منظمة الصحة العالمية: الشارقة تضع الصحة على رأس جدول أعمالها
عصام بن صقر القاسمي:
الإنجاز ليس مجرد لقب بل ثروة حقيقية لأبناء الشارقة حاضراً ومستقبلاً
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، (الأربعاء 30 سبتمبر 2015)، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، حفل الإعلان الرسمي لاعتماد «الشارقة مدينة صحية»، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
وتسلم صاحب السمو حاكم الشارقة شهادة اعتماد الشارقة مدينة صحية، مصدقة من منظمة الصحة العالمية، من المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
وقدم سموه درعاً تذكارية عن الشارقة مدينة صحية للدكتور علاء العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
كما تسلم صاحب السمو حاكم الشارقة درعاً تذكارية عن برنامج الشارقة مدينة صحية من الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس اللجنة العليا لانضمام الشارقة لبرنامج المدن الصحية العالمي.
وتسلم سموه نسخة من وثيقة الشارقة الصحية من الشيخ محمد بن عبدالله آلِ ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية التي أعدتها الدائرة وهي الجهة ذات الاختصاص بتوفير القدر الأكبر من البيانات المطلوبة لبرنامج الشارقة مدينة صحية، ولإعداد وثيقة البرنامج باعتبارها جزءاً من خطتها التشغيلية.
ويأتي اختيار الشارقة كأول مدينة صحية في المنطقة بعد استيفائها لكافة المعايير والاشتراطات الصحية الجديدة المتعلقة بالمدن الصحية، ضمن الشبكة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.
وأكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن الشارقة التي تضع الصحة على رأس جدول أعمال صناع القرار، وحققت نتائج وصفها بالباهرة في الوفاء بالمتطلبات التي يشترطها برنامج المدن الصحية في الوقت الذي بذلت فيه جهوداً كبيرة لتحسين البنية التحتية والبيئة الاجتماعية بما يتماشى مع مفهوم المدينة الصحية.
كما أظهر تقرير فريق تقييم منظمة الصحة العالمية أن برنامج المدينة الصحية في الشارقة يتسم بجودة هيكله وتنظيمه وبتعاون القطاعات المختلفة، وكان التوثيق وتجميع البيانات والشفافية من الجوانب الإيجابية التي وردت في التقرير.
وأكد تقييم منظمة الصحة العالمية أن مركز الاستجابة للطوارئ والأزمات وإدارتها في الشارقة فريد من نوعه في الإقليم داعياً إلى تكراره في البلدان الأخرى.
نموذج عالمي
وألقى الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار في مكتب سمو الحاكم، رئيس اللجنة العليا لانضمام الشارقة لبرنامج المدن الصحية العالمي كلمة عبر فيها عن شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة لدعمه المتواصل وتوجيهاته الكريمة التي قادت إمارة الشارقة إلى هذا الاستحقاق الكبير، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز هو نتيجة حتمية لجهود إمارة ترتكز بخططها وبرامجها إلى رؤية وتوجيهات سموه ليكون هدفها الرئيس هو الإنسان محور البناء والتطوير.
وقال إن اعتماد الشارقة أول مدينة صحية في المنطقة، بعد إستيفائها لكافة المعايير والاشتراطات الصحية الجديدة المتعلقة بالمدن الصحية، جاء بعد مسيرة جادة ومنظومة متراكمة من البرامج والمبادرات والمشاريع المختلفة وفق رؤية الإمارة الهادفة لتكون الشارقة نموذج عالمي للمدن الصحية.
وأضاف الشيخ عصام بن صقر القاسمي أن إنجاز الشارقة ليس مجرد تتويج أو لقب جديد تحتفي به، بل هو ثروة حقيقية تهديها إمارة الشارقة لأبنائها حاضراً ومستقبلاً لضمان حقهم في الأمن الصحي وتوفير الحياة السليمة وفق أعلى معايير الجودة من الخدمات الصحية المتكاملة.
