تقنيات القراءة المساندة
إضافة قيمة لجناح المدينة في معرض الشارقة الدولي للكتاب 33
الابتسامة التي ارتسمت على وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة وهو يتقبل الزهور من طفلين من ذوي الإعاقة أثناء مراسم قص الشريط التقليدي في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين رسالة نبيلة من سموه موجهة إلى الجميع عبر من خلالها عن مقدار حبه واحترامه لأبناء هذه الشريحة من المجتمع في لفتة إنسانية كريمة تدل على تقبل الاطفال من ذوي الإعاقة وقربهم من فكر سموه واهتماماته العليا في مثل هذه المناسبة التي تفخر بها إمارة الشارقة وتوليها اهتمامها على أعلى المستويات، والطفلان هما مايد عارف عبيد وشوق الشامسي من طلاب مدرسة الأمل للصم.
كما تشرف جناح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في المعرض بالزيارة الكريمة التي خصه بها صاحب السمو خلال جولته على أروقة المعرض صباح الأربعاء 5 نوفمبر 2014 حيث اطلع سموه على أحدث التقنيات المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة في القراءة والتي تضمنها الجناح بالإضافة إلى كتب صاحب السمو حاكم الشارقة وكتب المدينة، ليس هذا وحسب، بل أبدى سموه إعجابه بقدرة الطلبة من ذوي الإعاقة على استخدام هذه التقنيات متمنياً للمدينة التي تتشرف برئاسته الفخرية لها دوام التقدم والنجاح والعطاء في مختلف المجالات.
مشاركة غير تقليدية
جناح المدينة في معرض الكتاب لم يكن جناحاً تقليدياً كغيره من الأجنحة التي تضم بين جنباتها الكتب والمطبوعات لأنه صمم ليشعر زائره وكأنه في بيته، الديكور البسيط ذو الالوان الهادئة، التقنيات المساندة التي يستخدمها بعض طلبة المدينة بحرفية وإتقان، البسمة التي يستقبل بها المشرفون على الجناح زائريهم، كل هذه الأمور وغيرها تقول للجميع، مرحباً بكم في جناح المدينة.
أبرز التقنيات المساندة التي قدمتها المدينة في جناحها بالتعاون مع شريكها (شركة كونسرت وورلد) مجموعة من التقنيات المساندة تمكن الزوار من التفاعل معها: (جهاز تكبير الكلمات) و(جهاز السطر الإلكتروني) وجهاز (قارئ الشاشة) وجهاز (التابليت ويندوز) و (جهاز توبي آي تويلف) و(جهاز الآيباد)، وكان اختصاصيو المدينة المناوبون في الجناح يقدمون الشرح اللازم عن آلية عمل هذه التقنيات وكيف يستخدمها الشخص من ذوي الإعاقة لتساعده على القراءة سواء أكانت تلك الإعاقة بصرية أو حركية أو تندرج في إطار صعوبات التعلم والقراءة.
وكان من اللافت خلال اليوم الأول من المعرض استقطاب جناح المدينة المتميز للعديد من الشخصيات والزوار الذين دفعهم الفضول وحب المعرفة للتعرف إلى التقنيات المعروضة وتجريبها بأنفسهم حيث عبروا عن إعجابهم الشديد بهذا الفكر النير الذي تسعى المدينة لنشره بين مختلف شرائح المجتمع حرصاً على وعي وإدراك الجميع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
ومن جهة أخرى فإن مشاركة المدينة في المعرض تفتح أمامها دائماً آفاقاً جديدة كمؤسسة رائدة في نشر الكتب المتخصصة في الإعاقة والتربية الخاصة والتربية بشكل عام، فقد نشرت المدينة حتى اليوم أكثر من 40 عنواناً متخصصاً في الإعاقة ومن بينها الترجمة الوحيدة إلى العربية للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الصادر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسي، بالإضافة إلى أن المدينة تعتبر منفذاً من منافذ البيع الأساسية لمنشورات القاسمي الدار المتخصصة بنشر كتب صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة.
وقد اهتمت المدينة منذ تأسيسها اهتماماً كبيراً بنشر الوعي والثقافة بشكل عام والثقافة المتخصصة بشكل خاص وتحرص في هذا المجال على طباعة وترويج مطبوعات وكتب متخصصة في مجال الإعاقة انسجامأً مع جوهر رسالتها في نشر الثقافة العلمية السليمة والتوعية بالإعاقة ومخاطرها وضرورة الحد من تفاقمها مستعينة على ذلك بمخاطبة جمهور المهتمين والمتخصصين وعامة الناس الذين يحرصون على اقتناء الكتب وذلك من خلال مشاركتها في معارض الكتب المحلية والعربية وأبرزها معرض الشارقة الدولي للكتاب مستفيدة في ذلك من الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة ومساندة دائرة الثفافة والإعلام بحكومة الشارقة.
جناح المدينة التفاعلي يستقطب الزوار
شهد جناح المدينة إقبالاً لافتاً من الزوار الذين أبدوا إعجابهم الكبير بما عرض فيه من أبرز تقنيات القراءة المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة، ومما ساهم في هذا الإقبال قدرة الزوار على التفاعل مع التقنيات وتجربتها بأنفسهم بالإضافة إلى مشاهدة الطلبة من ذوي الإعاقة وهم يستخدمونها بكل حرفية ومهارة تحت إشراف مجموعة من اختصاصي المدينة الذين كانوا حريصين أشد الحرص على تعريف الزائر بهذه التقنيات وتقديم فكرة وافية عنها.
