انطلاقاً من مسؤوليتها والتزامها مع الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية وسعيها الدؤوب لتمكينهم كعناصر فاعلة في المجتمع وبهدف تسليط الضوء على عملية دمج الطلبة الصم في مدارس التعليم العام باعتباره حقاً محفوظاً من حقوق هذه الفئة احتفلت مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الفترة من 20 إلى 27 أبريل 2015 بأسبوع الأصم الأربعين وتحت شعار: (الحقوق أولاً).
وبالتالي لم تكن الفعاليات التي نظمتها المدرسة مجرد أداء للواجب بهذه المناسبة بل كان الحرص على أشده كي تكون تعزيزاً إيجابياً وملموساً لحقوق الصم المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص من ذوي الإعاقة ومن أهمها حقهم بالتعليم والصحة والعمل والاندماج الفعال والقائم على أسس سليمة في المجتمع.
الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم أكدت أن من حق الأشخاص الصم أن يواصلوا تعليمهم العالي في الجامعات وأن يكونوا على اطلاع ودراية بأخبار مجتمعهم والعالم لذا كان لا بد من توفير مترجم لغة إشارة في مختلف المؤسسات وفي وسائل الإعلام والمحاكم والتأكيد على حقهم في الدمج في مدارس السامعين وأهمية أن تتم تهيئة الكادر التعليمي بالشكل المناسب لهذه المهمة مع توفير الادوات والمعينات الضرورية في هذا المجال.
الدمج خطوات مستقبلية صاعدة
وكانت أولى الفعاليات التي أقيمت (الاثنين 20 أبريل 2015) في غرفة تجارة وصناعة الشارقة لقاء (الدمج، خطوات مستقبلية صاعدة) الذي حضره عدد من إداريي ومعلمي التعليم العام ومعلمي التربية الخاصة وأولياء الأمور الذين تفاعلوا بإيجابية مع محاور اللقاء (التشخيصي ـ التعليمي ـ التقني) حيث جرت نقاشات ومداخلات قيمة أكدت حق الصم ليس بالدمج والتعليم وحسب بل بالصحة والخدمات التأهيلية وغيرها من الحقوق مع التأكيد على أهمية الكشف المبكر للضعف السمعي وعملية التأهيل الضرورية لذلك.
استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم تلاها طالب مدرسة الأمل للصم مهران محمد ثم تحدث اختصاصي السمعيات في مركز مدينة الشارقة للسمعيات أسامة ربابعة في المحور التشخيصي عن أهمية الكشف السمعي للأطفال حديثي الولادة وتطرقت اختصاصية النطق واللغة في روضة الأمل للصم رشا حمدي إلى موضوع النطق واللغة وخيارات التواصل ومبادرات القراءة والكتابة لدى الأطفال الصم وضعاف السمع ثم ناقش الأستاذ وائل سمير في المحور التعليمي موضوع تعلم لغة الإشارة وتحدثت الاستاذة لما وليد موجه النطق واللغة في إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم عن تعليم الأشخاص الصم وضعاف السمع وأهمية تصميم المناهج وختمت الأستاذة رباب عبد الوهاب هذا المحور بمحاضرة عن نماذج الدمج للطلاب الصم وضعاف السمع المرتكزة على البحث العلمي.
في المحور التقني عرض معلم اللغة الإنكليزية في مدرسة الأمل للصم حمادة عبد اللطيف لتجربة التعلم الذكي كما تحدث الأستاذ كميل متا من شركة كونسورت وورلد عن بعض التقنيات السمعية المساندة ليفتح الباب إثر ذلك للنقاش المستفيض والحوار حول أهم الأفكار التي طرحت خلال اللقاء.
السيدة الفاضلة ريما جرار ولية أمر الطالب يوسف مأمون أكدت أهمية اللقاء بالنسبة للأهل والاختصاصيين لما تضمنه من معلومات قيمة وتسليطه الضوء على عملية الدمج وأهمية الفحص والتدخل المبكرين مشيرة إلى الدور الهام الذي تلعبه مدرسة الأمل للصم في دمج طلبتها بشكل علمي ومدروس في مدارس السامعين ومتابعتهم خطوة بخطوة للتأكد من نجاح هذا الدمج.
