تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان شهد سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية (الخميس 5 سبتمبر 2013) ختام أعمال حلقة العمل التدريبية الثانية حول (بناء القدرات والتدريب على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة)، والتي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان ممثلة في دائرة الرعاية الخاصة يومي الأربعاء والخميس 4 و5 سبتمبر 2013 بالتعاون مع منظمة التأهيل الدولي ـ الإقليم العربي، وذلك في فندق سيتي سيزنز بالخوير وبمشاركة أكثر من 60 اختصاصياً من دول الخليج وعدد من الدول العربية.
وقد ألقى سعادة الشيخ حمود بن أحمد اليحيائي مدير عام الرعاية الاجتماعية كلمة وزارة التنمية الاجتماعية في حفل الافتتاح، كما ألقى سعادة محمد عبد الرحمن السيد نائب رئيس التأهيل الدولي كلمة منظمة التأهيل الدولي، توالت بعدها جلسات الحلقة على مدى يومين.
الأهداف
وكان الهدف من هذه الحلقة التعريف ببنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتفسيرها، والمادة التاسعة من الاتفاقية وأهمية تسهيلات أو إمكانية الوصول في تأمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وإعداد كوادر وطنية عربية لتفعيل وتطبيق الاتفاقية في دولهم ـ لا سيما ـ التاسعة منها، بالإضافة إلى تعزيز التوعية حول الحقوق التي ضمنتها الاتفاقية الدولية والبروتوكول الاختياري التابع لها، وتمكين الكوادر من الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين في المؤسسات المعنية بالإعاقة من المشاركة في إنشاء لجان رصد وطنية لمراقبة تطبيق الاتفاقية على مستوى دولهم وإعداد التقارير الوطنية ووضع خطة عمل إقليمية واستراتيجية عربية لتنفيذ بنود الاتفاقية والبروتوكول الاختياري.
المشاركون
مثل المشاركون في الحلقة عدداً من الجهات الحكومية كوزارة التنمية الاجتماعية: دار رعاية الأطفال المعاقين، ومركز رعاية وتأهيل المعوقين بالخوض، وأيضا وزارات: التربية والتعليم، والصحة، والبلديات الإقليمية وموارد المياه، والقوى العاملة، والإسكان، وكذلك شرطة عمان السلطانية، ومجلس الشورى، وغرفة تجارة وصناعة عمان.
كما شارك فيها عدد من مؤسسات القطاع المدني كالجمعية العمانية للمعاقين، وجميعه النور للمكفوفين، وجمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، وجمعية رعاية الأطفال المعاقين، والجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية، وجمعية الأمل، إلى جانب مؤسسة ابن سيناء للتجهيزات الطبية، ومن الدول الخليجية والعربية شاركت في الحلقة كل من: قطر، والسعودية، والكويت، وكذلك اليمن، والعراق، ولبنان، والأردن، وفلسطين. والسودان، وتونس.
توصيات المشاركين
وقد أوصى المشاركون في ختام الحلقة وسائل الإعلام بتخصيص مساحة لنشر وتعميم ثقافة الإعاقة في الدول العربية، وتكثيف الدورات المتخصصة للتدريب على تطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشكيل مجموعات عمل عربية لمراقبة تنفيذ الاتفاقية، والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة ليصبحوا قادرين على الانتاج، وإفساح المجال لهم للعمل في المؤسسات الحكومية والخاصة.