غني عن القول إن أهم هذه الزيارات التي تشرف بها الجناح هي الإطلالة الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة وإشادته بالمستوى المميز الذي بلغته المدينة في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة ومن بينها التقنيات المساندة، كما أعرب سموه عن إعجابه وتقديره لأداء طلبة المدينة وهم يستخدمون هذه التقنيات مباشرة أمام زوار المعرض متمنياً لهم ولمدينة الخدمات الإنسانية دوام التقدم والنجاح.
سعادة الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة أكد أن هذا الجهد الذي تبذله المدينة في سبيل الارتقاء المستمر بأداء طلبتها في مختلف المجالات وخاصة التعليمية يؤكد للجميع نبل الرسالة التي تضعها هذه المؤسسة على عاتقها، وما جناح المدينة في معرض الشارقة الدولي للكتاب إلا خير دليل على ذلك.
الشيخ سالم توجه بالشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي تبذل على الدوام كل ما أمكنها كي ترتقي بالخدمات المقدمة للاشخاص ذوي الإعاقة إيمانأً منها بما يمتلكونه من قدرات ومواهب تستحق كل الدعم والمساندة.
سعادة طارق سلطان بن خادم رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين أعرب عن سعادته الكبيرة بما رآه واطلع عليه مؤكداً أن المدينة سباقة على الدوام في مواكبة أحدث التطورات في مجال التقنيات المساندة بهدف تسخيرها خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وحث المجتمع على المساهمة في ذلك كل حسب دوره ومسؤوليته.
الدكتور يوسف عيدابي المستشار الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة ومدير عام منشورات القاسمي أوضح الأهمية العلمية والمعرفية لجناح المدينة من خلال تسليط الضوء على أبرز تقنيات القراءة المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة وإتاحة الفرصة امام زوار الجناح كي يتفاعلوا مع هذه التقنيات بأنفسهم ليدركوا مدى أهميتها بالنسبة لأبناء هذه الفئة من المجتمع.
الإعلامية المصرية لميس الحديدي لم تخف إعجابها الكبير بجناح المدينة وما تضمنه من تقنيات مساندة تقدم الخدمات الجليلة للأشخاص ذوي الإعاقة وتساعدهم على القراءة بشكل أفضل ومما لا شك فيه فإن هذا الجناح المتميز يمثل نقلة نوعية وإضافة قيمة للمعرض بشكل عام.
واجمالاً شهد جناح المدينة اقبالاً من العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية وعموم زوار المعرض حيث أبدى الجميع إعجابه وتقديره بالمستوى الراقي والمتقدم الذي تحققه المدينة على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات متمنين لها النجاح والتوفيق على الدوام.
ختام المعرض
اختتمت المدينة مشاركتها في معرض الكتاب بنتائج طيبة ومتميزة أكدت صوابية النهج الذي تسير عليه هذه المؤسسة الإنسانية العريقة في شتى الميادين والمجالات ومن بينها الجانب الفكري والثقافي والعمل على توعية المجتمع بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف الارتقاء المستمر بجميع هذه الفئات وصولأً إلى صيغة عالية من الاحترام والتقدير المتبادل بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغير المعاقين.
طبعاً لم يخل جناح المدينة من كتب صاحب السمو حاكم الشارقة بالإضافة إلى كتب المدينة وقد ساهم هذا المزيج الرائع من الكتب وتقنيات القراءة المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة في الإقبال اللافت الذي شهده الجناح من قبل العديد من الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية ومن عموم زوار المعرض وفي ذلك نقلة نوعية في غمار مشاركات المدينة بالمعرض والتي تعود إلى العام 1987 وستستمر بإذن الله.
وقد أدرك كل من زار الجناح أن مشاركة المدينة هذا العام لم تكن تقليدية خاصة عندما تفاعل بشكل مباشر مع تقنيات القراءة المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة التي كانت متوفرة في الجناح ورأى كيف يقوم بعض طلبة المدينة باستخدامها بكل حرفية وإتقان ثم قام باستخدامها بنفسه أيضاً للتعرف على آلية عملها وكيفية مساندتها للأشخاص ذوي الإعاقة في عملية القراءة.
هذا التفاعل الرائع بين جناح المدينة وزوار المعرض عرف الجمهور أكثر بما تقدمه هذه المؤسسة الإنسانية النبيلة من خدمات وبرامج وأنشطة لطلبتها من الأشخاص ذوي الإعاقة وأتاح الفرصة أمامهم للاندماج مع الطلبة بشكل إيجابي وسط أجواء توجها الحب والاحترام وساهم في جمالها الديكور الذي تم انتقاؤه ليجعل من جناح المدينة في المعرض وكأنه ركن دافئ من أركان المنزل وإضفاء الطابع الأسري عليه.
وقد أثبتت الانطباعات التي سجلها زوار الجناح بالدليل القاطع نجاح هذه المشاركة المتميزة للمدينة في المعرض حيث أكدوا جميعاً على سعادتهم الكبيرة بهذه التجربة التفاعلية مع الأشخاص ذوي الإعاقة والتقنيات المساندة متمنين للمدينة دوام الازدهار والتقدم لكل ما من شأنه خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام.