بعث كولن ألن رئيس الاتحاد الدولي للصم الاثنين 18 مايو 2015 برسالة إلى النادي الكويتي الرياضي للصم يحث فيها دولة الكويت للاعتراف رسمياً بلغة الإشارة الكويتية للصم وتضمين هذا الاعتراف في الدستور الكويتي أسوة بالكثير من البلدان.
وفيما يلي نص الرسالة:
بالنيابة عن الاتحاد الدولي للصم وهو منظمة دولية غير حكومية تمثل ما يقرب من سبعين مليون أصم من جميع أنحاء العالم، أود أن ألفت انتباهكم إلي ضرورة الاعتراف رسمياً بلغة الإشارة الكويتية للصم. مع العلم أن كثيراً من البلدان على مستوى العالم لهم لغة إشارة محلية للصم ومعترف بها رسمياً من خلال اتخاذ التدابير القانونية لذلك، كما يوجد أكثر من عشر دول على مستوى العالم تم الاعتراف بلغة الإشارة الخاصة بهم في دستور بلدانهم.
وتوجد في بعض القارات بلدان مثل: فنلندا وفنزويلا قد اتخذتا خطوات مهمة لضمان حقوق مواطنيها من فئة الصم على المستوى التشريعي (الدستوري).
وسوف نكون سعداء جداً أن نرى الكويت ضمن المجموعة المتميزة من البلدان التي لديها تشريعات متقدمة في هذا المجال تخص فئة الصم، وفي حال الاعتراف رسمياً بلغة الإشارة الكويتية للصم في الدستور الكويتي وسوف يكون لهذا الاعتراف صدى وإشادة في جميع أنحاء العالم.
ومن المفيد هنا الإشارة إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي الاتفاقية التي صدقت عليها الكويت في 22 أغسطس 2013 والتي من خلالها ندرك ونؤمن بحقوق الصم اللغوية على مستوى العالم. إن من أهم الانجازات للصم هي أن المادة (2) في هذه الاتفاقية تنص على أن لغة الإشارة للصم هي من ضمن اللغات المعترف بها والموجودة على مستوى العالم، لا بل إن لغة الإشارة للصم تعتبر متساوية مع كافة اللغات المنطوق بها على مستوى العالم.
وبناء عليه فيجب ألا ينظر إلى لغة الإشارة الكويتية للصم فقط كوسيلة من وسائل الاتصال للأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن لابد أن ينظر إليها كجزء هام من التنوع اللغوي والثقافي الكويتي.
وللعلم فإن لغة الإشارة للصم تشمل على قواعد معقدة من الناحية النحوية (قواعد لغوية) كما تشمل على مفردات توسعية، وهي لغة تتميز بالارتياحية في استخدامها في المحادثات اليومية، وتضم لغة الإشارة للصم العديد من اللهجات تماماً مثلما هو موجود في اللغات الأخرى.
والاتحاد الدولي للصم سوف يساهم مع النادي الكويتي الرياضي للصم في اهتمامه المقترح بشأن الاعتراف رسمياً بلغة الإشارة الكويتية للصم والتي يتم تجاهلها على الرغم من أن المادة (21) من النظام الأساسي للاتحاد الدولي للصم تنص على اتفاقية الأمم المتحدة بشان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي ترشد الحكومات إلي أن يتخذوا خطوات إيجابية في هذا الصدد بشأن لغة الإشارة للصم.
لذا يحتاج النادي الكويتي الرياضي للصم إلي التشاور والدعم في كافة العمليات الخاصة بلغة الإشارة الكويتية للصم. وأن المفتاح الرئيسي لتحقيق الحقوق الأساسية للصم هو أن نحترم حقوقهم في استخدام لغة الإشارة. ولتعزيز هذا الحق لدى الصم فإن الاتحاد الدولي للصم يعمل وبقوة على تشجيع كافة البلدان للاعتراف بلغة الإشارة للصم لدى كل بلد والعمل على تنمية القدرات اللغوية لدى الصم. مع ضرورة وضع هذا في الدستور الخاص بالدولة لضمان الخدمات وفرص الحصول على التعليم والترجمة واكتساب المعلومات وخلق فرص عمل للصم مع العمل على تعزيز لغة الإشارة والثقافة لدى الصم. وهذه الحقوق الممنوحة للصم لها حماية خاصة عن طريق إبرام اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تتضمن خمس مواد خاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومنهم فئة الصم وهي المواد: (22، 9-2، 21-b ، 21-e، 24-3-b، 24-3-c، 24-4، 30-4).
ونود أن نخبركم جميعاً بأن النادي الكويتي الرياضي للصم لديه أفضل الخبرات والمعرفة في استخدام لغة الإشارة للصم وأن النادي عبارة عن منظمة تمثل الصم ومستخدمي لغة الإشارة في دولة الكويت وبالتالي فإنه لا يمكن استبعاد النادي الكويتي الرياضي للصم من التشاور في سن أية قوانين أو تشريعات تخص فئة الصم ولها تأثير في حياتهم في دولة الكويت.
وبناء عليه فإن الاتحاد الدولي للصم يحث الحكومة الكويتية على ضرورة التشاور والمشاركة في أية عملية أو قرار تصدره الحكومة بشأن لغة الإشارة الكويتية للصم على جميع المستويات وأن يوضع في الاعتبار وبشكل مهم وجهات النظر المختلفة بشأن لغة الإشارة الكويتية للصم. كما نود أن نشير أيضاً إلي أن تطوير لغة الإشارة المحلية يجب أن يكون على أيدي أولئك الذين يقومون باستخدام لغة الإشارة الدولية والأساسية للصم، هؤلاء هم مجتمع الصم الكويتي.
برجاء الإطلاع على الرابط الخاص بالمعلومات الخاصة بتقرير الاتحاد الدولي للصم عن لغة الإشارة للصم:
http://wfdeaf.org/wp-content/uploads/2014/WFD-statement-sign-language-work-pdf
ونأمل أن الدستور الكويتي مستقبلاً يضع اهتمامه بضرورة وضع تشريع خاص بلغة الإشارة للصم مع اعتبار أن لغة الإشارة للصم واحدة من الأشياء الأكثر تقدماً على مستوى العالم.
مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في مساعيكم
صديقكم المخلص كولن ألن
رئيس الاتحاد الدولي للصم