عنوان منتدى مرامي الرابع للإعلام الوطني
تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وبحضور سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس يومي (الاثنين والثلاثاء 17 و18 أكتوبر 2016) على مسرح الجامعة القاسمية الدورة الرابعة لمنتدى مرامي للإعلام الوطني تحت شعار: (الإعلام حين يكون واجهة وطن) بمشاركة نخبة مميزة من المسؤولين والعاملين في مجال الإعلام.
ويهدف المنتدى إلى قراءة واقع الإعلام المحلي ومدى مواكبته للأحداث المجتمعية ودوره في تعزيز الانتماء الوطني والارتقاء بالقيم الفكرية والسلوكية النابعة من قيم دين التسامح والمحبة.
ويأتي هذا الشعار الذي وضعته اللجنة المنظمة للمنتدى هذا العام بعد معايشة وسائل الإعلام التي تقف مع الوطن في وقفته التاريخية مع الأشقاء ليكون هذا الدعم الإعلامي نموذجا لوقفه في كل المجالات خاصة القيمية والتنموية مع كل ما يحقق الرخاء والاستقرار للفرد والأسرة والمجتمع برمته.
حضر المنتدى خولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، والعميد سيف الزري قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، وصالحة غابش المستشار الإعلامي والثقافي في المجلس ومديرة تحرير مجلة مرامي، والإعلامي أحمد سالم بوسمنوه، وعدد من المسؤولين والإعلاميين وطلاب الجامعة، حيث أقيم على هامش المنتدى معرض لطلاب كليات الإعلام والاتصال.
وقد أشاد سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال المنتدى بالنهضة الإعلامية الكبيرة التي تشهدها إمارة الشارقة في ظل متابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معبراً عن فخره بالحراك الإعلامي المتنامي الذي تعكسه المؤسسات والمبادرات التي تم إطلاقها خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تؤكد على الريادة الإعلامية لإماراتنا الحبيبة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وقال: قبل يومين أسدلنا الستار في إمارة الشارقة على انعقاد الدورة الأولى من المهرجان الدولي للتصوير، الذي تناولنا خلاله حيثيات الصورة بكافة أشكالها وأغراضها، بما فيها الصورة الإبداعية والصحفية التي تشكل ضرورة ومرتكزاً هاماً في العملية الإعلامية، كونها تفوقت على الكلمة وأصبحت أكثر تداولاً من الخبر نفسه. واليوم تجمعنا الأهداف المشتركة في «منتدى مرامي للإعلام الوطني» لمناقشة قضايا الإعلام والاتصال، ليكمل بأهدافه خطى الإمارة نحو الارتقاء بالمنظومة الإعلامية الوطنية، وفق نهج دولة الإمارات الثقافي والفكري، مما يدعم فكر التطوير والارتقاء بجودة العمل الإعلامي.
ورأى أن ما تشهده إمارة الشارقة من العديد من البرامج والفعاليات التطويرية التي تستهدف العملية الإعلامية بشكل عام، يواكب القفزات النوعية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في منظومتها الإعلامية، وتستند في رؤاها إلى تطورات الإمارة التنموية بكافة قطاعاتها التي تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات المنفردة محلياً وإقليمياً، ورسخت حضورها البارز على الخريطة العالمية.
وذكر الشيخ سلطان بن أحمد أن ما يحظى به القطاع الإعلامي في إمارة الشارقة نتيجة للدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ما انعكس على إيجاد تجربة إعلامية رائدة، اتسمت بخطواتها المتزنة وأهدافها المدروسة، وتبلورت في إيجاد مناخ إعلامي متميز ضمن بيئة إعلامية مثالية.
وتناول أيضاً المبادرات التي أطلقت في الشارقة واصفاً إياها بالتطويرية انطلاقاً من حرص إمارة الشارقة على إيلاء الشأن الإعلامي الأهمية البالغة، كونه يشكل محوراً هاماً للتطوير ورديفاً للنمو ومرتكزاً من مرتكزات البناء، منوهاً بمدينة الشارقة للإعلام «هيئة منطقة حرة» التي تم إطلاقها مؤخراً للارتقاء بالعمل الإعلامي، ودعم مؤسساته. وتعزيزاً للتواصل مع جميع شرائح المجتمع تم في إمارة الشارقة إطلاق عددٍ من وسائل الإعلام الجديدة، بما فيها القنوات التلفزيونية التي تنبع من المخزون الثقافي والتراثي لجميع مناطق ومدن إمارة الشارقة، وكذلك أطلقنا الموقع الإخباري «الشارقة 24» لإيصال رسالة الإمارة الوطنية إلى العالم.
