هدف القمة: العمل على بناءُ جيلٍ قوي من المناصرين الذاتيين
في دولة الإمارات والوطن العربي
بحضور الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم اختُتِمت قبل ظهر الاثنين 30 سبتمبر 2019 فعالياتُ قمّةِ المناصرين الذاتيين الأولى على مستوى الدولة التي نظمتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت شعار (خطوة واحدة أقرب) بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبمشاركة 14 مناصراً ذاتياً ومسانديهم و9 أمهات.
ومع نهاية البرنامج التدريبي الخاص بإعداد القادة من المناصرين الذاتيين الذي تولَّت التدريب فيه المناصرة الذاتية شيخة القاسمي ممثلة المناصرين الذاتيين في منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمناصرة الذاتية سلمى الطباخ عضو مجلس إدارة في منظمة الاحتواء الشامل الإقليمية قام الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي والأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتسليم شهادات التخرج للمناصرين الذين شاركوا فيه.
وكان عدد من المناصرين الذاتيين قد ألقوا خلال حفل الختام كلماتٍ بهذه المناسبة حيث عبرت المناصرة الذاتية شيخة القاسمي عن سعادتها بنتائج البرنامج ومخرجاته مؤكدة أن التفاعل الذي أبداه المناصرون الذاتيون خير دليل على رغبتهم في الاستقلالية والمطالبة بحقوقهم وحقوق أقرانهم من الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات وقالت: يُعتبر التمييز من أكبرِ التحديداتِ التي يواجهها الأشخاصُ ذوو الإعاقة ولا بد من أجل مجتمع متطور أن يسهم الجميع في التصدي له حرصاً على نجاح الدمج وتأمين فرص العمل والمشاركةِ المجتمعيةِ دونَ أفكارٍ سلبيةٍ مُسبقة.
وتحدثت القاسمي عن أهمية تدريبِ المُعلمين ومختلف أبناء المجتمع على الأسس السليمة في كيفية التعاملِ مع الأشخاصِ ذوي الإعاقة وزيادة الوعي المجتمعي بقضاياهم وحقوقهم والقدرات التي يمتلكونها.
وأشادت بتعاون الجميع من أجل تحقيق أهداف القمة الممثلة ببناءُ جيلٍ قوي من المناصرين الذاتيين في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي عبر تمكينهم وتدريبهم وبناء شبكة تعارف خاصة بهم من خلال الأنشطة الاجتماعية بالإضافة إلى دعم مسانديهم لإكسابهم مهارات جديدة ودعم أسرهم.
من جانبها أكدت المناصرة الذاتية سلمى الطباخ أن ما جعل برنامج إعداد القادة مميزاً هو أن المدربين والمشاركين فيه هم من المناصرين الذاتيين وهذا يصب في جوهر الأهداف المنادية باستقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة وقدرتهم على اتخاذ القرارات.
وأشارت إلى ارتكاز المناصرة الذاتية على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وصولاً إلى المساواة وتحقيق التكامل الفعلي على أساسٍ من الاحترام وعدم التجاهل.
وأشادت الطباخ بتنظيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للقمة باحترافية عالية وبما ينسجم مع ريادتها في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية.
الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي أوضحت أن مدينة الخدمات الإنسانية هي أول من أدخل تجربة المناصرة الذاتية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في الدولة في (يناير 2009) من خلال ندوة المناصرة الذاتية التي نظمتها بالتعاون مع جمعية أولياء أمور المعاقين بالإمارات (حالياً جمعية أهالي ذوي الإعاقة).
ومنذ البدايات شجَّعت المدينة أسر الأشخاص ذوي الإعاقة على الاهتمام بأبنائها ومعاملتهم معاملة جيدة مع الحرص على مشاعرهم وتنمية القدرة لديهم على المطالبة بحقوقهم والدفاع عنها كما حثت الأهل على تكوين ثقافة وافية عن المناصرة الذاتية التي لا يمكن أن تتشكل لدى أبنائهم إلا من خلال إعطائهم الثقة والاستقلالية والدمج.
وأشارت اليافعي إلى برنامج تدريب المساندين والأمهات الذي شهدته القمة وتم فيه تقديم مجموعة من المهارات اللازمة للقيام بدور المساند بطريقة فاعلة، وتعزيز المعرفة والثقافة التي تسهم في رفع قدرة المناصر الذاتي على اتخاذ القرار الأنسب، وبالتالي تفعيل دور المناصرين الذاتيين وتمكينهم من العمل في مجتمعاتهم.
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج الترفيهي المصاحب للقمة طوال أيام انعقادها الأربعة تضمن العديد من الرحلات الشيقة والمفيدة للمناصرين ومسانديهم بالإضافة إلى برنامج خاص بالأسر بهدف تقديم الدعم النفسي والمعنوي لأمهات المناصرين الذاتيين وتعزيز قدراتهم لاستمرار تقديم الدعم لأبنائهن وتبادل الخبرات وتوطيد روابط التعارف والصداقة.