بالتزامن مع اليوم الدولي للسعادة وضمن مبادرات مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي في عام الخير وبالشراكة مع دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة أطلقت المؤسسة في مؤتمر صحفي عقده لهذه الغاية سعادة الشيخ عبد الله بن محمد القاسمي مدير مكتب الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة في مقر الدائرة (الأحد 26 مارس 2017) مشروع الصدقة الجارية (هبة.. براً بأبيك)، بحضور سعادة منى بن هده السويدي مدير عام المؤسسة وضيوف الشرف ونخبة من الإعلاميين.
تمثل المشروع في بناء مسجد وسقيا ماء عن آباء الأيتام المتوفين، وقد شارك أيتام المؤسسة وأسرهم بعطائهم المتواضع في المشروع، وتم فتح المجال لجميع أفراد المجتمع للمساهمة، حيث هدف المشروع إلى غرس علاقة إيجابية بين اليتيم ووالده المتوفى عن طريق صدقة جارية توهب عن والد اليتيم، تعزيزاً لمبدأ التراحم في نفوس أبنائنا الأيتام، وفتح مجال أعمال البر لكل من يرغب بمشاركة الأيتام في عمل يدوم ثوابه. فالمشروع ما هو إلا وسيلة لمعاونة أبنائنا لتحقيق حلمهم في المساهمة بتقديم هبة عن آبائهم لتشكل وجه من أوجه البر التي يقدمها الابن اليتيم لأبيه المتوفى.
وقد تم استحداث المشروع لوقاية الابن اليتيم من الآثار الناجمة عن فقدان الأب، والتي يعاني منها العديد من الأبناء الأيتام المنتسبين للمؤسسة، والتي ظهرت بوادرها خلال (برنامج تخطي) الذي يعنى بالحماية النفسية للابن اليتيم من الاضطرابات، ورفع ثقته بنفسه، مما يساعده على بناء الشخصية المرنة القابلة لاحتواء المواقف الجديدة وإدارة الأزمات، للخروج بأقل الخسائر الممكنة على نفسية اليتيم، وتدريبه على تطوير ذاته والتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة.
وشاركت دائرة الشؤون الإسلامية بتقديم التسهيلات اللازمة لتنفيذ المشروع بما يحقق نجاحه واكتماله على الوجه الأمثل كما ستقام جدارية لوضع أسماء الآباء المتوفين عليها عند اكتماله؛ تعزيزاً للدور النفسي الذي سيعكسه على نفوس أبنائنا وليتمكن اليتيم من زيارة المكان الذي ساهم فيه، وبالتالي سيرسم صورة سامية من صور البر والاحسان لآبائهم.
تضمن البرنامج، كلمة افتتاحية عن المشروع وأهدافه وشرحاً عن مشاريع الصدقة الجارية المطروحة وهي سقيا الماء وبناء مسجد، ومن ثم تفضل سعادة الواعظ عمر محمد داوود بإلقاء كلمة عن أهمية الصدقة الجارية، بعدها تطرق سعادة عبد الكريم الحوسني مدير إدارة بناء ورعاية المساجد للحديث عن آلية تنفيذ المشروع، وشارك سعادة الأستاذ محمد بن جرش الرئيس التنفيذي للسعادة والايجابية في اتحاد كتاب وأدباء الامارات في تقديم كلمه حول مفهوم السعادة والايجابية وأثرها على الفرد.
وتحدث سعادة الشيخ عبد الله بن محمد القاسمي فقال: (تأتي مشاركة الدائرة في هذه المبادرة الإنسانية لمؤسسة التمكين الاجتماعي بالشارقة استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لمشاركة الدوائر والهيئات والمؤسسات في الدولة في عام الخير، مشيراً إلى أن الدائرة ستوفر كافة التسهيلات والإمكانات لديها لإنجاح المبادرة وذلك من خلال تخصيص أرض لبناء المشروع عليها، ووضع حصالات لجمع التبرعات في عدد من المساجد الرئيسية بالإمارة).
وأشار سعادته إلى أن الشؤون الإسلامية ستحث أفراد المجتمع من خلال خطب الجمعة ودروس المساجد للمشاركة والتبرع في هذه اللفتة الإنسانية، متمنياً أن تكلل المبادرة بالنجاح وتؤتي ثمارها لإسعاد هذه الفئة من المجتمع).
وصرحت سعادة منى بن هده السويدي مدير عام المؤسسة بقولها: (تثمن المؤسسة لدائرة الشؤون الإسلامية هذه الشراكة الكريمة والتسهيلات المقدمة للمشروع، حيث تسعى المؤسسة جاهدة إلى تنويع المبادرات والبرامج التي تنظمها لخدمة ما يفوق الـ 2000 يتيم منتسبين لأكثر من 900 أسرة في الشارقة سعياً منها لتحقيق المنهج المتكامل في جودة الخدمات التي تقدمها لأبنائها الأيتام وأوصياءهم وفق منهج علمي في جميع أوجه التمكين المقدمة سواء على الجانب المادي أو المعنوي سعيا لتوفير بيئة متميزة في إطلاق طاقات الأيتام ليصبحوا قادة).
وتحرص المؤسسة على الاهتمام بجميع الجوانب التي تخدم أبناءنا الأيتام وتوفر لهم ما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي لينعكس على شخصياتهم، لذا أطلقت المؤسسة هذا المشروع ليؤكد أهمية ربط الابن بوالده المتوفي وتعزيز جانب البر بأبيه حتى بعد وفاته ليجسد صورة رائعة من العطاء ونغرس في نفوسهم أهمية الصدقة الجارية والبر بالوالدين، وغرس الأخلاق الحميدة.
كما تزامن إطلاق المشروع مع يوم السعادة الدولي في لفته كريمة من المؤسسة لجميع أفراد المجتمع بأهمية المشاركة في ادخال السعادة على فئة مهمة في المجتمع وهم الأيتام ليشكل ذلك دعم نفسي ومعنوي لهم يؤكد لهم تضافر ودعم المجتمع لهم).
وعبر الأستاذ محمد بن جرش :(إن رعاية اليتيم وغرس قيم الإيجابية والإبداع واجب انساني ، والحمد لله نحن نعيش في وطن الخير والعطاء والإنسانية والسعادة ، وإن المؤسسات المحلية تبتكر أحدث الوسائل لإسعاد الشعب ، ونشيد بما تقدمه مؤسسة التمكين الاجتماعي من دور إنساني في رعاية الأيتام وتوفير الحياة الكريمة لهم وتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والثقافية والروحية وهذا جزء من استراتيجية الشارقة التي وضعها حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في بناء الإنسان لتمكينه من ممارسة دوره الحيوي في بناء الوطن وتحقيق التطوير المنشود).
وتشيد المؤسسة بجميع أفراد المجتمع للمبادرة والتعاون لإكمال مشروع الصدقة الجارية (هبة.. براً بأبيك) في سبيل إسعاد أيتام المؤسسة وتحقيق حلمهم وترك بصمة مشرفة وأثر واضح على نفوسهم.