عرس الثقافة المتجدد في الشارقة
لا يستطيع السائر في الشارقة اليوم أن يغفل عن ملاحظة حركة دؤوبة ومثيرة في كل زاوية من زاوياها، حركة تبشر بما تستعد له الشارقة للاحتفاء بلقبها الذي تستحقه عن جدارة لهذا العام، لقب (عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014)، والذي استحقته اعترافاً بمكانتها ودروها العميقين في الحراك الثقافي الإنساني بشكل عام والعربي والإسلامي على وجه الخصوص.
بدأت الحكاية منذ العام 2001 عندما تم اعتماد مشروع العواصم الثقافية الإسلامية في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، حيث دعي الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) إلى ترشيح مدن ليتم اختيار ثلاثة منها عواصم للثقافة الإسلامية سنوياً، تمثل المنطقة العربية وأفريقيا وآسيا.
وعندما بدأت راية عاصمة تنتقل من عاصمة إلى أخرى منذ 2005 في مكة المكرمة لتمثل مجمل العالم الإسلامي، وصلت اليوم في العام 2014 إلى الشارقة لتمثل عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة العربية، إلى جانب مدينة بيشكيك في جمهورية قيرغيزستان لتمثل المنطقة الآسيوية، ومدينة واقادوقو في بوركينا فاسو لتمثل المنطقة الأفريقية.
وقد منحت الشارقة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2014 اعترافاً بدورها الثقافي الكبير، فقد تم اختيارها بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من منجز ثقافي واضح، وشواهد مادية وحضارية ومجتمعية تعكس التوجه الثقافي للشارقة، وانسجام مجتمعها مع تلك المنظومة الثقافية، فالشارقة تزخر بمجموعة من المؤسسات والصروح والهيئات الثقافية والعلمية التي تعكس التوجه الثقافي للإمارة.
واستعداداً لعاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014، تعمل إمارة الشارقة اليوم على تنفيذ عدد من المشروعات النوعية المهمة، وتتضمن المشروعات جامعات ونصباً تذكارية وحدائق إسلامية وأسواقاً ومتاحف تراثية ومكتبات وصروحاً علمية وعمرانية، لتكمل هذه المشروعات عقد معالم الشارقة الثقافية والحضارية، وتبلغ تكلفة انجاز تلك المشاريع ملياراً ونصف المليار درهم، تتوزع على 21 مشروعاً مختلفاً من المشروعات النوعية الكبرى، والأولى من نوعها على مستوى المنطقة، لتشكل في مجموعها جزءاً من خارطة المستقبل في الشارقة تستفيد منها الأجيال القادمة.
أما الفعاليات التي تترقبها الشارقة فهي تأتي منسجمة مع ما بدأته الإمارة من فعاليات تكرس الفعل الثقافي كفعل يومي، وطقس مجتمعي يتجدد ويتنوع ما بين معارض للكتب وأمسيات شعرية وثقافية ومهرجانات مسرحية مختلفة ومتنوعة.
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودورها في عاصمة الثقافة الإسلامية
لا تغفل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كعادتها دوماً عن دورها المجتمعي والتوعوي الذي تطلع به دائماً، ووضع مساهمتها في خارطة المستقبل والإنجاز في الشارقة، فكما كان للمدينة دوراً هاماً في احتفالية الشارقة عاصمة للثقافة العربية عام 1998، تأتي احتفالية عاصمة الثقافة الإسلامية لنشارك بفعاليتين هامتين وهما:
-
ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل.. التفاحات الثلاث)
يسعى الملتقى المقرر عقده في الرابع من شهر مايو 2014 إلى استكمال ما بدأت به الشارقة من التركيز على كتب الأطفال، من خلال الفعاليات والمؤسسات الهامة المعنية بأدب الطفل، والتي تزخر بها الشارقة كمهرجان الشارقة القرائي والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين وملتقى ناشري أدب الطفل وغيرها.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على دور أدب الأطفال في رفع مستوى الوعي حول الإعاقة، ومدى ملاءمته للأشخاص من ذوي الإعاقة، ويسعى إلى المساهمة في رفع سوية محتوى أدب الأطفال، من خلال تعريف القائمين والقائمات على أدب الأطفال من دور نشر، وكتاب وكاتبات، ورسامين ورسامات بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من تسهيل وتوفير أدب الأطفال لهم، وإتاحة الفرصة لهم بالمشاركة، والتعرف على كيفية تناول الأشخاص من ذوي الإعاقة في أدب الأطفال، وتغيير المفاهيم السلبية وغير الحقوقية حول الإعاقة والموجودة أحياناً في كتب الأطفال.
-
مخيم الأمل بيويليه الفضي
كانت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أول من نظم نشاطاً نوعياً على مستوى دول الخليج والدول العربية تحت مسمى مخيم الأمل بالشارقة (في يناير 1986) وكانت بذلك أول من تبنى مبدأ الترويح والترفيه وسيلة لتنمية قدرات الأشخاص المعاقين، ليكون المخيم حدثاً سنوياً مميزاً تستضيفه الشارقة بمشاركة واسعة من دول الخليج العربي ودولة عربية كل عام، وبدعم واسع من مؤسسات المجتمع المحلي.
وفي هذا العام تصادف احتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية مع احتفال مخيم الأمل بيوبيله الفضي، وسوف تخصص هذه الدورة لاستضافة وفد من دولة إسلامية، وتكون فعالياته منسجمة مع فعاليات هذه الاحتفالية الضخمة.
• كاتب أردني مقيم في الشارقة
• . مسؤول العمليات الفنية في مدينة الشارقة للخدمات الفنية
• يعمل في مجال الإعاقة والمؤسسات غير الربحية منذ أكثر من عشرين عاماً، شغوف بتعزيز حق القراءة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وترسيخ الصورة الحقوقية عنهم في كتب الأطفال واليافعين.
• لديه العديد من المفالات منشورة في عدد من الدوريات العربية الالكترونية والورقية تحمل مراجعات نقدية للكتب، والسينما والحقوق الثقافية لللأشخاص ذوي الإعاقة.
• لديه خبرة في المسرح مع الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة لديه مشاركات عديدة في مؤتمرات ثقافية ومتخصصة في مجال الكتب والمسرح.
صدر له:
• عن رواية تمر ومسالا – لليافعين عام – 2019 – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• قصة خياط الطوارئ – للأطفال عام 2020 ( تحت الطبع) – دار (و) للنشر والوسائل التعليمية – دولة الإمارات العربية المتحدة. –
• حاصل على المركز الأول في جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال سنة 2020 عن قصته “غول المكتبة”