جميلة القاسمي:
المؤتمر نقطة تحول في المنطقة العربية والعالم أجمع
في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة
إعداد هيئة التحرير
خرجَ المشاركون في المؤتمر الدولي الافتراضي ” جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة” الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يومي 8 و9 مارس 2022 بالتعاون مع الجامعة الهاشمية الأردنية بمجموعة من التوصيات استهلوها باقتباس من كلمة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة أكدت فيها ” إن هذا المؤتمر يمثل نقطة تحول في المنطقة العربية والعالم أجمع في خدمة الأشخاص من ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة”
من أهم توصيات المؤتمر، تصميم وتطوير المعايير والأدوات لتقييم جودة البرامج التعليمية للطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة منذ الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الشباب، واستخدام أساليب التقييم الملائمة، والاستراتيجيات التدريسية المثبتة بالأدلة ضمن الفريق العابر للتخصصات، وتوفير الخدمات الصحية والتأهيلية والاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وإيجاد الخدمات والحلول البديلة في أوقات الأزمات، والاهتمام بتوفير البرامج التدريبية والإرشادية والنفسية للأسرة لتحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة في المراحل العمرية المختلفة.
ومن توصيات المؤتمر أيضاً، التأكيد على دور مؤسسات المجتمع المدني في تطوير الممارسات المهنية وتقديم الدعم للأسر بأساليب وبرامج ابتكارية، التوسع في استخدام وتطوير التقنيات المساندة من خلال الدراسات البحثية وتدريب المختصين والأسر والأشخاص ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة على استخدامها، الانفتاح على التوجهات والمناهج الجديدة في تأهيل الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة مثل مهارات تقرير المصير وفنيات العلاج بالموسيقى وغيرها من المقاربات المستندة إلى الأدلة العلمية، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بأهمية الأنشطة الترويحية العلاجية لهذه المجموعة وتدريب معلمي التربية الخاصة على إعداد برامجها واتخاذ كافة الإجراءات لبقاء الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة في حياتهم الطبيعية خارج المؤسسات الإيوائية وتطوير السياسات العامة التي تضمن جودة حياتهم وحقوقهم في تقرير المصير وحرية الاختيار وحمايتهم من كافة أشكال الإساءة، وتعزيز اللقاءات والمؤتمرات لتبادل الخبرات والممارسات المهنية الحديثة في مجال ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة.
التمكين والإرشاد الأسري
فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر قدمتها الأستاذة منى حاجوني اختصاصي اجتماعي أول في مركز التدخل المبكر التابع للمدينة وتواصلت فيها الأعمال مع أوراق المحور الرابع ” التمكين والإرشاد الأسري” الذي ترأسته الدكتورة سهير عبد الحفيظ شريك تمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع وذوي الإعاقة “السمعبصرية” والاستشاري الحر في مجال التربية الخاصة.
في هذا المحور تحدثت الأستاذة خديجة عمر زيدان طالبة طب أسنان في جامعة الشارقة ورئيسة مجلس أخوة الشخص المعاق في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات حيث قدمت تجربتها مع أخيها عمر وهو منتسبي المدينة، كما تحدث الدكتور أحمد سعيد عبد العزيز الأستاذ المشارك في جامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية عن فاعلية برنامج تدريبي قائم على الهناء النفسي في تخفيف حدة التجول العقلي وتحمل الضائقة لدى أمهات الأطفال متعددي الإعاقة.
الدكتور أحمد أكد أن الهدف من ورقة العمل التعرف على فاعلية برنامج تدريبي قائم على الهناء النفسي في تخفيف حدة التجول العقلي وتحمل الضائقة لدى أمهات الأطفال متعددي الإعاقة، والكشف عن استمرارية تأثير البرنامج.
بعد ذلك قدم الدكتور روحي مروح أحمد عبدات الاختصاصي النفسي التربوي في وزارة تنمية المجتمع بالإمارات العربية المتحدة ورقة عمل بعنوان ” أسر الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، الضغوط النفسية والاحتياجات الإرشادية والتدريبية “استعرض من خلالها الضغوط النفسية والاجتماعية التي تمر بها أسر الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، وانعكاسات هذه الضغوط على حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم الأسرية، ومن أمثلة ذلك العلاقة بين الوالدين، وبين الوالدين وأبنائهم، وعلاقة الأسرة بالمجتمع والبيئة المحيطة، وكيف تستجيب الأسر لمثل هذه الضغوط سلباً أو إيجاباً.
