وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، عبر الخط المباشر (السبت 14 يونيو 2020)، باستثناء المكفوفين كافة من شرط الحصول على درجة 3.5 لإكمال تعليمهم لدرجة البكالوريوس، وذلك في استجابة لأحد الطلبة المكفوفين الذي يبلغ من العمر 51 عاماً ويريد أن يكمل تعليمه في جامعة الشارقة.
وقد رفع الأشخاص المكفوفون أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، لمبادرة سموه باستثناء الأشخاص المكفوفين من شرط الحصول على درجة 3.5 من كلية المجتمع جامعة الشارقة، لإكمال تعليمهم لدرجة البكالوريوس في أي من كليات القانون، أو الحوسبة والمعلومات، أو إدارة الأعمال.
وأشادوا باستجابة سموّه السريعة للمواطن محمد الحوسني، الحاصل على دبلوم كلية المجتمع، ولم يؤهله المعدل الحاصل عليه، لاستكمال دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في القانون، مؤكدين أن مبادرة سموّه الإنسانية تدل على اهتمام أبوي بالعلم والتعليم، وأن سموه نصير المعاقين وأمير القلوب.. يوفر الفرص للجميع، وقالوا:
أمير القلوب
لؤي علاي: صاحب السمو حاكم الشارقة، نصير المعاقين، فهذا الرجل بعطائه تبصر القلوب قبل العيون، نعم حاكم الشارقة سلطان القاسمي نبصر بك، وبكرمك لاعذر لنا، ولكل كفيف على هذه الأرض أن يكمل تعليمه، فقد قدم لنا الكثير من المكارم ابتداء من منحة مفتوحة للمعاقين عامة، والمكفوفين خاصة، علاوة على استجابته لطلب الطالب محمد الحوسني، في تسهيل إكمال دراسته من كلية المجتمع إلى البكالوريوس، دون شروط، بما في ذلك من شمول جميع المكفوفين في جامعة الشارقة، فشكراً تقف عاجزة أمام شلالات العطاء والأبوية، والاحتواء، وإن كنا فقدنا بصرنا، لكننا نرى الأجمل بك يا أمير القلوب.
دعم دائم
محمد الغفلي: نتقدم بخالص الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على دعمه الدائم لأبنائه المعاقين عامة، والمكفوفين بشكل خاص، ولا غرابة في أن يسهل لهم الصعاب، ويذللها ليستكملوا مسيرتهم التعليمية، فسموّه يقدر طالبي العلم، ودعمه مستمر لهم سواء بمنح دراسية، أو استثناءات من بعض المتطلبات، حتى يتمكن المكفوفون من مواصلة تعليمهم، وينالوا الدرجات العليا.
تكملة للجهود
فارس الهادي: عوّدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، منذ نشأتنا على مكرماته التي من شأنها تطوير ودعم حياتنا كأصحاب إعاقات، وذلك بالريادة في تمكين ذوي الإعاقة، فضلاً عن توالي اهتمام سموه الكريم في سبيل أن تصبح إمارتنا الباسمة صديقة لنا في كل المجالات، وأهمها التعليم، والذي بدا جلياً في جعل الجامعة مهيأة ليأخذ الطلبة من ذوي الإعاقة حقهم في فرص تعليمية متكافئة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، وكان ذلك بافتتاح سموه الكريم مركز الموارد لذوي الإعاقة، وتزويده بكل الإمكانات البشرية واللوجستية لتحقيق دمجنا، فضلاً عن توفير منح دراسية كاملة لكل المنتسبين للجامعة من ذوي الإعاقة، في كافة البرامج والدرجات العلمية، ولكل الجنسيات، وما شهدناه اليوم ما هو إلاّ تكملة لتلك الجهود فشكراً سلطان.
ويقول فارس إنه يعمل في مركز الموارد لذوي الإعاقة منذ تأسيسه في عام 2014 بمكرمة وتوجيهات من سموه، وهو الطالب الوحيد من ذوي الإعاقة الذي يوظف على منصة تخريجه.
شكراً نصير المعاقين
ومن جهته رفع محمد حسن غريب الحوسني أسمى آيات الشكر، والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لاستجابة سموّه السريعة لطلبه، وإتاحة الفرصة له ولجميع المكفوفين من خريجي كلية المجتمع جامعة الشارقة استكمال دراساتهم للحصول على درجة البكالوريوس دون اشتراط المعدل المطلوب لذلك.
وقال إنه يبلغ من العمر 51 عاماً، ولديه 6 أبناء جميعهم مبصرون، ويعمل في بلدية دبي منذ 28 عاماً، كموظف استقبال في محطة معالجة مياه الصرف الصحيبعد أن ترك الدراسة عام 1988 لضعف بصره، ومن ثم وفي سنة 1989 التحق بمركز دبي للمعاقين للدراسة، وتدرب في مقسم البدالة، وتخرج عام 1991، واستعانوا به في البلدية، وطالبوه بأن يكون نموذجاً في الكفاءة، ليفتح المجال أمام زملائه المعاقين للعمل فيها، وأعطوه قوائم بأرقام العاملين في أقسام وإدارات البلدية كافة، فحفظها بالكامل عن ظهر قلب خلال شهرين، لتمتعه بذاكرة قوية، تمكنه من الحفظ السريع.
وأضاف أنه عقب تقييمه، تم تعيينه على الفور، وكان سبباً في تشغيل البلدية 8 أشخاص معاقين آخرين في المحطة التي كان يعمل بها، ومن ثم التحق بجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً عام 1995، وأصبح لاعباً في منتخب الإمارات لكرة الجرس للمكفوفين، ثم لاعباً في منتخب الإمارات للمعاقين، وأحرز العديد من الميداليات، وفي عام 2006 كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في جائزة دبي للأداء الحكومي فئة الجندي المجهول، لتميزه في الرد على المكالمات الهاتفية، وحفظ الأرقام غيباً.
ويواصل: في عام 2012 حدثت نقطة التحول في حياته، عندما قرر استكمال دراسته، بعدما شعر أنه ظلم نفسه عندما ترك الدراسة حين شعر بضعف نظره، في حين لديه قدرات يمكن أن يستغلها، بأن يكون مثقفاً ومتعلماً، وبالفعل، أكمل الدراسة الإعدادية فالثانوية، التي تخرج فيها بمعدل 82%، والتحق بكلية المجتمع في جامعة الشارقة دبلوم قانون، وانتظم على مقاعد الدراسة فيها يومياً عقب انتهاء فترة دوامه الصباحي في بلدية دبي، ومن ثم تخرج العام الجاري 2020، بحصوله على معدل 3.1، وأراد إكمال البكالوريوس في كلية القانون إلا أن معدله وقف حائلاً دون ذلك، حيث تشترط قوانين الجامعة الحصول على معدل 3.5، إلى أن أكرمه الله باستجابة صاحب السمو حاكم الشارقة لأمنيته في استكماله دراسته.
وختم بقوله: فرحتي اليوم كبيرة جداً بما لا يمكنني من التعبير عنها، فكل الشكر لسموه وهو نصير المعاقين، وبإذن الله سأكمل المسيرة التعليمية، إلى أن أحصل على الدكتوراه، وأكون نموذجاً يحتذى به لمن أنعم الله عليهم بكل حواسهم، لكنهم لا يستغلون إمكانياتهم.
المصدر:
جريدة الخليج الإماراتية، الرابط:
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/77fdf635-65d7-4c29-a9f6-286f69602e34