طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يتألقون في حفلهم الختامي ويسعدون كل من رآهم
«حبات اللؤلؤ» رمز لوحدة الإمارات ورمز للعطاء لا ينضب
جرت العادة أن يبذل الآخرون جهدهم في محاولة إسعادهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم، أما أن يحدث العكس فهو ما يستحق التوقف عنده والتمعن في الأسباب والنتائج.
ودلالات المشهد الذي نقف أمامه، فلقد أدهش طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية جميع من كانوا حاضرين في الحفل الختامي لفعاليات عامهم الدراسهم 2011 ـ2012، واستطاعوا أن يرسموا البسمة على شفاهههم من خلال صدقهم الصافي، وأدائهم المتميز النابع من مواهبهم الجميلة وقدراتهم الرائعة التي ما أن تجد التربة الخصبة لها حتى تنمو وتزهر وتغمر بعطرها الفواح قلوب الجميع.
ومما لاشك فيه أن هذا التألق للطلبة من ذوي الإعاقة نتيجة طيبة للجهد الكبير الذي يبذله جميع العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، غير أنه ولولا امتلاك هؤلاء الطلبة المبدعين لبذور الإبداع والموهبة، لما كنا استمتعنا أيما استمتاع برؤيتهم ينشرون البهجة والسعادة، ويؤدون أدوارهم بكل حرفية وإتقان تنافس ما يقدمه الأشخاص من غير المعاقين.
وفي التفاصيل:
نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية صباح يوم الأربعاء 30 مايو 2012 الحفل الختامي للعام الدراسي 2011 ـ 2012 على مسرح (الجامعة الأمريكية في الشارقة) بحضور سمو الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والأستاذة مريم سعيد أمين عام المجلس الأعلى لشؤون الاسرة بالشارقة والأستاذة صالحة غابش المستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والأستاذة حنان الجروان مستشار شؤون تنمية الموارد البشرية في مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، وعدد كبير من الطلبة ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم، وحشد من الاختصاصيين والمهتمين والعاملين في المجال.
كلمة المدينة
استهل الحفل بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الطالب فاضل محمد من فرع المدينة بالذيد، ثم ألقى الطالب عبد الرحمن محسن من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات كلمة المدينة قال فيها:
مدينتي يا درراً تشع في سماء قلوبنا فتنير دروبنا،
يا أجمل مكان ضمنا إليه كما تضم الأم طفلها بكل حنان،
مدينتي يا لآلىء تشع وتضيء في الشارقة وخورفكان والذيد وكلباء وفي كل مراكزنا وأقسامنا،
مدينتي يا حبات القلوب اجتمعت في قلب واحد أفاض على الجميع حباً وعطفاً وعلماً،..
اسمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
ونبضه سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، دانة قلوبنا وقبلة مشاعرنا.
وتوجه الطالب عبد الرحمن محسن بجزيل الشكر والتقدير إلى مدير عام المدينة، وإلى كل فرد قدم للأشخاص من ذوي الإعاقة ولم يبخل بفكره وعلمه وعمله، وإلى كل من ساند ووقف مع هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع ودعمها ولو حتى بكلمة.
كلمة مركز الشارقة للتوحد
بعد ذلك ألقى الطالب وحيد الدين عصام خان من مركز الشارقة للتوحد كلمة المركز عرف في مقدمتها عن نفسه فهو من اسكوتلندا لكنه يعيش مع أسرته في الشارقة ولديه ثلاث شقيقات أصغر منه وهو يحبهن جميعاً، كما أن قناة القصباء هي مكانه المفضل الذي يرغب دائماً بالذهاب إليه، وقد قام مؤخراً بإجراء بحث عن هذا المعلم السياحي.
