جاء في التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ان عدد الأشخاص المعوقين في العالم قد بلغ المليار، اي ما يعادل 7/1 او ما يقارب ?15 من عدد سكان العالم، وان هذا العدد مرشح للازدياد بشكل دائم..
كذلك سلّط التقرير الضوء على مستويات الفقر غير المقبولة وحالات الإقصاء والعزل التي يواجهها الاشخاص ذوو الاعاقة خاصة في البلدان حيث الدخل المتوسط والمتدني، وابرز الحاجة الملحة للمساواة في الحقوق واتاحة الفرص امام الاشخاص ذوي الاعاقة في كافة جوانب الحياة، معتبراً ان الاعاقة هي قضية اساسية في عملية التنمية، فإقصاء الاشخاص ذوي الاعاقة من قبل المعنيين واصحاب القرار، يعني اقصاء قسم كبير من العالم،
وان اهداف الالفية للتنمية لن تتحقق اذا كان هناك مليار شخص مهمَّش. وخلُص التقرير الى انه يتوَّجب على الحكومات والمجتمع المدني معاً العمل على ازالة كافة العوائق والعقبات، وتقديم كل التسهيلات اللازمة لتمكين الاشخاص ذوي الاعاقة من المشاركة الكاملة في جميع جوانب التنمية اسوة بباقي افراد المجتمع.
ان اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة التي اقرتها الأمم المتحدة وصدّق عليها 109 دول حتى الآن، تعتبر معاهدة لحقوق الانسان واداة للتنمية على حدّ سواء، فهي توفر فرصة لتعزيز السياسات التنموية ذات الصلة بتنفيذ اهداف التنمية المتفَّق عليها عالمياً، وبالتالي المساهمة في تحقيق مجتمع للجميع في هذا القرن.. وما يعزز ذلك، ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تسعى الى عقد اجتماع رفيع المستوى حول الاعاقة خلال هذا العام 2012 بهدف دعم وتعزيز الجهود الرامية الى ضمان ادراج الاشخاص ذوي الاعاقة في كافة جوانب التنمية. وعليه لا بد من ان تشتمل جهود التنمية في العالم قضايا الاعاقة عند تحديد سياساتها وبرامجها وتخصيص الاموال اللازمة، فإدماج الاشخاص ذوي الاعاقة في التنمية استراتيجية لتحقيق المساواة والتنمية الشاملة.
استناداً الى ما تقدَّم، ولأن منظمة التأهيل الدولي منذ تأسيسها تعمل مباشرة مع الأمم المتحدة ووكالاتها بهدف تأمين حقوق الاشخاص المعوقين وتأهيلهم وتمكينهم وتأمين تكافؤ الفرص لهم ولأسرهم في جميع انحاء العالم،
ولأن منظمة التأهيل الدولي ـ الإقليم العربي حريصة على متابعة ومناصرة قضايا الاعاقة من خلال استقطاب الخبراء والمعنيين في هذا المجال، بدءاً بالاشخاص المعوقين انفسهم مروراً بالباحثين والاكاديميين والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ووصولاً الى رصد السياسات والاجراءات المتبعة تمهيداً لتحقيق العدالة الاجتماعية لتلك الشريحة من العالم،
وبهدف استثمار التوصيات والمقترحات، التي تمخضت عن المؤتمرات الاربعة التي نظمتها منظمة التأهيل الدولي ـ الإقليم العربي سابقاً في كل من بيروت، البحرين، تونس والامارات العربية المتحدة وتصويبها بما يتلاءم مع مجتمعاتنا من خلال ربط اشكالية الاعاقة بالتنمية،
وانسجاماً مع ما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، ومع رؤية الامم المتحدة في تعزيز الجهود الرامية الى ضمان ادراج الاشخاص ذوي الاعاقة في جميع جوانب الجهود التنموية،
انطلاقـاً من كلّ ذلك، تنظِّم منظمة التأهيل الدولي ـ الإقليـم العربي مؤتمرها الخامس بعنـوان: «معاً من أجل عالم افضل للجميع.. إشراك الاشخاص ذوي الاعاقة في التنمية» في الدوحـة ـ قطــر من 24 ـ 27 نوفمبر 2012.
ان هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه عدد كبير من الخبراء والباحثين والأكاديميين والاشخاص المعوقين، يعتبر محطة هامة لتبادل الخبرات وتمكين القدرات وتمتين اواصر التعاون على مستوى الأفراد والمؤسسات عربياً ودولياً، والإفادة منها في الوصول الى عالم دامج يتسّع للجميع بمن فيهم الاشخاص ذوي الاعاقة.
نتطلع الى الترحيب بكم في ربوع دوحة الخير والعطاء ـ قطر، لنشارك واياكم في تحقيق مؤتمر ناجح.
والله وليّ التوفيق