اختتمت الخميس 21 فبراير 2019 فعاليات ورشة (الإعاقة والتحديات المعاصرة في دول مجلس التعاون) التي نظمتها جمعية الاجتماعيين في الإمارات بالتعاون مع جمعية الاجتماعيين الخليجية يومي 20 و21 فبراير 2019 وبرعايةٍ كريمةٍ من سعادةِ الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وقد وجه المشاركون في ختامها برقية شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة.
وأوصى المشاركون بتجاوز السلبيات الناجمة عن الإعاقة واعتماد البدائل للتكيف الإيجابي والعمل على التوعية المجتمعية وحث المؤسسات والهيئات المعنية على تبني نهج شامل ومواجهة التحديات والعمل على نشر التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
كما دعا المشاركون الجمعية الخليجية للاجتماعيين بالتعاون مع الجهات المختصة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى إعداد وثيقة لمقاطعة أي شكل من أشكال الإساءة للأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتهم وحث المؤسسات الحكومية والأهلية على توفير البدائل الإيجابية لدعمهم ودعم أسرهم وتوفير خدمات التقنيات المساندة لهم والتوعية بأهمية التدخل المبكر والدعوة إلى إنشاء مجلس تنسيقي خليجي لضمان تكامل الجهود المبذولة في قضية الدمج ومواءمة التشريعات والقوانين والأنظمة مع الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
اليوم الأول
وكانت فعاليات الورشة التي انطلقت الأربعاء 20 فبراير 2019 قد استهلت بالسلام الوطني وآيات من القرآن الكريم تلتها الطالبة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لبنى ماهر ثم ألقى رئيس جمعية الاجتماعيين بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أحمد علي الحداد الحازمي كلمة أكد فيها أن الأشخاص ذوي الإعاقة أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات في مختلف المجالات، وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت وتقدم كل ما بالإمكان لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة كما وفرت لهم خدمات التعليم والتأهيل وفرص العمل والبيئة المؤهلة عدا عما تقدمه لأسرهم من دعم ومساندة.
وأضاف: لقد كان لجمعية الاجتماعيين وجمعيات وروابط الاجتماعيين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والجمعية الخليجية للاجتماعيين والجمعية الخليجية للإعاقة والعديد من الجمعيات ذات النفع العام في دول الخليج العربي الدور البارز في مساندة أبناء هذه الفئة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في عضوية هذه الجمعيات وفي تأسيس الجمعيات التي تعنى بقضاياهم.
إثر ذلك عُرِضَ فيلم تعريفي عن دور الخدمة الاجتماعية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومن ثم ألقى الأستاذ سالم أحمد الكعبي مدير مركز الشيخة ميثاء بنت راشد آل مكتوم لأصحاب الهمم كلمة الراعي الرسمي أكد فيها أن دعم ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة واجب ديني ووطني وأخلاقي.
وأشار إلى وعي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي ترى في التحديات فرصاً وجعلت من إسعاد المواطنين والمقيمين والزائرين هدفها الأول وسخرت كل الإمكانيات وذللت الصعاب للارتقاء بالعنصر البشري وقد كان للأشخاص ذوي الإعاقة الأولوية في تقديم الخدمات كما قامت الدولة بسن القوانين والأنظمة التي تحقق لهم المشاركة الفاعلة والفرص المتكافئة في مجتمع دامج يضمن لهم ولأسرهم الحياة الكريمة.
شهدت فعاليات اليوم الأول من الورشة عرض تجربة السيدة الفاضلة خولة القصير ولية أمر (سيف ومريم) وهما من الأشخاص ذوي الإعاقة وكيف اضطرت للاستقالة من العمل بعد إنجابها لطفلها الأول كي ترعاه ثم كيف ساهم الدعم الكبير الذي قدمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في عودتها إلى العمل والاندماج أكثر في المجتمع كما تحدثت عن الدعم اللامحدود من الخدمات الإنسانية بعد ولادة طفلتها أيضاً.
رئيس الجمعية الخليجية للاجتماعيين الأستاذ خلف أحمد خلف ألقى كلمة أكد من خلالها أن انعقاد ورشة الإعاقة والتحديات في ربوع الشارقة يؤكد وحدة العمل الاجتماعي الخليجي ووحدة قضاياه التي تستوجب تعاون وتكامل جهود الاجتماعيين في رصدها وتدارس أسبابها وما يترتب عليها ومنها من آثار وتداعيات وما تتطلبه من توصيات وحلول.
وقال إن أهمية هذه الورشة تبرز عبر موضوعها وأهدافها مشيداً بالتعاون المثمر مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وريادتها محلياً وإقليمياً وعربياً.
بعد ذلك قامت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة بتكريم الرعاة ومقدمي الأوراق ورؤساء الجلسات كما تقبلت من السادة المشاركين في الورشة تكريمأً خاصاً بها تقديراً لكل ما تقدمه من دعم ومناصرة واحتواء وتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات.
إثر استراحة قصيرة بدأت فعاليات الجلسة الأولى وكانت بعنوان (منظمات المجتمع المدني والدور الاجتماعي الذي تلعبه لخدمة أصحاب الإعاقة) وفيها تحدث الدكتور جاسم خليل ميرزا الأكاديمي والخبير الإعلامي عضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين عن استراتيجية الإمارات لتمكين أصحاب الهمم ودور منظمات المجتمع المدني في تفعيل هذه الاستراتيجية – دبي نموذجاً.
