استقبلت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي (الاثنين 13 فبراير 2017) وفداً من دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة برئاسة سعادة عبد الله خليفة بن يعروف السبوسي مدير الدائرة في زيارة تعريفية للمؤسسة لتنسيق أطر التعاون المشترك بينهما في مشاريع متنوعة ضمن مبادرات المؤسسة في عام الخير.
وقد كان في استقبال الوفد سعادة منى بن هده السويدي مدير عام المؤسسة، حيث جاءت هذه الزيارة بهدف التعرف إلى واقع الأداء المؤسسي من الأنشطة والمشاريع والبرامج المختلفة التي تستهدف الأيتام المنتسبين للمؤسسة وأسرهم، وبحث آلية التعاون في البرامج المتنوعة التي تطرحها التمكين.
وجاءت هذه الزيارة بالتنسيق من المؤسسة حيث اطلع الوفد على أعمال المؤسسة وإنجازاتها وأهم مشاريعها، لتأتي هذه الزيارة نتيجة تفاعل وسعي حثيث لتعزيز أطر التعاون المشترك بينهما، والاطلاع على تجربة المؤسسة كمشروع إنساني تنموي رائد.
بدأ اللقاء بتقديم عرض مرئي تعريفي عن المؤسسة وأهم المشاريع والبرامج التي تقدمها لشريحة الأبناء فاقدي الأب وأسرهم، وعرف بأهم الأهداف التي تسعى المؤسسة لتحقيقها، وحجم خدماتها الفعلية المقدمة لأبنائها، كما استعرض بعض الثمار التي أظهرت تمكن المؤسسة عبر خططها المدروسة وبرامجها التطبيقية من حشد جميع الخبرات والطاقات المتوافرة لرعاية شؤون الابن اليتيم ولفت نظر المجتمع إلى أهمية المساهمة في تقديم الدعم لإنجاح مشاريع المؤسسة المقدمة لأبنائنا الأيتام بشكل مدروس يتلاءم مع احتياجاتهم.
وسلط الضوء أثناء اللقاء على مشروع الصدقة الجارية (هبة برا بأبيك) المتمثل في بناء مسجد وسقيا ماء عن آباء الأيتام المتوفين، حيث جاء المشروع ليتيح الفرصة لأبناء المؤسسة بمساندة المجتمع بالمساهمة في تقديم صدقة جارية لآبائهم المتوفين، ليجسد هذا المشروع نوع من البر يقدمه اليتيم لأبيه المتوفي.
وقد تم استحداث هذا المشروع لمعالجة الصعوبات الناجمة عن فقدان الأب والتي يعاني منها العديد من الأيتام، والتي ظهرت بوادرها خلال (برنامج تخطي) الذي يعنى بتناول موضوع الفقد مع الابناء وكيفية التعايش مع تجربة الوفاة، من خلال عمل جلسات حوار للتفريغ الانفعالي لاستثمار حنين الأبناء وشوقهم تجاه أبيهم بصورة إيجابية، ومساعدة العديد من الأبناء الأيتام على تقبل فكرة موت الأب وفقدانه والتعايش معها، حيث تصاغ مشاريع وبرامج المؤسسة وفق احتياجات الابن اليتيم وأسرته ليتحقق دور المؤسسة في تقديم الرعاية الشاملة للأيتام من جميع النواحي. وقد تولدت فكرة هذا المشروع لتأصيل مبدأ التعايش مع الفقد وتعزيز مبدأ البر عقب وفاة الأب، وبناء علاقة إيجابية من خلال مشاريع الصدقة الجارية، وغرس فكرة التواصل مع الأب من خلال أعمال البر له عقب وفاته.
وفي ختام الزيارة أثنى سعادة عبد الله السبوسي على جهود المؤسسة في مجال رعاية الأيتام، مبدياً إعجابه بجميع أوجه الدعم الذي تقدمه المؤسسة لمنتسبيها وتغطيتها لجميع الجوانب التي يحتاجها المنتسبين وأسرهم، وارتقائها بالعمل الخيري ليأخذ منحى اجتماعي متكامل.
كما أعرب سعادته عن أهمية هذه الزيارة التي تهدف إلى تعميق التعارف والتواصل المستقبلي بين الجهتين، مؤكداً على أن الدائرة ستقدم جميع التسهيلات اللازمة لحث وتشجيع أفراد المجتمع على دعم مشاريع مؤسسة التمكين، بما يخدم فئة مهمة في المجتمع.
ومن جانبها أكدت إدارة المؤسسة على اهتمامها بهذه الزيارة والزيارات المشابهة التي تشكل أهمية قصوى في تعزيز التعاون المشترك بين مؤسسات الدولة، والتي تسهم في نشر رؤيتها ومنهجية علمها على نطاق أوسع، كما تعمق تواصلها مع المؤسسات والجهات في الدولة، مما يسهم بفاعلية في تنمية وتطوير العمل الإنساني والاجتماعي، حيث تسعى من خلالها إلى بذل أقصى الجهود لرفع وعي المجتمع تجاه قضايا وحقوق شريحة الأيتام حتى تحقق الارتقاء بالأداء والنهوض بالخدمة، من أجل نجاح الرسالة الإنسانية الموحدة التي تسعى المؤسسة لتحقيقها.
وتهيب المؤسسة بجمهورها وجميع المهتمين بشؤون وقضايا الابن اليتيم للتعاون والمساهمة في التبرع لمشروع الصدقة الجارية (هبة.. براً بأبيك) لما له من تأثير إيجابي كبير على أبنائنا فاقدي الأب، وتعزيزاً لمشاعر التضامن بين المجتمع وفئة الأيتام، وضرورة المشاركة والتأثير في مثل هذه اللفتة الإنسانية ليتسنى اكتمال المشروع بتضامن أبناء المجتمع من أفراد ومؤسسات.