* السلوك العاطفي والصحة الإنجابية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية: التأطير الديني والقانوني والجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية
* مدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين يدعو إلى إعطاء الأولوية
* للأشخاص في وضعية إعاقة في الاستفادة من البرامج الاجتماعية الوطنية
دعا مدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، السيد خالد بنحسن إلى إيلاء فئة الأشخاص في وضعية إعاقة الرعاية والاهتمام الضروريين وأن تحظى بالأولوية في الاستفادة من مختلف البرامج الاجتماعية الوطنية، لاسيما برامج الإدماج الاجتماعي والمهني.
وأكد السيد بنحسن (الثلاثاء 28 مارس 2017) في افتتاح المنتدى الوطني التاسع للإعاقة تحت شعار (السلوك العاطفي والصحة الإنجابية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية: التأطير الديني والقانوني والجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية)، أن نجاح الشباب في وضعية إعاقة في مشاريع الحياة الفردية، لا سيما العاملين بمركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل، ساهم في ظهور حاجيات اجتماعية تتمثل بالأساس في السلوكيات العاطفية والصحة الإنجابية للشباب في وضعية إعاقة ذهنية، موضحاً أن المحيط الاجتماعي والعادات وثقافة المجتمع تجعل من مسألة زواج الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية تابوهات من الصعب الإفصاح عنها أو مناقشتها.
وذكر بأن هذه الفئة ما فتئت تحظى بعناية خاصة من جلالة الملك محمد السادس، وذلك عن طريق إرساء دعائم التنمية البشرية المستدامة وتشجيع كل المبادرات الرامية إلى الرقي بأوضاع الفرد وحفظ كرامته.
وثمّن المنجزات التي تحققت على المستوى الوطني لفائدة هذه الفئة، خصوصاً في مجال حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المتعلقة بالتشغيل والصحة والتربية والولوجيات، والتي من شأنها أن تضمن لهذه الفئة ظروف عيش كريمة.
ويرمي تنظيم هذا المنتدى إلى مناقشة سؤال الإنجاب والسلوك العاطفي للأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية من وجهة نظر دينية وقانونية وطبية ونفسية واجتماعية، واقتراح مقاربات ومناهج نفسية واجتماعية تحترم القيم الدينية والمبادئ القانونية، وتقاسم النماذج والخبرات الجيدة الوطنية والدولية من أجل تعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة في صحة إنجابية جيدة.
من جانبه، قال رئيس المجلس العلمي لوجدة، السيد مصطفى بنحمزة، إن الدين الإسلامي كان سباقاً إلى الاهتمام بحقوق الشخص في وضعية إعاقة، ودعا إلى معاملتهم بما يحفظ كرامتهم ويحقق آدميتهم، مشيراً إلى بعض المعاملات القاسية واللاإنسانية التي كانت تمارسها بعض الحضارات أو الأنظمة السياسية بحق هذه الفئة.
وأوضح السيد بنحمزة، خلال هذا اللقاء، أن الزواج في الإسلام يقوم على الرضا والاتفاق والأهلية الكاملة لدى الزوجين، موضحاً أن الشروط التي وضعها المشرع المغربي لزواج الشخص ذي الإعاقة الذهنية في مدونة الأسرة تتماشى مع الأحكام الفقهية والدينية.
من جانبها، قالت رئيسة الغرفة الاجتماعية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، القاضية رشيدة أحفوض، إن (وجوبية القبول هي الأصل في عقود الزواج والطلاق ما لم ينتف القبول وظهور أحد الموانع القانونية أو الشرعية)، واستندت معدة برنامج (مداولة) على القناة الأولى إلى المادة 23 من مدونة الأسرة، معتبرة أن (المشرع كان متقدماً في طرحه لهذه القضية عكس التجربة المصرية في مجال تزويج الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن المشكل هو الراغبات في الزواج من النساء في وضعية إعاقة)، مقترحة مدونة للإعاقة حتى لا تتيه هذه الشريحة.
وحاول الدكتور عبد اللطيف وناس مقاربة الموضوع من زاوية السلوك العاطفي والصحة الإنجابية؛ وذلك عبر نظرية (سيكولوجية التبعية والتناقض في الطب النفسي)، لرصد الاختلالات في البنية النفسية لهذه الشريحة من ذوي الإعاقات لكن بمقاربة طبية صرفة، مستخلصاً في نهاية مداخلته أن (السلوك النفسي ينبغي أن يتغير في تيمة التربية الجنسية منذ الطفولة وحتى المراهقة).
ومن نافذة علم النفس الاجتماعي، أطلّ الدكتور المحلل النفسي الاجتماعي مصطفى السعليتي ليقول إن (المقاربة النفسية الاجتماعية للحياة الجنسية تفرز مشكلة في الواقع، وليس في النص القانوني)، موضحاً أنه (لدينا تعدد المرجعيات دون تطبيقها، ونحتاج إلى تشخيص عام لتحقيق العيش العادي للأشخاص ذوي الإعاقة)، مضيفاً: (معيار الإنسان عامة هو قدرته على التكيف، والأحكام المسبقة هي التي تؤدي إلى التهميش، وعلينا تغيير التمثلات الاجتماعية واعتبار رغباتهم الجنسية طبيعية)، على حد وصفه.
