اهتمامنا بالإشخاص ذوي الإعاقة نابع من استشعارنا بالواجب والمسؤولية “النقل حرية وحق إنساني للجميع وبدون تمييز”
في إطار الجهود المبذولة في مجال الإهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة، حققت ولا تزال إمارة الشارقة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوالمجلس الأعلى حاكم الشارقة، الكثير من الإنجازات لمختلف فئاتهم.
حيث يحرص سمو الحاكم في سياسته الإجتماعية على الحقوق الإنسانية والواجبات والحريات انطلاقا من مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص مع تركيزه الدائم على الإرتقاء بجودة الخدمات المقدمة لفئة المعاقين في جميع المجالات التعليمية والمهنية والإبداعية، وتفعيل دورهم الإجتماعي وتعزيز إنتمائهم الوطني مع تقدير مشاركتهم الفاعلة في التنمية الوطنية.
ومن بين الحقوق والخدمات الأساسية للشخص المعاق على اختلاف أنواع الإعاقة الحق في التنقل واستخدام المواصلات العامة لحياة يومية بعيدة عن التهميش والتمييز والعيش بكرامة كغيره من أفراد المجتمع غير المعاقين وتهتم مواصلات الشارقة بتطبيق أفضل معايير خدمات المواصلات المتعارف عليها بهدف تقديم خدمات ذات جودة عالية للركاب وتعد حافلات المواصلات العامة وسيلة النقل العام الوحيدة لنقل فئة المعاقين في إمارة الشارقة.
ولتسليط الضوء على دور مواصلات الشارقة في الإرتقاء بخدمات الأشخاص من ذوي الإعاقة والإهتمام بكافة التسهيلات التي تساعد على تحقيق دمجهم المجتمعي وضمان حقهم في النقل العام كان لمجلة المنال حوار حصري مع سعادة عبد الله محمد الزري الشامسي مدير عام مواصلات الشارقة لمعرفة المستجدات الحاصلة حول حقوق المعاقين في التنقل بحرية وكرامة.
سعادة عبدالله محمد علي حمد الزري الشامسي
من مواليد1964 بإمارة الشارقة، متزوج وله خمسة أبناء، تدرج في تعليمه العالي بتقدير امتياز من شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة الامارات دفعة 1987 إلى شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة الشارقة دفعة 2006 ، والتحق بعد تخرجه من الجامعة بديوان المحاسبة كمدقق حسابات لمدة 5 سنوات، بعدها التحق بالعمل بمؤسسة مواصلات الإمارات لمدة 10 سنوات كمدير لفرع دبي ثم مديرا لإدارة الشؤون الادارية للمؤسسة، وفي عام 2003 التحق بمواصلات الشارقة كمدير عام بعد صدور مرسوم إنشاء المؤسسة من صاحب السمو حاكم الشارقة – حفظه الله في أواخر عام 2002، حيث تولى مسؤولية تأسيس المؤسسة.
وشارك عبدالله الزري خلال فترة عمله في عضوية مجالس إدارات الهيئة الوطنية للمواصلات وشركة الاتحاد للقطارات ومجلس أمناء الأمانة العامة للأوقاف في الشارقة، وتتلخص إهتماماته وهواياته في حبه للسفر والتعرف على الثقافات وتجارب الدول الأخرى، كما يبدي اهتماما في التعريف بدولة الامارات في مختلف المجالات الثقافية والتراثية والسياحية والدينية .
ووقد حظي بتكريم مؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات الذي عقد في العاصمة أبوظبي هذه السنة كشخصية رائدة في مجال النقل العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نظرا لما قدمه من جهد في وضع علامة فارقة وأفكار مبتكرة في مجال النقل .
رغم الإهتمامات التي توليها الدولة يبقى التحدي قائما لتوفير الأفضل لفئة المعاقين
يؤكد سعادة عبد الله الزري أن دور مواصلات الشارقة في تفعيل المبادئ الإنسانية والإجتماعية لدعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة إنما يأتي تجسيدا للرؤية الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، حيث تحرص مواصلات الشارقة من خلال مسؤولياتها ومشاركاتها المجتمعية في تفعيل دورها تجاه دعم الاشخاص ذوي الاعاقة بتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لهم، وقد قامت المؤسسة منذ مباشرة نشاطها في عام 2003 بمراعاة توفير متطلبات ذوي الاعاقة في تنقلاتهم من خلال حافلات المواصلات العامة، كما حرصت المؤسسة كذلك على دعم كافة الأنشطة التي تقوم بها مختلف الجهات الحكومية والأهلية لخدمة المعاقين وتوعية المجتمع بحقوقهم الإنسانية والوطنية.
