العلاج بالموسيقى أسلوب حديث وفعال في تأهيل الأشخاص المعاقين
تطبيق ناجح للبرنامج لطالبات من جامعة أيوا الكورية الجنوبية
نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أمس الثلاثاء الأول من اليوليو 2014 في مسرح المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة جلسة مطولة قدم فيها عرض تعريفي لبرنامج العلاج بالموسيقي الذي عملت عليه مجموعة من طالبات الدراسات العليا من جامعة ايوا الكورية الجنوبية طوال الفترة من الأول من يناير 2014 ولغاية الثالث من يوليو 2014 ـ كما هو مقرر ـ بالإضافة إلى التقارير الختامية لعمل الطالبات وأهم النتائج والتوصيات التي خرجن بها لتطوير وترسيخ هذا الأسلوب الحديث في العلاج.
كلمة مساعد المدير العام
قدمت للعرض الذي حضره عدد كبير من مسؤولي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وموظفيها وأعضاء الفريق الذين ساهموا في البرنامج الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مساعد المدير العام للمدينة والمشرف العام على برنامج العلاج بالموسيقى وتطبيقه وألقت كلمة رحبت في مستهلها بالحضور وبالطالبات الكوريات وفريق العمل في المدينة الذي ساهم في إنجاح وتطبيق برنامج العلاج بالموسيقى من مشرفين ومنسقين ومتدربين وقالت إن هذه الجلسة أتت بعد أشهر من التدريب والتعلم والمثابرة لاكتساب الخبرات والإجراءات الهادفة لتنظيم سير العمل وتوفير المنهجيات الضرورية لتطبيق جلسات العلاج بالموسيقى، مؤكدة أن الطريق لم يكن سهلا أمام الطالبات وفريق العمل في المدينة خصوصاً وأن المشروع يعتبر تجربة جديدة ورائدة تستحق الإهتمام والحرص على تطبيقها والاستفادة منها.
وأشادت مشرف عام البرنامج بثقة ودعم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة الشارقة التي عززت هذه المبادرة الهادفة إلى ايجاد كفاءات مؤهلة لتطبيق هذا البرنامج في المدينة من خلال تفعيل التعاون مع جامعة إيوا باعتبارها واحدة من أعرق الجامعات في كوريا الجنوبية وخاصة في تطبيق برنامج العلاج بالموسيقى.
قدمت بعدها فكرة وافية عن بدايات البرنامج التي تمثلت بمبادرة قدمتها البروفيسورة هيانج جو عميدة كلية العلاج بالموسيقى في جامعة ايوا لإيفاد مجموعة من طالبات الدراسات العليا للتدريب في المدينة، وقد لقيت هذه المبادرة ترحيب وموافقة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بهدف تعزيز وتفعيل التعاون بين المدينة والجامعة، وقد بدأت خطوات التنسيق والتحضير لهذا المشروع منذ بداية العام الدراسي الحالي حيث استقبلت المدينة الدفعة الأولى من الطالبات وعددهن 5 طالبات هن: (يو، سو، قون، سين وشانغ) من طالبات الدراسات العليا (درجة الماجستير) وذلك خلال الفترة من 14 يناير 2014 وحتى 8 أبريل 2014، وتم بعد ذلك إستقبال الدفعة الثانية المكونة من 4 طالبات هن: (ران، هان، يو وسو) في الفترة من 10 أبريل 2014 حتى 3 يوليو 2014 ـ كما هو مقرر ـ وتضمنت فترة التدريب وإعداد دراسات مع الطلبة من ذوي الإعاقة لمعرفة مدى أهمية العلاج بالموسيقى في تأهيل هؤلاء الطلبة، وقد تم إنجاز الدراسات وإكمال البرنامج التدريبي المقرر لكل طالبة دراسات عليا، وتمثل دور فريق العمل في المدينة بالإشراف والتنسيق والمتابعة وحضور الجلسات، أما تقييم أداء الطالبات فكان ذلك يتم من قبل أساتذتهن في الجامعة عن طريق عقد جلسات معهن عبر السكايب لتقييم الجلسات وتوجيه الطالبات مباشرة من قبل الأساتذة حول كل جلسة.
وأكدت الأستاذة خديجة بامخرمة في ختام كلمتها على حرص الإدارة العليا في المدينة على إيصال فكرة ومنهجية العلاج بالموسيقى إلى مسؤولي المدينة وكوادرها عامة لتبيان مدى أهمية هذا البرنامج في تأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة موضحة أن هذا البرنامج لا يهدف في الأساس ـ كما يعتقد البعض ـ إلى تعلم الموسيقى بل له أهداف أشمل وأكثر تندرج ضمن الخدمات العلاجية.
العرض التعريفي
بعد هذه الكلمة قدمت الطالبة ران سو عرضاً تعريفياً باللغة الانجليزية حول برنامج العلاج بالموسيقى وتولت الترجمة إلى العربية الأستاذة رباب عبد الوهاب اختصاصية التخاطب في روضة الأمل للصم.