وقال الطالب وحيد الدين في كلمته إنه يسمي مركز الشارقة للتوحد بـ (مدرسة نانا) لأن معلمته التي يحبها كثيراً تدعى نانا، وأصدقاؤه في المركز هم: (علي، عدنان، ومعاذ) والمعلمة نانا تعلمهم الرياضيات وكيفية التعرف على النقود وإعداد الطعام، والتسوق أيضاً، وحالياً يتعلم وحيد جدول الضرب، وهو يستمتع كثيراً مع الأستاذة وفاء معلمة الفنون، أما (عمو مصطفى) فهو يعلمه السباحة، كما أنه يقوم بالكثير من الأمور الجيدة والمفيدة في مركز الشارقة للتوحد.
أما روبرت فهو صديق وحيد من مدرسة فيكتوريا الإنكليزية ويحضر إلى مركز الشارقة للتوحد لمساعدته في الانتقال إلى مدرسة كبيرة كالمدرسة التي يتعلم فيها روبرت، وعلى الرغم من أن وحيد الدين يحب مركز الشارقة للتوحد كثيراً لكنه يطمح للانتقال إلى مدرسة كبيرة، وختم كلمته بتوجيه الشكر للجميع.
أوبريت حبات اللؤلؤ
قدم بعدها طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومجموعة من أخوة الشخص المعاق إبداعهم المتميز أوبريت (حبات اللؤلؤ) بمشاركة متميزة من الفنان القدير أحمد الجسمي، والأوبريت من أشعار الاستاذة المبدعة صالحة غابش، وقامت بصياغته الدرامية الفنانة سندريللا حسن، ولحّنته الفنانة ليلى أبو ذكرى، أما التوزيع الموسيقى فقد نفذه الفنان باسل الهاشمي، وقام بتصميم الديكور المهندس أكرم العويضي، وأوبريت حبات اللؤلؤ فكرة وإخراج الأستاذ محمد بكر المشرف الفني لجماعة الإبداع الفني في المدينة.
تكريم الطلبة الخريجين
بعد ذلك قامت سمو الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي بتسليم الشهادات للطلبة الخريجين من مدرسة الأمل للصم و قسم التأهيل المهني بالمدينة في دلالة على تواصل العملية التعليمية وانتقالها من جيل إلى جيل تحت راية المدينة التي تضع في أولى أولوياتها حسن سير العملية التعليمية والارتقاء بالمستوى الفكري للطلبة من الأشخاص ذوي الإعاقة ليشاركوا أقرانهم من غير المعاقين في عملية بناء المجتمع وتطوره.
وخريجو مدرسة الأمل للصم فهم: ريما نظام الاغا، محمود رمضان غنيم، العنود ابراهيم علي، اسراء رائد يونس، عمار ذهب حسن.
أما خريجو قسم التأهيل المهني هذا العام هم: محمد احمد عبد الجليل، محمد حاجى خلفان، يحيى أحمد البلوشي، خالد عبد الله الفهيم، خالد عبد الله الزرعوني، مصطفى عبد السلام مجيد، ريم عزمي خالد، خديجة هاشم أحمد، منى حسين محمد، رولا ناجى فارس، سارة طلعت ابو كوش، امنية جلال الجارحي.
وبعد مراسم تسلم الشهادات قدمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي أحر التهاني والتبريكات لسمو الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي بمناسبة فوز سموها بجائزة الشخصية التربوية المتميزة للعام 2012، وبدورها عبرت سمو الشيخة عائشة القاسمي عما يشعر به الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم عندما قدمت للشيخة جميلة القاسمي درعاً تذكارياً شكراً لها وتقديراً لكل ما قدمته وتقدمه في سبيل قضية الأشخاص ذوي الإعاقة.
تصريح صالحة غابش
الأستاذة صالحة غابش المستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ومؤلفة أشعار أوبريت (حبات اللؤلؤ) أكدت أنه لشرف كبير بالنسبة إليها أن توجه الدعوة لها للمرة الثانية كي تقوم بكتابة أشعار أوبريت الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث كانت المرة الأولى العام الماضي من خلال أوبريت (تناغم)، وهذا العام من خلال أوبريت (حبات اللؤلؤ) الذي أداه الطلبة من ذوي الإعاقة تحت إشراف مدربيهم على أفضل ما يرام، فكان بحق زينة الحفل الختامي لهذا العام.