وجاء في مداخلته أنه وبحلول عام 2020 سيتم تحويل دبي لمدينة صديقة لأصحاب الهمم تشمل على الرعاية الصحية والتأهيل وتوفير التعليم والتوظيف والمساواة والمرافق والخدمات العامة ومن أهم المبادرات جاءت مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي (مجتمعي.. مكان للجميع) التي تسمو بالمواطن الإماراتي لتوفير مجتمع مميز لا يفرق بين أفراده.
وفي الجلسة ذاتها تحدثت الأستاذة مريم مصطفي الفارسي مسؤولة قسم الخدمة الاجتماعية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن دور الخدمة الاجتماعية مع الأشخاص ذوي الإعاقة انطلاقاً من كونها مهنة إنسانية تهتم بالإنسان ومصالحه وتتعامل مع قضايا اجتماعية تقوم بشكل أساسي على العمل الاجتماعي وتسعى للوصول إلى حلول تقدم بطرق علمية منظمة ومعروفة يمارسها الاختصاصي الاجتماعي لتحقيق مستوى أفضل من الحياة في حدود قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ورغباتهم.
الأستاذتان كليثم المطروشي مدير فرع الفتيات بنادي الثقة ووضحه أنور من شرطة دبي قدمتا عرض تجربة ونموذج وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان (أساليب وآليات الدعم الاجتماعي لأصحاب الإعاقة) تحدث الدكتور حسين المسيح خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع عن السبل والآليات الفاعلة في مواجهة التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة (ذوو الهمم) من خلال الدمج الاجتماعي والتوظيف.
وفي الجلسة ذاتها أيضاً تحدثت الأستاذة رباب عبد الوهاب مسؤولة مركز التقنيات المساندة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن دور التقنيات المساندة في تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في حياتهم ثم قدمت الاستاذة منار عبد القادر من الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي عرض تجربة ونموذج.
اليوم الثاني
فعاليات اليوم الثاني من الورشة استهلت بدراسة قدمتها سعادة مدير مدينة الخدمات الإنسانية منى عبد الكريم اليافعي حول التحديات التي تواجه أسر الأشخاص ذوي الإعاقة حيث تم إجراء الدراسة على عينة بلغت (267) من أولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أكدت على مواجهة أسر الأشخاص ذوي الإعاقة لمشكلات عدة أبرزها حسب التدرج المشكلات الاقتصادية تليها تلك المتعلقة بمستقبل الاشخاص ذوي الإعاقة وتأمين العمل المناسب وتقبل المجتمع لهم وهو ما حاولت الدراسة طرحة لإيجاد الحلول المناسبة ودعم الأسرة بذلك عن طريق دور الخدمة الاجتماعية في الدعم والمساندة.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة التزام المؤسسات الحكومية والخاصة بتطبيق مواد القانون الإماراتي رقم 29 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وتوفير التعليم والتأهيل الجيد والمناسب للأشخاص من ذوي الإعاقة منذ الطفولة والذي يمكنهم في المستقبل من الاعتماد على أنفسهم في إدارة شؤون حياتهم وإيجاد أماكن ترفيهية مناسبة لهم.
بعد ذلك قدم الدكتور أحمد عبد الله العمران رئيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم في الإمارات ورقة عمل بعنوان (الإطار القانوني الدولي لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأثره على التشريعات والخطط التنموية الوطنية) أكد فيها أن دول العالم تشهد تحولات مستمرة في مناهجها المتبعة للتعاطي مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.
وضمن فعاليات اليوم الثاني من الورشة قامت سعادة مدير المدينة منى عبد الكريم اليافعي ورئيس جمعية الاجتماعيين بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أحمد علي الحداد الحازمي ورئيس الجمعية الخليجية للاجتماعيين الأستاذ خلف أحمد خلف بتكريم طلاب المدينة من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين ساهموا في تنظيم الورشة ونجاحها.
الأستاذة مي عبد الله الرئيسي الاختصاصية الاجتماعية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قدمت ورقة عمل بعنوان (بروتوكول حماية ذوي الإعاقة من الإساءة ـ التبليغ عن حالات الاعتداء على الأشخاص ذوي الإعاقة) وهي مبادرة تبنتها المدينة لحماية الأطفال ذوي الإعاقة من التعرض للإهمال ووقف العنف ضد الأطفال بما فيه العنف الأسري وذلك من خلال الاستعانة بالمهنيين والاختصاصيين في المجال عن طريق ملاحظة ومتابعة نوع العنف الذي تعرض له الطفل واتخاذ الإجراءات اللازمة.
زيارة إلى مدينة الخدمات الإنسانية
بعد اختتام أعمال الورشة قام وفد من المشاركين فيها بزيارة إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية اطلع فيها على العديد من أقسامها وفصولها وطبيعة الخدمات التعليمية والتدريبية التي تقدمها لطلابها ذوي الإعاقة وأكد أعضاء الوفد بعدها أن هذه الخدمات الاحترافية تضاهي في جودتها ومهنيتها ما يقدم في أرقى دول العالم.
وأشاد أعضاء الوفد بإخلاص العاملين في الخدمات الإنسانية وحرصهم على تقديم الخدمات وفق أفضل الممارسات العالمية مما يسهم في الارتقاء بواقعهم المعرفي ويسهم في دمجهم الدمج السليم في المجتمع.