صاحب السمو حاكم الشارقة للآباء: ارعوا أبناءكم واهتموا بتوعيتهم وعرّفوهم بحقوقهم
افتتح صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، (الأربعاء 19 أبريل 2017)، الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تقام فعالياتها في مركز «إكسبو الشارقة»، وتستمر حتى 29 أبريل، تحت شعار «اكتشف عن قرب».
وكان في استقبال سموّه لدى وصوله، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبدالرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وحسين الحمادي وزير التربية والتعليم، وجميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، والعميد سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة، وعبد الله بن سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وعدد من أعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري وكبار مسؤولي الدولة وممثلي الجهات والمنظمات الإقليمية والدولية، وعدد من الأدباء والكتاب والمثقفين، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة.
وبعد قص شريط الافتتاح، قدمت مجموعة من الأطفال أمام صاحب السموّ حاكم الشارقة، فقرة إنشادية توضح أهمية القراءة لدى الأطفال وإسهامها في تنمية مهاراتهم ومعارفهم.
جولة المعرض
بعدها تجول سموّه في قاعات المهرجان، وزار أجنحة عدد من دور النشر المحلية والعربية والدولية، فضلاً عن أجنحة بعض المؤسسات والهيئات الحكومية الثقافية والتربوية، واطلع على ما تقدمه من إصدارات قيّمة تستهدف الزوار والأطفال بشكل خاص، إلى جانب النشاطات والفعاليات التي تنظمها هذه الجهات في المهرجان، والتقى مسؤولي الأجنحة واستمع منهم إلى شرح عن إصداراتهم ونشاطاتهم.
وتوقف سموّه عند جناح «مجموعة كلمات»، حيث قدمت آمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، شرحاً لسموّه عن المؤسسة، والرؤية التي تنطلق منها، والمحاور التي تعمل عليها في تحقيق أهدافها. وقالت «تعمل المؤسسة منذ إطلاقها على وضع استراتيجية وخطة عمل لتوفير الكتب والوسائل والبرامج المعرفية إلى الأطفال المحرومين في المناطق الفقيرة أو تلك التي تشهد أزمات وصراعات، أو الأطفال الذين يعانون ظروفا صحية حالت بينهم وبين حقهم الأصيل في القراءة والمعرفة والتعلم، ورؤية المؤسسة تندرج ضمن الرؤية العامة لإمارة الشارقة ودولة الإمارات التي تعدّ القراءة المرتكز الأساسي للنهوض بالمجتمعات والأمم».
وتعمل المؤسسة على طرح مبادراتها ومشاريعها، عبر أربعة محاور، هي «العلاج بالقراءة» الذي يسعى إلى علاج الأطفال نفسياً وذهنياً عن طريق الكتب وبإشراف أخصائيين في هذا المجال، و«الكتاب الصامت» الذي يهدف إلى تمكين الأطفال ممن يتحدثون بلغات مختلفة أن يكونوا جزءاً من مكتبات مجتمعاتهم من دون الالتفات إلى قدراتهم القرائية بلغة البلد المضيف، و«المكتبات المتضررة» التي تأتي لإعادة خلق بيئة تتسم بالسلام والأمان للأطفال ضمن المكتبات المتضررة نتيجة الصراعات أو الكوارث وخلق أجواء تدعم حرية التفكير والإبداع، و«كتب الأطفال ذوي الإعاقة البصرية» الذي يوفر مواد أدبية مشوّقة ومنتقاة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر.
كما كشفت المازمي، عن تفاصيل مبادرة «أرى» التي أطلقتها المؤسسة وتسعى إلى تجسيد التجربة التي يرى فيها الأطفال ضعاف البصر العالم من حولهم، حيث تخصص المبادرة حائطاً تفاعلياً ضمن الجناح يُمكّن زوار الجناح من التعرّف إلى الكتب الصوتية، وآليات القراءة بطريقة «برايل»، ليكونوا أكثر معرفة بما يعيشه الأطفال ذوو الإعاقة.
