ورشة عمل ناجحة تسبق اليوبيل الفضي لمخيم الأمل (لتعارفوا)
يوم حافل شهده المتطوعون في مخيم الأمل بالشارقة الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت شعار (لتعارفوا) في إطار الاستعداد والتجهيز للانطلاقة المرتقبة في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر 2014 للاحتفال باليوبيل الفضي للمخيم ذي الصيت العطر محلياً وعربياً ودولياً والذي يأتي هذا العام منسجماً مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية فيستضيف بالإضافة إلى وفود دول مجلس التعاون وفدين من جمهورية قرغيزستان وماليزيا، والهدف الأسمى دائماً هو رسم البسمة والسعادة على وجوه الأطفال من ذوي الإعاقة.
تقدمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس اللجنة العليا قائمة الحضور من المتطوعين ورؤوساء اللجان العاملة في المخيم للورشة التي تم تنظيمها صباح السبت 13 ديسمبر 2014 بهدف التعريف بمخيم الأمل وأهدافه والرسالة التي يحملها هذه السنة وطبيعة عمل كل لجنة من لجانه وتوضيح القيم والمبادىء الأساسية التي يقوم عليها عمل المتطوعين في هذه المناسبة الهامة التي يحرص الجميع فيها على تقديم صورة مشرفة عن دولة الإمارات وشعبها.
تم خلال الاجتماع استعراض الفوائد التي تعود بالنفع على الأطفال ذوي الإعاقة المشاركين في المخيم وأهمها تقوية شخصياتهم وتوسيع مداركهم ومعارفهم وتعريفهم على حضارة دولة الإمارات والتقدم الذي أحرزته في كل المجالات واكسابهم في الوقت ذاته التجارب والخبرات التي لا تمحى من أذهانهم ويحملونها معهم حتى يشبوا ويكبروا ويتدرجوا في مدارج الحياة ومراحلها، فمخيم الأمل قائم على عنصرين أساسيين المشاركين والمتطوعين ولولا هؤلاء ما كان لهذا الحدث السنوي أن يستمر ويتواصل كل هذه السنوات.
قدمت الاستاذة أمل الخميس عضو اللجنة العليا المنظمة للمخيم فكرة موجزة عن تاريخ وأهداف المخيم ثم تولت الأستاذة كلثم عبيد المطروشي عضو اللجنة العليا تعريف المتطوعين بطبيعة الزيارة التي قام بها وفد اللجنة العليا إلى جمهورية قرغيزستان والمراكز التي تعنى بالأشخاص من ذوي الإعاقة التي تمت زيارتها هناك وكيفية اختيار هذه المراكز كي تشارك في المخيم.
بعد ذلك قدم الدكتوران المتطوعان منذ عشرين عاماً في المخيم فراس وفواز حبال مبادرة شركة (تطبيقي) الخاصة بإتاحة حلول ذكية للمخيم خاصة فيما يتعلق بـ (الكاميرات، الأنظمة الداخلية، تطوير الشبكات، الحلول الإلكترونية) ولعل أبرز هذه الحلول التطبيق الخاص بالمخيم المتوفر على (الآيفون و الأندرويد) بالإضافة إلى برنامج داخلي إداري للتحكم بكل ما يخص المخيم كعمليات داخلية تخص اللجان والوفود وتحويل كل المعاملات الورقية إلى إلكترونية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للوفود في إطار تحقيق رؤية سعادة الشيخة جميلة القاسمي بأن تكون المدينة (مدينة ذكية).
مترجم الإشارة وائل سمير قدم محاضرة شيقة حول لغة الإشارة شارك فيها جميع المتطوعين بأسلوب تفاعلي في محاولة تعلم أساسيات هذه اللغة وأهم الإشارات التي تمكنهم من التواصل مع الأشخاص الصم وأدبيات التعامل معهم بشكل إيجابي يحقق الغرض المنشود وكان من الملاحظ توق المتطوعين وخاصة الجدد منهم لتعلم الأحرف الأبجدية والأعداد وغيرها من المصطلحات الضرورية.
بعد ذلك قدم قنصل جمهورية (قرغيزستان) لدى دولة الإمارات العربية المتحدة باخيت تونغاتاروف فقرة تعريفية عن بلده وأهم المصطلحات المترجمة إلى اللغة العربية والضرورية للتعامل من خلالها مع أطفال الوفد القرغيزي تفاعل معها المتطوعون بشكل إيجابي ملحوظ.
ثم قدم المتطوع جهاد العبادي الاختصاصي في العلاج الوظيفي ورشة عملية عن كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الإعاقة، ثم تم التعريف بكل لجنة وطبيعة عملها في المخيم وأهم الواجبات المترتبة عليها مع التأكيد على التعاون والتنسيق بين جميع اللجان.
سبق ورشة العمل هذه اجتماعات مصغرة لكل لجنة على حدة، تطرق فيها رئيس كل لجنة إلى أهم أهداف لجنته وضرورة العمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى النتائج المرتقبة كما تم التأكيد على التعامل السليم والإيجابي مع أعضاء جميع الوفود المشاركة وتقديم الصورة الأنصع عن المخيم والمتطوعين وجميع العاملين فيه.
من الضروري القول أخيراً إن مخيم الأمل منذ انطلاقته الأولى في يناير 1986 يعتبر وبحق، مناسبة طيبة وفرصة ملائمة ومتجددة أتاحتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للأشخاص من ذوي الإعاقة من إجل إبراز طاقاتهم الكامنة ومهاراتهم التي تعلموها وتوثيق عرى الأخوة والصداقة فيما بينهم والتعرف على تجارب إخوانهم في البلدان الأخرى واكتساب خبرات جديدة مفيدة والإسهام في نشر الوعي ورفع مستوى الاهتمام بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز فكرة حمايتهم وضمان أمنهم وسلامتهم التي لا يمكن تحقيقها إلا بتنامي الوعي بقضاياهم وزيادة الاهتمام لدى مختلف فئات المجتمع.