الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية:
بادرة بلدية الشارقة في إيجاد فرص لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة تستحق الإشادة والاقتداء
انطلاقاً من رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أطلقت بلدية مدينة الشارقة (الاثنين 30 أبريل 2018) الهوية الجديدة لمشاتل البلدية، تحت مسمى «حدائق بلدية الشارقة» وفقاً لأحدث المواصفات.
حضر المناسبة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وثابت سالم الطريفي مدير عام بلدية مدينة الشارقة، والمهندس حسن التفاق مساعد المدير العام في بلدية مدينة الشارقة لقطاع الزراعة والبيئة، ومنى عبدالكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومساعدو المدير العام للبلدية وعدد من مديري الإدارات والموظفين ولفيف من الحضور من الطرفين، حيث تم تطوير المشاتل بما يتناسب مع اهتمامات صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي أولى الزراعة اهتماماً كبيراً حتى باتت الإمارة واحة غناء تزخر بالمسطحات الخضراء، والنباتات والزهور الجميلة التي تغطي مناطق كبيرة من الإمارة، وتم في المناسبة ذاتها تدشين (حديقة الفواكه) التي خصصتها بلدية الشارقة كواحدة من حدائقها الواقعة في المنطقة الصناعية الـ 12 بالشارقة والتي سيعمل فيها عشرة طلاب من ذوي الإعاقة الذهنية بعد أن تلقوا تدريباً اختصاصياً استمر لمدة ستة شهور مضت وسيخصص ريعه لصالح طلبة مركز مسارات للتطوير والتمكين.
وقد أشادت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة للتنمية وأهدافها متمثلة بخير الإنسان وسعادته دون تفرقة ولا تمييز وهذا يشمل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال العمل على مناصرتهم واحتوائهم وتعليمهم وصولاً إلى تمكينهم من ممارسة حقهم في العمل والحياة، وفي الوقت نفسه توعية المجتمع بمسببات الإعاقة والوقاية منها ونوهت في هذا الصدد بالتعاون المستمر مع بلدية الشارقة الذي شمل جوانب عديدة ذات علاقة وطيدة برؤية المدينة ورسالتها في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وأحدثها مبادرة بلدية الشارقة في تدريب الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وتشغيلهم في وظائف تطور من قدراتهم الذاتية وتضمن لهم استقلاليتهم المادية.
وقالت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إن هذه الممارسة الراقية في تدريب الطلبة من ذوي الإعاقة وإيجاد فرص عمل ثابتة لهم ما هي إلا واحدة من المبادرات غير المسبوقة التي شهدتها إمارة الشارقة في تمكين الاشخاص ذوي الإعاقة وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة في منتصف الثمانينات لدوائر ومؤسسات الإمارة كافة بتشغيل وتوظيف الأشخاص ذوي الاعاقة وبالفعل كان هناك على الأقل شخص واحد من ذوي الاعاقة يعمل في أغلب دوائر الإمارة.
مضيفة: أن مبادرة من هذا النوع الذي شهدناه اليوم لابد وأن تكون دافعاً لكل الجهات العامة والخاصة للقيام بواجبها ومسؤولياتها المجتمعية تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة وقضاياهم، ليس فقط من خلال استجابتها لطلبات الدعم والرعاية التي تقدمها المؤسسات والمراكز العاملة في المجال بقدر المبادرة الذاتية إلى ابتكار مشاريع ومجالات عمل جديدة يمكن من خلالها الاستفادة من طاقات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتوظيفها بالشكل الأمثل والأنفع لهم ولأسرهم ولمجتمعهم بشكل عام.
ودعت في ختام حديثها إلى الابتعاد دائماً عن الأنماط التقليدية في المشاريع الجديدة والتحلي دائماً بروح الجرأة والإقدام وعدم التهيب من إيلاء الأشخاص ذوي الإعاقة الثقة التي يستحقونها والتي أثبتوا ويثبتون كل يوم أنهم أهل لها وأنهم قادرون على تحمل المسؤولية بكل أمانة وكفاءة.
من جانبه، أكد سعادة ثابت سالم الطريفي أن إطلاق المشاتل بالحلة الجديدة يأتي في إطار استراتيجية بلدية مدينة الشارقة، بالاهتمام بقطاع الزراعة والبيئة في إمارة الشارقة، وتعكس توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يولي أهمية كبيرة بهذا القطاع وله بصمة واضحة فيه، فما تمتاز به الإمارة من رقعة خضراء ونباتات وزهور تزين مختلف الأماكن، تأتي بفضل توجيهات سموه، وفي إطار جهود البلدية لتطوير منظومة العمل واتباع أفضل الوسائل والأساليب في الزراعة، سواء من حيث اختيار النباتات أو طرق الري المستخدمة.
