تولي مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي اهتماماً كبيراً يواكب التوجهات الرشيدة لإمارة الشارقة في رعاية الأسرة، ودعم الأم؛ بتوجيه جميع أشكال الدعم والرعاية إلى أكثر من 800 وصي من أمهات الأبناء فاقدي الأب المنتسبين للمؤسسة.
وكون الأمهات هن الشريك الأساسي في رعاية الابن فاقد الأب، فقد وضعت المؤسسة خططاً موجهة لتأهيلهن ليصبحن شخصيات نسائية متمكنة وقادرة على إدارة الحياة بكفاءة وفاعلية.
وتحوي الخطة برامج تدريبية، ودورات مهارية تركزعلى تهيئة الوصي للتعامل مع المهمة الأسمى في الحياة وهي تربية الأبناء، وذلك بالعمل على الذات قبل كل شيء، ثم الانتقال لمهمة التربية.
وضمن ذلك، وتزامناً مع يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس / آذار من كل عام نفذت المؤسسة (الخميس 5 مارس 2015) في (المنتزه) بالشارقة برنامج (تعايش) الذي يختص بتغير نمط الحياة للمنتسبين من الأوصياء (الأمهات) الجدد بطريقة ايجابية، تقتضي تنفيذ استراتيجيات لتغيير التفكير، بالتركيز على النواحي الاجتماعية والنفسية والجسدية والعاطفية. حيث بدأت أول برامجه التدريبية مع المدربة الاستشارية الدولية والأستاذة الجامعية بجامعة حمدان بن محمد الذكية خلود الطنيجي، بحضور 20 وصية، حيث تم اصطحابهن إلى أحضان الطبيعة، بهدف مساعدتهن على التخلص من الضغوط الحياتية بكافة جوانبها، وتحقيق التوازن والتكيف الاجتماعي، وتعزيز النظرة الايجابية للذات لتصبح أكثر قدرة وكفاءة في مواجهة متغيرات الحياة.
وحول البرنامج قالت خلود الطنيجي: حرصنا على اختيار الطبيعة كموقع للتنفيذ لما لها من أثر مريح في النفوس، ولقدرتها الربانية على امتصاص الطاقة السلبية، فأخرجنا الأمهات من أجواء الروتين التي يعايشنها يومياً، وركزت محاور البرنامج على تنفيذ تمارين الاسترخاء، وتنظيم التنفس، وتقنيات التخلص من السلبيات والإحساس بالحزن، والخروج من الماضي. كما ركزنا على بث التفاؤل في نفوسهن، بالتركيز على الحاضر، واستشعار متع الحياة وحب الذات والتصالح معها وكيفية التخطيط للمستقبل والعيش بإيجابية.
وتضيف: في ختام البرنامج تم عقد جلسة استشارية لطرح المشكلات التي يعايشنها كنساء عائلات. وقدمنا الحلول العملية لذلك.
من جانبها قالت شيخة الطنيجي الاختصاصية الاجتماعية بوحدة الرعاية الشاملة بالمؤسسة: لإداراكنا بأن حب المرأة لذاتها هو مصدر القوة التي تعطيها الحماس الحقيقي للحياة، والقدرة المتكاملة على العطاء، فقد جاء هذا البرنامج. وتكمن ميزته في تأهيل الأم في أجواء ترويحية. وتركز ممارسات البرنامج على المشي بين أحضان الطبيعة الخلابة، لما للحديث أثناء المشي من فوائد وكذلك مشاهدة الكائنات المتعايشة مع الطبيعة.
ويتم ضمن البرنامج تقديم تمارين لتقييم واكتشاف الذات وكيفية صقل وتطوير المرأة لشخصيتها وتحقيق أهدافها من الحياة، بالتفاعل معها وتقبل مشكلاتها ومعالجتها بطريقة إيجابية.