حوافز للشركات والمؤسسات الخاصة
كما أوصوا بإعطاء حوافز للشركات والمؤسسات الخاصة لتشجيعها على تكييف مرافقها لتسهيل توظيف الاشخاص من ذوي الإعاقة، واستحداث أو تعديل الأنظمة والقوانين والتشريعات الوطنية لتتوافق مع ما نصّت عليه الاتفاقية الدولية، وحث الدول العربية التي لم تصدّق بعد على الإسراع في تصديق الاتفاقية والبروتكول الاختياري، وكذلك إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج وخطط التنمية الوطنية وإتاحة الفرص لهم في التنفيذ، وحث الدول على إدراج مبدأ التصميم الشامل في برامج المدارس والكليات والمؤسسات العامة والخاصة، ومطالبة الجهات المعنية بإلزامية تطبيق شروط تسهيلات وصول الأشخاص ذوي الاعاقة إلى جميع المرافق والمباني كشرط أساسي لإعطاء التراخيص اللازمة، ومتابعة تنفيذها، إلى جانب العمل على اعداد دليل استرشادي عربي بالمواصفات والمعايير الهندسية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
معايير الدمج العالمية
الدكتورة لبنى أبو شقرا اختصاصية علاج وظيفي ومختصة في برامج التنمية الاجتماعية من الجمهورية اللبنانية ذكرت في ورقة عنوانها (المعايير العالمية لبيئة دامجة) أن من حق كل شخص من ذوي الإعاقة أن يستفيد من الخدمات الصحية وإعادة التأهيل وخدمات الدعم ممثلة بمختلف الإدارات والهيئات التي تؤمن تلك الخدمات، ثم قدّمت للمشاركين تعريفا عن (الوسائل التقنية المساعدة)، وهي المعينات والأدوات التأهيلية المستخدمة لتقوية قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة أو لزيادتها أو الحفاظ عليها، وقد تكون ذات تقنيات عالية أو عادية، فهي تتراوح بين مسكة في الحائط إلى جهاز حاسوب ناطق إلى كرسي متحرك متطور.
مبادئ الاختيار
وبيّنت الدكتورة لبنى بأنه يجب تحديد أهداف وحاجات ومهام المستخدم منذ البداية، ومن الأهمية إشراك الأخصائيين إلى جانب التقنيين؛ للإحاطة بمختلف الاحتمالات والحصول على نتائج مرضية، وأيضا من المهم تقييم وتحليل القدرات الإدراكية والجسدية للمستخدم إلى جانب القدرة على الصيانة والتطوير والتعديل، وتوفير التقنية المناسبة والقدرة على الحصول عليها.
واستعرضت أبو شقرا نماذج لتصنيفات الوسائل التقنية المساعدة، والمتمثلة في الأطراف والأجهزة التقويمية، والأجهزة المساعدة للمكفوفين وضعاف البصر، وأيضا الأجهزة المساعدة للمصابين بمشاكل الإحساس والحركات الدقيقة، والأجهزة المساعدة والمكملة للاتصال، وكذلك أجهزة المساعدة الحركية، وأجهزة التعليم، وأجهزة المساعدة في الترفيه.
متطلبات داخلية للتصميم
وذكرت أن المتطلبات داخل المباني تتمثل في الممرات والجدران بحيث لا يقل عرض الممرات عن 1.5متراً حتى يتمكن مستخدمو الكرسي المتحرك من الحركة والاستدارة أو مرور شخص آخر أو عربة أخرى، وأيضا دورات المياه يجب أن تتوفر فيها فراغات كافية لحركة الشخص المعوق وأن تجهز بالقطع الصحية ووسائل المساعدة المناسبة كالمسكات لتسهيل حركة التنقل، والمنحدرات تكون أرضيتها صلبة وبخشونة مناسبة، وتزويد المنحدر بمساند جانبية بارتفاع ما بين 85 و95 سم، والغرف لا تقل المسافة بين مكونات الغرف عن 150سم لأماكن الدوران والحركة، وكذلك الأبواب يكون عرضها لا يقل عن 90 سم، والمصاعد لا يقل عمق المصعد عن 130سم ولا تقل فتحة باب المصعد عن 90 سم.
