ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)
الشيخة جميلة القاسمي: مركز الإنتاج والتدريب الإعلامي مستوى متقدم من التوعية، وتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة من العمل في مجال الإعلام
تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيسي الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (الأربعاء 22 نوفمبر 2017) بعيد افتتاحه فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) في مركز إكسبو الشارقة بتدشين أول مركز من نوعه للإنتاج والتدريب الإعلامي كواحد من المراكز والأقسام المكملة لعمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والذي يهدف إلى تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة على الإنتاج المرئي الإعلامي المرئي والإلكتروني.
وقد أثنى سموه على توجه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ بداية عملها كأول مؤسسة من نوعها في المنطقة وريادتها في تقديم الأفضل للأشخاص ذوي الإعاقة بدءاً من المراحل العمرية المبكرة من خلال مركز التدخل المبكر الذي نحتفل بعد أيام وتحديداً في بالذكرى الثالثة والعشرين لافتتاحه رسمياً من قبل سموه في 26 نوفمبر 1994 وصولاً إلى إتاحة أفضل فرص التعليم والتأهيل أمام الأشخاص ذوي الإعاقة لتطوير قدراتهم وتعزيز استقلاليتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم بكل جوانبها أسوة بأقرانهم من غير ذوي الإعاقة، بما فيهم ممارسة حقهم في التعليم الجامعي وإتاحة المجال أمامهم لممارسة مهن ووظائف لم تكن متاحة أمامهم سابقاً كالعمل في المجال الإعلامي.
وبهذه المناسبة توجهت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو حاكم الشارقة لتكرمه بافتتاح المركز الجديد كجزء يسير من أوجه دعمه ومساندته ورعايته الأبوية لكل مجالات عمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبرامجها في خدمة المجتمع عامة والأشخاص المعاقين وأسرهم على وجه الخصوص.
كما توجهت بالتهنئة إلى سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام على النجاح الباهر الذي حققته الدورة الأولى من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) والتي أسست لاستمراره بقوة وثبات كواجهة لجميع المبدعين سواء المنتمين إلى مؤسسات عاملة في المجال أو مهنيين محترفين أو أفراداً مهتمين بفن التصوير بكل مجالاته، وشكرت سعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على استضافة المهرجان لانطلاقة مركز الإنتاج والتدريب الإعلامي وتوفيره منصة هامة وعالمية كالمهرجان الدولي للتصوير للإعلان عن البداية الرسمية لعمل هذا المركز الواعد والفريد من نوعه والذي سيستقطب المزيد من المبدعين من الأشخاص ذوي الإعاقة على تنوعها وفرادتها.
وقالت إن الهدف من إنشاء مركز جديد تحت مسمى (مركز التدريب والإنتاج الإعلامي) هو إيجاد المزيد من الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة حقهم في المهن والوظائف التي يرغبون ويجدون أنفسهم فيها، منبهة إلى ضرورة الابتعاد عن التنميط وتجنب إلصاق مهن بعينها بإعاقات بعينها كما حصل بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مرحلة سابقة، داعية إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل ليس فقط تبعاً لمؤهلاتهم والتدريب الذي تلقوه ولكن أيضاً تبعاً لمواهبهم ورغباتهم التي ينبغي احترامها ومساعدتهم للتمكن منها واتقانها.
وأضافت أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبة كبيرة في الاندماج في سوق العمل وخصوصاً في مجال العمل الإعلامي على الرغم من الحقوق التي كفلها لهم القانون الإماراتي رقم 29 بشأن حقوق المعاقين لسنة 2006 والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ديسمبر 2009.
وأوضحت الشيخة جميلة القاسمي إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية امتلكت منذ تأسيسها عام 1979 رؤية واضحة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، تهدف في محصلتها إلى تمكينهم بالتعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف ليكونوا مشاركين ومستقلين في مجتمعاتهم وقد ضمّنت ذلك في رؤية المدينة ورسالتها.
وللوصول إلى هذه النتيجة ـ تضيف مدير عام المدينة ـ لا بد من مناصرة واحتواء هؤلاء الأشخاص في مرحلة عمرية مبكرة، تبدأ بالتدريب على المهارات الحياتية والأكاديمية، ومن ثم التعليم حتى أعلى مراحله، أو تأهيلهم وتطوير قدراتهم وصولاً إلى دمجهم في سوق العمل.
