مركز التدخل المبكر يحتفل بتخريج الدفعة الـ 30 من طلابه
” رحلة الإنجاز والتمكين تتجدد”
حررته حليمة حسين أل علي
احتضن مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يوم الخميس الموافق 6 يونيو 2024، حدثاً استثنائياً يعد من أهم الفعاليات التي تتزامن مع نهاية العام الدراسي. ويتمثل هذا الحدث في حفل تخرج مميز نظمه المركز في مسرح معهد الشارقة للفنون، كرم خلاله أبناء مركز التدخل المبكر بدفعته الثلاثين، والتي ضمت 57 طفلًا وطفلة، ويعتبر هذا الحدث فرصة للاحتفال بإنجازات الأطفال وتقدير جهودهم وتفاني المعلمين والاختصاصيين في دعمهم ومساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
يعد مركز التدخل المبكر – الشارقة (EIC) أحد المراكز الرائدة في تقديم الخدمات للأطفال ذوي الإعاقة، حيث يسعى المركز جاهداً لدعم الأطفال وأسرهم منذ تأسيسه عام 1992 كأول مركز من نوعه في المنطقة. يقدم المركز مجموعة شاملة من الخدمات التي تتضمن الكشف المبكر والتدخل التربوي والنفسي والعلاجي، ودعم ومساندة وتعزيز الكفاءة والثقة للأُسرة ومقدمي الرعاية، تحسين وزيادة فرص التحاق الأطفال من ذوي الإعاقة ببرامج التعليم الدامج ومدارس التعليم العام، والعمل عن نشر ثقافة التدخل المبكر، بهدف تمكين الأطفال ومساعدتهم على النمو والتطور والانخراط في المجتمع.
وفي هذا الحفل، تم تخريج دفعة من الأطفال الواعدين الذين استفادوا من خدمات المركز، حيث كانت لحظة فخر واعتزاز لهم ولأهاليهم. وهذا التخرج هو فرصة للتأمل في رحلة النجاح التي اجتازها الأطفال.
وبهذه المناسبة قال الأستاذ محمد فوزي، مدير مركز التدخل المبكر: منذ تأسيسهما، أولت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز التدخل المبكر اهتماماً بالتدريب والتعليم، وفي هذا اليوم المميز، نتطلع بفخر إلى جيل جديد من أطفالنا الموهوبين، الذين نعمل جاهدين مع أسرهم على تزويدهم بالتدريبات والمعارف الضرورية وفقاً لأحدث الممارسات وتلبية احتياجاتهم وأولوياتهم. إنها لحظة فخر واعتزاز بما حققه هؤلاء الأطفال من تطور وتقدم، ونحن واثقون من أنهم سيكونون قادرين على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. ومع تخريج الدفعة الــ 30 من المركز، نحن نستعد لاستقبال مجموعة جديدة في العام القادم.
يذكر أن المركز قد قدم خدماته لأكثر من 3950 طفلًا وطفلة مع أسرهم منذ بداية عمله.
وأضاف: خلال هذه السنوات، عمل المركز بجهد مع موظفيه لتمكين أسر الأطفال من الانتقال من مرحلة استقبال الخدمات إلى مرحلة التمكين، حيث أصبحوا مشاركين فاعلين في تقديم الخدمات للأطفال. وينظم المركز برنامجاً سنوياً للأسر (حقيبة ننهل التدريبية والموجهة للأسر)، والذي يهدف إلى تمكينهم ليصبحوا مشاركين فاعلين في عملية تعليم وتدريب أطفالهم. رحلتنا هذا العام كانت مليئة بالإثراء والفرح، حيث نحتفل اليوم بإنجازاتنا، مع الاستعداد لدخول مرحلة جديدة متطلعين إلى تحقيق مزيد من التقدم والنجاح. ستكون هذه المرحلة أفضل، وستضع الأطفال – بإذن الله – على عتبات التمكين في كافة جوانب الحياة.
وأردف: منذ بداية المشوار، عمل المعلمون والمشرفون والاختصاصيون والإداريون بتكاتفٍ وتعاون، يغمرهم الأمل ويزودهم العلم والمعرفة، ويحيط بهم التفاؤل. تجاوزوا كل الحواجز لتقديم تجربة تعليمية وتدريبية تتوافق مع أحدث وأفضل الممارسات العالمية في المجال. يتم استخدام نظام القياس والتقييم والبرمجة للأطفال بنسخته العربية كنظام أساسي في المركز، وهو محور لمعايير العمل فيه. موظفونا، الذين يعملون بنظام الفريق العابر للتخصصات، يمثلون نموذجاً لمقدمي الخدمات الرئيسيين بنجاح، تغلبوا على التحديات وواصلوا العمل، ونقلوا الخبرات والمعرفة إلى الأسر بأساليب متعددة. لم تمنعهم المسافات ولم تثنهم التحديات، بل أظهروا إصراراً على دعم وتعزيز كفاءة أولياء الأمور.
وختم بالقول: إن مثابرة الأسر وإصرار الأطفال وأمانة فريق العمل الذي كان صديقاً مميزاً للأسر هما السر وراء تحقيق أطفالنا لقدراتهم ومهاراتهم. رغم التحديات، كان لإصرارنا وتعاوننا معاً الأثر الإيجابي الكبير على تطور وتقدم قدراتهم. أنا أؤمن بأن كل خريج من المركز يحمل في جعبته الكثير، وهو قادر على صناعة المستقبل. نحن نثق بقدراته وإنجازاته، وسيبقى المركز دائماً مهدهم ومحطة انطلاقهم.
من جانبها، قالت السيدة أميرة أحمد الذيباني، رئيسة مجلس الأمهات في مركز التدخل المبكر “نحن في مركز التدخل المبكر نعلم جيداً أن أبناءنا هم أمانة وفخر لنا جميعاً. اليوم، بفخر واعتزاز، نشهد إنجازاتهم في المركز ونستعرض قدراتهم الرائعة. نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا النجاح، من المسؤولين إلى المعلمين والاختصاصيين. ونود أن نشكر بشكل خاص مجلس الأمهات، الذي يعمل جاهداً على دعم وتمكين الأمهات وتعزيز دورهن في رعاية وتطوير أبنائهن. بالتعاون المستمر بين الأسر والمركز، سنواصل تحقيق النجاحات ودعم نمو أبنائنا بكل حب واهتمام”.