جميلة القاسمي: توعية أولياء الأمور والمعلمين بصعوبات التعلم يساعد أبناءنا الطلبة
شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، (الأربعاء 4 أكتوبر 2017) في الجامعة القاسمية، افتتاح فعاليات مؤتمر صعوبات التعلم الذي يحمل شعار (لتعلم أفضل) الذي ينظمه مركز الشارقة لصعوبات التعلم يومي 4 و5 أكتوبر 2017، ويهدف إلى تسليط الضوء على مشكلة صعوبات التعلم من خلال عرض أبرز التجارب والخبرات والأبحاث العلمية في هذا المجال.
كلمة افتتاح المؤتمر مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم الذي يعمل بإشراف مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ألقتها الأستاذة هنادي السويدي وأشادت فيها بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم ومبادرته الكريمة إلى إنشاء مركز الشارقة لصعوبات التعلم كرافد هام ومتميز تنصب جميع أهدافه على تلبية احتياجات الطلاب من ذوي صعوبات التعلم.
وعبرت السويدي عن شكرها لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة على رعايته وتشريفه ودعمه للمؤتمر.
وقالت مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم (إن زماننا كثير التحديات كثير التغيرات، كما أنه كثير الفرص والبدائل والمعطيات، ونحن نعيش في عالم مفتوح يتمحور على التواصل والتأثير المتبادل، فإن تنظيم مؤتمر علمي ليس بالأمر اليسير، فالأمر يحتاج إلى جهود حثيثة من التأمل والبحث والتخطيط والاتصال والحوار، ولكننا أردنا من خلال هذا العمل إثارة وعي المجتمع والقائمين على الأمر والعاملين وأولياء الأمور والباحثين والمتخصصين في مجال صعوبات التعلم ومختلف مجالات التعليم الأخرى بأهمية مشكلات صعوبات التعلم).
وواصلت السويدي (مما يزيد من حدة المشكلة أنها ظاهرة معقدة تنشأ نتيجة لتضافر أسباب وعوامل متعددة، ومن هنا كان الاهتمام بهذه المشكلة أمراً ضرورياً لتحقيق تكافؤ الفرص في التعليم، وأصبح الاهتمام منصباً على التعرف على الأسباب والعوامل التي تسبب مشكلة صعوبات التعلم، في حين لم يول الباحثون الاهتمام المناسب لمجال الوقاية والعلاج ومختلف التدخلات التربوية والنفسية والصحية والإجراءات القانونية خاصة في البيئة العربية وفي دولتنا الحبيبة).
وأشارت إلى دور مركز الشارقة لصعوبات التعلم في تلبية احتياجات الطلاب من ذوي صعوبات التعلم وأسرهم ومعلميهم، كونه يحمل بين طياته طموحات كبيرة ويساهم في إحداث نقلات أساسية لهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع فئة الطلاب ذوي صعوبات التعلم، مشيده بدعم الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لجهود المركز.
وألقت كلمة وزارة التربية والتعليم الدكتورة منى العامري مدير إدارة التربية الخاصة بالإنابة بينت فيها حاجة أبنائنا الطلبة من ذوي صعوبات التعلم المحددة إلى وجود بيئة تعليمية داعمة، وخطة تربوية فردية مناسبة للتعامل مع جوانب القوة لديهم والتركيز عليها وتعزيزها وتقليص جوانب الضعف لديهم وتلبية احتياجاتهم المحددة، من أجل تعليمهم المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى الاستراتيجيات التعليمية والأساليب التي سوف تمكنهم من الاستمرار في دراستهم وفقاً لقدراتهم الفعلية.
وأشارت إلى أن علاج صعوبات التعلم يجب أن يبدأ بمجرد اكتشافه كما ينبغي العمل على التعرف على الصعوبات المحددة التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي لهذه الفئة من الطلبة.
لذا يعتمد نجاح البرامج التعليمية الداعمة لهم على اتجاهات المعلمين وكفايتهم ومستوى ونوعية الدعم الذي يقدمونه لهم، ومراعاتهم للفروق الفردية بينهم.
وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلي عن مركز الشارقة لصعوبات التعلم ودوره التعليمي والمبادرات والبرامج التي أطلقها المركز منذ إنشاءه.
ودعي سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي للتفضل بتكريم الشركاء والداعمين لإنجاح المؤتمر، وقدم القائمون على المؤتمر هدية تذكارية لسمو ولي عهد الشارقة على رعايته لمؤتمر صعوبات التعلم.
وزار سمو ولي عهد الشارقة المعرض التعليمي المصاحب للمؤتمر، وتعرف سموه على التجارب التعليمية لكيفية التعرف على مشكلات ذوي صعوبات التعلم.
والجدير بالذكر أن المؤتمر يعقد بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووزارة تنمية المجتمع حيث يستهدف بالدرجة الأولى المعلمين في المدارس العامة، لتمكينهم من اكتشاف وتطوير مهارات الطلبة من ذوي صعوبات التعلم.
حضر انطلاق فعاليات المؤتمر العميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، ومنى عبد الكريم مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
المؤتمر يختتم أعماله بحضور فاق الـ 400 شخصاً
هذا وقد اختتمت فعاليات المؤتمر (الخميس 5 أكتوبر 2017) الذي نظمه مركز الشارقة لصعوبات التعلم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووزارة تنمية المجتمع وحضره أكثر من 400 اختصاصي وولي أمر ومعلم من داخل وخارج الدولة.
سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أكدت الحرص على توعية أبناء المجتمع وخاصة المعلمين وأولياء الأمور بصعوبات التعلم وضرورة التشخيص المبكر والسليم لها كي يتم التعامل مع كل حالة وفق الخطة الفردية المناسبة.
وقالت: لا يقتصر نجاح مؤتمر صعوبات التعلم على كونه قدم مجموعة من الأوراق وورش العمل الناجحة وحسب بل لكونه أتاح الفرصة أمام عرض عددٍ من التجارب العملية لأشخاص من ذوي صعوبات التعلم قدموها بأنفسهم.
وأضافت: زمنياً، عمر مركز الشارقة لصعوبات التعلم حديث نسبياً حيث تأسس في سبتمبر من العام الماضي لكن إذا دققنا في المحاضرات والندوات والفعاليات وورش العمل والزيارات التبادلية مع غيره من المراكز داخل وخارج الدولة وأخيراً مؤتمره الأول لصعوبات التعلم لوجدنا أن الإنجازات التي حققها تستحق التقدير.
وركزت سعادة مدير عام المدينة على أهمية اطلاع أولياء الأمور ومعلمي المدارس على صعوبات التعلم وما يرافقها من سلوكيات لدى الطالب كي يتخذوا التدابير الفورية والمناسبة وبالتالي مراجعة المراكز المتخصصة.
وأهدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نجاح المؤتمر في إيصال رسالته للمجتمع إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة معربة عن تقديرها الكبير لاهتمام سموه الدائم وحرصه المستمر كي يحظى جميع أبناء المجتمع على اختلاف فئاتهم بأفضل تعليم يمكنهم من المشاركة في بناء المجتمع يداً بيد مع بقية أخوتهم فيه.
وكانت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر قد ضمت العديد من الأوراق العلمية الهامة من أبرزها بحث التوجه علاجياً القائم على تحفيز المناطق القشرية في الدماغ الذي قدمته المرشدة النفسية في مركز الموارد لذوي الإعاقة بجامعة الشارقة يمنى نصوح وتحدث فيه عن تدريب مناطق الدماغ على تطوير المهارات الخاصة بالإدراك من خلال الألعاب الإلكترونية لتحسين أداء الاطفال ذوي صعوبات التعلم.
كما شهد اليوم الثاني من المؤتمر عرض مجموعة من التجارب على منصة محادثات لأشخاصٍ من ذوي صعوبات التعلم وأولياء الأمور ومنها التجربة التي قدمتها الطالبة في جامعة الشارقة رنيم حمدي وفيها تحدثت عن صعوبات التعلم التي واجهتها ثم تغلبت عليها بالتعاون مع مركز الموارد لذوي الإعاقة.
