعجز عنه الكثيرون من غير المعاقين وسجلت اسمها ضمن المتميزين في أكثر من مجال لتؤكد أن الأشخاص من ذوي الإعاقة قادرون على التفوق والإبداع.
عائشة قدمت قصة حياتها من خلال كتاب باحت من خلاله بمكنونات نفسها ومشاعرها التي قد لا يعرفها الجميع حيث تحدثت عن سبب إعاقتها جراء خطأ الطبيب الذي ترك والدتها تعاني من آلام المخاض أربعاً وعشرين ساعة بدلاً من إجراء عملية قيصرية لها الأمر الذي قطع الأوكسجين عنها وتسبب بإعاقتها، لكن عائشة مؤمنة بأن الله قدر وما شاء فعل.
وكانت عائشة قد حظيت قبلها بلقاء مع حضرة صاحب السمو أمير
في سردها لتفاصيل حياتها تتحدث عائشة عن الصعوبات التي يجهلها الكثيرون منذ اللحظة الأولى لولادتها وكيف عرفت من أبيها وأمها حجم التحديات التي واجهتها يومأً إثر يوم لكن حنان الأهل والأم خاصة كان يمدها بالقوة بالإضافة إلى اهتمام ورعاية والدها قبل وفاته، ثم شقيقها مشعل الذي قام مقام أبيها في رعاية الأسرة، لكن التحديات لم تنته حيث أكد جميع الأطباء الذين عرضت عليهم أن حالتها ميؤوس منها.
هنا كان للأم رأي آخر.. فلم تستسلم لتقارير الأطباء وراحت تقوم بالاختبارات بنفسها.. وعندما قربت قدم عائشة من النار ذات مرة قامت عائشة بإبعاد قدمها.. هنا عرفت الأم أن بمقدور عائشة التعلم والتدرب وهكذا وضعت الأم خطة عمل تتضمن تعليم عائشة على الرسم بمساعدة الأب والأخوة والاستعانة بوسائل تعليمية تنمي ذكاءها وقاموا بتعليمها الحروف والأرقام، واصطحبوها خارج المنزل وعلموها أسماء الشوارع والأمكنة .
وتتحدث عائشة عن رحلة العلاج الطبيعي في المنزل وجلسات علاج النطق والكلام حتى أصبحت مع الزمن قادرة على إيصال ما بداخلها إلى أسرتها وكل الفضل بعد الله إلى الصبر الذي يقود إلى النجاح وإخلاص الأهل في مساعدتهم بكل ما أمكنهم، وقد تعلمت عائشة الصلاة وشغفت بقراءة الأدعية تقرباً من الله جل جلاله.
تسرد عائشة في كتابها (إعاقتي سر نجاحي) بعض التفاصيل عن علاقتها بالمرحوم والدها ومدى مساندته لها في مواجهتها لمختلف التحديات وإحاطتها بحنانه ورعايته فكان مع أمها وأخوتها خير معين وخير سند، كما سردت تجربتها في الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين ومقدار الفائدة الكبيرة التي اكتسبتها من الجمعية كبعض المهارات ومشاركة اللعب والعلاج الطبيعي والالتزام بالوقت والنظام بالإضافة إلى القيام بالرحلات الترفيهية التي تدخل السعادة والسرور إلى النفس.
وبعد الجمعية الكويتية التحقت عائشة بمدرسة خليفة لذوي الاحتياجات الخاصة حيث احتضنتها السيدة لولوة الغانم صاحبة المدرسة ولم تبخل عليها بالحب والحنان وقد ساعدتها على الاندماج مع الكثير من الأشخاص الرائعين، ثم انتقلت عائشة إلى مركز الرجاء لتعليم الكبار ومحو الأمية وواصلت تعليمها، وبعدها طارت في رحلات العلاج إلى أوكرانيا وتشيكوسلوفاكيا وأوكرانيا حيث استعرضت ما تخللته هذه الرحلات من مواقف صعبة ومفرحة.
إعاقتي سر نجاحي كتاب يلخص سيرة حياة عائشة حسين الحشاش بحلوها ومرها.. تقدم فيه تجربتها ورحلتها مع الإعاقة.. كيف تحدتها بعزيمة وإصرار، وبمساعدة الأهل وإيمانهم بقدرتها على التغلب عليها استطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)