توثيقٌ لجهودِ المدينة.. وتأكيدٌ لريادتها
بوتيرةٍ مدروسةٍ ومُنظَّمة تواصلُ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقديمَ خدماتها عن بعد للطلابِ ذوي الإعاقة وأسرهم بما ينسجمُ مع أفضل الممارسات العالمية وفي ظلِّ الظروفِ التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد حيث قررت المدينة مواجهة التحدي بخبرتها وحرصها على طلابها واختصاصييها والعاملين فيها مؤكدة التزامها واهتمامها الكبير بصحتهم وبما يتوافق تماماً مع إجراءات الوقاية والأمن والسلامة التي أقرتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الإطار أصدرت المدينة دليل استمرارية تقديم الخدمات في ظل الظروف الراهنة بهدف ضمان مواصلة تقديم هذه الخدمات بصورة ملائمة تلبّي احتياجات المنتسبين والحرص على عدم انقطاعها وفق منظومة عمل ارتكزت على ثلاثة محاور احترازية رئيسية هي (الصحة والسلامة)، (تفعيل استراتيجية العمل عن بعد للموظفين وتسهيل مهمتهم)، (التغطية الإعلامية واستمرارية التواصل).
الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحدثت عن التدابير التي تم اتخاذها فيما يخص كل محور من هذه المحاور وكانت البداية مع محور الصحة والسلامة حيث اتخذت المدينة منذ بداية الأزمة مجموعة من الاجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار الفيروس كان أهمها:
الصحة والسلامة أولويّة
رفع الجاهزية الخاصة بالصحة والسلامة عبر توفير كافة الموارد المالية للحصول على مواد التعقيم والتنظيف وزيادة معدلات التنظيف والتعقيم الشامل بتاريخ 1 مارس 2020 مع تعليق دوام الأطفال في مركز التدخل المبكر وروضة الأمل للصم ومن في حكمهم بنفس التاريخ ثم إلغاء كافة الفعّاليات والأنشطة والبرامج التي كان مخططاً لها بتاريخ 10 مارس والحرص على توفير الموارد اللازمة لتطبيق خطة استمرارية الأعمال وتخفيف المخاطر بتاريخ 16 مارس وتوفير الخطوط الساخنة للجهات لطلبِ الدعم والمساندة بتاريخ 15 مارس مع إصدار القرارات المناسبة بالسرعة العالية بما يضمن عملية الالتزام والتطبيق منذ تاريخ 22 مارس وتفعيل مفهوم الحجر المنزلي الذاتي بالإضافة إلى منع الموظفين من السفر بتاريخ 22 مارس.
كما فعّلت المدينة استراتيجيات العمل عن بعد للموظفين تسهيلاً لمهماتهم من خلال التأكد من البنى التحتية التقنية للمدينة ومرونة الإجراءات منذ الأول من مارس ثم تطبيق حضور الموظفين بنظام الساعات المرنة بتاريخ 23 مارس ليصبح بعدها عمل الموظفين بنسبة 100 في المئة عن بعد مع متابعة وتقييم مستمرين لجودة وكفاءة العمل.
الخدمات مستمرة عن بعد
أما بالنسبة للمحور الثاني فتشير مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى استمرارية الخدمات والعمليات الفنية الرئيسية عن بعد بداية من وضع خطط طوارىء لكافة الأقسام والمراكز والمدارس والفروع التابعة للمدينة بتاريخ 1 مارس 2020 ثم استحداث الخط الساخن لتقديم الإستشارات بتاريخ 15 مارس ثم اتخاذ قرار البدء بالعمل مع المستفيدين عن بعد حيث تم إطلاق منصة التعليم والتدريب الالكتروني https://student.schs.sharjah.ae/portal/، والعمل وفق آلية موحدة فيما يخص الاتصال المرئي مع الأسر وخطة العمل والتغذية الراجعة وإعادة التقييم ووضع الأهداف الجديدة.
كما كانت المدينة حريصة أشد الحرص على تهيئة الموظفين وتدريبهم على برنامج التعلم عن بعد خلال الفترة بين 15 و19 مارس 2020 وإنتاج أفلام فيديو إرشادية وتعليمية والتدريب على كيفية صناعة الوسائل التي تغذي الخطط الفردية للمستفيدين مع متابعة كافة التطورات والمستجدات بشكل مستمر.
