نقلة نوعية في تسهيل حياة المعاقين والتكيف مع الإعاقةوالعيش باستقلالية ذاتية
اختتمت مدينة الشارقة للخدمات الانسانية الثلاثاء 29 اكتوبر 2013 ورشة عمل (التكنولوجيا المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة) التي نظمتها في الفترة ما بين27 و29 أكتوبر 2013 بغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وذلك بالتعاون مع مركز مدى للتكنولوجيا المساندة بقطر، والتي أشرف على تقديم جلساتها كل من السيد دافيد بانس الرئيس التنفيذي لمركز مدى للتكنولوجيا المساندة، والأستاذة عهود علي ابراهيم الشيب مديرة قسم التدريب بالمركز، بحضور ومشاركة موظفي واختصاصيي المدينة من مختلف الأقسام والفروع.
وجاء تنظيم ورشة عمل التكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة، بهدف إطلاع المشاركين على أساسيات وسائل التكنولوجيا المتطورة ومعايير استخدامها لمساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة في جميع المجالات الحياتية، وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة التي حققها مركز مدى في مجال التكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة، وذلك تفعيلا لتوجيهات سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نحو استحداث مركز متخصص للتكنولوجيا المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة تابع للمدينة، ومساعدتهم على تغيير نمط حياتهم باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتوفير الإمكانات التي تساعدهم على تجاوز مصاعب الإعاقة وتمكينهم من العيش باستقلالية وتعزيز حقوقهم في مجالات التعليم والعمل والعيش بمستوى أفضل.
ويعد مركز التكنولوجيا المساندة بقطر من المؤسسات الرائدة في ربط الأشخاص من ذوي الإعاقة بتكنولوجيات المعلومات والاتصالات كوسيلة لتعزيز امكاناتهم وإثراء قدراتهم، حيث يوفر المركز مجموعة متنوعة من وسائل التكنولوجيا المساندة العصرية التي تمكن فئة المعاقين من التواصل مع عالم تكنولوجيا المعلومات، كما يقدم مركز مدى خدمات التكنولوجيا المساندة مباشرة إلى الأشخاص من ذوي الاعاقة في قطر، وتشمل الخدمات التقييم والتدريب، كما يساهم أيضا في زيادة الوعي حول دور التكنولوجيا المساندة في دعم الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال حملات التثقيف والتوعية المجتمعية التي تسلط الضوء على الاستخدامات المختلفة للتكنولوجيا المساندة وفوائدها في تسهيل حياة المعاقين في مختلف المجالات.
وقد أكد السيد دافيد بانس على أهمية تعاون مركز مدى مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتطوير فاعلية استخدام التكنولوجيا المساندة لتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحسين نوعية حياتهم في التواصل والتعليم والعمل والاعتماد على الذات ودمجهم المجتمعي وكسر حواجز الإعاقة والعيش باستقلالية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز مدى: إن التكنولوجيا المساندة هي مختلف وسائل التكنولوجيا العصرية التي يستخدمها الأشخاص من ذوي الإعاقة بعد تأهيلهم وتدريبهم على استخدامها الصحيح لتمكينهم من القيام بمهام قد تبدو صعبة أو مستحيلة دون استخدام هذه التكنولوجيا خاصة لفئة الإعاقات الشديدة كالشلل الدماغي وأيضا للمكفوفين وذوي الإعاقات السمعية، كما تشمل خدمات التكنولوجيا المساندة التقييم والتدريب لذوي الإعاقة في استخدامات الحساب الآلي والاستخدام الفعال للتكنولوجيا الرقمية وتوفير وسائل تكنولوجية متعددة من ضمنها لوحات مفاتيح معدلة وبرمجيات لقراءة النصوص الظاهرة على الشاشة عبر صوت يصدره الكمبيوتر، والتكنولوجيا التي تتيح للشخص المعاق التواصل عبر الحاسب الآلي عن طريق أجهزة كمبيوتر تعمل بحركة العين وغيرها من الأجهزة المتطورة.
وأضاف بانس أن استحداث مركز للتكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يعكس جهود المدينة واهتماماتها المتزايدة في دعم حقوق ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أن المركز سيقدم تسهيلات كبيرة لمختلف الإعاقات وبالتالي يصبح الشخص المعاق قادرا على التواصل والتعليم والعمل والعيش في مجتمعه بدون تمييز وفوارق وأخذ كافة حقوقه الإنسانية.
ومن جهتها أوضحت الأستاذة عهود الشيب أن مجال التكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة هو مجال جديد على مستوى دول الخليج مؤكدة أن دولة الإمارات من الدول المهتمة بتطوير وكواكبة الخدمات العصرية الموجهة لذوي الإعاقة، وقالت: إن تنظيم ورشة التكنولوجيا المساندة هي فرصة لتبادل الخبرات ونقل التجارب والاستفادة منها في مجال التكنولوجيا الحديثة واستخدامها الفعال لدعم ذوي الإعاقة، وقدمت الورشة معلومات قيمة للمشاركين المتخصصين والعاملين في المدينة عن خدمات التأهيل حول كيفية استخدام مختلف وسائل التكنولوجيا وكيفية تدريب ذوي الإعاقة على استخدامها ومتابعتهم وتقييمهم وتمكينهم من الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا.
وأضافت مديرة قسم التدريب بمركز مدى: أن مشروع عمل مركز تكنولوجيا مساعدة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سيحدث نقلة نوعية في خدمة فئة المعاقين وتأهيل كوادر عربية ومحلية في مجال التكنولوجيا المساندة وأضافت أنه عبر استخدام التكنولوجيا المساندة سيتمكن الأفراد من ذوي الإعاقة باختلاف احتياجاتهم وقدراتهم من الاتصال بالعالم الرقمي والحصول على كم هائل من الفرص والخيارات التي تقدمها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بصورة أكثر سهولة ويسر.
وفي الختام أشادت الأستاذة عهود الشيب بجهود المدينة وما تقدمه من خدمات متكاملة وبكفاءة عالية المستوى مؤكدة حرص مركز مدى للتكنولوجيا المساندة في قطر على تعزيز أواصر التعاون المستمر مع المدينة، بهدف تأسيس مركز متخصص في مجال التكنولوجيا المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة وتمكينهم من استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتقديم خدمات شاملة بكوادر مؤهلة ومتخصصة، وتوفير كافة وسائل التكنولوجيا المساندة لفئة المعاقين والتي ستمثل فارقا كبيرا في تغيير حياتهم المستقبلية.
وأعرب المشاركون في ورشة التكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة من اختصاصيين وعاملين في الهيئة التدريسية بالمدينة عن أهمية هذه الورشة المتخصصة التي تميزت بأرقى أساليب التنظيم كما أضافت لهم معارف ومفاهيم حديثة في مجال التكنولوجيا واستخدامها لمساعدة المعاقين على تجاوز وتحدي الإعاقة من خلال جلسات الورشة، وأكدوا حرصهم على مواكبة كافة التطورات الحاصلة في هذا المجال والعمل على رفع المستوى لتقديم خدمات تأهيل وتدريب ذوي الإعاقة في مجال استخدام وسائل التكنولوجيا العصرية لضمان حقوقهم في العيش باستقلالية كغيرهم من الأفراد غير المعاقين.