وكانت أعمال المنتدى قد افتتحت بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم، قدمت بعدها الإعلامية علياء المنصوري فقرات حفل الافتتاح بدأتها الأستاذة صالحة عبيد غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس بكلمة قالت فيها: حين نعيد قراءة ما طرحه صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال لقائه الرمضاني مع الإعلاميين، والذي نظمته مؤسسة الشارقة للإعلام في شهر رمضان الماضي، نقف عند ذلك المعنى المترامي لمفهوم الإعلام الذي يخرج عن إطار التسميات والتعريفات المتداولة إلى معنى تنموي شامل، يتضمن تنشئة المجتمعات أفراداً وفئات على قيم الحياة التي تحقق في حاضرهم معيشة كريمة على وجه الأرض، وتؤسس للمستقبل حياة أفضل، قوامها المعرفة والعلوم ومد جسور التعارف بين الشعوب، وتقبل الآخر، واعتبار الاختلاف طبيعة تعزز الوجود البشري المتوازن.
وأضافت أن الإعلام مدرسة كما قال سموه، فصولها تاريخ وجغرافيا ولغة وعلوم، ومعارف، وامتداد ثقافي وإنساني إلى العالم وتصالح مع الذات المجتمعية بكل مقوماتها الخاصة التي تشكل هويتها، وأهم هذه الفصول قيم تسمو غاية وجودنا على الأرض، وهي التعمير لا التدمير، تتوج تلك المعارف المختلفة كي ينشغل الإنسان – عندما يستوعبهاـ ببناء ذاته ومجتمعه وعالمه الإنساني.
وقالت إن الإعلامي إذاً هو المعلم في مدرسة كهذه، وكما جاء في افتتاحية مجلة مرامي بقلم رئيسة التحرير سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي معلقة على كلمة سموه، حيث قالت: ومن هنا تأتي أهمية رسالة صاحب السمو حاكم الشارقة للإعلاميين، فحين يدعوهم لأن يكونوا مربين معلمين فإنه يرفع قدرهم ويضعهم موضع قيادة الوعي المجتمعي، مؤكداً تأثيرهم المهم في بناء مستقبل المجتمع.
إن الإعلامي محكوم بضميره لأنه بات يمتلك الكلمة المكتوبة أو المنطوقة أو المصورة وما مواقع التواصل الاجتماعي إلا صورة صارخة لهذا الامتلاك ولهذا يخشى أن يكون للمادة الإعلامية المتمردة على ضمير صاحبها باب واسع يطل به على الناس صغيرهم قبل كبيرهم فنشهد التأثير في نفوسهم وفي فكرهم ووجدانهم.
وأكدت غابش أن في الإمارات ما يقارب 15 صحيفة يومية، تصدر باللغة العربية واللغات الأخرى، ومجلات متعددة الاختصاصات واللغات، وأكثر من 85 فضائية تعمل على أرض الوطن حسب إحصائية نشرت في 2011، وأنه في إمكاننا استثمارها لتقوية أركان وجودنا العربي في واجهة التأثير العالمي لتكون الإمارات موقع الانطلاق إلى مشروع عربي يوجه رسالته إلى الآخرين.
بدوره قال الإعلامي أحمد سالم بو سمنوه، في كلمته في حفل الافتتاح إنه لم يعد خافياً على أحد الأحداث التي تمر على المنطقة العربية، وفي المقابل لم يعد هناك مجال للشك في أن دولتنا التي تنطلق إلى آفاق جديدة من العمل غير بعيدة عن هذه التحديات التي تمر بها المنطقة العربية. وكل ذلك يترك أثراً على حياتنا وواقعنا وتوجهاتنا وقراراتنا السياسية، وصولاً إلى سلوكنا الإعلامي وردود أفعالنا.
وأشار إلى تردي حال الإعلام العربي والخليجي والمحلي، خاصة ما نشهده في المنتديات الإعلامية المتخصصة، ولتدارك هذا الأمر لابد من دعم المنهج العقلاني والمنطقي للتحول الديمقراطي في بلادنا العربية، من خلال دعم التوجهات الفكرية الواعية والصادقة لزرع قيم الحوار والتفاعل ووفق أطر ترقى بالمجتمع ولا تنزلق به إلى القاع، مثنياً على تجربة برلمان الطفل العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشبهاً إياه بالنموذج القومي البارز للأجيال.
بدأت الجلسة الأولى بإدارة الإعلامية حليمة الملا وشارك فيها صالح البحار بورقة عمل تحت عنوان (إعلاميون في الخارج… سفراء متنقلون) واستعرضت صفية الشحي ورقة عمل تحت عنوان: (الإماراتي: مبادرات وإبداع)، وناقش حمد الشامسي في ورقة عمله مسؤولية الشاب الاماراتي في قنوات التواصل الاجتماعي.
صالح البحار، وهو محرر ومراسل في مؤسسة أبوظبي للإعلام، أصيب خلال تغطيته لجهود عمليات التحالف العربي في اليمن أشار في ورقته إلى أن الإعلام اليوم يعتبر من أخطر الوسائل في التأثير بالأفراد سلوكاً وفكراً، خصوصاً بعد أن تطورت وسائله المطبوعة والمسموعة والمقروءة، ومع ظهور الإعلام الجديد، وعلى وجه الخصوص وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الإعلام جماهيرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى يوجه إلى ملايين البشر في جزء بسيط من الزمان وفي وقت واحد، الأمر الذي جعل العاملين في الحقل الإعلامي وخصوصاً من يطلون علينا عبر الشاشة الفضية يعيشون تحت المجهر الذي يحصي عليهم كل شاردة وواردة، فكل حركة أو فعل أو كلمة لها ألف ألف تفسير كلٌ حسب أهوائه، ومن هذا المنطلق تتصاعد وتيرة التحديات التي يواجهها الإعلامي بشكل يومي خصوصاً أنه يعد واجهة للدولة ويمثل خط نهجها وسياستها الإعلامية، لذلك يجب على الإعلامي أن يكون ذا وعي إعلامي تام.
وأشار البحار في ورقته إلى أن الوعي الإعلامي في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي المفتوح لا يقتصر على تحليل الرسائل والمضامين الإعلامية المتعارف عليها، بل يتعداها إلى سلوك الفرد بنفسه، خصوصاً أن الإعلامي يدفع ثمن شهرته من حريته الشخصية، فهو شخصية عامة ينظر إليها الكثيرون بنظرة الكمال، فأي سلوك خارج عن المألوف لن يكون انعكاسه على الإعلامي نفسه، بل سيتعداه إلى المجتمع.
صفية الشحي تطرقت في ورقتها إلى أن أدوارنا اليوم كإعلاميين لم تعد مرتبطة بالنقل والنشر والتوجيه والترفيه والأخبار وحسب، بل أصبحنا نلعب دوراً فاعلاً وكبيراً في رصد المتغيرات الكثيرة حولنا وتحليلها والمساهمة في استخدامها، بما يصب في مصلحة مجتمعنا واحتياجاته المتعددة، وإذ نقف اليوم جنباً إلى جنب إلى جانب سلطات المجتمع الأخرى، فنحن لا نقف كداعم فقط، وإنما كشريك حقيقي في العملية التنموية. وذلك لن يتم إلا بممارسة عملنا على أسس مهنية أخلاقية تجعله يحظى بمصداقية مرتفعة عند الجمهور، ويحقق تأثيراً حقيقياً عبر رسالتنا الإعلامية، ومن خلال كل الوسائل الكلاسيكية والجديدة المتاحة لنا.
وشهد اليوم الثاني للمنتدى جلستين الأولى بعنوان (عبر الأثير.. منبر صناعة الأفكار) حاور فيها الإعلامي أحمد الغفلي طلبة الجامعات بينما شارك في الجلسة الحوارية الثانية طلاب جامعة الشارقة وجامعة عجمان والجامعة الأمريكية بالشارقة وكان محورها: (مستقبل الإعلام الإماراتي برؤية شباب كليات الاتصال).