وأوضحت الأستاذة صالحة غابش أن الكتابة للأشخاص من ذوي الإعاقة مصدر فخر وسعادة وعلى جميع النخب الثقافية أن تعنى بهذه الناحية من خلال تفعيل الكتابة لهذه الشريحة في شتى الأنواع والمجالات الثقافية والأدبية، إذ أن الواقع الراهن بالنسبة للكتابة في هذا المجال لا يلبي الطموح، ومن واجب الأدباء والكتاب أن يخصصوا قسماً من إبداعهم للأشخاص من ذوي الإعاقة لأنهم جزء مهم من المجتمع.
وقالت مؤلفة أشعار أوبريت (حبات اللؤلؤ): إن المهارة والإبداع الذي يظهره الطلبة من ذوي الإعاقة خلال تأديتهم للفعاليات واللوحات الفنية ومنها أوبريت (حبات اللؤلؤ) يؤكد حقيقة امتلاك هذه الفئة للمهارات والمواهب المبدعة والمتميزة والتي لا تحتاج منا سوى للإيمان بها وتهيئة الظروف الملائمة لتظهر للجميع، متمنية النجاح والتوفيق لجميع الأشخاص من ذوي الإعاقة وللعاملين معهم على الدوام.
الفنان أحمد الجسمي
يقول: وقفت كثيراً على خشبة المسرح، وكرمت خلال مسيرتي الفنية الكثير من المرات، لكنني لم أشعر بالسعادة يوماً من الأيام كما شعرت بها خلال تأديتي لدوري في أوبريت (حبات اللؤلؤ) والوقوف إلى جانب الأطفال من ذوي الإعاقة وهم يؤدون أدوارهم بكل حرفية وإتقان حتى يكاد المرء أن يظنهم قد خضعوا لدورات مكثفة في الأداء المسرحي، بينما في واقع الأمر لم تتجاوز فترة التحضير للأوبريت أياماً عدة، الأمر الذي يدل على القدرة العالية على التعلم والتدرب التي يتمتع بها هؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة، كما يدل على إخلاص العاملين معهم في عملية التعليم والتدريب.
هذا الكلام للفنان أحمد الجسمي وقد قاله مباشرة بعد انتهاء الحفل الختامي ومشاركته المتميزة في أوبريت حبات اللؤلؤ، كما أشار الفنان الإماراتي إلى التفاعل الرائع والممتاز الذي ساد بينه وبين الأطفال من ذوي الإعاقة خلال فترات (البروفه) أو خلال عرض العمل في الحفل الختامي، وقد استطاع الجميع ملاحظة هذا التفاعل المتميز بين الفنان والأطفال من ذوي الإعاقة خلال العرض.
ولفت الجسمي إلى أن الأشخاص من ذوي الإعاقة قادرون على الإبداع والتألق في المجال الفني ما أن يتم الإيمان بمقدراتهم ومواهبهم من قبل المعنيين بالأمر، وقد أبدى استعداده الدائم للتمثيل أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة الموهوبين وخاصة في تلك الأعمال التي تناقش قضاياهم بطريقة صحيحة وبعيداً عن إثارة مشاعر الشفقة والعطف أو الأفكار السلبية، مؤكداً أنه لا يفوت أي مناسبة لهذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع، بل يشارك فيها بكل حب وسرور.
المخرج محمد بكر
من جانبه قال الأستاذ المخرج محمد بكر إن التعاون الإيجابي الرائع الذي تميز به فريق العمل وفي مقدمتهم الأطفال من ذوي الإعاقة والفنان أحمد الجسمي والاستاذة المبدعة صالحة غابش، و الفنانة سندريللا حسن، والفنانة ليلى أبو ذكرى، والفنان باسل الهاشمي، و المهندس أكرم العويضي، من أهم العوامل التي أدت إلى نجاح الأوبريت ونيله هذا الرضا عند الجمهور الكريم.
