تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهد الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير عام مكتب سمو الحاكم (الأربعاء 18 ديسمبر 2013) في قصر الثقافة بالشارقة، فعاليات احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، الذي تنظمه جمعية حماية اللغة العربية، ويصادف الثامن عشر من شهر ديسمبر .
حضر الاحتفالية معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والدكتور عبدالله صالح السويجي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري ومروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم، وعلي ميحد السويدي وكيل الوزارة المساعد للتعليم الخاص، وسعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية في سلطنة عمان، وبلال ربيع البدور رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد .
بدأت فعاليات الحفل بالسلام الوطني، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى بلال البدور كلمة الجمعية قال فيها: مرحباً بكم يا من أتيتم معربين عن حبكم لهذه اللغة، التي هي عنصر من عناصر الهوية، التي تستصرخكم لحمايتها وتعزيز مكانتها، وإنزالها المكان اللائق بها في القلوب والمعاملات، لن أعيد على مسامعكم أيها الحضور أن اللغة في خطر، فلقد أثبتت الدراسات والمؤتمرات مدى ما تلاقيه اللغة من جفاء الأبناء ومحاولات الأعداء .
وأضاف أن الإمارات قد تنبهت لذلك منذ أن وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى أهمية الاعتناء باللغة، وبذل الجهود لحمايتها، وكان ثمرة تأسيس جمعية حماية اللغة العربية فإن الخطوات التي تلت ذلك على الصعيدين المحلي والعربي وجهت الأنظار إلى هذا الخطر المحدق باللغة، وتنادى الجميع للعمل على إيجاد الحلول المناسبة.
القطامي: خليفة أكد أن لغتنا العربية وعاء هويتنا
ثم ألقى معالي حميد محمد القطامي كلمة وزارة التربية والتعليم فقال: لغتنا الأم التي كانت ولا تزال أحد أهم مصادر العلم والثقافة والفنون التي عرفها العالم وتناقلتها شعوب الأرض، كيف لا وهي اللغة المختارة لرسالة ديننا السمح، وهي لغة القرآن الخالدة، التي نشرف بها ونعتز، ونتمسك بمفرداتها ومكنوناتها وجمالياتها التي تفتقر إليها لغات العالم الأخرى.
وأضاف القطامي: مما لا شك فيه أن لغتنا هي وعاء هويتنا، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في واحدة من أبلغ أقوال سموه المأثورة. ويتكامل مع تأكيد سموه على قواعد صون لغتنا وحمايتها وتعزيز مكانتها، مجموعة المبادرات غير المسبوقة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم اللغة العربية، وإعادة هيبتها التي تأثرت بشكل ملحوظ خلال الحقبة الماضية.
عقب ذلك ألقى الدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربية لدول الخليج قال فيها: في الإمارات تتزاحمُ عناوين الإبداع، وتتهافتُ الخُطى إليها من كلّ مكان، ليبحثَ أصحابُها عن سرّ هذا الارتقاء، الذي تعيشه هذه الأرضُ علماً وعمراناً، تعليماً وإعداداً، قيادةً وإنسانًا، ولأنني لا أستطيع الوقوفَ عند قوائمِ العطاءِ الإماراتيّ الحديث في مختلف المجالات، فسأكتفي بالإشادة بهذا السّيلِ العَرِمِ من الإنجازات المتفرّدة، القائمة على استراتيجية اتحاديةٍ نحو نموٍّ حقيقي، يرتكز على مفردات التعليم الحديث.
كما ألقى الشاعر جمال بن حويرب قصيدة في اللغة العربية عبر فيها عن حبه العميق للغة الضاد التي تسكن وجدانه .
وتضمن الحفل أنشودة (أبناء سلطان) قدمتها طالبات من منطقة الشارقة التعليمية، تقديراً لإسهامات صاحب السمو حاكم الشارقة في الحفاظ على اللغة العربية .
وفي ختام الحفل تفضل الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي يرافقه حميد القطامي وبلال البدور والدكتور علي عبدالخالق القرني بتكريم المؤسسات الداعمة لمسيرة تطوير اللغة العربية وحمايتها .
كما تم تكريم الفائزين بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في دورتها الثامنة، حيث تسلم سعود بن سالم البلوشي جائزة التجارب التربوية، التي فازت بها وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان، عن برنامج مهارات التحدث باللغة العربية الفصحى.
وفاز في مجال المشروعات التربوية الموقع الإلكتروني (صوت العربية) للدكتور عبدالعزيز بن حميد بن محمد الحميد .
كما حصلت دراسة (تطوير التعليم وتعلم المفردات اللغوية في منهج تعليم القراءة للصفوف الأولية) على جائزة البحوث والدراسات، لكل من الأستاذ الدكتور سعود بن ناصر الكثيري، والدكتور عبدالله السريع.
وتم تكريم وزارة التربية والتعليم على تعاونها في تنظيم فعاليات احتفالية اليوم العالمي للغة العربية وتسلمها حميد القطامي .