تواصل مثمر مع أولياء الأمور والمجتمع
وبالنسبة للمحور الثالث الخاص بالتغطية الإعلامية واستمرار التواصل بين المدينة وأولياء الأمور تم إيصال المعلومات والمواد التثقيفية للأسر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 1 مارس 2020 مع تفعيل التسجيل عن بعد ووضع لوحات إرشادية بذلك بتاريخ 17 مارس وتحويل جميع أرقام الهواتف الأرضية إلى أرقام الهواتف المتحركة بتاريخ 22 مارس.
وفي هذا الإطار استمرت حملات التوعية والتثقيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي اعتباراً من 17 مارس كما تم تفعيل البث المباشر للتوعية والتثقيف للاختصاصات الرئيسية في المدينة وعمل اللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة بتاريخ 19 مارس وتصوير فيديو بلغة الإشارة، وفيلم كرتوني موجه للأطفال وأفلام تثقيفية حول غسل الأيادي والوقاية بطريقة مبسطة بتاريخ 22 مارس.
إيجابيات
وفي الدليل المستحدث مجموعة من الإيجابيات التي تم رصدها خلال هذه المرحلة تتمثل بمشاركة جميع أفراد الأسرة في تعليم وتدريب أبنائهم، مد جسور التواصل بين المعلمين والمتخصصين وأولياء الأمور، زيادة فرص تمكين أولياء الأمور، تواصل فريق العمل كاملاً بصورة ملحوظة ومكثفة، تدريب أولياء الأمور بطريقة غير مباشرة من خلال المواد التعليمية، إكساب الكادر الفني مهارات جديدة بالتقنيات وعمليات التعليم والتدريب عن بعد، قدرة فريق العمل على العمل تحت أقسى الظروف وأصعبها ولفترات طويلة، وتجسيد فكرة العمل بروح الفريق عابر التخصصات أو متشارك التخصصات.
تحديات
أما أبرز التحديات التي تم تسجيلها فتكمن في صعوبة استخدام التقنيات من قبل بعض أولياء الأمور كما أن بعض الأسر لديها صعوبة في متابعة أهداف الطالب على المنصة بالإضافة إلى عدم ملاءمة التوقيت لبعض أولياء الأمور وعدم توفر عدد كاف من الأجهزة لدى البعض الآخر والتحديات في تقديم الخدمات للطلاب من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة بالإضافة إلى حالات اضطراب طيف التوحد الشديدة.
ريادة في مجال التعليم عن بعد
وقالت الأستاذة منى: لمدينة الخدمات الإنسانية الريادة في التعليم عن بعد من خلال منصتها الإلكترونية والفيديوهات التعليمية والتدريبية التي قامت بإعدادها بما يتناسب مع ظروف المرحلة. وهي كمؤسسة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة لم تتوقف عن تقديم الخدمات لهم ولأولياء أمورهم والمجتمع بشكل عام منذ 41 عاماً وها هي اليوم بسبب الظروف التي تسبب بها فيروس كورونا تقدم الخدمات عن بعد حيث كانت سباقة وبذلت كل الجهود الممكنة لضمان نجاح التعليم عن بعد من خلال تدريب المعلمين وتحديد الأهداف وفق الخطط الفردية كما تم إعداد الفيديوهات التعليمية والتدريبية لكل إعاقة.
أولياء الأمور وأخوة الشخص المعاق شركاء في نجاح برنامج التعلم عن بعد
الأستاذة منى عبد الكريم أشادت بتعاون أولياء الأمور وأخوة الشخص المعاق مع المدينة في برنامج التعليم عن بعد حيث يقوم الأب والأم والأخوة بالتواصل مع اختصاصيي المدينة ومناقشة الخطوات اللازمة في عملية التعليم والتدريب ولا يقتصر الأمر على الفيديوهات التي ترسلها وتبثها المدينة وحسب بل يشمل الفيديوهات التي يرسلها أولياء الأمور والأخوة لتقييمها وتنفيذها وفق أفضل الممارسات وصولاً إلى النتائج المنشودة.
وأكدت أن وجود الأخوة في المنزل ساعد على تعاون أفراد الأسرة في عملية التعليمِ عن بعد مما خفف قليلاً العبءَ عن الأمهاتِ وساهمَ في تحمل جميع أفرادِ الأسرة للمسؤولية مشيرة إلى أنها المرة الأولى ربما التي يتواجد فيها الجميع في المنزل بنفس الوقت وعلى الرغم من التحديات إلا أن لذلك العديد من الإيجابيات مقارنة بالسابق.