تواصلت أعمال المحور الرابع بورقة عمل بعنوان ” صراع الأدوار لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة بسلطنة عمان” قدمها كل من الدكتور أحمد محمد عودة الفواعير الأستاذ المشارك في جامعة نزوى بسلطنة عمان والاختصاصية الاجتماعية في الجامعة أميرة بنت سليمان الكندية والاستاذة انتصار راشد عبد الله الكلباني صاحبة الماجستير في الإرشاد النفسي والتوجيه.
تكمن الأهمية النظرية للورقة في الموضوع المدروس والعينة المستخدمة وتقديم الدعم والمعلومات التي من شأنها أن تساعد وتساند أُسر الأشخاص ذوي الإعاقات المتعددة كما تقدم فائدة علمية وتسهم في إثراء الجانب النظري وجمع المعلومات للباحثين والمهتمين في مجال البحث العلمي، حيث تعتبر الدراسات العربية قليلة خاصة تلك التي تناولت متغيرات الدراسة (على حد علم الباحثين) وتفتح المجال لدراسة مواضيع أخرى لها علاقة بمتغيرات الدراسة لإثراء المكتبة العربية والعمانية بالإضافة إلى تقديم الندوات والدورات في مراكز التأهيل لأمهات الأطفال ذوي الإعاقات حول أساليب التعامل مع الطفل وتهيئة الأمهات نفسياً.
تجارب وخبرات
في المحور الخامس ” تجارب وخبرات” الذي ترأسه المهندس نبيل مصطفى عيد كبير مسؤولي تطوير استراتيجية منظمة “مليار قوي” في الولايات المتحدة الأمريكية قدمت الأستاذتان نعمة وريا بنات راشد الهاشمية من سلطنة عُمان تجربتهما مع الإعاقتين السمعية والبصرية وقامت بالترجمة الاستاذة أحلام بنت علي ناصر الهنائية من اللجنة العُمانية لرياضة الصم.
بعد ذلك تحدثت الدكتورة أمل عزت علي بكر الاستشاري النفسي والتربوي، وأخصائية التخاطب، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة هوب سيتي في جمهورية مصر العربية عن استخدام المدخل المتكامل في تحسين جودة تعليم الطلاب ذوي الإعاقات المتعددة “تجربة مؤسسة هوب سيتي في مصر” حيث هدفت دراستها إلى عرض تجربة المؤسسة في استخدام المدخل المتكامل لتحسين جودة تعليم الطلاب ذوي الإعاقات المتعددة وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي لوصف تجربة مؤسسة هوب سيتي، وجوانب الجودة في المدخل المتكامل التي ساعدت على تحسين جودة تعليم الطلاب.
وضمن نفس المحور قدمت الأستاذة آمي تانغو ليمكيتاكي مساعد مدير البرامج بقارة اَسيا والمحيط الهادي في مؤسسة بيركنز بالولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل بعنوان “كيف دعم آباء الأطفال ذوي إعاقات متعددة وفقدان حسي بعضهم البعض أثناء جائحة كوفيد19 في الفلبين” بهدف الإجابة عن سؤال حول كيفية قيام آباء الأطفال ذوي إعاقات بصرية أو بدون إعاقات متعددة من أرجاء الفلبين، بدعم بعضهم البعض أثناء تعلمهم التكيف وتلبية احتياجات أطفالهم وكذلك الحفاظ على صحتهم العقلية وعلاقاتهم.
إثر ذلك عرضت الدكتورة عائشة بنت خليفة الكيومية من اللجنة العُمانية لرياضة الصم بسلطنة عُمان ورقة عمل بعنوان ” تهيئة البيئة المدرسية للأشخاص شديدي الإعاقة في ضوء التجربة الروسية والسويدية”
التقنيات المساندة
في المحور السادس “التقنيات المساندة” الذي ترأسه الأستاذ الدكتور محمد علي موسى فتيحة العميد المشارك في كلية الآداب والعلوم بجامعة أبو ظبي، تحدث الأستاذ ديفيد بينز المستشار الخاص من المملكة المتحدة عن التقنيات المتاحة والناشئة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وأكد أنه على مدار السنوات الثلاثين الماضية، قللت التكنولوجيا بشكل مباشر الحواجز التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة ووفرت سبلاً لتحسين نوعية الحياة الشخصية.
وفي المحور السادس أيضاً قدمت الأستاذة الدكتورة خلود أديب الدبابنة أستاذ التربية الخاصة في الجامعة الهاشمية والدكتورة إيمان الزبون ورقة عمل بعنوان “استخدام التكنولوجيا المساندة في تعليم الطلبة ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة في الأردن” وكان الهدف منها الكشف عن مدى تقبل المعلمين لاستخدام التكنولوجيا المساندة في تعليم الطلبة ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة ضمن مراكز التربية الخاصة في العاصمة عمّان.
