الدكتور إبراهيم أبو العيش يشيد بفكر وقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة
في إطار حرصها على توطيد صلاتها بمحيطها العربي وتوظيف هذه الصلات لتقديم أفضل الخدمات للأشخاص المعاقين وبما ينسجم مع رؤيتها ورسالتها لتحقيق الريادة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والوطن العربي،.. لبت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية دعوة الدكتور إبراهيم أبو العيش رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة لزيارة جمهورية مصر العربية بهدف تبادل الخبرات والمعارف وتوطيد الصلات التي تخدم في المحصلة التوجهات الايجابية في المجتمعات العربية سواء تلك المتعلقة بقضايا الأشخاص المعاقين وتطوير أساليب ووسائل التعامل معهم والبرامج المقدمة لهم أو القضايا المتعلقة بالبيئة وسلامتها وتنميتها المستدامة باعتبارها الحاضنة لكل فئات المجتمع ومكوناته على تنوعها.
ويوم الأربعاء 13 فبراير الماضي عقد لقاء موسع في مقر جامعة هليوبوليس بالقاهرة دعا إليه سعادة الدكتور إبراهيم أبو العيش وحضرته سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وسعادة الشيخة فاطمة بنت محمد القاسمي طالبة الدراسات العليا في جامعة الأزهر والأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات والمتطوعتان المتعاونتان مع المدينة من جمهورية مصر العربية الدكتورة سهير عبد اللطيف عمر والأستاذة منى عبد الفتاح يونس.
وحضر اللقاء إلى جانب الكادر الإداري والتدريسي في الجامعة 140 طالباً من طلبتها وتحدث في مستهله سعادة الدكتور إبراهيم أبو العيش رئيس مجلس أمناء الجامعة ومؤسس مؤسسة سيكم للتنمية ومؤسسة أبو العيش الذي رحب بداية بوفد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأكد على أهمية هذه الزيارة وضرورة العمل المشترك على تحقيق أهدافها.
وأشاد الدكتور أبو العيش بمظاهر النهضة الشاملة لمختلف نواحي الحياة والتي شهدها ولمسها أثناء زيارته لإمارة الشارقة في نوفمبر الماضي ولقائه مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والتي تجاوزت بأثرها الطيب وذكرها العطر النطاق الجغرافي لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة ووصل صداها إلى مختلف بلداننا العربية، وقال في هذه المناسبة: إن الأدوار الحضارية والإنسانية التي يقوم بها صاحب السمو حاكم الشارقة والنابعة من شخصية سموه وثقافته العربية الأصيلة قد تجلت أكثر ما تجلت في عطاء سموه وتقديره ومحبته لمصر وللمصريين.
وتحدث الدكتور أبو العيش في هذه المناسبة عن زيارته لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الفترة ذاتها وانطباعاته الايجابية التي كونها والوفد الذي رافقه في الزيارة وقال: إن ما شاهدته في المدينة من خدمات وبرامج متطورة يستفيد منها الأشخاص المعاقون هي أجمل وأرقى ما شاهدته في الوطن العربي في هذا المجال… وهناك ـ أي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ـ لمست وشاهدت كيف يمكن للحلم الاجتماعي العربي أن يتحقق على أرض الواقع وفي الحقيقة.
وبدورها تحدثت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في هذا اللقاء الموسع وتوجهت بجزيل شكرها وتقديرها لطلبة الجامعة ورئيسها وكادرها الفني والإداري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وصدق المشاعر تجاه دولة الإمارات وشعبها، وقالت إن جامعة هليوبوليس هي أول جامعة في الوطن العربي تهتم بالتنمية المستدامة بكل مكوناتها وعناصرها المادية من خلال إعداد العنصر البشري المؤهل للقيام بهذا الدور المشرف.
قدمت بعدها فكرة وافية عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وما تقدمه من برامج وخدمات وأنشطة لطلبتها من الأشخاص ذوي الإعاقة مشيرة إلى رؤية المدينة في أن تكون مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي من خلال الرسالة التي تتبناها في العمل مع مختلف الجهات والأفراد للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية والعمل على مناصرة واحتواء وتمكين هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع بالتعليم والتأهيل والتوظيف لتكون مشاركة ومستقلة في مجتمعها.
وركزت على توجه المدينة الثابت والممتد في تمكين الأشخاص المعاقين من خلال تبنيها وممارستها المنهجية لمبدأ المناصرة الذاتية موضحة أنه ومنذ أكثر من أربعة أعوام عملت المدينة بشكل منظم على تعزيز هذا المبدأ الذي نصت عليه القوانين والاتفاقيات الدولية وبما ينسجم مع روح المادة 19 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين في العيش باستقلالية.
