الشيخة جميلة القاسمي:
تقوية المناصرة الذاتية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية
شاركت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في اجتماع مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الدولية الذي عقد في الفترة من 4 إلى 6 مارس 2015 في العاصمة البريطانية لندن ممثلة لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية وبصفتها الرئيسة الفخرية الدائمة للإقليم الذي يضم في عضويته عدداً كبيراً من الدول العربية والشرق أوسطية بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد ترأس الاجتماع السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية وممثلها في جمهورية ألمانيا الاتحادية وحضرته السيدة فاديا فرح (من لبنان) نائب رئيس المنظمة وشارك فيه عدد كبير من أعضاء وممثلي المنظمة الدولية بأقاليمها الخمسة في أوروبا وأفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الأمريكيتين، ومنطقة آسيا والمحيط الأطلسي بالإضافة إلى إقليم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجرى في اليوم الأول التأكيد على محضر الاجتماع الثاني لمجلس إدارة المنظمة الذي عقد في باريس في نوفمبر 2013 ومناقشة جدول المسائل الناشئة عن الاجتماعات السابقة وخطة العمل للاجتماع القادم للمنظمة في ولاية فلوريدا الأمريكية واستراتيجيات الاتصال المتعلقة بخطة العمل.
استعرضت بعدها السيدة كوني لورين باوي المدير التنفيذي في الاحتواء الشامل الدولية أجندة العمل التي تتشارك فيها المنظمة مع منظمات وهيئات دولية أخرى مثل اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو وغيرها.
ثم قدم السيد كلاوس لاخوفيتز رئيس المنظمة الدولية تقريره الذي ركز فيه على أهمية العمل على تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية من العيش المستقل والمشاركة التامة والحق في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخصهم وحقهم كذلك في المشاركة في الحياة السياسية والعامة كما نصت على ذلك المادتان 19 و29 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة.
تحدثت في الاجتماع أيضاً نائبة الرئيس السيدة فاديا فرح، وتلا ذلك عرض تقرير من لجنة المناصرة الذاتية في المنظمة الدولية.
وبعد مناقشة التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر العالمي للمنظمة سنة 2018 وما استجد من أعمال خصصت عشر دقائق لكل ممثل إقليمي لاستعراض الجهود المبذولة لدعم وتقوية وإسماع صوت المناصرين الذاتيين من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم، وتقديم نماذج للأنشطة والفعاليات التي يمكن من خلالها اسماع صوت المناصرين الذاتيين لحكومات بلدانهم.
وقد استعرضت سعادة الشيخة جميلة القاسمي في هذا الاجتماع تقريراً عن أداء الدول الأعضاء في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصفتها رئيساً فخرياً وممثلاً رسمياً للإقليم تضمن أبرز ما توصلت إليه وأسهمت به هذه الدول في إطار سعيها للتأكد من حصول الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على فرص متكافئة ودامجة في المجتمع، انفاذاً للخطة الاستراتيجية لعمل المنظمة الدولية التي تركز على خمسة مجالات رئيسية ذات أولوية وفق منطوق اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتطرقت سعادة الشيخة جميلة القاسمي إلى بعض الخصوصية التي تتمتع بها بعض البلدان العربية الأعضاء في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة حول الأهلية والمشاركة في الحياة السياسية، مؤكدة أن التشريعات والقوانين المحلية والتزامات الدول وتعهداتها ـ وإن لم تنص على ذلك ـ إلا أنها تقر بأهلية الوجوب (أي دور الأسرة في حماية حقوق أبنائهم والدفاع عنهم)، كما أنها تكفل لهؤلاء الأشخاص المساواة في الحقوق؛ في الصحة والتعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة والثقافية والبيئة المؤهلة، بالإضافة إلى حصولهم على طائفة من خدمات المؤازرة في محل الإقامة وغيرها من الخدمات المجتمعية. وعلى سبيل المثال توفر الجهات الحكومية في جمهورية مصر العربية ـ وبموجب القانون ـ خدمات عديدة وخصم لبعض الضرائب حال استخدام بطاقة الشخص ذي الإعاقة، وتوفر دولة الإمارات العربية المتحدة البطاقات الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة، وإعانة اجتماعية شهرية، بالإضافة إلى المزايا التي توفرها بطاقة الشخص ذي الإعاقة الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، كما أنها تتيح لهم المشاركة في الحياة السياسية والعامة من خلال مشاركتهم في مجالس الأطفال والشباب فقط.
واستعرضت ممثل إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باختصار نتائج الاستبيان حول أهداف المنظمة التي عملت عليها البلدان الأعضاء في الأقليم تم تلخيصها من دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق والجمهورية اللبنانية، أما مؤشرات التحقق من هذه الأهداف من عدمها فاقتصر عليها تقرير عضوين فقط هما الإمارت ومصر.
وختمت بالتأكيد على أن تقوية أصوات من نعمل من أجلهم من ذوي الإعاقة الذهنية وأصوات ممثليهم وايصالها إلى كل المعنيين وإلى أعلى المستويات لا ينبغي أن تقف عند حد المطالبة بحقوقهم وتوضيحها بقدر العمل على إنفاذها وتطبيقها تطبيقاً فعلياً، داعية إلى تكثيف النشاطات والبرامج وتنويعها بحيث تصل إلى جميع المستويات، وطالبت بتعزيز مبدأ المناصرة الذاتية وتدريب الأبناء والأسر على ممارسته بوعي ومسؤولية مع توظيف كل الوسائل الضرورية والتكنولوجيا المساندة في عملية تدريبهم وتعليمهم.
خصص اليومان الأخيران في الاجتماع لعقد ورش عمل نوقشت فيها استراتيجيات بناء قاعدة العضوية لفتح الباب أمام انضمام عدد أكبر من المعنيين من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والأسر والداعمين، بالإضافة إلى مناقشة موضوع الرسوم بهدف تحقيق الاستدامة المالية للمنظمة الدولية.
جدير بالذكر أن منظمة الاحتواء الشامل الدولية وجدت من قبل آباء ناشطين لأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وتعتبر واحدة من منظمات حقوق الإنسان العالمية التي يتميز عملها بنطاقه الدولي منذ تأسيسها قبل 55 سنة، وينضوي تحت لوائها الآن 200 منظمة منتشرة في أكثر من 115 دولة حول العالم وتضم بين صفوفها آباء وأمهات وعدداً من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أنفسهم، وهي مقسمة على 5 أقاليم تغطي أوروبا وأفريقيا والمحيط الهندي ومنطقة الأمريكيتين ومنطقة آسيا والمحيط الأطلسي بالإضافة إلى إقليم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي شهدت ولادته إمارة الشارقة في ديسمبر 2006 بعد أن سبقها في الاجتماع التأسيسي للإقليم في مايو 2006 انتخاب الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة فخرية دائمة له.