صاحب السمو حاكم الشارقة يطلق أول مركز إنتاج إعلامي بكادر من ذوي الإعاقة
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأربعاء 22 نوفمبر 2017 بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة – فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي حمل شعار «قصص ملهمة»، وأقيم في مركز إكسبو الشارقة حتى 25 من الشهر ذاته.
نظم «إكسبوجر» – الحدث الأكبر من نوعه في مجال التصوير الفوتوغرافي على مستوى المنطقة – المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وبمشاركة نخبة من كبار المصورين العالميين والعلامات التجارية الرائدة في العالم في مجال التصوير.
بدأ حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني للدولة، وعرض فيلم يبرز رؤية ورسالة المهرجان في دورته الثانية، ويحكي أهمية التصوير في حياتنا اليومية.
شكر وتقدير
وأعرب سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام – في كلمته خلال الحفل – عن شكره وتقديره لدعم صاحب السمو حاكم الشارقة لفعاليات المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» الذي يركز على أهمية الصورة ودورها الثقافي والفكري والحضاري.
وتطرق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى تاريخ الصورة، مشيراً إلى العالم المسلم الحسن بن الهيثم الذي واصل أبحاث الضوء في كتابه «المناظر» وتحدث فيه عن الحجرة المظلمة ذات الفتحة الدائرية التي تعكس داخلها الصورة التي أمامها، وكلما ضاقت هذه الفتحة زادت دقة الصورة المعروضة داخلها مما مهد الطريق لاختراع الكاميرا.
أول صورة
وأشار إلى أنه في العام 1826 التقطت أول صورة في التاريخ للعالم الفرنسي جوزيف نيبس، الذي حفظت صورته الأولى ذاكرة أبدية لحديقة منزله في أرشيف الصور، وخلّدت اسمه في عالم التصوير، لتبدأ بعده حقبة جديدة من توثيق الأحداث وتطور الكاميرا.
وأكد ضرورة أن تحمل الصورة رسالة وفكرة، لافتاً إلى دورها في رواية الحدث وحكاية القصص وعكس المشاعر من الفرح والحزن في مختلف المواقف الإنسانية.
وقال هناك صور تهز العالم وأخرى موجعة تختزل آلاف الصفحات، وصورة واحدة قد تتفوّق على رواية قصة كاملة، وصورة مفرحة تنشر السعادة في قلوبنا.
وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أن الدورة الثانية من «إكسبوجر» تدخل إلى عالم الكتابة بالضوء من أوسع أبوابه، وتسبر أغواره من خلال معرفة ما وراء الصورة، مشيراً إلى أن مبدعي التصوير الذين حضروا إلى الشارقة من مختلف بقاع الأرض، منهم من أبدعوا في نقل جمال الحياة وتقلبات طبيعتها، ومنهم من غامروا بحياتهم للقطة تفيد الأجيال بعلم ومعرفة.
ولفت إلى ما يواجهه بعض المصورين من صراع إنساني بين لقطة سبق صحفي تجسد معاناة تحشد العالم، وبين إنقاذ روح تستنجد الحياة لتسبق إنسانيته عدسته.
شبابنا الموهوب
وقال رئيس مجلس الشارقة للإعلام «يركز المهرجان على دعم وتشجيع شبابنا الموهوب لصقل موهبته بأفضل الوسائل ليتميز محلياً وإقليمياً ودولياً، لأننا نؤمن بأن الموهبة هي أول سلّم للوصول إلى الاحترافية التي ننشدها وتروي قصص نجاحاتهم».
وأشار إلى اهتمام المهرجان بالبيئة والطبيعة واستقطاب نخبة متميزة من مصوري الطبيعة الذين شكلت إنجازاتهم نبراساً في المعرفة، ودق ناقوس الخطر لما يهدد بيئتنا من أجل استدامة الحياة، مؤكداً أهمية التخصص في التصوير كونه يولّد الإبداع في المجال.
جولة تفقدية
بعدها شهد صاحب السمو حاكم الشارقة ثلاث جلسات في التصوير، ثم قام بجولة تفقّد فيها المعارض الداخلية التي أقيمت في المهرجان، وأبرزها المعرض الخاص بالمصور البريطاني الشهير السير دون ماكولين الذي يعرض مجموعته البلاتينية الخاصة، ومعرض مصور الحياة الطبيعية الكندي بول نيكلن، الذي يقدم أكثر من 12 صورة كبيرة الحجم بطبعة خاصة، ومعرض المصور الفلسطيني محمد محيسن بما يتضمنه من 12 صورة فوتوغرافية حصرية للمهرجان تحمل عنوان «وجوه الشارقة»، إضافة إلى معرض الفائزين الـ 17 في المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي بدورتها الثانية والتي شهدت مشاركة 10 آلاف مشارك، تنافسوا في المسابقة من 98 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وشاهد سموه الأعمال التي تتضمّنها المبادرة الجديدة التي ينظّمها المهرجان بدءاً من هذا العام، بهدف دعم المصورين الناشئين الموهوبين والجدد ومساعدتهم، وتتمثل في تخصيص مساحة تتسع لـ 50 لوحة لعرض إنتاجاتهم الفنية المتنوعة، إلى جانب عدد من المصورين العالميين الذين لم تتسن لهم المشاركة في المعارض الخاصة المصاحبة للمهرجان، وهذه مساهمة من «إكسبوجر 2017» في تسليط الضوء على أصحاب المواهب وتحفيزهم وتوفير منصة لهم لترويج وتسويق أعمالهم لدى شركات ووكالات التصوير العالمية.
واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على الأعمال الفائزة بـ «منحة تيموثي آلن للتصوير الفوتوغرافي» التي أطلقها المهرجان خلال دورته الأولى، لإبراز دوره في تطوير قدرات المصورين المحترفين والناشئين وتوفير منصة دولية لهم لتحقيق الشهرة والنجاح في مختلف فئات التصوير.
الحضور
حضر افتتاح المهرجان إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة.. كل من الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري وعبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وخميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي وهنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام، وعدد من المسؤولين والمديرين وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحشد من المختصين في التصوير من مختلف أنحاء العالم.
معرض ومصورون وورش
وقد اشتمل «إكسبوجر» على 27 معرضاً داخلياً وخارجياً، أقيمت في مواقع عامة في الشارقة ودبي لـ 32 مصوراً عالمياً إلى جانب 35 ورشة عمل و 25 ندوة ومحاضرة، واستهدف بفعالياته المتواصلة على مدى أربعة أيام المصورين المحترفين والناشئين وطلبة الجامعات والكليات والمدارس والمصورين الصحفيين وجميع أفراد المجتمع من الأعمار كافة الذين يجذبهم الشغف بالصور وبقدرتها على التأثير.
ويهدف المهرجان أيضاً إلى تعزيز المشروع الثقافي والفني لإمارة الشارقة وتحويلها إلى وجهة إبداعية متميزة في العديد من المجالات، وبناء جيل محترف وواع بتقنيات التصوير وبكيفية نقل الصورة الصحيحة، وإبراز أهمية الصورة ودورها التنموي ثقافياً وفنياً وإعلامياً، وتوفير منصة مثالية للمصورين المحترفين والناشئين لعرض وتسويق أعمالهم وتطوير قدرات المصورين العاملين في دولة الإمارات والمنطقة وفتح مجالات التعاون بينهم وبين زملائهم حول العالم.
أبرز المشاركين
ومن أبرز المصورين العالميين الذين شاركوا في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2017»، المصور ومخرج الأفلام الوثائقية الإماراتية علي خليفة بن ثالث أول عربي يفوز بجائزة القيادة للتصوير الاحترافي، والمخرج والمصور الفوتوغرافي المصري عبد الرحمن جبر المهتم بتوثيق حياة الأشخاص والأماكن في مصر، والمصور الفلسطيني محمد محيسن الفائز مرتين بجائزة بوليتزر إضافة إلى جائزة مجلة «تايم»، ومصور الرحلات البريطاني تيموثي آلن الفائز بالعديد من الجوائز العالمية، والمصور الصحفي الأمريكي إيلي ريد مصور الحروب والصراعات في لبنان وبنما وهايتي. كما شارك في المهرجان المصور الرياضي البريطاني بوب مارتن الفائز بجائزة أفضل مصور رياضي بريطاني ثلاث مرات، والمصور وصانع الأفلام السلوفيني بينو ساراديتش الفائز بالميدالية العالمية الذهبية في مهرجان نيويورك للأفلام، والمصور البريطاني كولن هاوكينز الذي عمل مع العديد من العلامات التجارية والمؤسسات الدولية المرموقة مثل ماستر كارد وبيجو ونيويورك تايمز والمتحف البريطاني، ومصور الرحلات الأمريكي إيليا لوكاردي أحد أكثر المصورين متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم.
وشهد المهرجان مشاركة المصورة الأمريكية كيلي ريد جرانت مديرة التصوير في «ياهو نيوز» ومديرة عمليات الصور في مجلة «نيوزويك»، والمصور البريطاني ماركوس بليسدل المتخصص في الحملات الموجهة ضد انتهاكات حقوق الإنسان، ومصور الحروب والصراعات البريطاني دون ماكلين الذي عمل في لبنان وإيرلندا الشمالية وفيتنام وكمبوديا، إضافة إلى مصور البورتريه والأزياء البريطاني الشهير كلايف آرو سميث الذي نشرت أعماله في مجلة «فوغ» وصحيفة «صنداي تايمز».
بالإضافة إلى لقاء يومي مع الفنان والمبدع العالمي جراهام فينك رائد الرسم باستخدام العينين الذي قدم سلسلة من العروض البصرية المدهشة التي يعتمد فيها على تقنية متابعة حركة الأشعة على شبكية عين الإنسان لإبداع أعماله المتفردة، حيث يقوم برنامج إلكتروني بتتبع حركة عين الفنان العالمي وتحويلها إلى أداة لرسم الأعمال الفنية المدهشة.