وذكرت أن المدينة قامت بوضع الأسس المنهجية للأخذ بهذا المبدأ وتطبيقه فعلياً في مناهج الطلبة وبالفعل بدأ هذا المنهج بالظهور تدريجياً في مختلف أنشطة وفعاليات المدينة وتم تنظيم العديد من الورش المتعلقة بهذا المجال بحضور عدد من ممثلي الأشخاص المعاقين ذهنياً وعدد من المناصرين الذاتيين أو المدافعين الذاتيين من دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي الدول العربية.
وأشارت سعادة الشيخة جميلة القاسمي إلى أن هذا التوجه كان له أثره الكبير في تغيير شخصياتهم وتبديل سلوكياتهم نحو الأفضل، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وهذا بدوره أثر ايجاباً على تفاعل أفراد المجتمع معهم وبالتالي تغيير النظرة السائدة تجاههم واستبدالها بنظرة أكثر ايجابية وأكثر تقبلاً وتفهماً.
وقامت نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بعرض فيلم عن (مخيم الأمل بالشارقة) الذي تنظمه المدينة سنوياً بحضور وفود من دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من إحدى الدول العربية بهدف اطلاع الحضور على هذه التجربة المتميزة والمتجددة التي يعيشها الأشخاص المعاقون والرسائل التي توجه من خلال هذه المناسبة وكان آخرها رسالة: بيئتي أمني وأمني التي وجهها الأشخاص ممن لديهم متلازمة الشلل الدماغي والذين اقتصرت المشاركة عليهم في المخيم الأخير.
كما تحدثت سعادة الشيخة جميلة القاسمي عن العديد من المنافع التي تعود على الأطفال المعاقين المشاركين في المخيم وأهمها تقوية شخصياتهم وتوسيع مداركهم ومعارفهم وتعريفهم على حضارة دولة الإمارات والتقدم الذي أحرزته في كل المجالات واكسابهم في الوقت ذاته التجارب والخبرات التي لا تمحى من أذهانهم يحملونها معهم حتى يشبوا ويكبروا ويتدرجوا في مدارج الحياة ومراحلها، مؤكدة أن المخيم قائم على عنصرين أساسيين المشاركين والمتطوعين ولولا هؤلاء ما كان لهذا العرس السنوي للمعاقين أن يستمر ويتواصل كل هذه السنوات.
بعد ذلك تم فتح الباب أمام أسئلة الحضور واستفساراتهم حيث قامت مدير عام المدينة بالإجابة عنها ومناقشتها بكل شفافية وقد نقلت الدكتورة جيهان السعداوي مديرة الاتصالات في الجامعة رغبة الطلبة في التطوع في أية أنشطة تنظمها المدينة مستقبلاً وخصوصاً في فترة الصيف القادمة.
عقد بعدها اجتماع جرى التباحث فيه بوضع اتفاقية ثلاثية بين مركز القاهرة للتدخل المبكر ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من جهة وجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة من جهة أخرى بهدف تعزيز مجالات التعاون وتبادل الخبرات والتنسيق بين هذه الأطراف لتطوير الخدمات المقدمة للأشخاص المعاقين في البلدين؛ دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
ويذكر في هذا المجال أن مركز القاهرة للتدخل المبكر هو ثمرة التعاون المشترك مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحققت بفضل التجربة والخبرة التي راكمتها طوال أكثر من عقدين من الزمن من خلال مركز الشارقة للتدخل المبكر بالشارقة.
ويذكر أيضاً أن جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة هي الأولى من نوعها في المنطقة تكرس جهودها لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة وتقوم رسالتها على جذب الطلاب الشباب الذين يملكون الحافز القوي للتفوق ولديهم القدرة على التفكير المستقل متعدد المناهج والحريصين على المشاركة في تنمية مجتمعهم بصورة مستديمة، حيث توفر الجامعة لطلابها إمكانيات أكاديمية متطورة تمكنهم من تطوير قدراتهم النقدية والتحليلية والتخيلية للوصول إلى قرارات سديدة وحلول مبتكرة لمشاكل مجتمعهم.
وتولي الجامعة اهتماماً مركزياً للبحوث العلمية التطبيقية، وتعمل على رعايتها وتشجيعها بهدف خدمة قضايا التنمية الشاملة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية. ولنجاح الجامعة لابد من توفير أحدث الأجهزة والمعامل المتطورة والمكتبات المتكاملة، وكذلك الاهتمام بالدراسات العليا من بعثات خارجية ومنح بالإضافة إلى الاهتمام بالتعاون وتبادل الخبرات مع الجامعات في مختلف دول العالم.