وأكدت شيخة الطنيجي على تركيز خطط وبرامج المؤسسة على تأهيل أمهات ناجحات، وصقل شخصياتهن تربوياً ومهارياً، وصناعة نماذج لأمهات متميزات في المجتمع الإماراتي الأصيل.
وقد أشادت الأمهات المشاركات بالبرنامج، وأكدن سعادتهن بالمشاركة رغم تردد بعضهن وعدم رغبتهن في المشاركة بادئ الأمر إلا أن حضورهن قد غير نظرتهن وحفزهن على الحضور مستقبلاً لمثل هذه الأنشطة التي تقيمها المؤسسة.
تم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع (المنتزه) في الشارقة الذي استضاف البرنامج على أرضه.
…. وبرنامج (تخطي) الوقائي ينفذ جلسات عائلية لأبناء التمكين
وفي التوجه ذاته، تنفذ مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي برنامجاً تربوياً وقائياً لأبنائها فاقدي الأب المنتسبين إليها من فئة البنين من المرحلة العمرية 6 سنوات إلى 12 سنة يتمثل في جلسات أسبوعية ذات طابع عائلي خاص، تتيح للأبناء التواصل مع شخصية أبوية تهتم بشؤونهم وتفاصيل حياتهم اليومية.
وتنفذ الجلسات بشكل أسبوعي، بهدف إشعار الأبناء بأجواء التجمع العائلي الذي تقوم به الأسر في مجتمع الإمارات خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي تتجمع فيها العائلة وتتبادل تفاصيل الأسبوع وينعم الأبناء فيها بأجواء سعيدة وإشعار الأبناء بوجود دور الأب باهتمامه وتفاعله وتوجيهاته.
وتستعين المؤسسة في تنفيذ هذا البرنامج بنخبة من المتطوعين الدائمين الذين كانت لهم سلسلة مشاركات سابقة مع المؤسسة في مختلف أنشطتها وبرامجها ولهم خلفية تواصل مع الأبناء، كالمتطوعين وأقارب الأبناء (الجد أو العم)، وأبناء المؤسسة الأيتام الكبار الذين وصلوا مرحلة التمكين، والذين يشاركون غالباً في الجوانب التنظيمية والإشرافية في الأنشطة المقدمة للأيتام الصغار.
ويتم في كل جلسة تجمع الأبناء مع المتطوع القائم بدور الأب، مع اختلاف أماكن التجمع. حيث يتم بعضها في أماكن داخلية كمقر المؤسسة، ومجالس الضواحي التابعة لدائرة شؤون الضواحي والقرى وأماكن عامة كالخروج في نزهات في حدائق الإمارة وأماكنها الترفيهية، أو الجلوس في أماكن عامة كالمقاهي والمطاعم. وتتم خلال ذلك تبادل أطراف الحديث مع الأبناء، والتعرف على أخبارهم خلال الأسبوع، وكل ما يجول في خواطرهم، ويوظف لمتطوع هذه الأجواء لتقديم التوجيه للأبناء بأسلوب أبوي وأخوي حان، يؤثر في نفوسهم ويحثهم على التطبيق.
ويعمق هذا البرنامج ارتباط الأبناء بالمؤسسة، وينشئ علاقة عائلية بينهم وبين المتطوع، ليشعر الابن بالتواجد الأبوي في حياته، ويحقق له شيئاً من التعويض في رغبته بوجود والد يمثل القدوة والمرجع والأمان.
وتحرص المؤسسة على خلق فرص لأبنائها تمكنهم من معايشة نفس الأجواء العائلية التي يحظى بها أقرانهم، وتسعى للتواجد الدائم معهم في جميع الأوقات لتشعرهم بالدعم والمساندة.
ويندرج هذا البرنامج تحت (تخطي) الوقائي المعني بوقاية الأبناء من التأثيرات النفسية والاجتماعية لفقدان الأب وتدريبهم على تطوير الذات والتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة بعد غياب الوالد.