أطلق مصرف الشارقة الإسلامية (الاثنين 8 يناير 2018) وبالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، جهاز الصراف الآلي الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي يخدم عدة فئات في آن واحد تشمل: الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر والأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، حيث تم تزويده بتقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تقديم خدمات الصيرفة الإلكترونية للفئات المذكورة بسهولة واستقلالية ودون الحاجة إلى مساعدة، وذلك في إطار المبادرات الرامية إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلبية متطلباتهم المالية.
وحضر إطلاق الصرّاف الآلي الجديد سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومحمد عبد الله الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، ومنى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ووليد العمودي رئيس القنوات الالكترونية في المصرف، ونبيل أبو علوان، رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد، وعدد من الأشخاص ذوي الإعاقة وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.
ويتيح الصرّاف الآلي الجديد الذي تم تنصيبه في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أربع خدمات أساسية تتناسب مع متطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة وهي السحب النقدي والاستفسار عن الرصيد وإصدار كشف الحساب المصغّر بالإضافة إلى تغيير رقم التعريف الشخصي، علاوة على تقديم كافة خدمات الصيرفة الاعتيادية للأشخاص من غير ذوي الإعاقة بما في ذلك بما في ذلك السحب النقدي ودفع فواتير الخدمات والتبرعات، وغيرها.
وفي سياق تعليقه على إطلاق جهاز الصرّاف الآلي الجديد، قال سعادة محمد عبد الله الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي: (تصّب مبادرة الصرّاف الآلي الجديد في إطار سعي مصرف الشارقة الإسلامي ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير التقنيات المساندة التي تعزز من استقلاليتهم وتمكينهم مالياً وصولاً إلى دمجهم في المجتمع، وذلك تماشياً مع توجهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر تطبيق أفضل السياسات والممارسات التي من شأنها تمكينهم من صنع القرار ضمن مجتمع يحرص على استفادتهم من الفرص على قدم المساواة مع الآخرين، خصوصاً وأن الصرّاف الجديد يقدّم خدماته بشكل سلس وفعّال للأشخاص من غير ذوي الإعاقة كذلك).
وأضاف سعادة محمد عبد الله: (ونحن في مصرف الشارقة الإسلامي نفخر بأننا أول مصرف على مستوى المنطقة والشرق الأوسط في تدشين هذا الصرّاف الآلي الذي يخدم الأشخاص المكفوفين ومستخدمي الكراسي المتحركة في آن واحد، كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقديم خدمة مماثلة للأشخاص ذوي الإعاقة، فقد تم افتتاح أول جهاز صراف آلي لمستخدمي الكراسي المتحركة على مستوى الشرق الأوسط في نادي الثقة للمعاقين، ومن ثم أول جهاز صراف آلي للمكفوفين في جمعية الإمارات للمكفوفين ثم في جامعة الشارقة).
وقالت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: (إن من حقنا جميعاً أن نفخر بالإنجازات التي تحققت وتتحقق للأشخاص ذوي الإعاقة في إمارة الشارقة التي بدأت ملامح ومعايير التصميم الشامل تتضح فيها وتتبلور بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي غضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله لجعل إمارة الشارقة بكل مدنها وضواحيها مكاناً مثالياً وصديقاً للأشخاص ذوي الإعاقة ولكل فئات المجتمع وتوجيهاته السديدة بإشراك الجميع في الجهود المخلصة والحثيثة لتحقيق هذا الطموح الإنساني والحضاري الكبير).
مضيفة أن مبادرة مصرف الشارقة الإسلامي غير المسبوقة في ضمان حق الوصول وتيسيره للأشخاص ذوي الإعاقة على تنوع إعاقاتهم ما هو إلا ممارسة حضارية متقدمة وإحساس عال بالمسؤولية المجتمعية دأب عليه القائمون على هذا المصرف الإسلامي الرائد في خدماته والمتفرد بمبادراته، منوهة في هذا الصدد بمبادرات المصرف وأسبقيته في تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة وتوظيفهم وتوفير أجهزة الصراف الآلي لمستخدمي الكراسي المتحركة قبل أكثر من عشر سنوات، وتبنيه بعدها لمبادرة التسهيلات المصرفية للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر كجزء من إسهامه في تحسين شروط حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمنها اتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من الخدمات المصرفية كحق أصيل من حقوقهم لا يمكن إلغاؤه أو التفريط فيه باعتبارهم أشخاصاً يتمتعون بالأهلية الكاملة والتامة لمباشرة شؤونهم المالية وإدارتها بكل استقلالية ودون وصاية أحد أو حتى مساعدة أحد.