ويستطيع أولياء الأمور وأخوة الشخص المعاق من خلال المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وأرقام الهواتف المعتمدة أن يتواصلوا مع الاختصاصيين ويستفسروا أو يقدموا الملاحظات التي يرونها ضرورية وقد كانت المدينة حريصة على تنظيم مجموعات إلكترونية للأهل حسب الفصول ونوع الإعاقة.
تنمية الشراكةِ مع مؤسساتِ المجتمع ركيزةٌ أساسية في دعم برنامج التعلم عن بعد
كما أشادت اليافعي بتعاون مؤسسات المجتمع مع المدينة في دعم برنامج التعلم عن بعد من خلال التبرع بالأجهزة والتقنيات اللازمة مؤكدة أن المدينة حريصة منذ تأسيسها على تنمية وترسيخ أواصر التعاون مع المؤسسات والجهات والمراكز محلياً وعربياً وعالمياً بهدف تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة في إطار احتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم بما ينسجم مع أفضل الممارسات.
أقسام وفروع المدينة.. تنسيقٌ وتعاونٌ لتقديم أفضل الخدمات
مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أعربت عن فخرها واعتزازها بالجهد الذي يبذله فريق عمل المدينة ضمن جميع الأقسام والفروع مؤكدة أن التعاون والتنسيق القائم بينهم وحرصهم على تقديم الخبرات والمهارات للطلبة ذوي الإعاقة وأسرهم بما ينسجم مع أفضل الممارسات هو واحد من أهم عوامل النجاح الذي تسعى إليه المدينة تحقيقاً لأهدافها الاستراتيجية وخدمة المجتمع بشكل عام.
خطة إعلامية شاملة
إدارة الاتصال المؤسسي في المدينة وضعت خطة إعلامية تواكب من خلالها آخر التطورات ضمن المجال التوعوي لتحقيق الأهداف المنشودة عبر بث الفيديوهات ذات المواضيع المتنوعة التي تفيد أسر الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام ومنها بعض الأساسيات في العلاج الوظيفي وكيفية اختيار اللعبة المناسبة والنطق واللغة والتواصل عن قرب بالإضافة إلى أساسيات لغة الإشارة.
ومن المواضيع الهامة جداً التي تبثها المدينة من خلال فيديوهاتها التعليمية والتوعوية (نحو بيئة منزلية داعمة خالية من التحديات السلوكية) و(أثر استخدام الأجهزة الذكية) و(ضعف السمع الناتج عن الضجيج) أما بالنسبة للجمهور المستهدف من هذا البث المباشر فهو كافة أفراد المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها وبالتأكيد أولياء أمور الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين في مجال التربية الخاصة .
تعليم لجميع الإعاقات
وأوضحت اليافعي أن التعليم عن بعد في المدينة يشمل جميع الإعاقات، والفيديوهات التي يتم إعدادها وإرسالها ونشرها تضم مختلف الخدمات وموجهة لكافة الأعمار من عمر التدخل المبكر إلى المراحل العمرية العليا لأن التعليم لا يعرف حدوداً معينة ويعتبر حقاً من حقوقهم التي تنادي بها المنظمات الدولية المهتمة بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة.
عبر برنامج التعليم عن بعد تبث المدينة الفيدويهات التوعوية والتعليمية والتدريبية للطلبة وأولياء أمورهم وقد نظمت المدينة محاضرة عبر الفيديوعن طريق برنامج زوم zoom لأولياء الأمور حول أساسيات التعليم عن بعد كما تم تنظيم محاضرة حول برنامج العلاج بالموسيقى وبإذن الله ستواكب المدينة في الفترة القادمة أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم عن بعد وصولأً إلى النتائج المنشودة في هذا المجال.
ختاماً، تحرص المدينة من خلال الفيديوهات التي تبثها على الجوانب التعليمية والتدريبية والتوعوية حيث أنها موجهة إلى جميع الطلبة في مختلف الأقسام واالفروع ولا تقتصر على المهارات الأكاديمية وحسب بل تحرص المدينة على إعداد الفيديوهات الفنية والرياضية وفيديوهات التدبير المنزلي وتجويد القرآن الكريم وتكمن الفكرة الأساسية في توعية المجتمع بشكل عام وأولياء الأمور بشكل خاص حول تقنيات واستراتيجيات تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة.