المناصرة الذاتية ميا فرح:
الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية قادرون على التعبير عن أنفسهم والمطالبة بحقوقهم
استضافت الشارقة (الخميس 29 أكتوبر 2015) الاجتماع الدوري لمنظمة الإحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي ترأسته سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي الرئيسة الفخرية للمنظمة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والأستاذة مها كمال الدين هلالي رئيسة منظمة الإحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحضره أعضاء الهيئتين الإدارية والعمومية للمنظمة ومناصرون ذاتيون من الدول الأعضاء (الإمارات العربية المتحدة، مصر، تونس، الكويت، لبنان، العراق، الأردن، قطر، فلسطين واليمن).
أوضحت الأستاذة مها هلالي أن من أهم أهداف اجتماع اليوم التأكيد على اعتبار كافة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية مواطنين في بلدانهم، ومواطنتهم هذه تكفل لهم جميع الحقوق التي يتمتع بها أقرانهم من غير المعاقين لجهة الاحترام والتقدير والحماية القانونية والعمل بكل الإمكانيات المتاحة ليتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية من العيش والتعلم وممارسة العمل والتمتع بالإنتماء والمشاركة مع سواهم في المجتمع والاعتراف بأن الأسرة هي المصدر الأساسي للمحبة والأمان وفي حال تعذر ذلك يتحتم توفير الخبرات والمناخات القريبة من الجو الأسري.
ومن أهم الأهداف التي وضعها الاجتماع نصب عينيه توفير كافة المستلزمات التي تضمن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية من استثمار قدراتهم بحدها الأقصى والحرص على ألا تكون الإعاقة الذهنية بحد ذاتها مبرراً لأي نوع من أنواع التمييز أو التفرقة مع التأكيد على أن الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يتحملون مسؤولية اتخاذ كافة القرارات إزاء كافة مسارات حياتهم أما في حال تعذر ذلك فيجب الحرص على مراعاة المصالح الفضلى لهم عند اتخاذ القرارات التي تخصهم، وفي حال عدم توفر ظروف الدمج في كافة الميادين يجب أن تتخذ الإجراءات المؤقتة التي توفر الظروف الأقرب لظروف الحياة الحرة الكريمة التي تتوفر لغيرهم من المواطنين في مجتمعهم، وأن يصار إلى الدمج الفعلي بأسرع وقت ممكن.
المناصرة الذاتية ميا فرح عبرت عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة المستمرة في اجتماعات المنظمة للتعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مؤكدة أن ذوي الإعاقة قادرون على عرض قضيتهم والحديث عنها ولعل من أهم نتائج اجتماع اليوم البدء بتشكيل مجموعات للمناصرين الذاتيين في مختلف الدول العربية الأعضاء في المنظمة ومن ثم العمل على وضع الأهداف والخطط من أجل تحقيق الغايات المنشودة.
وقد أبدت ميا استعدادها التام لتدريب المناصرين الجدد ووضع خبرتها في خدمتهم ليكونوا قادرين بالشكل الأمثل على طرح أفكارهم وبلورتها والمطالبة بحقوقهم في مختلف مجالات الحياة.
وخلال الاجتماع تم اعتماد النظام الأساسي الجديد للمنظمة الإقليمية ومناقشة تغيير العضوية بالمنظمة الأم والميثاق الجديد، والاستراتيجية الحالية للمنظمة الأم والتي تركز على الترويج لاتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة المواد 12 – 19 –24 باعتبار المنظمة الصوت المعبر عن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية إلى جانب مؤازرة حركة المناصرين الذاتين وتوفير أي دعم لازم لهم.
الدكتور موسى شرف الدين عضو الشرف مدى الحياة في منظمة الاحتواء الشامل أشار إلى تضمن الاجتماع مراجعة كافة التقارير التي وردت خلال الفترة الماضية ومراجعة استراتيجية العمل السنوية ورسم الآفاق المستقبلية للنهوض المستمر بحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة الذهنية بالإضافة إلى متابعة ما يحدث في المجتمع الدولي حول شمول قضية الإعاقة ضمن أهداف التنمية المستدامة للأعوام المقبلة، كما تم الاتفاق على التخطيط لعقد الاجتماع القادم في مصرفي مارس 2015، وستعقد انتخابات لتجديد الهيئة الادترية في هذه الفترة.
التوصيات
أوصى المجتمعون بوجوب البدء بتشكيل مجموعات للمناصرين الذاتيين من الاشخاص ذوى الإعاقات الذهنية أنفسهم في مختلف الدول العربية الأعضاء في المنظمة، ومن ثم العمل على وضع الأهداف والخطط من أجل تحقيق الغايات المنشودة، وأن يشارك ممثلون لهم في كل الاجتماعات الدورية للمنظمة الإقليمية مستقبلا، وذلك عملاً بمبدأ (لا شيء يخصنا من دوننا) الذي دعت إليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي وقعت عليها معظم بلدان المنطقة.
ويشير مصطلح المناصرة الذاتية الذى أكد الاجتماع على تطبيقه إلى حركة الحقوق المدنية للأشخاص الذين لديهم إعاقات ذهنية، وتعني أنه على الرغم من كونهم أشخاص لديهم إعاقة إلا أنهم يقومون بالدفاع عن حقوقهم، حتى لو احتاجوا إلى الدعم من الآخرين، وهذا لا يلغي حقهم في التحكم بمواردهم الخاصة وكيفية توجيهها، وحقهم في اتخاذ قرارات حياتهم دون أي تأثير أو تحكم من الآخرين. وتسعى حركة المناصرة الذاتية إلى تقليل عزلة الأشخاص ذوي الإعاقات، وتقديم الأدوات والخبرات التي تمكنهم من إحكام قبضتهم على حياتهم الخاصة.
وقد أكد الحضور على أن دور منظمة الإحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ـ كتكتل لأسر الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية – كان ولا يزال دافعها الأول للوفاء بمسؤولياتها نحو الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية ومواجهة تحديات تفعيل الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة CRPD والتي صادقت عليها معظم دول المنطقة، وفي هذا المجال أكد الاجتماع على ضرورة اتباع الاستراتيجية الحالية للمنظمة الأم لـ 2015 ـ 2016، والتي تركز على الترويج للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة المادة 12 التي تعنى بحق حرية اتخاذ القرار، والمادة 19 التي تعنى بالعيش باستقلالية والدمج في المجتمع، والمادة 24 التي تعنى بالحق في التعليم الدمجي.
كما أكد على أن المنظمة هي الصوت المعبر عن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، وعلى ضرورة مؤازرة حركة المناصرين الذاتين وتوفير أي دعم لازم لهم.
يذكر أن هذا الاجتماع يواكب مرور عشر سنوات على بدء الدكتور موسى شرف الدين مبادرته لتأسيس هيكل تنظيمي إقليمي للاحتواء الشامل، وهو المؤسس وعضو شرف مدى الحياة في المنظمة.
وهذا يحفز الأعضاء على مواصلة دورهم في الترويج لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى تكون منظمة الإحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا صوت الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وأسرهم، وحتى تروج لقيم الاحترام والتنوع وحقوق الانسان والتضامن والدمج لتحقيق رؤية المنظمة الأم: (عالم يشارك فيه الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية وأسرهم بالتساوي ويقدرون في جميع مناحي الحياة المجتمعية).
جدير بالذكر أيضاً، أن منظمة الإحتواء الشامل الدولية Inclusion International قد تأسست منذ أكثر من خمسين عاماً، وهي واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية في العالم، وتعتبر إحدى منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تضم أكثر من 200 منظمة منتسبة لها ومنتشرة فيما يقارب 115 دولة حول العالم، مقسمة على 5 مناطق: منطقة الأمريكيتين، منطقة أوروبا، منطقة آسيا والمحيط الهادي، منطقة أفريقيا، ومنطقتنا: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتضم بين صفوفها آباء وأمهات وعدداً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أنفسهم.
كما أن منظمة الأحتواء الشامل الدولية إحدى مؤسسي تكتل التحالف الدولي للمعاقين IDA، ولها دور استشاري في منظمة الأمم المتحدة United Nationsكما تعمل مع المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية WHO، منظمة اليونسكو UNESCO، البنك الدولي World Bank، منظمة اليونيسيف UNICEF، منظمة العمل الدولية ILO، المجلس الاقتصادي والاجتماعي ECOSOC، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.