الطالبات الصم يهدين تخرجهن إلى سعادة الشيخة جميلة القاسمي
إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أهدت خريجات كلية الاتصال (جامعة الشارقة) من الطالبات الصم تخرجهن المميز مع فائق الاحترام والتقدير لكل ما قدمته وتقدمه هذه الإنسانة النبيلة خدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة سائلين المولى عز وجل أن يكتب لها وللمدينة على الدوام مزيداً من التألق والرفعة والنجاح.
آسيل بسام، عواطف علي، زينب إبراهيم حبيب المهدي، لمياء عثمان فرج، هن الدفعة الثانية من الطالبات الصم المتخرجات من جامعة الشارقة وكن قبل التحاقهن بالجامعة ينهلن العلم في مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة فأثبتن تفوقهن وجدارتهن بما أولته لهن المدينة من اهتمام ترجمنه إلى تميز جلي أظهرنه خلال الفترة التي تعلمن فيها في المدرسة فالطالبة آسيل التحقت بالمدرسة بين عامي 1994 و1995 ثم دمجت في مدارس السامعين والطالبة زينب التحقت بالمدرسة منذ العام 1990 حتى 2004 حيث دمجت في مدارس السامعين بينما واصلت عواطف منذ العام 1991 ولمياء منذ العام 1989 تعليمهما في مدرسة الأمل للصم حتى الإلتحاق بالجامعة وتابعن جميعاً اختصاصهن بتصميم الغرافيك والوسائط المتعددة بكلية الاتصال ثم حين تخرجن بدرجات تراوحت بين الجيد والجيد جداً (B*C).
مترجمة لغة الإشارة صافيناز حسين جودة أوفدتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتكون مرافقة للطالبات الصم خلال تعلمهن في الجامعة تترجم لهن المحاضرات وتساعدهن على التواصل مع المعلمين والزملاء على الرغم من أن بعض الطالبات كن يتواصلن أحياناً بطريقة قراءة الشفاه والكتابة ومن خلال ذلك كان يبدو للعيان حجم الاهتمام الكبير الذي تبديه المدينة وسعيها المستمر لتوفير أحسن الظروف لهن.
فبالإضافة إلى توفير مترجمة لغة إشارة دائمة معهن كانت الإدارة العليا للمدينة حريصة على الاجتماع سنوياً بالطالبات لمعرفة احتياجاتهن وتلبيتها مع توفير أجهزة التسجيل الضرورية لتسجيل المحاضرات التي قد تفوتهن مع توفير دورات تدريبية وتقوية لهن في المجالات التي يحتجنها ناهيك عن تكفل المدينة بصيانة السماعات الخاصة بهن وتوفير التأمين الصحي والمتابعة المستمرة على الدوام.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض هؤلاء الطالبات لسن متزوجات وحسب بل لديهن أطفال صغار، أي أنهن استطعن بإصرارهن وعزمهن أن يوفقن بين حياتهن الاجتماعية والدراسية والتخرج من الجامعة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة الإرادة وحسن المثابرة كما أنهن وخلال دراستهن الجامعية لم يستكن للراحة بل رحن يتدربن لتعزيز مهاراتهن وقدراتهن المعرفية والعملية حيث تدربت عواطف في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وزينب في معهد إعداد القادة للشرطة وآسيل في المركز الإعلامي في الجامعة ولمياء في نادي دبي للمعاقين.
طبعاً لم يفت إدارة المدينة حضور ومساندة مشروع تخرجهن الذي قدمنه بشكل مشترك لكن مع اختصاص كل طالبة بجزء هام منه فجاء على قدر التوقعات معنوناً ب (إعادة تصميم المطبوعات والوسائط المتعددة داخل مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي) وقد كان بحق مشروع تخرج مميز استحقين عليه الثناء والتقدير، وهن الآن يواصلن رحلة البحث عن عمل يسكبن فيه خبرتهن العلمية ويحققن من خلاله ذواتهن المهنية.
بالأمس القريب تخرجت فرحانة حافظ عبد الحكيم كأول طالبة صماء في الدولة بمؤهل جامعي عال من جامعة الشارقة وها هن الطالبات (آسيل، زينب، لمياء، عواطف) يلحقنها بتميز واقتدار والمسيرة مستمرة بإذن الله فمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية فخورة بطلبتها وعاقدة العزم على مواصلة مساندتهم باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع ولهم الدور الهام في نهضته ورفعته.