وأشار إلى أن هذه الهوية الجديدة للمشاتل تحت مسمى حدائق بلدية الشارقة، تعكس التطور الكبير في مجال الزراعة والبيئة، واتباع أفضل الأساليب والممارسات، والاستفادة من الخبرات سواء الداخلية أو الخارجية، وتطبيقها بما يتناسب مع استراتيجية العمل، فشملت الهوية الجديدة تطوير آلية الري وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشاتل بنسبة 3 أضعاف لتوفير الشتلات اللازمة للإمارة، بما يضفي عليها مظهراً جمالياً جذاباً، ولتبقى المكان الأمثل للعيش والإبداع وقضاء أجمل الأوقات.
وأشار إلى أنه تم إضافة حديقة الفواكه، وتم تخصيص ريع هذه الحديقة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كمكرمة من البلدية، كما سيعمل فيها 10 طلاب من ذوي الإعاقة الذهنية، بعد أن تلقوا تدريباً اختصاصياً استمر لمدة ستة شهور مضت وسيخصص ريعه لصالح طلبة مركز مسارات للتطوير والتمكين، كما تأتي هذه المكرمة في إطار التعاون المشترك بين الجهتين، بحيث تحرص البلدية على تعزيز التعاون مع الدائرة وتقديم الدعم المناسب لها.
وفي ذات السياق، أوضح المهندس حسن التفاق أن قطاع الزراعة والبيئة دائماً ما يعمل على تطوير منظومة العمل، بما يتناسب مع التطور الكبير في إمارة الشارقة، فإطلاق هذه الهوية الجيدة للمشاتل تأتي في إطار خطة البلدية الرامية إلى التوسع في خدماتها وإنجازاتها، والتميز بكل ما تقدمه، فشملت إضافة 3 بيوت محمية لإنتاج نباتات الظل والنباتات الداخلية لدعم مؤسسات الإمارة بها، من خلال توفير الشتلات التي تُزرع في الأماكن الداخلية، وتوفير الزهور الموسمية في وقت مبكر، كما تم إضافة حدائق النباتات النادرة وبنك النباتات المحلية، وإضافة الزراعة النباتية من خلال حديقة التجارب الزراعية.
وأشار إلى أنه تم تطوير الحدائق الجديدة وفق أحدث المواصفات، وتأتي هذه الحدائق بمثابة الحضن الذي يحتضن أنواع متعددة من شتلات الفواكه، والنباتات النادرة التي تعمل البلدية على إكثارها والمحافظة عليها، من خلال تهيئة التربة والظروف الملائمة لزراعة مختلف النباتات، فالحاجة للنباتات بمختلف أنواعها وكثرة الطلب عليها من قبل الأفراد والمؤسسات في الإمارة، يعتبر حافزاً لإكثارها والمحافظة عليها، والتوسعة في عمل الحدائق الخاصة بها.
من جانبه أشاد الأستاذ سعيد بطي حديد مدير مركز مسارات للتطوير والتمكين بالتعاون مع بلدية الشارقة حيث بدأ تدريب الطلبة على المهارات الزراعية خلال الفترة من نوفمبر 2017 حتى أبريل 2018 ومن أبرز هذه المهارات استخدام العقل الزراعية والبذور، تعبئة الأكياس بالسماد ورصها في الأحواض، التدريب على زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه ونباتات الزينة.
وأشار مدير المركز إلى تدريب الطلبة على كيفية التعريف عن المنتجات الزراعية بهدف إعدادهم لتسويقها وسيخصص الريع لصالح الطلبة كمصدر دخل يسهم في ترسيخ استقلالهم الاقتصادي من جهة كما يسهم في دمجهم بالشكل المأمول من جهة ثانية.
وختاماً أوضح أن مركز مسارات للتطوير والتمكين تابع وأشرف على البرنامج التدريبي الذي استمر لستة أشهر وقد أثمرت النتائج الإيجابية للبرنامج التدريبي عن المبادرة من قبل بلدية الشارقة لتخصيص (حديقة الفواكه) الخاصة بطلاب مركز مسارات وتكون كافة مستلزمات تجهيزها من مواد وبذور وغيرها مقدمة من بلدية الشارقة.