جيمس جاربارينو: الأطفال لهم الحق في الشعور بالأمان
بهدف الاطلاع على المفاهيم الأساسية لموضوع حماية الطفل وضرورة تطوير أساليب الحماية انطلاقاً من حقوق الأطفال والتعرف على أنواع الإساءة التي يتعرضون لها والتعريفات الخاصة بها مع ذكر بعض الجوانب القانونية المتعلقة بهذه التعريفات وتطورها والنظرة إلى الإساءة، والسبل الكفيلة باكتشاف ما إذا تعرض الطفل للإساءة وطبيعة الأسلوب المناسب للتدخل ومعالجة ما ترتب عن ذلك من آثار.
نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة يومي الاثنين والثلاثاء 22 ـ 23 سبتمبر 2014 البرنامج التدريبي حماية الطفل من العنف (الاكتشاف والتدخل) والذي قدمه البروفيسور جيمس جاربارينو أستاذ علم النفس الإنساني بجامعة لويولا (الولايات المتحدة الأمريكية) ومؤسس مركز حقوق الإنسان للأطفال بجامعة لويولا في شيكاغو.
حضر البرنامج عدد كبير من الاختصاصيين من داخل الدولة وخارجها وصل عددهم إلى 120 اختصاصياً واختصاصية في مجال الإعاقة والطفولة نظراً لأهمية البرنامج في تشخيص ومعالجة آثار العنف التي يتعرض لها الطفل وأهمية الوقاية من ذلك.
وكتاب البروفيسور جاربارينو (هيا بنا نتحدث عن الحياة في عالم فيه عنف ـ حق الطفل في الحماية) يعتمد على القراءة والكتابة أي أن بإمكان الطفل أن يقرأ ويكتب فيه وأن يستخدم الالوان وبهذا الصدد يقول البروفيسور إن اعتماده هذا الأسلوب يعود إلى نتائج الدراسات التي تؤكد القدرة العلاجية للكتابة والتواصل مع الآخرين من خلالها، كما أسهب البروفيسور في سرده عن تأثير التلفزيون وألعاب الفيديو على تهيئة شخصية الطفل أو المراهق للعنف وارتكابه، الأمر الذي لا بد أن ينتبه إليه الأهل والاختصاصيون.
وخلال البرنامج أسهب المحاضر في شرح الدليل التدريبي الذي تولت المدينة إصدار النسخة العربية منه والنظرية الموجودة خلف استخدام الدليل العملي مع الأطفال واكتشاف آثار العنف والصدمات المؤلمة على نفسية وشخصية الطفل.
مما ميز البرنامج تنوع الحضور والمشاركة سواء من داخل الدولة أو خارجها الأمر الذي أتاح عملية تبادل الخبرات والتجارب بين الحاضرين فكان النقاش مثمراً وبناء خاصة أنه وقبيل ختامه فتح المجال أمام الحضور لطرح الاسئلة التي أجاب عنها البروفيسور جاربارينو برحابة صدر كما تم توزيع شهادات المشاركة في البرنامج على جميع المشاركين.
الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أوضحت حرص المدينة على تنظيم هذا البرنامج انطلاقاً من الميثاق الأخلاقي للمدينة الذي يعتبر العنصر البشري أهم عنصر في الحياة فهو وسيلتها وغايتها المنشودة وتقيداً ببنود الميثاق باعتبار الأطفال هم القيمة الأسمى والمبرر الأوحد للبقاء والاستمرار حيث أنه لا بد من تقبلهم تقبلاً غير مشروط والمحافظة على حقوقهم وصيانتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم.
آراء وانطباعات
المشاركات فاطمة حمد الشعيلي، رجاء إبراهيم الهنائي، شمسة عزيز الدرمكي من المديرية العامة للبرامج التعليمية والمدارس الخاصة في وزارة التربية بسلطنة عمان أكدن أهمية حضور البرنامج التدريبي والإطلاع على المعلومات القيمة التي ذكرها البروفيسور جاربارينو لنقل هذه المعارف إلى المدارس في السلطنة والعمل على الوقاية من تعرض الأطفال للعنف والتدخل المناسب بالطريقة العلمية الصحيحة.
وتوجهن بجزيل الشكر والتقدير إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي أخذت على عاتقها توعية المجتمع بضرورة حماية الأطفال من العنف، متمنيات لها دوام التقدم والنجاح في مساعيها النبيلة.
ليال بطرس المرشدة الاجتماعية في مدرسة الشارقة الأمريكية الدولية (فرع الشارقة) أكدت أهمية هذا البرنامج والمعلومات القيمة التي تضمنها حيث يمكن الاستفادة منها في المدرسة لمعرفة ما إذا تعرض أحد الطلبة للعنف أو الإساءة وكيفية التدخل المناسب لمعالجة الآثار المترتبة عن ذلك.
بدورها اشادت المرشدة الاجتماعية في معهد الأمل للتربية الخاصة في البحرين مريم الدوسري بالبرنامج وما تضمنه من معلومات حول كيفية التعامل مع الأطفال الذين تعرضوا لعنف أو إساءة وسبل الوقاية من ذلك، مشيرة إلى أهمية تبادل الخبرات الذي تم بين الحضور والفائدة الكبيرة التي ينهلها المشاركون في مثل هكذا برامج.
وأخيراً اعتبرت المشاركة غاية عيسى سيف الاختصاصية النفسية في مركز علاج الإدمان في القيادة العامة بشرطة الشارقة أن حضور البرنامج التدريبي أغنى ما لديها من خبرة في هذا المجال مؤكدة أن للعنف دوره في اتجاه بعض الأطفال والمراهقين إلى طريق الانحراف والإدمان وهنا يأتي دور الحملات التوعوية التي يقوم بها المركز مستهدفاً من خلالها الأسر والمجتمع بشكل عام لتسليط الضوء على هذه القضية والعمل بكل ما أمكن على الحد منها.