جلسات نقاشية حول القدرات اللغوية الإبداعية
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، (الثلاثاء 13 أكتوبر 2015) المؤتمر الدولي الثالث «اسمع صوتي ـ التعليم والابتكار» الذي نظمه مركز كلماتي يومي 13 و14 أكتوبر 2015 في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي بالتعاون مع مدينة دبي الطبية وبرعاية مجموعة الرستماني.
تضمنت أجندة المؤتمر عدداً من الجلسات النقاشية التي تُعنى وبشكل أساسيّ بقدرات الصم وضعاف السمع والتحديات التي تواجههم ومجالات الابتكار والإبداع التي بإمكانهم وضع بصمة مميزة لهم فيها، وقد شهد اليوم الأول جلسات دارت حول محاور القدرات اللغوية الإبداعية وتعليم الصم وضعاف السمع والدور المؤسساتي في تعليم الصم وضعاف السمع وطرق الإبداع لديهم. كما نوقشت فيها موضوعات عدة، منها لغة الإشارة وإنجازات ناجحة، إضافة إلى مجالات الابتكار في الحصول على وظيفة والتعبير عن النفس، علاوةً على تقديم بعض نماذج العلاج التواصلي مع الطلاب والطالبات الصم
نهيان بن مبارك:
نجاح المجتمع مرهون بمدى تأهيل كل أفراده
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية في المؤتمر: إن نجاح المجتمع مرهون دائماً بمدى تأهيل كل فرد فيه إلى أقصى ما تسمح به قدراته؛ فالمجتمع الناجح بالفعل هو ذلك المجتمع الجاد والحريص على توفير مختلف الاحتياجات والإمكانات في المجالات كافة أمام كل فرد فيه، وتحقيق كل آماله وطموحاته، وهذا يتناسب تماماً مع الرؤية الوطنية للتنمية البشرية الطموحة في الإمارات.
وثمّن الشيخ نهيان بن مبارك خطوة المؤتمر المُهمة نحو بناء قدرات وطنية في عصر الابتكار الذي نعيش بين دفاته هذه الأيام، لتعليم الصم وضعاف السمع، ونشر الوعي المجتمعي حول التحديات القائمة أمامهم، بل وتسليط الضوء على العوامل المختلفة لتأهيل هذه الفئة الكريمة من أبناء وبنات المجتمع، سواء أكانت عوامل نفسية أو اجتماعية أو طبية أو أكاديمية، عوضاً عن التركيز على أفضل وسائل التعامل مع تلك العوامل، وتعويد المجتمع ذاته على مناقشتها بتحليل أدوار الأسرة والمعلمين في المدارس ومراكز التأهيل وجميع مؤسسات المجتمع، ونشر المعرفة بلغة الإشارة، كل ذلك في إطار وعي وفهم عميق لاحتياجات الطلبة الصم المتعلمين المتفاوتة من شخص لآخر.
كولين ألين:
المشكلة الرئيسية هي نوعية التعلم
وقال كولين ألين رئيس الاتحاد العالمي للصم إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الصم في أغلبية دول العالم هي نوعية التعلم، وهذا يشمل المناهج المُعدلة حسب قدرات الفرد الأصم، على صعيد المعرفة اللغوية والثقافية والتاريخية، ومقدار كفاءة وتدريب المعلمين في المدارس، بحيث يلبون احتياجات الأشخاص الصم وضعاف السمع، إلى جانب البيئة المحيطة الأكاديمية ومدى تأهيلها، لكي تتناسب وقدرات الأشخاص الصم، وطريقة تعلمهم المعتمدة بشكلٍ كبير على المهارات البصرية.
وأكد ألين أن رؤية الاتحاد العالمي والقائمين عليه تتلخص في السعي الحثيث لتمكين جميع الأشخاص الصم حول العالم من الحصول على الاعتراف والإقرار بلغة الإشارة، وحق استخدامها كحق من حقوق الإنسان بكافة مناحي الحياة، وذلك عبر التعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها وجمعيات الصم في شتى بلدان العالم.
أبرز المعوقات
تناول الدكتور طارق الريّس أستاذ وعميد الدراسات العليا في جامعة الملك سعود بالرياض في المملكة العربية السعودية والمُطور والمشرف العام على برامج الدراسات العليا للطلاب ذوي الإعاقات السمعية في الجامعة، في جلسة القدرات اللغوية الإبداعية وتعليم الصم وضعاف السمع، أبرز معوقات دمج الطلاب الصم في البيئات المختلفة، المتمثلة في عدم تهيئة البيئة المدرسية في السعودية وتكييف مناهج التعليم العام وتدريب معلمي التعليم العام على التواصل الفعّال مع الطلاب الصم.
وأوضح الريّس أن المعوقات تتضمن أيضاً الاتجاهات السلبيّة الموجودة لدى كل من المعلمين والطلبة وعدم وجود القدر الكافي من الخدمات المساندة في برامج الدمج، مثل: (مترجم لغة الإشارة ومدون البيانات وإخصائي التواصل)، وعدم تطبيق البرنامج التربوي الفردي بشكل صحيح في برامج الدمج، نظراً لغياب وجود الفريق، المُتمحور لبُّ مهامه حول التمعن في تفاصيل هذا البرنامج التربوي والانغماس في حيثياته، بما يتماشى مع احتياجات الطالب الأصم بشكله الأمثل، مشيراً إلى أن هذا العجز لا يقتصر على مجال الصم ومن يعانون من إعاقات سمعية فحسبْ، بل يتواجد بقوة في مجال التربية الخاصة بشكلٍ عام.
بدور سعيد الرقباني، مديرة ومؤسسة مركز «كلماتي»
وفد من سلطنة عمان شارك في المؤتمر