بالإضافة إلى جناحها ضمن المعرض شاركت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في البرنامج المصاحب للمعرض بمجموعة من الفعاليات والبرامج التوعوية والتثقيفية والترفيهية التي هدفت إلى زيادة الوعي بقضايا المعاقين عند مختلف شرائح المجتمع، وكانت أولى هذه الفعاليات فعالية لغة الإشارة التي أقيمت يوم الأربعاء 7 نوفمبر 2012 بإشراف الأستاذ وائل سمير مترجم لغة الإشارة في مدرسة الأمل للصم حيث تم تنظيم ورشة لتعليم لغة الإشارة ولتوعية الأشخاص السامعين بأهمية معرفة لغة الإشارة ودورها الكبير في تعزيز التواصل مع الأشخاص الصم.
مسرحية (قراءاتي)
وضمن فعاليات البرنامج المصاحب أيضاً نظمت المدينة يوم الأحد 11 نوفمبر 2012 مسرحية للعرائس بعنوان (قراءاتي) قام ببطولتها أساتذة مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة: حمادة عبد اللطيف، تغريد السميري، رحاب خالد، ميادة سلمون، والطفلة ليال قولي، وحضرها عدد من طلبة المدارس الذين يزورون المعرض لاقتناء الكتب والاطلاع على الفعاليات الثقافية المتنوعة.
ومسرحية (قراءاتي) حملت رسالة نبيلة لجميع الطلبة وأبناء المجتمع مفادها أن (خير جليس في الزمان كتاب) وأن الإنسان لا بد أن يقرأ على الدوام لتستمر معارفه بالارتقاء ويستطيع مواجهة تحديات الحياة بالحكمة والمعلومات الثمينة التي سينهلها من الكتب.
وتميز العرض المسرحي بالأداء الجميل الذي قدمه أساتذة مدرسة الأمل للصم للعرائس واللغة الجميلة المستخدمة في النص، بالإضافة إلى المشاركة الموسيقية من قبل الأستاذة ميادة سلمون والطفلة ليال قولي اللتان تألقتا في مواكبة العرض المسرحي عزفاً وغناء ما أضفى حيوية ومتعة استجاب لها جمهور الطلبة بإيجابية وتفاعل.
وهذا ما أكدته الطالبتان في مدرسة الشعلة للبنات (منى صلاح وزينب علي) اللتان أبدتا إعجابهما بالمسرحية وطريقة الإلقاء المميزة والأغاني الجميلة والمعبرة التي صاحبت المسرحية، وتوجهتا بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع من ساهم في إعداد النص المتميز والعرض الجميل.
ورشة الخزف والإكسسوار
ويوم الاثنين 12 نوفمبر 2012 نظم قسم التأهيل المهني التابع للمدينة ورشة الخزف والاكسسوار في القاعة الثانية وكان فيها كل من طلاب القسم: سالم طالب، عبد الرحمن محسن، محمد بشير الجندي، خليفة حسن، محمد عبد الولي، بإشراف الأستاذة مي محسن المشرفة الفنية في قسم التأهيل المهني والأستاذ أدهم قاسم مدرب ورشة الخزف بالقسم.
الطالب محمد بشير الجندي قدم للزوار فكرة وافية عن طريقة تصنيع المنتجات الخزفية ومراحل عملها الأمر الذي لاقى الكثير من الاستحسان والإعجاب من قبل زوار المعرض، الذين لمسوا قدرة الأشخاص من ذوي الإعاقة على إبداع المنتجات الفنية، ليس هذا وحسب، بل القدرة على شرح تفاصيل عملها الأمر الذي يدل على فهم وإدراك العمل بالإضافة إلى إتقانه.
وكان من ضمن زوار ورشة الخزف والإكسسوار وفد مدرسة الشهباء للتعليم الأساسي حيث استمع الطلاب إلى شرح عن كيفية صنع المنتجات الخزفية ومراحل عملها، واستفسروا عن بعض الأمور وقبل أن يجيب مدرب الورشة انبرى الطلبة من ذوي الإعاقة للإجابة عن هذه الأسئلة بدقة واحترافية مهنية عالية.
الطالب طه محمد من طلاب مدرسة الشهباء لم يخف إعجابه الشديد بما يقدمه الأشخاص من ذوي الإعاقة من إبداع ومهنية تضاهي ما قد يقوم به الاشخاص من غير المعاقين، لكنه أوضح أن ذلك لم يفاجئه كثيراً لأنه يعلم مدى قدرات هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع باعتبار أن مدرسة الشهباء من المدارس التي تشهد دمجاً للمعاقين في فصولها.
وأوضح محمد أن بين زملائه في المدرسة طلبة من ذوي الإعاقة، وزميله محمود عبد الجبار هو من هؤلاء الطلبة والجميع يحبه ويعامله بكل احترام ومحبة هو وبقية الزملاء من المعاقين الذين ينهلون العلم والمعرفة برفقة زملائهم من غير المعاقين.