من أهم ورش العمل التي شهدها اليوم الثاني للمؤتمر ورشة فرط النشاط وتشتت الانتباه والتدخلات العلاجية للأطفال ذوي فرط النشاط والتي حاضرت فيها الدكتورة سعاد الذويخ من دولة الكويت بالإضافة إلى ورشة عسر الحساب (صعوبات التعلم لحل المسائل اللفظية) المقدمة من قبل الدكتور إبراهيم أبو نيان من المملكة العربية السعودية.
وكان اليوم الأول للمؤتمر حافلاً كذلك بالعديد من الأوراق العلمية وورش العمل والتجارب الحياتية حيث قدمت الدكتورة آندريا مارسدن من كلية بيكون الأمريكية ورقة علمية بعنوان (تقييم الجاهزية للدراسة الجامعية) تحدثت فيها عن الاستعداد الجامعي وأهميته للنجاح الأكاديمي بعد المدرسة الثانوية خاصة بالنسبة للطلاب الذين يتعلمون بشكل مختلف.
كما قدم الأستاذ عقاب البدارنة اختصاصي العلاج الوظيفي والتكامل الحسي في وزارة تنمية المجتمع ومسؤول مركز معين للتكنولوجيا المساندة ورقة بحثية حول تتبع أثر العين لدى الأطفال من ذوي صعوبات التعلم في حين كانت ورشة صعوبات القراءة والكتابة التي قدمتها الدكتورة أوكسانا هاغرتي من بين ورش العمل المميزة فيه.
الأستاذة سمرعبد العزيز الوشمي اخصائية صعوبات التعلم وصاحبة فكرة معمل (كن مكاني) الخاص بمحاكاة صعوبات التعلم الذي صممه ونفذه مركز الشارقة لصعوبات التعلم عبرت عن فخرها وسعادتها بالزيارة التي قام بها للمعمل خلال افتتاح المؤتمر سمو ولي عهد ونائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي وتجربته محاكاة صعوبات التعلم ضمن الركن الذي ضم ست تجاربٍ في الصعوبات هي: صعوبات القراءة، صعوبات التآزر البصري الحركي، القراءة بدون نقاط، التشويش والمهام المتعددة، المتاهة والاتجاهات والتذكر.
من جانبه أشاد الدكتور محمد مصطفى اختصاصي التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم بدبي بأهداف المؤتمر القيمة وتسليط الضوء على مشكلة صعوبات التعلم والمواضيع التي تندرج تحتها وعرض أبرز التجارب والخبرات والأبحاث العلمية في المجال مع توعية العاملين والاختصاصيين وتنمية مهاراتهم ونشر الوعي المجتمعي عن صعوبات التعلم بالإضافة إلى خلق شراكات فعالة مع الأسر وأولياء الأمور.
وبدورها تمنت الأستاذة حواء عثمان اختصاصية صعوبات التعلم ومسؤول مركز ملهم في جمهورية السودان لو كانت أيام المؤتمر أكثر نظراً لمضمونه القيم وإتاحته الفرصة أمام الخبرات العربية والأجنبية للتلاقي وتبادل المعارف وأحدث المستجدات في هذا المجال.
منسق عام المؤتمر ومدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم الأستاذة هنادي السويدي لفتت إلى توزيع الأوراق العلمية على ثلاثة محاور طبية وحقوقية وأبحاث جديدة في حين كان التركيز خلال ورش العمل على مشاكل صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية (القراءة، الكتابة، فرط النشاط، عسر الحساب).
كما لفتت إلى النجاح الذي لاقاه معمل (كن مكاني) ومحاكاة صعوبات التعلم مؤكدة أن ما قدمه ويقدمه مركز الشارقة لصعوبات التعلم يصب أولاً وأخيراً في خدمة الطلبة وأسرهم ومعلميهم.