وعرف هذا اللقاء أيضاً مشاركة، رئيس الاتحاد الوطني التونسي لدعم الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية (جربة تونس)، السيد منجي بنحمودة، الذي قدم عرضاً عن التجربة التونسية فيما يتعلق بزواج الأشخاص ذوي الإعاقة. وأكد بنحمودة أنه على الرغم من أن التشريع التونسي منح الأشخاص ذوي الإعاقة حقهم في الزواج، إلا أن البعض يعتبر أن هذا الزواج يزيد من أعباء المجتمع لكونه زواجاً محكوماً عليه بالفشل مسبقاً.
وعرفت أشغال اللقاء، الذي تم تنظيمه بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة في المغرب، مشاركة مهنيي وممثلي القطاعات الحكومية المعنية ومنظمات غير حكومية وجمعيات الأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم وباحثين ومتخصصين.
وتمحورت باقي المداخلات حول السلوك العاطفي والصحة الإنجابية لدى الشخص في وضعية إعاقة ذهنية، وسيكولوجية التبعية والتناقض العاطفي: حالة العلاقات مع الأشخاص في وضعية إعاقة داخل المؤسسات التربوية.
وتندرج هذه التظاهرة، التي تم إطلاقها من طرف المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، منذ عام 2008 ضمن فعاليات اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة، الذي يحتفل به المغرب يوم 30 مارس من كل عام، بهدف تقييم ما أنجزه على المستوى الوطني لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، لاسيما في مجال حماية حقوقهم المتعلقة بشكل خاص بالشغل، والصحة، والتربية والولوجيات، كما يشكل هذا اليوم مناسبة لتقديم آخر نتائج الأبحاث العلمية المختلفة في ظل ضمان ظروف عيش سليمة تحترم حقوق وكرامة الأشخاص في وضعية إعاقة.
مشاركة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في المنتدى
لبت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية دعوة سعادة الدكتور خالد بن حسن مدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين لحضور فعاليات المنتدى الوطني الثامن للإعاقة الذي نظمه المركز في مدينة سلا في الفترة من 29 إلى 31 مارس 2017 ضمن فعاليات اليوم الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يحتفل به المغرب في الثلاثين من مارس من كل عام.
وقالت: إنها مناسبة طيبة نهنئكم فيها بمرور عشر سنوات على تأسيس مركزكم، وكذلك إطلاق مركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس في فبراير الماضي.
وأشادت الشيخة جميلة القاسمي بموضوع المنتدى الذي ركز على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المجالات كافة، وأوراق العمل المميزة التي طرحت فيه والنتائج الطيبة التي توصل إليها لحفظ كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم، وأثنت في الوقت نفسه على التطور الملحوظ في عمل المركز الذي تجلى في مخرجات أقسامه سواء التعليمية أو التأهيلية أو في ورش العمل والأقسام الإنتاجية.
وأعرب في ختام حديثها عن شكرها وامتنانها للدعوة الكريمة وتطلعها إلى المزيد من العمل المشترك وتبادل الخبرات بين المدينة والمركز وصولاً إلى أفضل الممارسات في مجال يحرص الجميع فيه على إيصال المستفيدين منه من الأشخاص ذوي الإعاقة إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم وطاقاتهم.
كما توجهت مدير عام المدينة بتحية شكر وتقدير إلى سعادة / محمد الأزمي الموقر مدير مؤسسة محمد الخامس للتضامن في المملكة المغربية مشيدة بالأعمال الجليلة التي تقوم بها المؤسسة في كل المجالات الإنسانية والاجتماعية، وعبرت عن إعجابها بالخدمات والبرامج المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة منذ احتوائهم في مراحل عمرية مبكرة وحتى تعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم وتمكينهم من الاندماج في مجتمعهم، مبدية اعجابها بما شاهدته من تطبيق عملي واهتمام بممارسة المسؤولية الاجتماعية والسعي الجاد لتحقيق التنمية المستدامة في المغرب.
وقالت الشيخة جميلة القاسمي: لقد أعجبنا بالمستوى الراقي لبرامجكم وخدماتكم والمخرجات والمنتجات المتقنة للورش التابعة لمؤسستكم، مضيفة أن الانطباع الإيجابي والأثر الطيب لزيارة مؤسستكم وكل التفاصيل الأثيرة التي أحطتمونا بها من حسن استقبال وترحيب وكرم ضيافة وكل الخبرات المتقدمة التي سننقلها إلى بلدنا الإمارات كلها لا تكفي للتعبير عن مدى تقديرنا وامتناننا لهذه الزيارة والفرصة الكبيرة التي أتاحتها لنا مؤسسة محمد الخامس للتضامن هذه المؤسسة الراقية بكل المعايير..
وكررت مدير عام المدينة شكرها وامتنانها لحسن الاستقبال وتطلعها إلى المزيد من التعاون ونقل الخبرات لما فيه مصلحة مجتمعاتنا العربية بكل فئاتها.