وعن تقييمه لوضع الأشخاص من ذوي الإعاقة على مستوى إمارة الشارقة والإمارات بشكل عام قال عبد الله الزري:” إن صاحب السمو حاكم الشارقة – حفظه الله – يولي اهتماما خاصا بمراعاة حقوق ذوي الإعاقة في إمارة الشارقة، ويتجلى ذلك في العديد من المظاهر مثل إنشاء مدينة الشارقة للخدمات الانسانية منذ عام 1979 و إنشاء نادي الثقة للمعاقين منذ عام 1987 بالاضافة الى احتضان الشارقة جمعية أهالي ذوي الإعاقة كإحدى جمعيات النفع العام في الشارقة، وأيضا تحتضن الشارقة العديد من الفعاليات الرياضية مثل البطولة العالمية لذوي الإعاقة والبتر والعديد من البطولات على مستوى الإمارة، أما وضعهم على مستوى الدولة، بالرغم من كافة الخدمات المتوفرة لهم يبقى التحدي قائما لتوفير الأفضل من الخدمات المطلوبة لفئة ذوي الاعاقة في العديد من إمارات الدولة وتسهيل كافة أمورهم الحياتية للعيش بإستقلالية بعيدا عن عوامل التمييز”.
وأضاف أن مواصلات الشارقة تتخذ كافة التدابير لتوفير تسهيلات النقل لفئة المعاقين على مختلف أنواع إعاقتهم حركية، سمعية، بصرية وذهنية.. حيث تحرص إدارة مواصلات الشارقة على مراعاة تسهيل تنقلات ذوي الاعاقة الحركية بصورة خاصة، حيث اعتمدت المؤسسة المواصفات الفنية اللازمة لاستخدام الكراسي المتحركة في حافلات المواصلات العامة من خلال توفير الجسور المتحركة في مداخل الحافلات لمساعدة ذوي الاعاقة الحركية على دخول الحافلة والخروج منها بكل يسر وسهولة، كما راعت المؤسسة تهيئة مواقف حافلات المواصلات العامة لحركة الكراسي المتحركة بالإضافة إلى ذلك تحرص المؤسسة على الوفاء بمتطلبات ذوي الإعاقة في كافة مبانيها ومرافقها الجديدة قد الإنشاء.
عبد الله الزري:” الدعم المادي وحده غير كاف لضمان حقوق المعاقين ويجب التركيز على دعمهم المعنوي وتشجيعهم على الدمج المجتمعي”
لقد أظهرت مواصلات الشارقة مساهماتها الفعالة في دعم فئة المعاقين في العديد من المناسبات ويقول عبد الله الزري عن هذه المساهمات:”في الحقيقة اهتمام مواصلات الشارقة في دعم فئة المعاقين نابع من استشعارها بالواجب والمسؤولية في نفس الوقت تجاه هذه الفئة وخاصة فئة المعاقين ذهنيا، حيث يقع على عاتق المجتمع بصفة عامة سواء المؤسسات الرسمية أو الأهلية أو الأفراد بمختلف أطيافهم مسؤولية دمج هذه الفئة في المجتمع والاستفادة مما تتمتع به من امكانيات ومهارات متنوعة، وأعتقد أن الدعم المادي وحده غير كاف لضمان حقوق فئة المعاقين بل يجب تقديم الدعم المعنوي لهذه الفئة من خلال منحها الثقة و التشجيع على اندماجها في المجتمع و استشعار بأنها فئة منتجة وليس عبئا على المجتمع، كما يجب التركيز على الجانب التشريعي والقانوني لدعم فئة ذوي الاعاقة على مستوى الدولة وذلك لضمان توفير كافة متطلباتهم والمحافظة على تفعيل حقوقهم التي نصت عليها الإتفاقية الدولية لحقوق المعاقين”.