واعتبر الأستاذ محمد بكر أن العمل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة لا يثبت أن هذه الشريحة قادرة على التميز والإبداع والعطاء وحسب، بل إنه مصدر فخر وسعادة لمن يعمل معهم، فهم يتجاوبون مع التدريبات، ويتقنون تنفيذها بطريقة ملفتة تؤكد قدرتهم على التعلم والتنفيذ بمهارة وإتقان.
وتوجه بكر بخالص الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية متمنياً أن يكون اللقاء في العام القادم وقد حقق الجميع مزيداً من النجاح والتفوق في الحياة بشكل عام.
قدمت الحفل الأستاذة هبة عيسى الحمراني مسؤولة شؤون الموظفين في المدينة وقامت بالترجمة إلى لغة الإشارة الأستاذة صافيناز حسين جودة مترجمة لغة الإشارة في مدرسة الأمل للصم.
النص الكامل لأوبريت (حبات اللؤلؤ)
فيما يلي النص الكامل لأوبريت (حبات اللؤلؤ)
أشعار صالحة غابش.
ألحان ليلى أبو ذكري.
تأليف سندريللا حسن.
فكرة وإخراج محمد بكر.
البداية
طفل يقول: قال لي جدي عندما كنت صغيرا لعبتُ كما لعبتَ ضحكتُ بكيتُ وتعلمت أنني في هذا العالم لست وحدي وإنما أنا جزء من شيء أكبر، شيء يجعل هذا العالم أجمل، شيء لا يكتمل إلا بي وبكل واحد منا.
جدي هو أحب إنسان عندي، أجمل الأوقات قضيتها معه، أحلى الحكايات سمعتها منه، أغلى الحكم علمها لي، ومثلما فعل جدي، قلت سأفعل أنا، سأتعلم منه حكمته وحكاياته لأستطيع في يوم أن أقصها على أحفادي، وتمنيت أن أكون مثلما كان هو صائد اللؤلؤ.
أغنية
أغنية البداية في الأوبريت تصف رحلات الجد في صيد اللؤلؤ وقيمة اللؤلؤ كرمز لقيم إنسانية غالية، حيث تمثل كل حبة لؤلؤ قيمة مهمة للإنسان، وعلى الإنسان أن يعرف هذه القيمة ويستفيد منها:
هيـه يمليــه هيــه يمليـــه هي يـمــليـه يا أولادي
هذا البحر وهذا اللؤلـــؤ قصة إنسان فـي بلادي
كنـــا نبحـــث عن لؤلـــــؤة ونغوص في بـحر هاد
أبحث عن أغلى جوهـرة أزرعها في عمق فؤادي
قيـم أخـــلاقٍ هي أغــــلى هل أدركتم يا أحــفــادي
حكاية أغلى عقد لؤلؤ
عند انتهاء من الأغنية يلتف الأحفاد حول الجد في سعادة وهم يتقافزون حوله ويمسكون به ويتضاحكون ويتحدثون دون ترتيب
الأطفال: احكي لنا يا جدي، احكي لنا حكاية يا جدي، هيا يا جدي احكي لنا، نريد حكاية يا جدي
الجد: مهلا، مهلا، انتظروا، آآآه جازاكم الله خيرا، يا أحبتي أنا رجل عجوز.
الأطفال: ألا تريد أن تقص علينا إحدى حكاياتك يا جدي.
الجد: سأقص عليكم ولكن تمهلوا علي قليلا ولا تتسرعوا، فعلي أن أفكر جيدا في القصة التي سأحكيها لكم (ضاحكا و مداعبا) فقد قصصت لكم عن كل شيء تقريبا، فقد نفذت مني القصص، ولكن انتظروا ما رأيكم أن أقص عليكم حكاية بالفعل طالما أردت ا أن تسمعوها
(يدخل الجد يده في جيبه ويخرج منه عقد اللؤلؤ
الجد: سأحكي لكم عن حكاية عقد اللؤلؤ هذا، أغلى عقد لؤلؤ في العالم.
الأطفال: أخيرا يا جدي… أخيرا
الجد: لقد وعدتكم أنني سأقص عليكم قصة هذا العقد في يوم ما وها قد آتى اليوم.
الأطفال: نحن نريد أن نعرف لماذا لا تبيعه أبدا، ولماذا تحتفظ به معك دائما وتنظر إليه كثيرا
الجد: هذا العقد لا يقدر بثمن يا أحبائي، أي أنه أغلى من كل كنوز العالم، ولهذا لا يمكنني بيعه أبدا أبدا، وأنا انظر إليه كلما أردت أن أتذكر رحلتي التي جمعت فيها حبات هذا العقد، والتي تعلمت فيها الكثير والكثير عن نفسي وعن العالم من حولي، هذه الرحلة التي سأقصها عليكم الآن، والتي أرجو أن تتعلموا منها مثلما تعلمت.
الجد: قبل أن أبدأ رحلتي كانت حياتي أشبه بكتاب صفحاته خاوية، ينتظر أن يكتب عليها أحد، كنت أعيش دون معنى أو هدف، دون أن يكون لحياتي قيمة، دون أن أعرف ماذا يعني أن يكون لدي قدمين أو يدين، أو حتى عينين وأذنين، كانت كل هذه الأشياء أمر واقع أتعامل معه ومع وجوده لدي كأمر حتمي، لابد من وجوده، قبل رحلتي هذه، لم أكُ أرى أحداً غير نفسي، لم أكُ أعي وجود آخرين في هذا العالم من حولي، وكأن الكون كله هو أنا، فقط أنا، الشيء الوحيد الذي كنت أحبه كثيرا، أن أستمع إلى قصص جدي ورحلاته وحكمه الكثيرة التي أذكر منها، تعلم يا بني، تعلم وانظر حولك، اعرف قيمة عقلك يا بني، تعرف قيمة الحياة.
الجد: ومن حينها قررت أن أعمل بكل جد، تماما مثلما عمل جدي في صيد اللؤلؤ، وذات يوم مررت في طريقي للبحر ومعي بضع حبات من اللؤلؤ فرأيت مكاناً خفق قلبي عندما وقع نظري عليه، وتحركت ناحيته قدماي دون وعي مني، وأنا أنظر إلى جدرانه وكأنها حلم أنا داخل إليه، وكان أول ما وقع نظري عليه طفل صغير في غاية البراءة، ذكرني كثيرا بأجمل أيام طفولتي..
مركز التدخل المبكر
وهنا يأتي استعراض مركز التدخل المبكر للأطفال
أنا ســـعيدٌ أنــــا ســـعيد هنا وجدت الذي أريد
ففي المدينة الإنسانية أنا أغني أحـلى نشـيد
هنا التدخـــل.. المبكــر كأن حولي فرحة عيد
أقفز.. أرسـم.. أتعلـم وأنا مستمتع سعيد
أنا ســـعيدٌ أنــــا ســـعيد هنا وجدت الذي أريد
بعد ذلك يتابع الجد حديثه:
الجد: ومع أول ابتسامة وفرحة قلب رأيتها في هذا المكان أخرجت أول حبة لؤلؤ ووضعتها في هذا الخيط لأتذكر دائما من خلالها قيمة العطاء الذي رأيته لأول مرة في حياتي، بل وشعرته أيضا لأول مرة، وأردت أن أقدمه للآخرين، ثم نظرت حولي باحثاً بلهفة عما يمكن أن أجد من قيم إنسانية غالية، وكأنني طفل صغير دخل إلى عالم ملئ بالسعادة والحب.
قسم العلاج الطبيعي
تحركت سريعاً وكأنني طير يحلق في السماء بيدي حبة اللؤلؤ الثانية وعيني تبحث عن قيمة ثانية، وفي بحثي وقع نظري على أطفال قسم العلاج الطبيعي:
أول خــــطـــــــوة حـلـوة حــلـوة
أمـشــــــي كـأني أركب صهـوة
صهــوة خيـــــــل يصـعد ربــوة
بعلاجــــــــــــــات طــبــيــعــيــة
تحت ظـــــــــلال إنــســانــيـة
شـــــــكرا ربـــــي
فبفضــــــــل الله
صـرنــا نمشـــي
خطــوة خطـــوة
دون كبــــــــــــــوة
لوحة السمعيات والبصريات
الأطفال: (يتضاحكون) حبة اللؤلؤ الثالثة، حبة الؤلؤ الثالثة
الجد: (يضحك ويقول) أنا سعيد لأنكم فهمتم قيمة حبات اللؤلؤ، مممممممم أنا أتذكر أن ما وقع بصري عليه تاليا، جعلني أشعر أنني لم أر شيئاً من قبل على الإطلاق، فما هي قيمة العينين إن لم أر بهما الآخرين، وما قيمة يدي إن لم أقدم بها المساعدة لغيري، وما قيمة قدمي إن لم أسع بها نحو الخير، تعلمت كيف يجب أن أفكر في غيري، فأنا في هذا العالم لست وحدي.
ثم تعرض لوحة السمعيات والبصريات
أنا أسمع… أنا أبصر وبحب أهلي أشعــر
بـمــدينـتي الإنســانيـــة قـلـبٌ كبير أخـضــر
يمضـي بنــا إلى عـالـم فيه المشاعر تبصر
وفيــــــه نســمع حلمـنـــا يلقي قصائد تبهـــر
أنا أســـمع أنــا أبصـــر وبحب أهلي أشعر
مركز الشارقة للتوحد
وبعد الانتهاء من اللوحة يقترب الأحفاد من الشاشة التي يظهر عليها لوحة مركز الشارقة للتوحد فيما يقترب الجد منهم
الجد: تعرفت على الكثير من الأصدقاء الرائعين في هذا المكان، تعلمت منهم كيف أفعل الكثير من الأشياء معتمدا على نفسي، تعلمت منهم الإرادة الحقيقة التي تكمن داخل كل إنسان يصر على النجاح في شيء ما، تعلمت منهم كيف يرون العالم من خلال صورتهم الجميلة والرائعة عنه.
ثم يعرض فيلم عن مركز الشارقة للتوحد يعبر عن قيمة الاستقلالية وكيف يعتمد الطفل التوحدي على نفسه في إنجاز ما يريد إنجازه…
الجد: آه، لقد تعبت كثيرا، ألا يمكن أن نكتفي بهذا القدر ؟
الأطفال: لا يا جدي، أكمل لنا الحكاية يا جدي، أرجوك
الجد: يا أحفادي الأعزاء أنا أيضا أريد أن أحكي لكم تتمة قصة عقد اللؤلؤ، برغم تعبي، وبعد أن تعرفت على قيمة ومعنى الاستقلالية والإرادة الحقيقية، انبهرت عندما توقفت رغما عني عند رفاق عن حق مبدعون، لديهم القدرة على العمل والإنتاج، ولديهم مهارة عالية في تفهم الكثير من الأمور، وكأنهم يستطيعون قراءة الأفكار.
مدرسة وروضة الأمل للصم والتأهيل المهني
استعراض لوحتي مدرسة وروضة الأمل للصم، وقسم التدريب والتأهيل المهني
هـــذي قافــــــلتي قــــافلة العمل
تزهـــــر إبداعـــا في معهد أملي
لمســــاتي دومــــــا تنـــــتج بالفعل
أجـمــــــل إنتـــــاج من دون كلـــل
فـــــــأنــا مهـــــنـي اسألـــــهم عني
بالعلــــم بـــــدأت به أكمــــل فني
وـسأبقي أســــأل كي أعرف أكثر
وليرســــخ علمـي وجهودي تثمـر
في مدرســـة قـــد بنيت للأمـــــل
يلبســــها النـــــور من أحلى الحلل
الجد: اضحكوا يا أعزائي وغنوا وافرحوا…. فأنتم أطفال وهذا حق لكم
الأطفال: أن نلعب يا جدي ؟
الجد: أن تلعبوا وتمرحوا، وحتى التعلم يكون عن طريق اللعب فهذا هو حق كل طفل منكم، الطفولة هي النبتة الطيبة التي نرويها بالحب والتفهم والحنان لتطرح لنا جيلا متفهما لحاجة الانسان لأخيه الإنسان، قيمة الطفولة، وبراءة الطفولة التي قد نراها في أي سن، وليس فقط في أولى سنوات العمر
مدرسة الوفاء لتنمية القدرات
حيث يعبر الاستعراض عن قيمة الطفولة للمجتمع وكيف تقدم مدرسة الوفاء لتنمية القدرات لكل طفل حقوقه من خلال الخدمات التي توفرها له، وكيف على كل فرد في المجتمع أن يعرف حق الطفل عليه، وأن الطفل في حد ذاته هو قيمة عظيمة لابد وأن نحافظ عليها وننمي قدراتها
دق الجـرس وأنـشـدنا والعلم بدنيــاي شدا
فنـمــت قـدراتي ثمــرا وظلال وفاء وهدى
هي مدرســتي لوفـــــاء تبني لي كالحصن غدا
وصداقاتي في ربـــاها تبدو أزهارا وندى
أخذت بيدي كالأحــلا ..م لأفق كالشمس بدا
الفن الخاص والإبداع الفني
(بعد ذلك تعرض صورة من أعمال جماعة الإمارات للفن الخاص وجماعة الإبداع الفني على الشاشة بعد انتهاء استعراض لوحة مدرسة الوفاء)
الجد: انظروا يا أعزائي
ويبدأ استعراض جماعة الإمارات للفن الخاص وجماعة الإبداع الفني
أبدعـت هنا في لوحــة فـي أغـنـيـة أو مـسـرح
أرسم باللون طموحي وبصوتي أنشد.. أصدح
وأؤدي دور حيــــــاتــــي والخشبـــة بي تتأرجح
موهبـــــتي هبـــــــة الله هو من يعطيني ويمنح
حمدا لك ربي وشكرا قلبي بعطائك يفــــــرح
رمز للاتحاد والعطاء
الجد: حبة لؤلؤ وراء أخرى تتوالى في عقد واحد تترابط معا بقيم للإنسانية أجمع، لا يمكن لحبة منهم أن تترك باقي أخواتها، فواحدة جزء من كل، والكل لا يصبح كلاً بدون أجزائه كاملة، فتصبح رحلة عمري حكمة جمعتها في حبات اللؤلؤ، في أغلى عقد في العالم، عقد لا يقدر بثمن أبدا.
استعراض الختام يرتكز على قيمة تعاون واتحاد حبات اللؤلؤ رمزا لفروع وأقسام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لهدف خدمة المجتمع.. وقيمة العطاء بكل حب لكافة الأفراد وأهمية أن يساهم المجتمع ويحافظ على بقاء عقد اللؤلؤ دائما في أبهى صورة وملكا للجميع
نحـــــــن لآلئ تتــــــلألأ في عقد غال واحــد
وبوحــدتــنــا نـتـــــعاون نعطي خيرا ونساند
فـــــــلآلـئــه خدمــــــات تشهد بسناها الأزمان
تلمع علمـــــا وعطــــــاء تمحو يأسا أو أحزان
فلنحم عقد اللؤلـــــؤ يا مجتمعات الإنسان
ولننشــر عطر ســلام في كل مكان وأوان
حمـــدا يا رب العـــــزة شكرا يا ربي الحنان