كأس أفضل فريق في العمل الجماعى بمسابقة للروبوت باستراليا
داخل أروقة جامعة ماك كواري بسيدني – استراليا وفي ختام فعاليات المسابقة الآسيوية للروبوت Championship Robot (FLL) Asian – Pacific First LEGO League كان كافة أعضاء الفرق المشاركة يتابعون إعلان نتائج المسابقة، ومن بينهم أعضاء فريق من الصم وضعاف السمع كانوا يتابعون بأعينهم حركات الأيدي بلغتهم الإشارية والخاصة بترجمة أحداث وفعاليات الاحتفالية.. ولتعلن لجنة التحكيم بالمسابقة عن فوز فريق الصم وضعاف السمع والمشارك بـاسم Horse Power بحصوله على جائزة أفضل فريق في الأداء الجماعي بين اثنين وثلاثين فريقا من كافة دول آسيا واستراليا..
وبالرغم من أن الفريق المشارك من جمعية أصداء والممثل لمصر بالمسابقة هو الفريق الوحيد من ذوي الإعاقة السمعية المشارك في تلك المسابقة بين السامعين، إلا أن تميزهم في الأداء حقق لهم هذا التفوق والتميز..
وأكد سامي سعيد مؤسس الجمعية أن هذا النجاح والتفوق هو بالفعل نتاج المشاركة المجتمعية، حيث كانت المشاركة برعاية شركة أوراسكوم تيليكوم القابضة في إطار من مسؤوليتها الإجتماعية بتوفيرها للدعم المادي الذي حقق مشاركة الفريق بالمظهر اللائق والصورة المثلى للصم مدعمين بكافة مسببات النجاح..
المسابقة اهتمت بمشكلات المسنين وكيفية وضع الحلول الإبداعية ليتحقق لهم الإتاحة والتمكين برغم المشكلات الصحية العديدة التى يتعرضون لها.. وأبدع فريق مصر من الصم وضعاف السمع في هذا المجال من خلال التقدم بابتكار لروبوت يحقق الخدمات التى يتطلبها المسنون..
وقد كانت إنجازات فريق جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع متميزة من خلال فريق Horse Power الذى حقق كأس أحسن فريق في الأداء الجماعي كما حقق المركز التاسع في أداء الروبوت بين 32 فريقًا على مستوى دول آسيا بين دول متميزة في مجال الروبوت ليتميز ويتفوق على أكثر من 23 فريقًا منهم.. بالإضافة إلى تميزهم في إعداد فكرة مشروع الروبوت الذى لاقى تقدير لجنة التحكيم وذلك بتدريب محمد صلاح (أصم) ودعاء وجيه مدربة المشروع و محمد دياب مدرب تصميم وبرمجة المشروع، وذلك مع الأداء المتميز لأبطال الفريق ضحى ومي وفاطمة ومحمد هشام وأميرة.
وقد تقدم الفريق بإختراع روبوت يسمى Smart Shoes الذى يتم تركيبه على حذاء المسن المصاب بالزهايمر ليعطى إنذارًا واهتزازًا على يد المرافق للمسن بالمنزل عند مرورالمسن بباب الشقة سواء عند المرور على شريط ملون على أرضية باب الشقة أو صدور صوت من غلق الباب فيعطي إنذاراً واهتزازاً، حيث روعي في تصميم وبرمجة الروبوت استخدام حساس للون color sensor وحساس للصوت sound sensor ليتنبه مرافقه بالمنزل لذلك ومن ثم يرافقه في الخروج حتى لا يخرج وحده وصعوبة عودته للسكن مرة أخرى لعدم تذكره مكان السكن بسبب الزهايمر.
الجدير بالذكر أن هذا الأداء من قبل فريق جمعية أصداء من فئة الصم وضعاف السمع كان بين فرق جميعها من السامعين من كبريات دول آسيا، وهو ما يؤكد أن للصم قدرات بحق اجتازت الإعاقة، وأن هذا التميز ما كان له أن يظهر للنور لولا دعم ورعاية شركة أوراسكوم تيليكوم القابضة التى آمنت بقدراتهم وأتاحت لهم المشاركة بالمسابقة تأكيدًا على مبادئ الدمج والمساواة وتكافؤ الفرص..
