ورقة عمل بعنوان (قضايا اجتماعية) قدمتها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مؤتمر الخدمة الاجتماعية والقضايا المجتمعية المعاصرة في دولة الإمارات (تعزيز المساواة الاجتماعية والاقتصادية) الذي نظمته كلية التقنية العليا للطالبات في الشارقة الخميس 18 أبريل 2013.
عقد المؤتمر برعاية سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وحضرته الشيخة أمل بنت خالد القاسمي سفيرة مفوضية مرشدات الشارقة والدكتورة محدثة الهاشمي مديرة الكلية وعدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية ومجموعة كبيرة من طالبات برنامج بكالوريوس الخدمة الاجتماعية والبرنامج التأسيسي و نخبة من الخبراء والاختصاصيين في مجال الخدمة الاجتماعية والرعاية الصحية النفسية .
هدف المؤتمر الذي نظمه قسم العلوم الإجتماعية في الكلية بالتزامن مع الاحتفال بـ (اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية) إلى تعزيز المعرفة والتوعية والإهتمام بالقضايا والمشكلات الاجتماعية المعاصرة في المجتمع الإماراتي مثل العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال والمشكلات التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة وكيفية تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لمعالجة مثل هذه القضايا والتعريف بخدمات الرعاية الاجتماعية والإنسانية التي تقدمها الجهات والمؤسسات والمراكز المتخصصة إلى جانب بحث توفير فرص التدريب الميداني الملائمة لطالبات برنامج الخدمة الاجتماعية والتي تسهم في إكسابهن المهارات والخبرات العملية لأداء دورهن على أكمل وجه.
وفي مستهل عرضها لورقة عملها المعنونة ب( قضايا اجتماعية) عرفت سعادة الشيخة جميلة القاسمي الخدمة الاجتماعية باعتبارها مهنة تيسر عملية التنمية والتغيرات الاجتماعية وتدعم التماسك الاجتماعي وتمكن الأفراد من خلال مواجهة التحديات لتحسين نوعية الحياة، كما تطرقت إلى المبادئ التي تقوم عليها الخدمة الاجتماعية وهي (حقوق الإنسان، المسؤولية الجماعية، احترام التنوع، التنمية المستدامة).
وأكدت أن هذه المبادئ متوافقة مع تعاليم الدين الإسلامي والأديان السماوية، ففي المجتمعات المسلمة يتم تعزيز المساواة الاجتماعية والاقتصادية من خلال التكافل الاجتماعي والاقتصادي، مستشهدة بقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وبالحديث الشريف (إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة).
وأوضحت أن الخدمة الاجتماعية موجودة منذ بدء الخليقة كفطرة أثنت عليها وشجعتها الأديان السماوية، ثم تحولت إلى مهنة ثم إلى عمل تطوعي دون مقابل ثم إلى نوع من أنواع الموضة (TREND)، مؤكدة أننا اليوم أحوج ما نكون للخدمة الاجتماعية في زمن كثرت فيه الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية والاجتماعية، مضيفة أن الخدمة الاجتماعية ترتكز على (الوقاية، العلاج، التنمية المستدامة) وهناك العديد من المؤسسات والجهات تحتاج للخدمة الاجتماعية كالمشافي والجمعيات الخيرية.
الخدمة الاجتماعية وقضايا الإعاقة
ثم تحدثت نائب رئيس المجلس الاعلى لشؤون الأسرة بالشارقة عن الخدمة الاجتماعية وقضايا الإعاقة وذكرت أن اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة التي صادقت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة نقلت قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة من مفهوم الإحسان إلى مفهوم حقوق الإنسان مع التأكيد على المساواة والدمج والتمكين الاجتماعي والاقتصادي اللذين يعتبران مسؤولية مجتمعية.
وفيما يتعلق بالخدمة الاجتماعية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تطرقت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بداية إلى رؤية المدينة بأن تكون مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والوطن العربي، ولفتت إلى أن موظف الخدمة الاجتماعية هو فرد ضمن فريق عمل ودوره أساسي في بعض المجالات وداعم في مجالات أخرى وهو يعمل مع الأسرة ويدعمها نفسياً كما يصغي إليها وله دور في المعرفة والتثقيف والإشراف على مجالس الآباء والأمهات، كما يعمل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة في المؤسسة من خلال دراسة الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة والمتابعة التربوية والاجتماعية والصحية والدمج بالإضافة إلى التقنيات المساعدة.
