السفير السويدي:
علينا جميعاً أن نسهمَ في دمجِ وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة
برعاية وحضور سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وسعادة هنريك لاندرهولم سفير مملكة السويد في دولة الامارات العربية المتحدة افتتح (الأربعاء 11 مارس 2020) معرض (أصحاب الهمم وإمكانية الوصول) المقام في مول زيرو 6 بالشارقة حتى 16 من مارس الجاري.
يهدف المعرض ـ الذي حضره عددٌ من مسؤولي المدينة وحرمُ السفير السويدي ـ وتنظمهُ الخدمات الإنسانية بالتعاون مع السفارة السويدية والمعهد السويدي إلى التعبير من خلال الصور عن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في مملكة السويد ودولة الإمارات العربية المتحدة والتركيز على إتاحة إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى ما يريدونه والتغلب على العوائق البيئية وما وراءها.
سعادة سفير السويد أشاد بما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من خدمات ودعم للأشخاص ذوي الإعاقة مؤكداً أنه لا بد من التوقف عن النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة أو أصحاب الهمم كمجموعة منعزلة والبدء بالنظر إليهم كأفرادٍ لهم فقط احتياجات مختلفة داعياً الأفراد والمؤسسات إلى المساهمة في دمجهم وتمكينهم.
وعبر عن سعادته بالتعاون مع المدينة في المعرض الذي تروي صوره قصصاً شخصية لـ 14 شخصاً سويدياً من ذوي الإعاقة تم التقاطها من قبل المصور السويدي ماركوس مارسيتيك، أما الصور الـ 14 الأخرى فتتحدث عن قصص أشخاص ذوي إعاقة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقام بتصويرها فيكتور بيسا من صحيفة ذا ناشيونال.
سعادة الشيخة جميلة القاسمي تحدثت عن أهمية المعرض في تقديم صورة مختلفة عن الأشخاص ذوي الإعاقة وقدرتهم على مواجهة التحديات بشجاعة بالإضافة إلى التوعية بحقوقهم كحقهم في الحياة والتعليم والعمل والدمج وأشارت إلى أهمية المعرض أيضاً في التوعية المجتمعية وتقبل الاختلاف خاصة أن الصور المعروضة فيه للأشخاص ذوي الإعاقة من الإمارات أو السويد تشمل مختلف الأعمار، مؤكدة أن المدينة حريصة دائماً على تنمية وتعزيز علاقات التعاون مع المؤسسات والجهات العالمية والعربية والمحلية للاستمرار في تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات.
ويُعبِّرُ معرض إمكانية الوصول عن الأشخاص ذوي الإعاقة وأحلامهم، مشاعرهم وعلاقاتهم العائلية اليومية، بالإضافة إلى عملهم وكيف يقضون أوقات فراغهم حيث تم التقاط الصور الثمانية والعشرين في فترات مختلفة في السويد والإمارات العربية المتحدة.
ولجميع هذه الصور رسالة قوية يمكن تلخيصها في كلمة واحدة (الكرامة)، فالعيش بكرامة بغضِّ النظر عن الإعاقة هو حق من حقوق الإنسان وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، منارةً للأشخاص ذوي الإعاقة ففي أقل من 50 عاماً، تحولت الإمارات إلى دولة رائدة عالمياً في المجال ويعد هذا المعرض بمثابة دليل على انفتاح وتقدم مجتمع الإمارات العربية المتحدة الذي يقدّر جهود جميع أفراده وإنجازاتهم حيث يشارك أصحاب الصور قصصهم ويعتبرونها فرصة للاحتفاظ بلحظات جميلة من حياتهم.
خريجُ مدرسةِ الأملِ للصمِّ التابعة للخدمات الإنسانية وخريج إدارة الأعمال من جامعة الشارقة عبد السلام زعرب هو واحدٌ من أصحاب الصورِ المشاركة في معرض (إمكانية الوصول) تحدث عن الدور الكبير للمدينة في تعليمه وتمكينه ودمجه حتى غدا الآن عضواً فاعلاً في المجتمع كما أنه يشارك مع زملائه الصم في العديد من المسرحيات التي قدمت على مسارح الدولة وخارجها كأعضاء فاعلين في فرقة شارقة مايم التابعة لمركز الفن للجميع (فلج).
وخلال حديثه أوضح زعرب أنه يشارك مع زملائه الصم ضمن الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المدينة كما يتطوع سنوياً في مخيم الأمل بالشارقة الذي تنظمه الخدمات الإنسانية للترويح عن الأشخاص ذوي الإعاقة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ووفدين ضيفين من دول العالم وتعريفهم بأهم معالم دولة الإمارات العربية المتحدة.
ختاماً يقول عبد السلام: استطعنا كأشخاص صم أن نندمجَ وأن نواصل التعليمَ ونحوزَ الشهاداتِ العلمية بفضل الله أولاً وبفضلِ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ثانياً لأنها كانت حريصة على متابعة جميع الطلبة بعد المدرسة وتوفير مترجمي لغة الإشارة لهم في جامعة الشارقة كي يحظى جميع الطلاب الصم بأفضل تعليم ممكن وكي تصل المعلومات إليهم بالشكل الدقيق.. وفي كلام آخر يقول زعرب: كانت المدينة دائماً حريصة على إمكانية الوصول إلى مختلف البيئات المادية والمعنوية.