وقالت ران ـ التي اختارت اسم رنا لقربه من اسمها الأصلي ـ إن البرنامج يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام طلبة المدينة من الأشخاص ذوي الإعاقة لتطوير مهاراتهم باستخدام العلاج بالموسيقى الذي يعتبر من أهم طرق العلاج وأكثرها تطوراً نظراً لاعتماده على الموسيقى والتواصل بشكل مباشر مع الطلبة من خلال العزف والغناء وبالتالي التفاعل الإيجابي مع المعالج وتنمية المهارات الحسية والحركية للطالب المعاق بشكل إبداعي ومبتكر.
ونبهت الطالبة رنا إلى ضرورة التمييز بين تعليم الموسيقى والعلاج بالموسيقى الذي لا يهدف إلى تعليم الطلبة المعاقين الموسيقى وإنما إلى تطوير مهاراتهم الحسية والحركية والذهنية واللغوية من خلال الآلات الموسيقية والعزف عليها والغناء معها، مؤكدة أن هذا الأسلوب العلاجي يعتمد على الممارسات ذات البراهين العلمية ويستمد مصداقيته من النتائج الايجابية التي تتحقق أثناء التطبيق، وهذا ما سوف توضحه التقارير الختامية للطالبات ونتائج الجلسات التي استفاد منها 156 طالباً من ذوي الإعاقات المتنوعة في المدينة.
التقارير الختامية للطالبات
بعدها استعرضت الطالبات الأربع: يو جونج كيم Yoo Jung Kim، رانا سوه Ran Suh، أو سوجين Oh Soo Jin وهان أيون يونغ جراس Han Eun Young Grace تقاريرهن الختامية لخصن فيها أبرز إنجازاتهن في مجال تطبيق برنامج العلاج بالموسيقى على الطلبة من ذوي الإعاقة (الحركية والذهنية والسمعية والتوحد)، وكانت السمة المشتركة التي برزت في تقارير الطالبات النتائج الايجابية التي تحققت بعد عدد من الجلسات المخطط لها في تنمية المهارات الحركية واللغوية والاجتماعية والأكاديمية للطلبة من مختلف الإعاقات بما فيها تحسين جودة الصوت لدى الطلبة الصم.
انطباعات الاختصاصيين وفرص التحسين
بعد انتهاء العرض والتقارير الأربعة قدم عدد من اختصاصيي المدينة ممن أشرفوا على البرنامج وشاركوا فيه حضوراً وتدريباً آراءهم وانطباعاتهم حول البرنامج ومقترحاتهم للمضي قدماً في تطبيقه، وتحدث بداية الأستاذ وائل أحمد علام المدير الفني في المدينة والمشرف الفني على تطبيق جلسات البرنامج فعبر عن سروره بالاشتراك في الإشراف الفني على المشروع الذي استمر عاماً كاملاً في مرحلته الأولى، وقال إن هناك إشارات هامة يمكن استخلاصها من هذا المشروع أولها تأشيره على مدى اهتمام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بعمليات التطوير وادخال الأساليب العلاجية والتدريبية الجديدة، وثانيها العلاقات المميزة مع جامعات هامة مثل جامعة ايوا الكورية الجنوبية التي أوفدت فريقاً كاملاً للمشاركة في البرنامج بحثاً وتدريباً للطلاب، وإنجازاً لجزء حيوي من برامج الدراسات العليا للمعالجات بالموسيقى.
وأضاف أن اشتراكه في الإشراف على المشروع كان مصدراً للمتعة العلمية والمهنية لديه، تعلم منه الكثير من خلال المناقشات والجلسات والاجتماعات التنسيقية، مؤكداً أن المشروع مثل بالنسبة إليه تجربة فريدة في نوعها وآثارها، متمنياً لهذه التجربة الاستمرار لأعوام أخرى قادمة والمزيد من النجاح والفائدة.
وتوجه في ختام كلمته ببالغ الشكر للمعالجات من جامعة ايوا اللواتي أبدين جدية ودأباً ملحوظين، وللزميلات والزملاء من المدينة الذين أسهموا في نجاح تلك المرحلة من المشروع.
من جهتها أكدت الدكتورة سامية محمد صالح منسق تطبيق جلسات البرنامج في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات على ضرورة متابعة البرنامج واستثمار التجربة وتوظيفها في خدمة طلبة المدينة كأسلوب علاجي جديد يمكن توظيفه في مجالات عدة.
وهو ما أثنت عليه الأستاذة خديجة با مخرمة التي قالت إن المدينة ستعمل على تكوين فريق عمل متخصص لمواصلة هذه التجربة الرائدة والمفيدة خصوصاً وأن 10 بالمائة من كادر المدينة يمتلك الخبرات والفنيات اللازمة لمضي قدماً في هذا البرنامج، موضحة أنه ومع بداية العام الدراسي القادم 2014 ـ 2015 سوف يقوم فريق عمل مكون من 4 إلى 5 مدرسات بمواصلة العمل على هذا البرنامج وتطبيقه بالتعاون مع جامعة أيوا الكورية الجنوبية.
الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة أكدت على توجه المدينة الثابت نحو تحقيق الريادة في كل المجالات التي يستفيد منها الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم بشكل خاص والمجتمع عامة، وتطرقت إلى أسبقية المدينة في توظيف الأساليب الحديثة والمتطورة في تعليم وتدريب طلبتها من ذوي الإعاقة ومن ضمنها استخدام الموسيقى بالتعاون مع فريق من المتطوعين البلجيكيين وتعليم الموسيقى بالألوان وتطوير المهارات الحسية والاجتماعية باستخدام الايقاع وقرع الطبول، قائلة: لنعمل على إضافة شيء جديد لأبنائنا من ذوي الإعاقة خصوصاً وأن المدينة كانت ولا زالت منفتحة دائماً على كل ما هو جديد ومفيد لأبنائنا المعاقين.
وأشادت في ختام حديثها بتعاون جامعة الشارقة والاتفاقية التي وقعتها مع جامعة ايوا الكورية لاستحداث مساق خاص لتوظيف الموسيقى في العملية العلاجية والتعليمية، وتوجهت بالشكر الجزيل الى الطالبات الكوريات اللواتي ضحين كثيراً من أجل فائدة علمية استفدنا منها جميعاً، كما توجهت بالشكر أيضاً إلى الاستاذة خديجة با مخرمة التي نسقت لهذا البرنامج وأسهمت في تذليل كل الصعاب التي اعترضته.
تكريم الطالبات وفريق العمل
وفي ختام العروض قامت الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والأستاذة خديجة بامخرمة مساعد المدير العام بتسليم الطالبات الكوريات شهادات المشاركة في البرنامج التدريبي، وهن: أو سوجين Oh Soo Jin، يو جونغ كيم Yoo Jung Kim، ران سوه Ran Suh وهان أيون يونغ جراس Han Eun Young Grace.
كما قامت بتكريم فريق العمل الذي ساهم في انجاح تطبيق البرنامج وهم: خديجة أحمد بامخرمة المشرف العام، وائل أحمد علام المشرف الفني، الدكتورة سامية محمد صالح ونجوى أبو النصر لتنسيق جلسات البرنامج في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، رباب عبد الوهاب وفاطمة الدرمكي لتنسيق جلسات البرنامج في مدرسة الأمل للصم، نانا عبد الله منسقة جلسات البرنامج في مركز الشارقة للتوحد، هالة عرفة وعلا محمود لحضور بعض جلسات البرنامج في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، مها جمال لتنسيق جلسات البرنامج في مركز التدخل المبكر، رامي مجدي الحبيبي، دعاء محمد دريدي سهام سواركة لحضور جلسات البرنامج في مركز التدخل المبكر واكتساب الفنيات الأساسية وأماني إبراهيم تمام لحضور الجلسات التدريبية واكتساب الفنيات الأساسية لجلسات البرنامج في مركز شباب التوحد.
شكر وتقدير وامتنان
وبعد التقاط الصور التذكارية مع المشاركين في البرنامج عبرت الطالبة هان أيون يونغ جراس باسمها وباسم زملائها عن امتنانها وتقديرها لمستوى التعاون الذي قوبلن به في المدينة التي قدمت لهن كل المقومات والتسهيلات اللازمة لاتمام متطلبات برنامج العلاج بالموسيقى طوال أشهر استمرت منذ مطلع يناير العام الحالي ولغاية يونيو 2014.
وقد حرصت الطالبات جميعهن على تسجيل مشاعرهن في عبارات قصيرة معبرة عن امتنانهن الكبير لتعاون المدينة وجميع العاملين فيها، فقالت الطالبة أو سو جين: كانت لي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية طوال فترة البرنامج تجارب وخبرات لا تقدر بثمن وذكريات لا تنسى.
وقالت الطالبة يو جونغ كيم: أود أن أشكر جميع العاملين في المدينة فبدون مساعدتهم ومساندتهم لي كان من الصعب علي أن أنهي تدريبي.
وقالت الطالبة هان أيون يونغ جراس: لقد قدمت المدينة وبكل الود الدعم اللازم لي كمتدربة أتت من الخارج، وبدون هذا الدعم لم أكن أتخيل أن أنهي جلسات العلاج بالموسيقى، وأخص بالشكر الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مساعد مدير عام المدينة والمعلمات في مدرسة وروضة الأمل للصم.
واختتمت الطالبة ران سوه بقولها: لا أستطيع أن أنسى تلك العيون اللامعة لهؤلاء الأطفال الذين استمتعوا كثيراً بالموسيقى. وأنا ممتنة أكثر لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والأستاذة خديجة أحمد بامخرمة وجميع الموظفين والعاملين في المدينة الذين دعمونا في كل مراحل برنامج العلاج بالموسيقى.