وأشارت إلى عمل موظف الخدمة الاجتماعية مع زملائه في تقديم الدعم المعنوي والمشورة ودوره كصلة وصل مع الأسرة وإلى عمله مع المؤسسة حيث يمثلها في مختلف المحافل ويعمل مع الفريق ويتطوع في برامج المؤسسة ويعمل على تحقيق رؤيتها كما يتطوع في مختلف الأنشطة المجتمعية فيقوم بالتوعية والدفاع عن قضايا الإعاقة وتنسيق الزيارات للتعريف بالمدينة ويضع الدراسات والبحوث كما يتطوع في المجتمع خارج المؤسسة.
وذكرت أن لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عدة شراكات مع العديد من المؤسسات في المجتمع وهي تعتز بشراكتها مع كليات التقنية العليا، كما تعتز بتدريبها لمجموعة من الطالبات ليكن داعمات ومناصرات للأشخاص من ذوي الإعاقة ويكن مخلصات ومنتميات للوطن.
وفي ختام حديثها قدمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي للطالبات مجموعة من التوصيات التي ينبغي الاتسام بها كالحيادية والأمانة وحسن التصرف وتحمل المسؤولية والإحساس باحتياجات الآخرين والتمتع بمهارات عالية في التواصل والصبر والعمل بحب ومهنية عالية والتحلي بروح المبادرة والبحث عن التغيرات المجتمعية وملاحقتها.
وأكدت أن العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية يستحقون كل الاحترام والتقدير والدعم والمجتمع يعول عليهم كثيراً، وقدمت كنموذج شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للاقتداء به في مجال الخدمة الاجتماعية فكم كان يساعد الناس ويقدم العون للجميع، وكم قدم من فائدة ليس لمجتمعه وحسب بل للناس جميعاً، كما نوهت في مجال الخدمة الاجتماعية بشخصية المهاتما غاندي وما بذله في سبيل خدمة المجتمع الإنساني.
وقد قامت طالبات كليات التقنية العليا اللواتي يتدربن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتقديم هدية رمزية لسعادة الشيخة جميلة القاسمي تعبيراً عن عميق احترامهن وتقديرهن لما تقوم به في مجال تعليم وتأهيل ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
من جانبها أكدت الدكتورة محدثة الهاشمي على أهمية المؤتمر الذي يتناول كيفية تفعيل دور الاخصائيين الإجتماعيين والنفسيين في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية المعاصرة في المجتمع .. معربة عن أملها في أن تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية ووزارة الشؤون الإجتماعية والمؤسسات المتخصصة في مجال الخدمة الاجتماعية لتبادل الخبرات وتحقيق الأمن النفسي والإجتماعي وأن تلقى توصيات المؤتمر تجاوبا لدى الجهات المعنية.
ضمت قائمة المتحدثين في المؤتمر كلا من أحمد المهيري المدير التنفيذي لقطاع البرامج والخدمات الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع والمقدم راشد المنصوري رئيس مركز الدعم الاجتماعي التابع لإدارة الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة الشارقة وعائشة المدفع مسؤولة البرامج والبحوث في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال.
واستعرضت طالبات برنامج بكالوريوس الخدمة الاجتماعية تجربتهن العملية كأخصائيات اجتماعيات متدربات في مؤسسات ومراكز الرعاية الاجتماعية التي شملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومكتب وزارة الشؤون الاجتماعية في أم القيوين ودار رعاية المسنين في الشارقة ومركز دبي للتدخل المبكر ومركز عجمان لتأهيل المعاقين ومدرسة الإبداع للتعليم الثانوي للبنات ومدرسة بنت الشاطئ للتعليم الأساسي .
وختامأً قامت طالبات كلية التقنية العليا (قسم الخدمة الاجتماعية) اللواتي يتدربن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتكريم الأستاذة سمر الطنيجي مسؤولة قسم الخدمة الاجتماعية في المدينة والمشرفة على تدريب الطالبات تقديراً منهن لجهدها في هذا المجال.