متطلبات خارجية
كما تتضمن المتطلبات خارج المباني تخصيص عدد مناسب من المواقف الخاصة لمستخدمي الكراسي، بحيث لا تبتعد عن مداخل المباني أكثر من 60 مترا و30 مترا إذا كان الطريق يشتمل على منحدرات وتكون قريبة من المصاعد في المواقف المتعددة الأدوار، وأيضا المنحدرات من أهم المتطلبات التي يجب توفيرها للوصول للمباني والتنقل بين المستويات خارج المباني، ويفضل أن يكون مدخل المنحدر بجوار المدرج، والأرصفة التي تشكل عائقا كبيرا؛ لذلك يجب توفير منحدرات بجوانب الرصيف وعند التقاطعات والجزر الوسطية، وفيما يتعلق بالأرضيات فيجب تلافي الأرضيات المشكلة من المواد البارزة والأرضيات المشكلة من المواد الناعمة والمفككة كالحصى والرمل؛ وكذلك في الحدائق العامة يجب استيفاء جميع المتطلبات الخاصة بالممرات والأرصفة والمنحدرات، وفي أماكن الجلوس يجب ترك فراغ للعربة لا يقل عن 120 سم وتكون الكراسي بارتفاع 45 سم وبظهر لا يقل عن 25 سم وبأذرع جانبية، وأيضا المداخل والبوابات بحيث يجب أن تهيأ جميع المداخل لدخول الجميع وعلى الأقل أن تكون هناك بوابة واحدة سهلة الوصول لكل مبنى ويفضل أن تكون البوابة الرئيسية إن أمكن، إلى جانب الهواتف العامة والتي يجب تخصيص هاتف واحد على الأقل لمستخدمي الكراسي المتحركة، وارتفاع أعلى الهاتف بين 90 سم و120 سم ولا يقل ارتفاع حجرة الهاتف عن 70 سم وطول سلك السماعة لا يقل عن 75 سم.
وأكدت أبو شقرا أنه من غير الصحيح أن كلفة اتباع المعايير العالمية أعلى من الكلفة العادية بحيث يقلل اتباع هذه المعايير كلفة انشاء المبنى 1%، وتفيد الدراسات أن 69% من 436 مبنى مؤهلا لا تكلف أي زيادة، وإن كلفة إنشاء مبنى مؤهل وفق المعايير العالمية هي أقل من كلفة إنشائه ثم تعديله فيما بعد.
مواصفات ومقاييس
يذكر أن الحلقة اشتملت في يومي انعقادها على العديد من التدريبات والتطبيقات العملية المتعلقة بالمواصفات والمقاييس العالمية التي يجب ان تحتويها المؤسسات والمرافق العامة والمنازل أيضا لتسهل وصول الاشخاص ذوي الاعاقة.
إيجاد التعاون
وقد أشاد المشارك نبيل شمس الدين أبو القاسم من جمهورية السودان بسعي السلطنة الجاد في مجال الإعاقة، وتحدث عن أهمية ايجاد تعاون متبادل ومستمر بين السلطنة والسودان في هذا المجال، وتمنى من المشاركين في الحلقة تحقيق التواصل بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب التواصل في اللقاءات المباشرة، بحيث تكون هنالك زيارات متبادلة بينهم بالتنسيق مع جهات عملهم، وأهمية أن تكون هنالك لجنة دائمة تتولى تعميم نشر ما يدور في مثل هذه الحلقات على بقية الدول التي قد لا يتسنى لها المشاركة، بينما عبر المشارك محمود بن خلفان الحمحامي عضو لجنة رصد متابعة تنفيذ الاتفاقية عن أهمية موضوعات الحلقة التي جمعت مشاركين من جهات مختلفة حكومية وخاصة وأهلية يعنيها موضوع التطرق لما تتضمنه المادة 9 من الاتفاقية والتدرب على تنفيذها.
تذليل الصعوبات
وقالت المشاركة مريم بنت ناصر الدفاع أخصائية تربية خاصة في معهد النور للمكفوفين بدولة قطر، ومدرسة برايل بمدرسة البيان المستقلة: نحن في الدول العربية عامة والخليجية خاصة بحاجة للوقوف على حقوقنا لنتمكن من المطالبة بها وحمل دولنا على تطبيقها وتنفيذها وذلك لنوجد بيئة دامجة في دولنا، وبذلك نتمكن من حماية ذوي الإعاقة من الأخطار التي تواجههم في بيئات العمل والدراسة والحياة العامة، وما يجب علينا معرفته أن الشخص ذي الاعاقة انسان مبدع ومتميز وذو قدرة ولكنه بحاجة ماسة الى تذليل الصعوبات التي تواجهه ليعطي اكثر ويبدع ولينجح في حياته ويجد نفسه.
المصادر:
[email protected]، أخبار yahoo مكتوب، جريدة الشبيبة الالكترونية، جريدة عمان اليومية، جريدة الرؤية