الشيخة عائشة القاسمي: لقد شاهدنا واحداً من أفضل عروض الطلبة على الإطلاق
الحفل الختامي لأنشطة مدينة الخدمات الإنسانية هذا العام مختلف ومفعم بالإبداع
لا كلمات تصف ما حدث يومها على مسرح قصر الثقافة في الشارقة فلم يترك طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في قاموس التعبير مفردات تحمل في طياتها معاني تعادل الإبداع الذي قدموه في عرضهم المسرحي (الحياة متحف كبير) وتوجوا به الحفل الختامي لأنشطة العام الدراسي 2014 ـ 2015 (الثلاثاء 2 يونيو 2015) بحضور سعادة الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي وسعادة مدير عام المدينة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وعدد غفير من أولياء الأمور والطلبة والإعلاميين والمهتمين الذين قابلوا ما شاهدوه من فن احترافي مدهش بعاصفة من التصفيق والتشجيع ممزوجة بدموع الفخر والفرح بهذا الإنجاز المميز للطلبة من ذوي الإعاقة.
لقد كان العرض نقلة نوعية أكدت بدون أي مبالغة أن الأشخاص من ذوي الإعاقة لن يكتفوا بالمشاركة وإظهار ما عندهم من مواهب بل سيسعون بكل عزم لاحتلال الصدارة ولو لم يكن في رصيد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلا الإيمان بهذه الطاقات ومساندتها لكفاها ذلك فخراً فما بالك وهي التي زادت على ذلك أضعافاً مضاعفة وما زالت يوماً بعد يوم تسعى لتعزيز هذه المكانة المرموقة ودعمها بالأفعال قبل الأقوال.
لقد حرص الطلبة ومدربوهم في عرضهم أن ينوعوا في أدائهم ويخرجوا عما قدموه في السنوات السابقة من استعراضات وأوبريتات إلى فضاء أرحب ومجال أوسع ليبرهنوا عن إمكاناتهم التمثيلية والتعبيرية ويثبتوا قدرتهم على إسعاد أنفسهم وإسعاد الآخرين، وفي الوقت ذاته ايصال رسالة مفادها (ياللي ما لو أول ما لو تالي) وأن لا مستقبل بلا ماض.. وهي دعوة للاهتمام بالماضي التليد من أجل مستقبل أفضل من خلال المسرحية الكوميدية (الحياة متحف كبير).
المسرحية مستوحاة من الفيلم الامريكي (Night at the Museum) (ليلة في المتحف) بطلها حارس ليلي يعمل في أحد المتاحف، تتحول حياته عند منتصف الليل إلى سلسلة من المواقف الطريفة والكوميدية عندما تستيقظ المعروضات وتدب فيها الحياة.. فيجد الحارس نفسه في رحلة لا تتوقف عبر العصور والأزمان ومن مختلف البلدان.
ومما لا شك فيه أن هذا الإبداع والتألق ما كان ليتبلور لولا الجهد الكبير الذي بذله جميع العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ليخرج الحفل الختامي بهذه الصورة المشرقة فجزيل الشكر لجميع المدربين والمتدربين وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل وتقديمه بأبهى حلة ممكنة.
انطباعات وآراء
سعادة الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي أشادت بهذا المستوى اللافت من الإبداع واعتبرت أن الأشخاص من ذوي الإعاقة قدموا واحداً من أجمل عروضهم على الإطلاق فجاءت اللوحات الفنية متكاملة وبدا جلياً للعيان مدى الانسجام بين النص والإخراج والإضاءة وغيرها من عناصر ساهمت جميعاً في إنجاز هذا العرض المسرحي المتميز.
وتقول: سنة إثر سنة يحقق الطلبة من ذوي الإعاقة تقدماً ملحوظاً ويدخلوا السعادة والبهجة إلى النفوس ومما لا شك فيه أن كل ذلك ما كان ليتم لولا التوجيهات الحكيمة والقيادة الرشيدة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة فكل الشكر والتقدير لهذه الإنسانة النبيلة التي حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة لكنها كانت أهلاً لها بكل جدارة.
بدورها لم تخف سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي انبهارها بأداء الطلبة من ذوي الإعاقة مؤكدة أن ما شاهده الجميع هذا اليوم عرض احترافي لا تشوبه شائبة وجدير أن يقدم على خشبات المسارح في أكثر من مكان لتتاح الفرصة أمام مختلف شرائح المجتمع لترى بأم العين ما يستطيعه هؤلاء المبدعون وما هم قادرون على تحقيقه إذا ما مدت لهم يد المساندة الصادقة.