ولفت رئيس اللجنة العليا لانضمام الشارقة لبرنامج المدن الصحية العالمي إلى أن رسالة الشارقة مدينة صحية هي تحقيق أعلى مستويات جودة الحياة والتنمية المستدامة لسكان الشارقة وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية وقيم الشراكة المجتمعية والعدالة والكفاءة والشفافية.
واستعرض الشيخ عصام بن صقر القاسمي أبرز المحطات التي واكبت اعتماد الشارقة منذ بدء الانضمام لبرنامج المدن الصحية العالمي، مشيراً إلى أنه تم وضع الأهداف والاستراتيجيات وتشكيل لجنة توجيهية عليا وأخرى تنسيقية وتأسيس مكتب تنفيذي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
وجرى خلال شهر إبريل / نيسان من عام 2012 توقيع مذكرة التفاهم مع منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم الفني للبرنامج، وتدريب المنسقين من دوائر حكومة الشارقة من قبل المنظمة ومن قبل المكتب التنفيذي لبرنامج الشارقة مدينة صحية.
وأشار الشيخ عصام بن صقر القاسمي إلى أنه وفي أوائل العام الجاري تم طلب تقييم برنامج الشارقة مدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية، وكان التقييم النهائي في الفترة ما بين 26 ـ 28 مايو / أيار من العام الجاري 2015 ليتبعه إعلان الشارقة مدينة صحية، لتحقق الإمارة بذلك انجازاً آخر يضاف لسلسلة انجازاتها المتميزة.
كما استعرض الشيخ عصام بن صقر القاسمي أبرز الإنجازات الكبرى التي تحققها الشارقة التي اعتبرها إنجازات تراكمية تنبئ بمستقبل مزدهر لإمارة لا ترضى إلا بما يرتقي إلى رؤية البناء والعطاء.
وأعرب رئيس اللجنة العليا لانضمام الشارقة لبرنامج المدن الصحية العالمي عن شكره للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائبة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مديرة المكتب التنفيذي لبرنامج الشارقة مدينة صحية لمتابعتها المستمرة وحرصها على تنفيذ اشتراطات منظمة الصحة العالمية وفق أعلى معايير الجودة وإلى جميع الجهات الاتحادية والمحلية والداعمين والرعاة والمؤسسات وأبناء الشارقة الذين أثبتوا جميعهم وعيهم وانتماءهم للوصول بمدينتهم إلى هذه المكانة المتميزة التي تتوافق مع نهضة إمارة الشارقة الشاملة.
وأشاد الشيخ عصام بن صقر القاسمي بجهود منظمة الصحة العالمية للدعم الفني المتواصل ودورها البارز في خدمة القطاع الصحي العالمي.
وبدوره أشاد الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في كلمته بجهود إمارة الشارقة وبمشاركة قطاعاتها الحكومية دعماً للصحة، وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في اهتماماتها الصحية ووضعها على رأس الأولويات التي كان من ثمارها اعتمادها أول مدينة صحية في الشرق الأوسط.
وقال الدكتور العلوان إن إمارة الشارقة كانت من أوائل المدن التي سجلت في شبكة المدن الصحية إذ وقعت اتفاقاً للتعاون مع المنظمة وأسست لجنة لتنسيق برنامج المدينة الصحية.
وأكد أن نتائج التقييم الذي أجرته المنظمة في إبريل / نيسان من العام الجاري أشارت إلى تحقيق الشارقة إنجازات باهرة في الوفاء بالمتطلبات التي يشترطها برنامج المدن الصحية، مشيراً إلى أنه منذ عام 2012 أوفدت المنظمة بعثتي رصد لتقييم مدى التقدم في تنفيذ الأنشطة ومدى التزام مدينة الشارقة بمعايير ومواصفات برنامج المدينة الصحية التي وضعتها المنظمة.