وأشادت مدير عام المدينة بالدعم المتواصل والسخي الذي يقدمه مصرف الشارقة الإسلامي للمدينة والمستفيدين من خدماتها، ودوره في توسيع مجال هذا الدعم من خلال مذكرة التفاهم الموقعة حديثاً بين المدينة والمصرف لاستحداث منتج مصرفي لتمويل شراء التقنيات المساندة بنسبة مرابحة منخفضة ودفعات ميسرة، كجزء من مشاركة المصرف ومساهمته في تعزيز مجال المسؤولية الاجتماعية قولاً وممارسة، وباعتبارها من أساسيات مبادئ العمل المصرفي الإسلامي ورسالته، منوهة بالحملة التي أطلقتها المدينة الأربعاء الماضي (3 يناير 2018) تحت شعار (كلنا مسؤول) والهدف منها ترسيخِ مبادئ المسؤولية المجتمعية وفتح الباب أمام جميع الأفراد والمؤسسات للمساهمة في إنشاء المباني الجديدة للمدينة التي ستتيح للطلبة ذوي الإعاقة بيئة تعليمية وتدريبية أفضل، بمواصفات عالمية وبكلفة تقديرية تصل إلى 500 مليون درهم.
وفي ختام حديثها دعت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى تعميم مبادرة مصرف الشارقة الإسلامي وتوسيع مجال الاستفادة من أجهزة الصراف الآلي الملائمة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على نشر التوعية المصرفية بمفهومها الشامل في فروع المصرف بإمارة الشارقة، وفي الوقت ذاته التواصل مع مصرف الإمارات المركزي لاستحداث قانون يتم تعميمه على المصارف والبنوك الأخرى لتسهيل التعاملات المصرفية للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر ومستخدمي الكراسي المتحركة، وكذلك استكمال مبادرة طباعة العملات الورقية بكل فئاتها بطريقة بريل ليتعرف عليها الأشخاص المكفوفون وذلك بالتعاون مع مصرف الإمارات المركزي.
جدير بالذكر أن عمل الصرّاف الآلي الجديد الذي يتناسب استخدامه مع الأشخاص ذوي الإعاقة يعتمد على تقنيتين أساسيتين هما التوجيه الصوتي لغير القادرين على قراءة الشاشة، بالإضافة إلى تزويد الجهاز بأزرار تحكّم تعمل بطريقة (برايل) للمكفوفين، وسماعة أذن للحفاظ على الخصوصية، إضافة إلى السماعات الخارجية، حيث يقوم الصرّاف الآلي بتوفير تعليمات صوتية واضحة لكيفية اختيار الخدمات في لوحة التحكم في الصرّاف، والذي صمم لتوفير المستوى المطلوب من المرونة وتحقيق الهدف المنشود من المعاملة المالية بكل سهولة وأمان، حيث يوفر الجهاز تعليمات صوتية وشاشة لتأكيد إجراء سحب النقود واقتطاعها من الحساب المصرفي للعميل.
نبذة عن مصرف الشارقة الإسلامي:
تأسس مصرف الشارقة الإسلامي في العام 1975 كأحد المصارف الوطنية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، واكتسب سمعة متميزة في تبني المبادرات الريادية، وتطبيق أحدث الأنظمة التكنولوجية في قطاع المصارف. ويقدم مصرف الشارقة الإسلامي لعملائه خدمات عصرية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، ومنسجمة مع أرقى المعايير الدولية. وينتهج مصرف الشارقة الإسلامي استراتيجية واضحة وسياسة حكيمة، خصوصاً على صعيد إدارة المخاطر وتنويع الاستثمار.
نبذة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية:
تأسست مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1979 بموجب المرسوم الأميري رقم 6 لسنة 1981 كمؤسسة أهلية تقدم خدماتها للأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات، وفي 10 اكتوبر 1995 صدر المرسوم الأميري رقم 4 لسنة 1995 بشأن وضع المدينة فأصبحت بذلك مؤسسة أهلية مستقلة لتمكين الأشخاص المعاقين تتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالأهلية الكاملة لمباشرة التصرفات القانونية اللازمة لتحقيق أهدافها ويكون لها استقلالها المالي والإداري.
ولاحقاً واستجابة للمتغيرات والتطورات التي استجدت في مجال العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتنامي الاحتياجات إلى هذا النوع من الخدمات واتساع دور المدينة ومجال عملها فقد أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ـ حفظه الله ـ المرسوم الأميري رقم 48 لسنة 2016 بإعادة تنظيم المدينة التي تعتبر أول من أدخل خدمة تخصصية لحالات الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية المدينة يوم السبت 20 اكتوبر 1979، وقد فازت في ديسمبر الماضي وبالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـسادس والأربعين بجائزة (أوائل الامارات) التي أطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.