لقد حقق الصم وضعاف السمع بمشاركتهم في هذه المسابقة دمجهم في المجتمع ليؤكدوا للجميع في مصر والعالم أنهم وسام على صدر كل مصري ولتتحول نظرة المجتمع للصم من نظرة شفقة وعطف إلى نظرة إعجاب وتقدير وإحترام..
كما أن الإعاقة السمعية للفريق لم تكن حائلا دون تواصلهم مع الفرق الأخرى والمحكمين بل إن إندماجهم وتفاعلهم مع الفرق المشاركة ولجان التحكيم بكافة مستوياتها أذهل لجنة التنظيم ونال إعجاب وتقدير الجميع وذلك للصورة المشرفة التى ظهروا بها وأدائهم المتميز في كافة فعاليات المسابقة.. واستطاع الصم أن يذهلوا كافة المشاركين من خلال حوارات أناملهم وإشاراتهم وسط دهشة وإعجاب الجميع.. وأن تميزهم وتحديهم كان واضحاً ما جعل كافة الفرق تتتبع خطواتهم وأدائهم في المسابقة.
وعن تألق الصم في تصميم وبرمجة الروبوت ومشروعهم للمسن والمسمى Smart Shoes أوضح محمد دياب مدرب برمجة وتصميم المشروع أن قدرة أعضاء الفريق على الإستيعاب لفنيات وإجراءات تصميم وبرمجة الروبوت وإبداعهم في الإستفادة من كافة الإمكانيات المتاحة للروبوت حقق لهم هذا التميز والوجود..
إن فريق الصم وضعاف السمع يقدم رسالة إلى وزارة التربية والتعليم بمصر ووزارة التعليم العالى للتأكيد على أن هذا التميز الذى برزوا به في المسابقة يؤكد على أن لهم قدرات عقلية وأكاديمية متميزة بالرغم من أن أعمارهم تراوحت بين الحادية عشر والخامسة عشر وأن إعاقتهم السمعية لم تكن حائلاً أبدًا دون إكتسابهم هذه المهارات.. ولكن لماذا لا يحصل الصم على التعليم الأمثل لهم في مدارس التربية والتعليم ويظلوا بالمستوى المتدنى من التعليم، ولماذا هذا المستوى المتدني لهم في التعليم الأساسي ولماذا حتى الآن لا يجد الصم مكانهم داخل مدرجات الجامعات والمعاهد العليا ولماذا حتى الآن ليس هناك نظام متكامل يحقق لهم الإلتحاق بكليات التعليم العالي ولماذا لم تتحقق لهم الإتاحة والتواجد داخل هذه المدرجات.. أليس تميزهم هذا على المستوى الدولى خير دليل وبرهان على قدراتهم..
إن جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع منذ تاريخ تأسيسها عام 2000 وحتى الآن وضعت على عاتقها النهوض والارتقاء بمجتمع الصم في كافة مجالات الحياة لتصبح بحق هي بيت العيلة للصم ولتعطى نموذجًا للعطاء الصادق والإخلاص تجاه أبنائها من الصم.
لقد سبق وأن أتاحت للصم فرصة الحصول على منحة للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية من خلال هيئة فولبرايت وكذا التدريب والإلتحاق باختبارات الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلى ICDL باللغة الإنجليزية وغيرها الكثير.
من قلب مصر من إحدى أحياء الإسكندرية من جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع التي ترتقي بالصم وبذويهم من البسطاء.. فريق من الصم وضعاف السمع تآلفوا واجتمعوا وأتاحت لهم الجمعية أجواء التدريب والمتابعة حتى نسجوا بأدائهم المتميز خيوط انتصارهم.. وفوزهم.. وتقدمهم.. ولفت الانتباه لإشاراتهم التى تعلن دومًا أنهم موجودون..