يمتلك الفنان هشام المظلوم، القدرة على التكثيف والاختزال كي يصل في النهاية إلى تصميم «شعار» يختصر فيه ما يمكن أن تقوله العبارات، بقدرة تبيان مهاراته على الارتقاء بفنون التصميم، ما يساهم في تعزيز الثقافة البصرية عند المشاهد. وإلى جانب عمله الإبداعي، يعمل هشام المظلوم، مديرا لإدارة الفنون في الشارقة، ومن خلال الإدارة تم طرح العديد من البرامج التي تساهم في تطوير الحركة التشكيلية في الدولة، والمظلوم لم يقف يوما عند تقديم كل ما هو متميز، شكلت علامة فارقة في مجال التصميم الإماراتي الذي يعد أحد رواده.
هشام المظلوم، له آراء في التشكيل المحلي وفي تصميم الشعارات وفي عموم الحركة الفنية.. وعن عوامل نجاحه في مجال التصميم يقول: لا بد في هذا المجال من الإشارة إلى أن إمارة الشارقة التي أضحت بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، مكانا لعرض التجارب الفنية، وللحراك الفني، وساحة جامعة لمختلف الفنون، وبالتالي كان التنافس على تقديم أفضل ما يستطيعه الفنان أو المبدع، هو السمة الغالبة في تلك المرحلة، وبهذا المعنى كنا نصب كافة جهودنا وقدراتنا على إخراج العمل بأفضل صورة ممكنة، والتفكير على أعلى مستويات ممكنة.
أما الأسس التي يستند عليها في تصميم البوستر أو الشعارات فهناك كما يقول العديد من الأسس التي ينبغي أن يتضمنها التصميم، من حيث التكوين والتوازن والبساطة، وأن تكون الفكرة مباشرة وتحمل أكثر من شكل للهدف والمعنى نفسيهما، وأيضاً يجب مراعاة قلة الألوان في التصميم، وإمكانية تحويله إلى لون واحد دون أن يفقد معناه، وأن يكون مبتكرا وجديدا، مع مراعاة إمكانية الإفادة منه في كافة المجالات والوسائل الترويجية، فالتصميم لا يعتمد على المعالجة الغرافيكية وحسب، وإنما يدخل في كافة مجالات الفنون، وهذا كله يعتمد بالتأكيد على عمق الفكرة المستخدمة وقدرتها على إيصال رسالة بصرية تحمل مضامين ودلالات خاصة، والأهم من كل ذلك هو تحقيق الخصوصية والأسلوبية المميزة في العمل الفني الغرافيكي.
ويضاف إلى ذلك ضرورة التفكير بأن هذا العمل موجه إلى كل شرائح المجتمع ومختلف الأجيال، وبالتالي يجب أن يكون مقروءاً على المستوى البصري، وعلى مستوى الفكرة التي يريد إيصالها. ومن هنا يجب تأمل الفكرة ملياً، ويجب أن تكون هنالك رؤية قادرة على تفهم كيفية التعامل مع العمل الفني وقدرته على استثارة الحواس، ولفت الانتباه.
التصميم من فكرة إلى عمل مكتمل
يقول الفنان هشام المظلوم في هذا المجال: أعتقد أن المرحلة الحاسمة في التصميم تكون في الاسترخاء والتأمل والتفكير ملياً بالهدف المراد من كل تصميم، وكلما تشكلت قاعدة معرفية أكبر حول هدف التصميم، أصبحت الصورة أوضح عن ماهية الشكل والهيئة التي ينبغي أن يكون عليها، وهذه يعني التركيز على البحث في المصادر ودراسة أكثر من مشروع لأكثر من فكرة.
كما أن طريقة عرض المشروع وتقديمه ينبغي أن تكون متميزة وذلك كله بعد أن تكون أشبعت التصميم من خلال التجريب والبحث والحذف والإضافة، إلى أن يستقر الشكل بعد أن يكون قد مر بالعديد من التحولات، حتى يصل إلى أبسط صورة ممكنة والتي تستطيع أن تحمل في الوقت نفسه، كل ما يريد التصميم أن يقوله، وحين تقدم دراسة المشروع يجب أن تكون موحدة في الهوية، من حيث الألوان والألوان البديلة ونوع الخط المستخدم، وحجم الحرف، وسوى ذلك من عناصر التصميم.