كما زار سموّه عدداً من الأجنحة المشاركة، منها جناح مبادرة ألف عنوان وعنوان، وجناح دائرة الثقافة والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وجناح مبادرة لغتي والقيادة العامة لشرطة الشارقة، وجناح مؤسسة الشارقة للإعلام، وجناح الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، واطلع على ما تقدمه من أنشطة وإصدارات.
منصة لدائرة الخدمات
كما أطلق صاحب السموّ حاكم الشارقة، خلال زيارته لمنصة دائرة الخدمات الاجتماعية، أول برنامج تدريبي إلكتروني لأولياء الأمور بكيفية تعليم أبنائهم قول «لا» للتصرفات الخاطئة والاستغلالية تحت شعار «علم طفلك أن يقول لا».
وتوجه سموّه بكلمة أبوية إلى كل أولياء الأمور، بضرورة رعاية الطفل والاهتمام بتوعيته وتربيته التربية السليمة التي تضمن تمتعه بحقوقه وأن يحظى بأفضل رعاية، وأن هذا البرنامج سيعزز حماية الأطفال من أي اعتداء أو عنف قد يتعرضون له، فمن الواجب أن يتمتع ولي الأمر بهذه الثقافة، وأن يعلم أبناءه كيف يقولون «لا» لأي خطر قد يتعرضون له.
وتستغرق مدة البرنامج ساعة واحدة، ويتناول عدداً من المحاور التوعوية، منها مفهوم الاعتداء الجسدي والجنسي والعاطفي والاستغلال التجاري، فضلا عن الإهمال والابتزاز الالكتروني.
وتجول سموّه في قاعة وزارة التربية والتعليم، حيث تعرف إلى المبادرات التي تطرحها والمنصات التي تعرض تجربتها في تشجيع الأطفال على القراءة، وتعزيز مهارتهم في البحث والمعرفة، إذ تخصص الوزارة مجموعة من الأجنحة لتنظيم مشاركتها، منها جناح مبادرة «الركن» التي تعقد فيه مسابقة في الكتابة والتأليف والنشر، وجناح «واحة الكرامة» الذي تستعيد فيه سيرة شهداء الوطن بتجسيد معلم «واحة الكرامة» في عاصمة الدولة أبوظبي، وأجنحة الأنشطة والورش: حروفنا، وكتابنا، ولغتنا، وإبداعاتنا، وقراؤنا، ومسرحنا، وقاعة السينما التي تعرض نخبة من الأفلام التي تصوّر أفكار أطفال مبدعين ورؤاهم، من مختلف بلدان العالم.
وتفقد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، معرض «رحلة عبر الدماغ» الذي ينظمه المهرجان بالتعاون مع المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، ويتيح للزوار المشاركة في عدد من الأنشطة التفاعلية التي تجمع بين المتعة والمعلومة والترفيه، وتتمحور جميعها حول الدماغ البشري وكيفية عمله ومراحل نموه، والتقنيات التي يستخدمها الباحثون والأطباء لعلاج الأمراض الدماغية.
وتابع سموّه، خلال جولته عدداً من الورش التعليمية والتثقيفية المقامة، كما شهد جانباً من العروض الفنية والترفيهية المصاحبة للفعاليات.
وزار سموّه، معرض «الشارقة لرسوم كتب الطفل» بدورته السادسة التي تجمع 303 أعمال فنية، لـ 90 فناناً من مختلف أنحاء العالم، والتقى بعض الرسامين المشاركين بأعمالهم، وأشاد بدورهم في تعزيز اهتمام الأطفال بالكتاب، وجذبهم إلى القراءة.
تكريم الفائزين
وقد تفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة بتكريم الفائزين بجوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2017، وفاز بالمركز الأول أليخاندرو غاليندو بيدراغو من اسبانيا، وذهبت جائزة المركز الثاني إلى ماركو سوما من إيطاليا، فيما حصل على جائزة المركز الثالث استير غارثيا غورتيس من اسبانيا، وفاز بالجوائز التشجيعية الثلاث، كل من استيلا ميثا من المكسيك، وكريستنو بيروبانا من إيطاليا، وهاني صالح من مصر.