واعتبرت السيدة ريما أن تنظيم هكذا محاضرات وورش يساهم في توعية المجتمع بقضايا الأشخاص الصم مما يساعد في إنجاح عملية الدمج قدر الإمكان وهذا ما وافقتها عليه اختصاصية النطق والموجهة في وزارة التربية والتعليم لما عمرو مشيرة إلى أهمية التوعية بهذه القضية لمعرفة حيثياتها وكيفية التعامل معها بالشكل الأمثل.
الأستاذ عمرو إبراهيم الدسوقي مدرس التربية الخاصة في مدرسة الضياء بمنطقة أم القيوين التعليمية توجه بخالص الشكر والتقدير إلى مدرسة الأمل للصم على تنظيمها للقاء (الدمج،، خطوات مستقبلية صاعدة) متمنياً لجميع فعاليات اسبوع الأصم الأربعين النجاح في تحقيق مبتغاها والهدف الذي نظمت لأجله تعزيزاً لحقوق الأشخاص الصم في المجتمع.
زيارات هادفة
الفعاليات التي نظمتها مدرسة الأمل للصم خلال الأسبوع اتسمت بالقيمة الكبيرة لما حوته من مضامين تصب في تعزيز مبدأ (الحقوق أولاً) فبعد لقاء (الدمج خطوات مستقبلية صاعدة) الذي انطلقت به فعاليات الأسبوع، قام وفد من طلبة المدرسة وأساتذتهم بزيارة إلى جمعية الإمارات لحقوق الإنسان في دبي للتعرف بشكل أعمق على هذه الحقوق وتقديم مجموعة من مطالب الصم إلى الهيئة لتقديم الدعم والمساندة في هذا المجال قدر الإمكان كما تم تنظيم يوم مفتوح لطلبة روضة الامل للصم مع زملائهم السامعين من طلبة رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية تم خلاله دمج الطلبة دمجاً اجتماعياً في أنشطة متنوعة مثل الورشة الفنية والمسابقات الرياضية واستديو التصوير.
نشاطات ترفيهية
الجانب الترفيهي لم يغب عن فعاليات الأسبوع حيث زار الطلبة الصم تحت إشراف معلميهم منتزه الجزيرة وسكي دبي وكيدزانيا في دبي مول انطلاقاً من حرص إدارة مدرسة وروضة الأمل للصم على الترويح عن الطلبة والاهتمام بتمضيتهم أوقاتاً مسلية ومفيدة تجدد طاقتهم وتبعث السرور في نفوسهم، أيضاً شهد أسبوع الأصم هذا العام مشاركة طلاب مدرسة الأمل للصم في المخيم الكشفي الذي تم تنظيمه بجامعة الشارقة مع عشيرة جوالة جامعة الشارقة بهدف دمج الأشخاص الصم والتعريف بقدراتهم وتدريبهم على كيفية المشاركة في الأعمال الجماعية.
مسح سمعي للأطفال حديثي الولادة
ضمن فعاليات الأسبوع الأصم الأربعين أجرى فريق مختص (الاثنين 27 أبريل 2015) عمليات مسح سمعي لخمسين طفلاً من حديثي الولادة ومن رغب بذلك من الزوار والمقيمين في مستشفى القاسمي تعزيزاً للوعي المجتمعي بأهمية ذلك، ومما لا شك فيه أن المتابع للفعاليات التي نظمتها مدرسة الأمل للصم خلال أسبوع الأصم الأربعين لاحظ دون أدنى عناء مقدار الجهد المبذول لتسليط الضوء على حقوق الأشخاص الصم وتوعية المجتمع بها ليضطلع كل فرد بدوره ويساهم في تمكين الصم وتعزيز حقوقهم فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع والآثار الإيجابية التي تنعكس عليهم ترتد بالإيجاب والخير على مجتمعهم بشكل عام، وقد توجهت الأستاذة عفاف الهريدي بخالص الشكر والتقدير إلى رعاة الأسبوع غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومجلس الشارقة الرياضي وإلى جميع من ساهم في إنجاحه وإخراجه بهذه الصورة المشرفة.