الأستاذة رباب عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحدثت عن دور المدينة في تقديم خدمات التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة حيث أخذت المدينة دور الريادة في تقديم الخدمات التخصصية للأشخاص ذوي الإعاقات منذ تأسيسها، وانطلاقاً من رؤية المدينة أتى دور مركز التقنيات المساندة في تقديم خدمات تخصصية عبر اتباع أحدث الممارسات العالمية في مجال التقنيات المساندة وسهولة الوصول.
واستعرضت الورقة المقدمة نموذج تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة ودورها في تسهيل وتحسين جودة حياتهم وحياة ذويهم في كافة المجالات من ممارسة أنشطة الحياة اليومية، التعليم، الصحة، الخدمات التأهيلية، الحركة والتنقل، وغيرها حتى الوصول إلى الترفيه. كما تحدثت الورقة عن الخدمات غير المباشرة مثل التسهيلات والشراكات وبرامج التوعية ودورها في التثقيف والمساندة.
قضايا جدلية وتوجهات معاصرة
ضمن المحور السابع “قضايا جدلية وتوجهات معاصرة” الذي ترأسه الدكتور محمد الزيودي عميد كلية التربية في الجامعة الأمريكية بالإمارات، تحدثت الأستاذة الدكتورة توبي لونج من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية عن الاتجاهات المعاصرة في مجال الإعاقات الشديدة والمتعددة والحاجة إلى الأجهزة المساعدة وأنواعها اللازمة لتعزيز الحركة المبكرة للأطفال الصغار ذوي الإعاقات الشديدة المتعددة.
الأستاذة الدكتورة كارن كيلي الأستاذ المشارك في جامعة كولونيا الألمانية والأستاذ تيمو دينيس المساعد الباحث قدما ورقة عمل بعنوان، التواصل في الأزمات ” مشروع بحثي عن الأشخاص من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة خلال جائحة كورونا ” .
الأستاذ الدكتور تركي عبد الله القريني من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية تحدث عن مهارات تقرير المصير للأفراد ذوي الإعاقات المتعددة والشديدة بهدف التعريف بمفهوم مهارات تقرير المصير للتلاميذ ذوي الإعاقات المتعددة والشديدة، وأهميتها لهم، وأهم الأبعاد التي يمكن التركيز عليها في تقديم تلك المهارات ونماذجها، وطرق تقييمها والتخطيط لها وعلاقتها بالبرامج والخدمات الانتقالية.
الأستاذة سناء محمود محمد عبادي اختصاصي علاج وظيفي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قدمت ضمن نفس المحور ورقة عمل عن دور العلاج الوظيفي مع الإعاقات الشديدة ضمن الفريق عابر التخصصات في مرحلة التدخل المبكر لإبراز مدى فاعلية العمل الجماعي في مجال تطوير القدرات والمهارات لدى الأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة منذ الولادة حتى عمر 3 سنوات وعن أهمية العلاج الوظيفي مع الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات.
ورش العمل
وبعد استراحة قصيرة، قدمت الأستاذة غادة كميد مسؤولة وحدة الأشخاص ذوي الإعاقات المتعدّدة والإعاقة الذّهنيّة الشّديدة، منسّقة دمج مقاربة ومدربة في مركز التدريب المستمر ضمن مؤسّسة سيزوبيل اللبنانية ورشة اتّباع مقاربة “Basal Stimulation” في المؤسّسات، لمرافقة شاملة ومختلفة.
الأستاذة غادة أكدت أن مقاربة Basal Stimulation هي نهج شامل يهدف لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة الإضافيّة في مختلف المراحل العمريّة على الحفاظ على قدراتهم ومهاراتهم، تعزيزها وتطويرها.
كما تهدف لمساعدتهم على الانسجام مع نفسهم ومع محيطهم وتستند هذه المقاربة إلى عناصر فلسفيّة، علميّة، تعليميّة، ثقافية واجتماعية. كما تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الأساسيّة الأربعة لنموّ الإنسان: البعد الإدراكي، البعد الحركي، البعد الحسّي والبعد العلائقي.
الأستاذة الدكتورة توبي لونج البروفيسور بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية قدمت ورشة عن التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة ومعلومات حول البرمجة المعاصرة للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة بما في ذلك الأدوات المستخدمة لجمع المعلومات حول الحالة الوظيفية ، وأهمية التكنولوجيا المساعدة ، والتنقل المبكر ، والانتقال إلى مرحلة البلوغ.
ثم في الختام، قدمت كل من البروفسورة هيون جو شيونق والدكتورة قايول يو والأستاذة جيون بارك من جامعة إيوا النسائية في كوريا الجنوبية ورشة العلاج بالموسيقى ” تأهيل الإعاقات المتعددة الناتجة عن الحوادث الشديدة أو إصابات الدماغ أو الجلطة الدماغية.