وأشار العلوان إلى أن أداة التقييم التي استخدمت تركزت في سبعة مجالات رئيسية تتعلق بالتطور الصحي، والتعبئة المجتمعية، والتعليم، وصقل المهارات والتدريب المهني وبناء القدرات، والتعاون بين مختلف القطاعات والشراكة، والمياه ومرافق الإصحاح وسلامة الغذاء وتلوث الهواء، والتأهب والاستجابة للطوارئ.
وفيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية في التنمية الصحية والاجتماعية فقد تجسدت في العمل الذي اضطلعت به المنظمات غير الحكومية المحلية.
كما أشار إلى أن طب الأسرة هو الاستراتيجية الأساسية التي يعتمد عليها تقديم الخدمات في الشارقة مع وجود حزمة شاملة من الخدمات عالية الجودة المتاحة لجميع سكان المدينة.
وذكر العلوان عدة جوانب وردت في تقرير التقييم منها ما يتعلق باشراك المنظمات غير الحكومية بطريقة فعالة في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، مشيراً إلى أن ذلك تجسد في تعزيز صحة الأطفال والأمهات وأنماط الحياة الصحية بما في ذلك مكافحة التدخين والأنشطة البدنية والتغذية الصحية، ولفت إلى أن مبادرة المدرسة الصحية هي إحدى المكونات الرئيسية لبرنامج المدن الصحية.
وأردف العلوان أن برنامج المدينة الصحية في الشارقة يتناول الوضع الاجتماعي للسكان من خلال دور الرعاية الاجتماعية وتقديم خدمات الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن وحماية الضعفاء وإجراء الدراسات الاجتماعية والبحثية بالتعاون مع جامعة الشارقة.
وأضاف أنه فضلاً عن حصول جميع السكان على المياه وخدمات الإصحاح ففي الشارقة تفتيش على سلامة الغذاء ورصد لتلوث الهواء في معظم المواقع التي ينفذ فيها برنامج المدينة الصحية.
وأعرب الدكتور علاء الدين العلوان عن تقدير منظمة الصحة العالمية للالتزام السياسي المستمر والفعال والقيادة الحكيمة للمجلس التنفيذي للشارقة الذي جعل برنامج المدينة الصحية في الشارقة نموذجاً ناجحاً قابلاً للتكرار.
وتم توفير البيانات من خلال تنفيذ المسح الشامل لمواطني الشارقة في مطلع مارس / آذار 2013 بالتنسيق مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ووفرت معظم البيانات والمؤشرات المطلوبة للبرنامج والموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
وتزخر الوثيقة بقدر كبير من المعلومات حول المدينة ومرافقها والأوضاع الديموغرافية والاجتماعية والثقافية والصحية لمواطنيها.
وجرى خلال الحفل الرسمي لإعلان الشارقة مدينة صحية عرض فيلم تعريفي حول برنامج الشارقة مدينة صحية من إنتاج مؤسسة الشارقة للإعلام.
وعرض فيلم آخر عن برنامج الشارقة لسلامة الأغذية، وهو مشروع فريد من نوعه على مستوى العالم يعمل على إعادة صياغة فكرة العمل الرقابي على المنشآت الغذائية ويركز على العلاقة المتميزة بين العمل الحكومي وقطاع المؤسسات الغذائية بما يزيد من الثقة والتعاون بين الطرفين ويحقق الهدف المنشود بسلامة الغذاء.
وجاء اعتماد منظمة الصحة العالمية للشارقة نتيجة منظومة عمل تراكمية تشاركت فيها الجهات كافة في إمارة الشارقة لتوفير الخدمات والمعايير الصحية السليمة، المرتكزة إلى توجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في تحقيق الأمن الصحي وتوفير أفضل المعايير الصحية والبيئية في الإمارة ووضع الصحة على رأس الأجندة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للإمارة وضمان رفاه سكانها.
الحضور
حضر الحفل الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس التخطيط العمراني والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى والشيخ محمد بن صقر القاسمي والشيخ طارق بن فيصل القاسمي وعبدالرحمن العويس وزير الصحة، وعدد من رؤساء الدوائر وأعضاء المجلس التنفيذي وعدد من المسؤولين وممثلي عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.