وبالفعل ـ تقول مدير عام المدينة ـ فقد نجحت المدينة في تدريب وتأهيل عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة وإيجاد وظائف ثابتة ومستقرة لهم سواء ممن درسوا في المدينة وتخرجوا منها أو ممن تقدموا بطلبات من خارجها لمساعدتهم في إيجاد وظائف ملائمة لقدراتهم ومؤهلاتهم، كذلك أنهى عدد من طلبة المدينة دراستهم الجامعية، وبعضهم يعمل الآن في وظائف ثابتة ومستقرة، فيما يجدّ عدد كبير منهم لاستكمال دراسته، ويستعد آخرون للدخول في هذه المرحلة بعد اجتيازهم لامتحانات الشهادة الثانوية.
وأوضحت الشيخة جميلة القاسمي أن المدينة لم تدخر جهداً في إيجاد فرص ملائمة لتدريب وتعليم منتسبيها فطورت من عمليات التأهيل المهني واستحدثت مجالات جديدة، كما أفسحت المجال أمام طلبتها ممن لم تتح لهم فرصة مواصلة دراستهم فأنشأت لهذا الغرض مركز الأمل للصم لتعليم الكبار وإتاحة الفرصة أمامهم لمواصلة دراساتهم وتحسين أوضاعهم.
ويأتي إنشاء مركز جديد تحت مسمى (مركز التدريب والإنتاج الإعلامي) ـ تقول الشيخة جميلة القاسمي ـ في ذات الإطار والتوجه وهو: إيجاد المزيد من الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة حقهم في المهن والوظائف التي يرغبون ويجدون أنفسهم فيها ويستطيعون من خلالها أن يثبتوا جدارتهم وأحقيتهم في العمل لا أن يتم تشغيلهم من قبل المؤسسات العامة أو الخاصة بمنة أو بمكرمة قد لا تنفعهم على المدى الطويل، وكما تقول الحكمة المشهورة: بدل أن تعطيه سمكة كل يوم.. علمه كيف يصطاد.
ومن أهداف المركز الجديد أيضاً ـ توضح الشيخة جميلة القاسمي ـ التوعية بقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من إنتاج محتوى يساهم في تنوير الجمهور وتوعيته في الدولة وخارجها بقضايا هؤلاء الأشخاص وتقديمهم إلى مجتمعاتهم بشكل إيجابي من خلال الأعمال التي سيكونون جزءاً منها أو يقومون بصناعتها بشكل جاذب ومواكب للعمل الذي نراه الآن في الفضاء الإلكتروني والمرئي، وذلك في سبيل توعية الجمهور بقضايا الاشخاص ذوي الإعاقة بأحدث الأساليب المبتكرة والمنتجة من قبل أشخاص خبروا هذه القضايا وعايشوها.
وأشادت مدير عام المدينة في هذا المجال بالتعاون البناء مع شركة خطوة للإنتاج الإعلامي كجهة اختصاص تمتلك الخبرات الكافية تم اعتمادها من قبل المدينة للقيام بعمليات تدريب منتسبي المركز من الأشخاص ذوي الإعاقة وصقل مهاراتهم وتطويرها ما سيسهم في زيادة فرص دمجهم في سوق العمل، وقالت: إن شركة خطوة للإنتاج الإعلامي تكفلت مشكورة ولمدة عام كامل وكجزء من قناعتها بضرورة ممارسة مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع بتصوير برامج وفعاليات المدينة كمخيم الأمل بالشارقة ومؤتمر التقنيات المساندة وغيرها من النشاطات كملتقى المنال الذي نظمته المدينة في مايو الماضي وحملة الزكاة في شهر رمضان المبارك.
ودعت الشيخة جميلة القاسمي في ختام حديثها كل الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يجدون في أنفسهم الموهبة والرغبة في تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في مجال الإنتاج الإعلامي في كل فروعه وأقسامه إلى الالتحاق بالمركز الجديد واغتنام هذه الفرصة الجديدة والنادرة التي تتيحها لهم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للولوج في مجال جديد وإبراز مواهبهم وإثبات قدراتهم فيه.