وفي نفس السياق الحقوقي لذوي الإعاقة تحدث مدير عام مواصلات الشارقة عن رأيه في توظيف هذه الفئة في المؤسسات الخاصة والحكومية وأكد إنطباعه الإيجابي إلى حد كبير خاصة وجود عدة تجارب ناجحة في هذا الشأن، حيث قامت الإدارة العليا لمواصلات الشارقة بتعيين موظفين من ذوي الإعاقة بالتنسيق مع نادي الثقة للمعاقين، وتم تمكينهم في وظائف إدارية حسب قدراتهم وإمكانياتهم على العطاء والتي لا تتطلب قيامهم بجهود كبيرة مقارنة بالوظائف الميدانية وأثبتوا هؤلاء الموظفين نجاحا كبيرا في أدائهم الوظيفي بكل تميز.
وأكد سعادة عبد الله الزري أن مواصلات الشارقة لديها خطط مستقبلية لتوفير خدمات جديدة لذوي الإعاقة لضمان دمجهم المجتمعي بفاعلية وقال:” لدينا خطط مستقبلية فيما يخص تمكين ذوي الإعاقة وذلك بالاستعداد لتقديم تقارير عن المبادرات الناجحة لتعزيز دمجهم في وظائف معينة في المؤسسة، ووضع خطة بالتنسيق مع مؤسسات الإمارة للتوعية في كيفية التعامل الصحيح مع فئة ذوي الإعافة، وأيضا نهتم بمواكبة التطورات الحاصلة في مجال نقل فئة ذوي الإعاقة لتسهيل وتوفير كافة إحتياجاتهم في هذا الشأن انطلاقا من أهمية هذه الفئة وضرورة دمجهم المجتمعي وهدفنا هو توفير مستوى خدمات حديثة وراقية للركاب المعاقين وغير المعاقين سواء داخل الإمارة أو على الطرق الخارجية وبأفضل المواصفات”.
الرؤية المستقبلية لواقع الإعاقة في الإمارات تبشر بالنهوض بكافة الخدمات المقدمة لهم
وفي ختام الحوار تحدث سعادة عبد الله الزري عن نظرته المستقبلية لواقع الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة وقال: ” إن واقع هذه الفئة في إمارة الشارقة خاصة يشير إلى أنه قد تحقق الكثير من الفوائد التي عادت بالنفع على المجتمع وأسر المعاقين والمعاقين أنفسهم، كالإسهام في مساعدتهم على تخطي كافة العقبات ودمجهم الدمج المتكامل بالمجتمع، وذلك انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات بالمعاقين والمساهمة في تفعيل دورهم بالمجتمع”.
وأضاف:”إن الاطلاع على واقع برامج التأهيل في الإمارات والرؤية المستقبلية تبشر بالنهوض بالخدمات المقدمة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، بالإضافة إلى الإجراءات العملية التي تقوم عليها عملية القياس والتشخيص في مجالات التأهيل والتعرف على أحدث البرامج العلاجية وأساليب تطبيقها من خلال ورش العمل التي تنظم تحت إشراف أخصائيين يشاركون الأهالي والمهتمين بالتطبيق العملي وبشكل يومي لإكسابهم المزيد من المهارات والخبرات بمواصفات التكنولوجيا الحديثة، ومدى توظيفها لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة والإرتقاء بمستوياتهم إلى الأفضل”.
وفي إطار الإهتمام المشرف الذي أوضحه سعادة عبد الله محمد الزري مدير عام مواصلات الشارقة، في سعيه المتواصل لتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لفئة المعاقين، أن مؤسسة مواصلات الشارقة بقيادتها الرشيدة وخططها الإستراتيجية، تهدف إلى ضمان خدمات مجتمعية عالية المستوى، وبذلك أثبتت مؤسسة مواصلات الشارقة بتوجهها أن حرية التنقل هي حرية إنسانية وحق إنساني للجميع وبدون تمييز، وبالفعل يستحق مدير عام مواصلات الشارقة أن يمثل الشخصية الرائدة في مجال النقل العام ونموذجا يحتذى به، تتويجا لجهوذه المبذولة على مدى السنوات الماضية، وسعيه الدائم للإرتقاء بقطاع النقل وتطويره لخدمة كافة أفراد المجتمع عامة واهتمامه المستمر بفئة المعاقين بشكل خاص وإعطائهم الأولوية في خدمات النقل من أجل ضمان مصلحتهم ومصلحة الوطن.