تطوير بالاطلاع
يقول الفنان هشام المظلوم إن الاطلاع الدائم ومتابعة كل ما هو جديد في عالم التصميم، يلعب دورا حاسما في تطوير قدرات الفنان، ويصقل أدواته، وذلك حين يمزج المصمم علمه بالحب والصدق. وما أحاول التأكيد عليه في أعمالي له علاقة بالاستفادة من هويتنا الحضارية الخاصة ومن مفردات البيئة التي تحيط بنا، لصياغة تصاميم تحمل سمتنا وأسلوبيتنا الخاصة. وربما يكون هذا ما يشغلني بشكل دائم في مختلف تصاميمي التي أحاول أن أستخدم في تكوينها الرموز البيئية والمحلية. ويجب أن تكون هناك بصمة خاصة تميزك عن الآخر، وليس من سبيل أفضل من التعبير عن الهوية العربية، بمختلف مفرداتها ومكوناتها الجمالية.
أهم الشعارات
وعن أهم أعماله يقول: لكل تصميم حكايته وسيرته، ومكانته التي يحتلها في قائمة التصاميم التي أنتجتها، إلا أن أقرب التصاميم إلى قلبي: تصميم شعار «تلفزيون الشارقة»، «مونديال آسيا 96»، «مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية»، «جمعية حماية اللغة العربية». وأيضا العديد من التصاميم التي تصعب المفاضلة بينها، فلكل عمل خصوصيته وحساسية الحالة التي نفذ بها، وكل محاولة أو اسكيتش، أو تخطيط أولي لفكرة ما تأخذ أهميتها في سيرتي المهنية والفنية.
أدوات التصميم
أما عن أدواته لتنفيذ أفكاره فيوضح أن التصميم هو تصميم الفكرة أولا والقدرة على ضبط التكوين وتوزيع عناصره بشكل إيقاعي متناغم ومنسجم. والعمل على رسم الاسكتش ووضع التخطيط الأولي يشكل متعة كبيرة بالنسبة لي لا تقدمها برامج الكومبيوتر، إلا أن التعامل مع التقنيات والبرامج الحديثة في التصميم، أمر لابد منه، فهذه البرامج هي وسائل مساعدة لتنفيذ كل ما تتخيله في تصاميمك، وبالتالي يمنح المصمم إمكانات لا محدودة في التعبير، وأنا لست ضد ذلك. فعلى العكس أنا أجد أنه من الضروري معرفة تلك التقنيات والإمكانيات. إلا أنني لازلت أتمتع بوضع أسس التصاميم بالصورة التي تتحد فيها اللمسة اليدوية مع المهارات التقنية.
هشام المظلوم… سيرة ذاتية
- هشام عبد الله سعيد المظلوم من دولة الإمارات العربية المتحدة حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة الإمارات العربية المتحدة (العين 1985) تخصص اتصال بصري وإدارة.
- شغل وظيفة مساعد المشرف الثقافي والفني بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 1985 ومشرفاً عاماً على كافة مطبوعات الدائرة، كما عمل بتلفزيون الشارقة منذ مرحلة التأسيس وحتى الافتتاح 1989/8 ومساعد رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الشارقة للكتاب منذ أول معرض 1985 حتى المعرض الحادي عشر، ومسؤول قسم ثقافة الطفل بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة (89 1990)، ومنسق عام بينالي الشارقة الدولي الرابع للفنون 1999م، ومدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام (1995)، ويشغل الآن منصب المدير المسؤول لمتحف الشارقة للفنون.
- تلقى عدة دورات تدريبية في مجال فن الجرافيك والكمبيوتر ثلاثة أبعاد مع شركة Thomson 1989 وأنظمة التصميم بمجال الكمبيوتر في قطر بشركة Getris Images وفي شركة Gertis Images في أبو ظبي.
- عضو مسرح الشارقة الوطني منذ 1980 شارك خلالها في التصميم الفني المسرحي لبعض أعمال المسرح.
- عضو الفريق القومي لكرة الطاولة لدولة الإمارات 1980 ولاعب كرة الطاولة بنادي الشارقة ونادي النصر دبي 1970
- شارك في عدة معارض داخل وخارج الدولة وأقام معرضاً فردياً تخصصياً.
- مصمم شعارات: تلفزيون الشارقة معظم الأندية الرياضية المنافسات المحلية والقطرية والعالمية، شعار الدورة الآسيوية للشباب في كرة القدم 1992، شعار دورة المسابقات البحرية العالمية دبي 92 1994، صمم شعار الدورة الآسيوية الحادية عشرة لكأس كرة القدم وفاز الشعار من خلال منافسة محلية وعالمية.
- صمم طابع بريد لدولة الإمارات والعديد من الملصقات لمناسبات مختلفة والملصقات الفنية لكافة نشاطات دائرة الثقافة والإعلام إضافة لتصميم أغلفة كتب وطوابع بريد.