الورشة السنوية للسمع والنطق
أجمع الحضور من الأشخاص الصم وأولياء الأمور والمتخصصين على أن الورشة السنوية للسمع والنطق التي نظمها مركز مدينة الشارقة للسمعيات (الاثنين 27 أبريل 2015) في غرفة تجارة وصناعة الشارقة نجحت في إيصال رسالتها وعززت من مكانتها كملتقى دوري يجمع المعنيين للاطلاع على الخدمات التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والمركز ومدرسة الأمل للصم والتعرف على أحدث التطورات الحاصلة في مجال السمعيات وتأهيل ضعاف السمع.
ولعل من أهم ما شهدته الورشة جلسة عملية لبرمجة وتشغيل جهاز القوقعة الخاص بأحد الأشخاص من زارعيها مع شرح مفصل للخطوات التي تم من خلالها تشغيل الجهاز أمام الحضور مع التوضيح العلمي لطبيعة القوقعة باعتبارها جهازاً سمعياً يساعد على استقبال الأصوات في حالات الضعف السمعي الشديد.
وخلال الجلسة الحوارية المفتوحة (الحلول السمعية بين الواقع والمستقبل) ناقش الجميع التحديات التي تواجه الأشخاص الصم في التعامل مع المعينات السمعية والحلول المبتكرة للتغلب عليها كما صاحب الورشة عرض قيم لأحدث المنتجات في مجال القوقعة الإلكترونية والمعينات السمعية وغيرها من الأجهزة الملحقة التي يضمها هذا المجال.
أسامة الربابعة مسؤول مركز الشارقة للسمعيات قدم نبذة عن المدينة والمركز كما تحدث بشكل واف عن علم السمعيات وما يتضمنه من معلومات تهم الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية وأولياء أمورهم والعاملين معهم أما الاستاذة أنوار عبيد اختصاصية النطق في مركز التدخل المبكر فقدمت عرضاً عن التأهيل اللفظي للأطفال من ذوي الإعاقة السمعية.
الورشة التي قامت برعايتها كل من شركات (كوكليار وميديل وأدفاس بيونك) لأجهزة القوقعة الإلكترونية وشركات (ريساوند وفوناك وهانساتون) للمعينات السمعية كان الهدف منها أيضاً التواصل والتشاور مع أولياء الأمور والإجابة عن استفساراتهم وتوثيق التعاون بين مركز مدينة الشارقة للسمعيات وشركات المعينات السمعية وزراعة القوقعة لمواكبة كل ما هو جديد على هذا الصعيد بالإضافة إلى تعزيز التكامل وتضافر الجهود بين الإدارات والأقسام التي تعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وفي ختام الورشة توجه الربابعة بخالص الشكر والتقدير إلى جميع الشركات الراعية للورشة وخاصة شركة هانساتون التي قدمت سماعتين تبرعاً منها لأحد الطلبة من مدرسة الأمل للصم داعياً إلى استمرار التنسيق والتعاون مع المركز على الدوام.
من الجدير بالذكر أن عيادة السمعيات بدأت عملها في العام 1994 كجزء من الخدمات التي يقدمها مركز التدخل المبكر، وفي العام 2010 تأسس مركز مدينة الشارقة للسمعيات كوحدة تشخيص مرخصة من وزارة الصحة وتابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تهدف إلى تقديم تشخيص سمعي كامل (نوع ودرجة وسبب) للحالات داخل المدينة وخارجها، ووصف الحلول المناسبة للمشاكل السمعية الموجودة (معينات سمعية، زراعة قوقعة أو علاج)، ويقدم المركز خدماته للأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية ومن لديهم مشكلات سمعية، بأسعار رمزية.