وتسلم الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي بالنيابة عن صاحب السمو حاكم الشارقة الدرع التذكارية لرعايته الكريمة لفعاليات احتفالية اليوم العالمي للغة العربية .
جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة
أنشئت جمعية اللغة العربية في الشارقة في 28 سبتمبر عام 1999 بموجب القرار الوزاري رقم 559 بهدف خدمة اللغة من خلال غرس الاعتزاز بها في نفوس أبنائها ، والتوعية بأهميتها في نفوسهم باعتبارها لغة دينهم، بالإضافة إلى حث الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة على تعزيز استخدام اللغة العربية وجعلها الأساس في التعامل والتخاطب والإعلان والعمل على تيسير تعليمها للناشئة ولغير الناطقين بها، وتنظيم المحاضرات والندوات وحلقات البحث للنهوض بها·
وتعد الجمعية هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة لكن للأسف الشديد قراراتها وتوصياتها غير ملزمة ما جعلها تلعب في كثير من الأحيان أدواراً غير المرسومة لها وأدى إلى عزلتها وعدم قدرتها على الدخول بعمق في بنية المجتمع والهدف الذي أنشئت من أجله·
فما هو دور جمعية حماية اللغة العربية؟
وماذا ينتظر منها للوقوف بقوة في وجه المخاطر التي تواجه لغتنا العربية·
يؤكد الدكتور رضوان الدبسي مدير جمعية حماية اللغة العربية ومدير تحرير مجلة (العربية) أن مجتمع الإمارات يعاني من تداخل لغوي نظراً للعمالة الوافدة الأجنبية، بالإضافة إلى تداخل اللهجات العربية المختلفة·
وقال إن دور الجمعية مساعد في إصدار توصيات للجهات المسؤولة، مضيفاً أن علينا واجب حماية لغتنا العربية لتكون فضيحة في كل المجالات، وهذا لا يعني أننا غير مسؤولين عن التأكيد على العمل بلغتنا العربية وحمايتها والحفاظ عليها في كل المجالات ونحن دائماً نؤكد على تحصين بيتنا العربي من الداخل وما برز علماؤنا الأقدمون وتفوقوا في علومهم المختلفة، إلا لأنهم تفهموا دينهم فعملوا بأوامر ربهم وسنة رسوله وتمسكوا بلغتهم العربية فنقلوا إليها علوم الدول الأخرى، بعد أن شذبوها ونقحوها، مما يخالف عقيدتنا الإسلامية وتفهموا كيف يخاطبون الآخر، ولنا من موقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع زيد بن ثابت عندما طلب منه أن يتعلم لغة يهود ليكتب الرسول إليهم بلغتهم· وقال (الدبسي) نحن لسنا ضد تعلم لغة أخرى لكن بعد التمكن من لغتنا التي نرجو أن يعود لها دورها الريادي في التعليم على كافة مستوياته·
المحافظة على اللغة
وطالب الدكتور رضوان الدبسي بالمحافظة على اللغة العربية ومظاهرها في كل مكان وخاصة في البيوت والأسواق واشتراط معرفة اللغة العربية لاستقدام العاملين وخاصة خدم المنازل، وفتح معاهد تعليم الأجانب اللغة العربية، وكتابة لافتات المحال التجارية والمؤسسات الخاصة ودعاياتها بالعربية الفصيحة وعدم استخدام الحرف العربي فيها لكلمات أجنبية عنه، والمحافظة على اللهجة الشعبية المحلية بعدم تداخلها مع لهجات غير عربية، مشيراً إلى ضرورة تطوير مهام إدارة المناهج والكتب المدرسية وإثرائها بخبرات المدارس الميدانية ومعلميها، والعمل على تحديث طرائق تعليم اللغة العربية بالاعتماد على التقنية ومراكز التعليم والمختبرات اللغوية بوسائطها المختلفة·
ويؤكد الدبسي على أهمية تطبيق النظريات الحديثة في التعليم وفي المدارس والعمل بنظام المدرسة الحديثة المرتبطة بالبيئة والاهتمام بالتراث المحلي لأدب الإمارات، وتشكيل مجمع اللغة العربية بالإمارات أسوة بالمجامع الأخرى في القاهرة ودمشق.
اليوم العالمي للغة العربية
يحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول / ديسمبر من كل عام، وقد تقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
وقد أثمرت الجهود التي بذلت منذ خمسينات القرن الماضي عن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4 ديسمبر 1954، ويجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية.
وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية. واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة.
وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.
واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.
وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.
وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.
أهمية العربية
تعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات السبع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا متفوقةً على الفرنسية والروسية.
اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. والعربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
تتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة. فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية. وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه. وبفنون اللفظ كالبلاغة والفصاحة والمحسنات البديعية.
وفي 21 شباط / فبراير يحتفل بيوم اللغة الأم وليس يوم اللغة العربية.