واعتبرت أن العمل الجماعي المتكامل من النص إلى الإخراج إلى الإضاءة إلى التدريب إلى أصغر تفصيل في العرض هو الجوهر الحقيقي والسبب الأساسي في هذا النجاح اللافت ويحق للمدينة أن تفخر بأبنائها والعاملين فيها فهم لا يدخرون جهداً كل حسب موقعه ليقدموا صورة مشرقة عن هذه المؤسسة التي رفعت منذ ثلاثة عقود لواء تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة ومساندتهم وما زالت وستستمر بإذن الله.
من جانبها عبرت المهندسة عزة سليمان مدير إدارة التصميم في وزارة الأشغال العامة عن كبير امتنانها لسعادة مدير عام المدينة على الدعوة التي تلقتها لحضور الحفل الختامي المكلل بعرض (الحياة متحف كبير) والذي قدمه الطلبة من ذوي الإعاقة باحترافية وإبداع يشهدان على ما يمكن لهم أن يرفدوا المجتمع به ليس ثقافياً وحسب بل في شتى مجالات الإبداع والتميز.
أما مدير مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي سعادة منى بن هدة السويدي فقد أكدت أن هذا الأداء الرائع لا يدع مجالاً للشك بمدى ما يمكن أن يصل إليه الأشخاص من ذوي الإعاقة دون أن ننسى تقدير جهد الفنانين والمدربين وجميع العاملين معهم متوجهة لهم بخالص الشكر والتقدير أيضاً.
الأستاذ محمد بكر مشرف جماعة الإبداع الفني ومخرج المسرحية عبر عن فخره واعتزازه بالعمل الذي قدمه الطلبة من ذوي الإعاقة مكللين الجهد الذي بذلوه خلال فترة التدريب بهذه النتيجة الرائعة والطيبة والتي تؤكد قدرتهم العالية على الإبداع الفني والتميز من خلال الاحترافية العالية التي أظهروها خلال العرض.
وقائع الحفل والتكريم
وكان الحفل الختامي قد استهل بالسلام الوطني وآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الطالب علاء صلاح بن عوف من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات المتميز دائماً والفائز في الشهر الماضي بجائزة سباق الأندية الثقافية لحفظ القرآن الكريم، ثم رحب مقدم الحفل المتميز ذو اللفظ الصافي والنطق الحسن (حسن إبراهيم الحمادي) من مركز الشارقة للتوحد بجميع الحاضرين، بعدها ألقى الطالب يزن باسل من قسم التأهيل المهني كلمة المدينة توجه فيها باسمه واسم جميع زملائه بالشكر الجزيل والامتنان العميق إلى كل العاملين في المدينة الذين عملوا بجد وإخلاص كي يقف الطلبة من ذوي الإعاقة أمام الحضور في هذا اليوم مزهوين بفنهم وإبداعهم، فخورين بتفوقهم وإنجازهم، وعلى رأسهم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي حارسة قيم ومبادئ المدينة والساهرة على راحة الطلبة من ذوي الإعاقة، الغيورة على مصلحتهم والحريصة على مستقبلهم.
وقد قامت سعادة الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بتكريم خريجي الثانوية العامة من مدرسة الأمل للصم مع أطيب الأمنيات بمواصلة تحصيلهم الدراسي والوصول إلى أعلى المراتب والطلاب هم: بشار ماجد مصطفى العزة، سعيد سلطان حمود حمد السويدي، علي بن سالم بن خلفان الكلباني، مبتسم فيصل سيف.
كما تم تكريم الطلبة المتميزين في المجال الفني والذين قدموا في مارس الماضي مسرحية أين الجيران وهم: خالد حافظ سفيان ، زكريا سعيد سليم ، عبدالسلام محمد زعرب ، فلاح صلاح ال علي ، وسام طاهر المرشدي ويوسف محمد سلطان، ثم قدمت سعادة الشيخة جميلة القاسمي إلى سعادة الشيخة عائشة القاسمي هدية رمزية باسم جميع منتسبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والعاملين فيها تقديراً لشخصها الكريم وأدوارها التربوية والإنسانية.