وكرم سموّه الفائزين بجائزة مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل 2017، حيث فازت بالجائزة باللغة العربية من الفئة العمرية 4 إلى 12 سنة، رانيا زبيب، عن قصة «كل يوم»، في حين ذهبت جائزة كتاب اليافعين باللغة العربية من 13 إلى 17 سنة، إلى الدكتور إبراهيم شلبي، عن قصة «رحلات وسيم»، أما الجائزة باللغة الإنجليزية من 7 إلى 13 سنة، ففازت بها ميشيل زيلكوسكي عن قصة «The Boy Who Knew the Mountains».
كما كرم سموّه الفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، حيث فازت بالمركز الأول الدكتورة أماني محمد السيد من مصر، عن بحث «نظم الأرشفة وإدارة الوثائق بالمؤسسات – دراسة استكشافية للمتطلبات الفنية والوظيفية». ونال المركز الثاني أيمن محمد إبراهيم الدسوقي، من مصر، عن بحث «الجيل الخامس لشبكات الاتصالات اللاسلكية: رؤى مستقبلية لإعداد إطار استراتيجي للأرشيف العربي الموحد». وفاز بالمركز الثالث أحمد عثمان أحمد، عن بحثه: «الأرشفة الإلكترونية في دولة الإمارات- دراسة لواقعها والتخطيط لمستقبلها دراسة مسحية».
2093 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية وتعليمية
يمتد مهرجان الشارقة القرائي للطفل، على مساحة 2304 أمتار مربعة ويتضمن 2093 فعالية ثقافية، وفنية، وترفيهية، وتعليمية، إلى جانب مشاركة 123 عارضاً، وحضور 179 ضيفاً من مختلف دول العالم، تتوزع عليها كثير من الأجنحة والفعاليات.
ويضم برنامج فعاليات الطفل 1403 فعاليات يشارك فيها 55 ضيفاً من 22 دولة، فيما يجمع برنامج الفعاليات الثقافية 60 ضيفاً من 23 دولة يشاركون في 40 فعالية متنوعة على مدار أيام المهرجان الأحد عشر.
ويجمع برنامج ركن الطهي 83 فعالية يقدمها 14 ضيفاً من 14 دولة ضمن ثلاث فعاليات رئيسية، هي عروض الطهي الحي، ومسابقات الطهي، والطاهي الصغير. أما في فعاليات مقهى المبدع الصغير، فيلتقي الجمهور بعدد من الأطفال أصحاب المواهب المتميزة في الأدب، والابتكارات العلمية، والرياضية، والفنية، الذين حققوا نجاحات معينة في مختلف المجالات، ليتحدثوا عن حياتهم وإنجازاتهم وطموحاتهم.
إعلاميون وكتاب وفنانون في المهرجان
يشارك في المهرجان عدد كبير من المؤلفين، والإعلاميين، والفنانين، والخبراء التربويين، العرب والأجانب، من أبرزهم الفنانة المصرية حنان ترك، رئيسة تحرير مجلة «نونة» للأطفال، والإعلامي الكويتي غازي حسين، والإعلامي العُماني محمد الهنائي، والكاتب اللبناني حسن خليل، والإعلامية المصرية أمل فرح، والصحفية والكاتبة في «نيويورك تايمز» جايل فورمان، والشاعر والمؤلف كوامي إليكساندر مؤلف الرواية الأكثر مبيعاً «هو قال، هي قالت»، ومصور كتب الأطفال الشهير كوركي بول.
ويحتفي المهرجان، بروح الاكتشاف، عبر شعاره «اكتشف عن قرب»، الذي لا يقتصر على العلوم، وإنما يشمل كل تجربة ملهمة تشكل مصدراً للاكتشاف، بما في ذلك الكتب، وما تفتحه من فضاءات لا حدود لها، لتدفع إلى البحث عن إجابات للأسئلة التي تدور في عقول الصغار والكبار عبر القراءة.
المصدر:
وكالة أنباء الإمارات (وام) وجريدة الخليج