الاستاذ غسان نمر مدرس اللغة الإنكليزية في مدرسة الشهباء أشاد بالأداء المتميز لطلبة قسم التأهيل المهني في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مؤكداً أن هذا الإبداع المهني الذي يقدمونه خير دليل على قدرة هذه الفئة على التعلم والتميز والتألق شأنهم شأن أصدقائهم من غير المعاقين.
وصادف أن اشترك طلاب قسم التأهيل المهني في ذات الجناح مع ورشة (عالم التصميم) التي أشرفت عليها كل من طالبة الهندسة في جامعة الشارقة بشاير علي، وخريجة قسم العلاقات العامة وفاء علي اللتان أبدتا إعجابهما الشديد بما يقدمه الطلبة من ذوي الإعاقة حيث شاركتا معهم في تلوين بعض القطع الخزفيه، واطلعتاهم على الأشكال اليدوية التي قام بها بصنعها زوار ورشة (عالم التصميم).
وقد أكد مشرفا الورشة مي محسن وأدهم قاسم على نجاح الفعالية التي أبدع فيها طلبة القسم بمواهبهم الحرفية، وأكبر دليل على ذلك هو الإقبال الواضح من قبل زوار المعرض على الورشة وإبداء إعجابهم بالمنتوجات الخزفية المتميزة.
مسرحية (عودة الكلمة)
المشاركة الأخيرة للمدينة ضمن البرنامج المصاحب كانت مسرحية (عودة الكلمة) وهي من تأليف سندريلا حسن، إخراج محمد بكر، بطولة مجموعة من طلبة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وعدد من أخوة الشخص المعاق، قام بدور روح الكلمة رامي مجدي، وساعد في الإخراج محمد صلاح، أما الديكور فقد قام بتصميمه أكرم العوضي، وأشرفت على الطلبة من ذوي الإعاقة الاستاذة منال محمود.
وتناولت المسرحية موضوع عدم اهتمام الأطفال بالقراءة وانصرافهم إلى اللعب فقط الأمر الذي يدعو الكلمات إلى الاختفاء نهائياً من الكتب، حيث يشرح ذلك الممثل رامي مجدي (روح الكلمة) ويبين للأطفال أنه وبسبب ابتعادهم عن القراءة وعدم اهتمامهم بالعلم والمعرفة قررت الكلمة أن تخاصم الأطفال وألا تتواجد في القصص والحكايات التي يحبونها.
وتدور أحداث المسرحية بنسق مشوق وتظهر فتاة تحب القراءة وتطلب من زملائها المساعدة لاستعادة الكلمة وبالفعل تستمع روح الكلمة إلى النقاشات التي تدور بين الزملاء الذين يصرون جميعاً في النهاية على عودة الكلمة فتعود إلى القصص والحكايات وكتب العلم والمعرفة بعد أن يعدها الطلاب بالاهتمام بالكتاب والقراءة أكثر من اللعب وتضييع الوقت لأن القراءة هي ما يبني المجتمعات الناجحة والمتقدمة.
وقد أكد الاستاذ محمد بكر مخرج العمل أن الهدف من المسرحية هو توجيه رسالة إلى الطلبة تؤكد على أهمية القراءة والمطالعة، وأنه لا يمكن الاستغناء عن الكتب للارتقاء بالمجتمع نحو مزيد من الرفعة والتقدم، كما أنه من أبرز أهداف المسرحية دمج الطلبة من ذوي الإعاقة مع أقرانهم من غير المعاقين والتأكيد على قدرة هؤلاء الطلبة على الإبداع في مختلف المجالات.
الطالب ضاحي عبد الله محمد الحميدي والطالبة عنود عبد الله سعيد السعدي من مدرسة تماضر بنت عمرو للتعليم الأساسي من سلطنة عمان أكدا أنهما استمتعا جداً بمتابعة المسرحية واستفادا من مضمونها القيم الذي يحث على القراءة وعدم الاستسلام لتضيع الوقت في اللعب فقط.
وأشاد طالبا مدرسة تماضر بالمستوى الفني الذي قدمه الأشخاص من ذوي الإعاقة وأخوة الشخص المعاق من خلال تأديتهم لأدوارهم بمهارة ملفتة، وتمنيا لهم كل النجاح والتوفيق بالأعمال القادمة.
معلمة العلوم والرياضيات في مدرسة تماضر علياء أحمد سعيد السعدي أكدت أن وفد المدرسة قدم من عمان لزيارة معرض الشارقة الدولي للكتاب والاطلاع على أبرز الفعاليات المصاحبة وقد تابعنا مسرحية (عودة الكلمة) وهي مسرحية متميزة وذات مضمون هادف ومفيد للجميع متوجهة بالشكر والتقدير إلى جميع من شارك في المسرحية.