أكد البروفيسور سانغ موك لي المتخصص في علوم الأرض والبيئة في جامعة سيؤول الوطنية أنه لم يستسلم للإعاقة بعد تعرضه لحادث مريع جعله غير قادر على تحريك جسده بل واظب على العمل والاجتهاد ونهل العلم والمعرفة حتى يتمكن من دحر اليأس، وبواسطة الكرسي المتحرك المزود بأحدث الوسائل التكنولوجية يستطيع القيام بالعديد من الامور المتعلقة بالعلم والتعليم بالإضافة إلى أموره الحياتية اليومية.
الكرسي الذي يستخدمه البروفيسور لي مزود بجهاز يستجيب لحركة الرأس ومن خلاله يتم تحديد الوجهة، أما آلة النفخ فهي جهاز موصول بجهاز الآيباد ويتحكم به عن طريق شفتيه، يقرأ الكتب، يشاهد التلفاز، يختار القنوات، يتحكم بالمكيف.. إلخ.. ولديه في المنزل خمسة أنواع من هذا الكرسي في كل واحد بعض التطويرات والتعديلات غير الموجودة في الأخر حيث يقوم مع صديق له بالعمل عليها بشكل مستمر لاستحداث نقلات نوعية فيها على الدوام.
وأشار البروفيسور إلى أهمية أن يتمتع المرء بالإرادة والعزيمة كي يواجه صعوبات الحياة وهذا ما فعله هو حين استمر في تحصيل العلم والمعرفة حتى بعد أن أصبح معاقاً وها هو يستفيد من علمه ومعرفته هذه ضمن الاختصاص الذي درسه والذي يؤمن له مدخولاً مادياً يجعله قادراً على الاعتماد على نفسه اقتصادياً معيلاً لنفسه وأسرته ومحققاً بذلك واحداً من أهم شروط الاستقلالية (طبعاً المدروسة تبعاً لحالته).
جاء ذلك خلال النقاش الصريح والشفاف الذي جمع البروفيسور سانغ موك لي وطلاب فصل الشلل الدماغي بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات (الخميس 27 مارس 2014 ) بحضور سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ضمن أجواء سادها الود والاحترام والتقدير المتبادل بين البروفيسور والطلبة من ذوي الإعاقة الذين كانوا حريصين على توجيه أسئلتهم واستفساراتهم باللغة الإنكليزية الأمر الذي عكس المستوى التعليمي الراقي الذي يتلقونه في المدينة مما أثار إعجاب البروفيسور لي جداً.
وكان البروفيسور قد قام بجولة على مركز التدخل المبكر صحبته فيها الاستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة وفي هذه الجولة اضطلع على أبرز البرامج والخدمات والأنشطة المقدمة للطلبة من ذوي الإعاقة واستمع إلى شروحات عن طبيعة هذه الخدمات من بعض الاختصاصين والعاملين في هذا المؤسسة الإنسانية العريقة.
ومن منتجات طالبات ورشة التغذية التابعة لقسم التأهيل المهني تذوق البروفيسور سانغ بعضاً منها وأشاد بالطعم اللذيذ لهذه المنتجات، كما قدم له طلاب ورشة الخزف التابعة لذات القسم هدية تذكارية من إبداعاتهم الفنية المميزة تقبلها منهم شاكراً لهم وللعاملين معهم هذا الجهد الواضح والمتألق والذي يدل على الإخلاص والجد في العمل.
وختم زيارته بالقول: إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مكان مميز يعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة ويقدم لهم الخدمات المميزة بحرفية وإتقان عاليين كما أن ملاحظة الخبرة التي يتمتع بها العاملون في هذه المؤسسة ليس بالأمر العسير، متوجهاً بالشكر والتقدير لهم جميعاً ومتمنياً دوام النجاح والتوفيق.